رد جمع غفير من ابناء شعبي على هذه الفجر وهى تسئ الينا بجهل وعدم معرفة مصحوبة بحماقة تحسد عليها , وقديما قال ابو الطيب المتنبي : لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة أعيت من يداويها وهنالك مثل سوري لبناني ينطبق عليها يقول : (هذا اللى عند الحمار )....! وما عند الحمار لا تملك فجر السعيد اكثر منه . اسمعوا هذه الحكاية : – يحكى أن الأسد أصابته وعكة أقعدته في عرينه، فقلقت أفكار الوحوش عليه وتوافدت للاطمئنان على صحّة مليكها. وبلغ الخبر جماعات البهائم والطيور، فقالوا، ولماذا لا نراعي نحن، أيضاً، خاطر الأسد، ولو من قبيل المجاملة ,فشكَّل هؤلاء وفداً لهذه الغاية برئاسة الحمار وعضوية كلٍ من الأرنب والحسّون. وفيما كان هؤلاء متوجّهين إلى مقام الأسد بادرت الأرنب إلى اختيار بعض الأزهار التي تناسب المقام وجعلتها في باقة متعدِّدة الألوان، كما استعدَّ الحسّون فنظم عدّة أبيات على مقام النهوند والبيات. ولما وصلوا إلى مقرّ الأسد، اجتازوا بين أفراد الحاشية، وتقدَّمت الأرنب أوّلاً، وانحنت بدلال وحياء – كما يليق بمعشر النساء – وقدَّمت الباقة إلى سيِّد العرين الذي ابتسم وشملها بعين رضاه. ثم أخذ الحسّون منبراً فوق مزلاق الباب وأنشد نشيداً ترقرقت به المعاني، فصفَّق له الحاضرون وطاب خاطر الأسد وهنأ الحسّون على رقّة معانيه ودقة أوزانه ورنَّة قوافيه. وجاء أخيراً دور الحمار فتقدّم – " لا حيَّا ولا بيَّا" – وترحرح وتثاءب وتشدَّق وأرسل أذنيه وأسبل شفتيه ورفع عقيرته ونهق نهيقاً دوزانه زعيق وإيقاعه لبيط ولا وزن له ولا قافية مما أثار استنكار رجال الحاشية الذين تحفّزوا للوثوب على الحمار وفصفصة لحمه عن عظامه، بالنظر لقلَّة احتشامه وعدم التقيُّد بالأصول في سلامه وكلامه، غير أن الأسد رفع قبضته في وجوههم وقال: "لا جود إلا من الموجود... هذا الذي عند الحمار.. ولا يعطي المرء إلاّ مما عنده!". فجرى كلام الأسد قولاً مأثوراً إلى يومنا هذا.. وهذا اللى عند الحمار اقصد هذا اللى عند فجر السعيد وتشابهت علينا الحمير . [email protected]