يقال إن الثعلب أذكى الحيوانات ، بينما يعتبر الحمار من أغبى وأبلد الحيوانات على الإطلاق .. وتحكي الطرفة أن الثعلب قد اتفق مع الأسد ملك الغابة أن يجرجر له الحمار ويحضره ماشياً على رجليه ليقوم الأسد بأكله .. وفعلاً ذهب الثعلب إلى الحمار وحكى له أنه مبتعث من «جلالة ملك الغابة» لينقل له رسالة دبلوماسية شفهية وأمراً ملكياً بتعيينه وزيراً في مجموعة «الحقائب الوزارية الجديدة» .. وبالطبع فإن الحمار قد صدق الرواية نظراً لمعرفته التامة بأن الثعلب دائم «الحوامة» في قصر الملك وكثيراً ما ينقل الأخبار والمعلومات بين الأسد والحيوانات الأخرى ، حتى أن الكثير من الحيوانات كانت تعتقد أن الثعلب يعمل في مجال «البوليس السري» ولهذا فإن جميع الحيوانات كانت تصدق الأخبار التي ينقلها الثعلب عن مجموعة الحيوانات بوزارة الغابة .. وبعض الحيوانات كانت تعتقد أن الثعلب عبارة عن «مخبر صحفي» ويشتغل في وظيفة عميل مزدوج لكل الأطراف المتصارعة في الغابة ، ويقوم بنقل «القوالات» بين القطاعات المختلفة ويؤجج نيران الخلافات. وفي كل الأحوال يظل الثعلب مهماً ويلعب دوراً حيوياً تحاول الحيوانات كلها خاصة «المستوزرين» منها أن تحتفظ بعلاقات طيبة معه خوفاً من لسانه ومؤامراته التي لا تنتهي، والمهم في الأمر أن الثعلب أقنع الحمار بأن الأسد قد اختاره وزيراً ويرجو منه ضرورة الحضور فوراً لإستكمال إجراءات القسم وتفنين عملية الاستوزار .. والحمار فرح فرحاً عظيماً وصار «يفنجط» و«ينهق».. وجاءته الحيوانات الأخرى مهنئة بالوزارة والبعض طلبوا منه أن يتذكرهم عندما يقابل الأسد .. وذهب الثعلب والحمار إلى عرين الأسد والذي كان ينتظرهم على أحر من الجمر .. وعندما رأى الحمار هجم عليه هجمة قوية وأمسك به من ذنبه ولكن الحمار جرى وانقطع ذنبه .. وبدأ الحمار يؤنب الثعلب ويلومه على ما فعله الأسد .. ولكن الثعلب أقنعه بأن الأسد كان يريد أن يزيل الذنب حتى يتمكن الحمار من الجلوس على كرسي الوزارة لأن الذنب يمنعه تماماً من الجلوس على الكرسي .. وصدق الحمار ما يقوله الثعلب ، مرة أخرى رجع معه إلى الأسد الذي هجم عليه هذه المرة من ناحية رأسه مما أدى إلي قطع أذنيه .. وجرى الحمار هارباً وهو يلوم الثعلب للمرة الثانية .. ولكن الثعلب أقنعه بأن الأسد كان لابد أن يقوم بإزالة الأذنين حتى يتمكن الحمار من وضع التاج على رأسه حيث يعتبر التاج من أهم العلامات التي يجب أن يرتديها الوزير .. وللمرة الثالثة صدق الحمار كلام الثعلب وتبعه نحو عرين الأسد متمنياً أن يتم استكمال إجراءات تعيينه في منصب الوزير بعد أن صار جاهزاً للأمر بفقدان الذنب وفقدان الأذنين .. ولكن هذه المرة كان الأسد جاهزاً وهجم على الحمار الغبي هجمة قوية وقطع رأسه وأكله هنيئاً مريئاً .. حكينا هذه القصة المقتبسة من كتاب «كليلة ودمنة» بعد أن وجدنا أنها ربما تتطابق تماماً مع قصة »واحد صاحبنا» .. كان من الأعداء الألداء ولكن جاءت به الموازنات فصار «الشريك العدو» ولعب به الخيال وربما أقنعته «الثعالب» بأنه ربما يتم ترفيعه ويجد فرصة لموقع كبير ما كان يحلم به في حياته .. والرجل صدق الحكاية وجهز نفسه لإستقبال مردود المنصب الكبير ولكن هجمت عليه الأسود وقطعت ذنبه .. ولا زالت الثعالب تقنعه بأنه على الرغم من فقدان الذنب وفقدان الأذنين فهناك احتمال أن يستمر في ممارسة «العكننة» حتى يقبل الأسد أن يجلسه بجواره على كرسي جانبي .. ومن المؤكد أن الحمار سيفاجأ بأنه قد فقد رأسه في الأيام القليلة القادمة .. يا جماعة انتو فاهمين حاجة واللا أنا بتكلم في الفاضي ساكت ..؟!!