في يوم موعود من ايام النضال ضد حكم الطغيان في السودان استشهد طالب من طلاب الجامعة الأهلية بأم درمان وهو يخطب في حرم الجامعه في اجتماع سلمي مثلما يفعل الطلاب في سائر بلاد العالم. لكن حكام البغي والعدوان وأعداء الديمقراطيه وحقوق الإنسان يقلقهم أن يمارس الناس أدنى الحريات: حرية التعبير. هذا هو الذنب الذي ارتكبه الشهيد محمد الصادق ويو. لم يكن يدعو إلى الثورة أو قلب نظام الحكم، بل لم يخض في أي شأن من شئون السياسية. كان فحسب يلفت أنظار زملائه إلى المآسي التي يرزح تحت وطأتها مواطنونا في جنوب كردفان. كان يجري ذلك في اجتماع هادئ يسوده نظام وانضباط قلما تجد مثله في اجتماعات الطلاب في كثير من الجامعات في العالم. لكن برغم ذلك، صوبت الرصاص إلى صدره يد آثمة، لا يدرى ما إذا كان صاحبها أحد أفراد الأمن أو أحد عملائه المنبثين بين طلاب الجامعات. فارق الحياة ولم يجاوز العشرين من عمره وهو في السنة قبل الأخيرة من التخرج بعد مسيرة علمية تغلب علي صعابها بجدٍ وإجتهاد ورثهما عن أبيه الصادق ويو. لقد عرفت الصادق عن قرب حين التحق بخدمة مفوضية استفتاء الجنوب، فكان مثالاً للصدق والأمانة والانضباط والتفاني في أداء عمله. الآن وقد بدأت تراوده بارقات الأمل في تخرج أكبر أولاده ليساعده في تربية صغار إخوته، إغتالته يد آثمة من أيدي نظام قضى ما يقرب من ثلاثين عاماً في البطش بالشعب السوداني وتشريد مواطنيه وحرمانهم من أدنى الحقوق والحريات. ألا رحم الله فقيد الوطن وشهيد الحرية الشاب محمد الصادق ويو، والهم ذويه وزملاءه وسائر المواطنين الصبر والسلوان في فقده الجسيم وأعاد للسودان الحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان. البروفسير/ محمد ابراهيم خليل