فى كل مرة يصدر تصريح مؤسف ومحزن ومخجل من المجتمع الدولى، من هنا وهنلك، يعلن فيه أسفه لعدم إعتقال البشير كلما هبط مطار دولة "ما" ثم غادرها بآ شكل من الأشكال، متخفيا أم بصورة عاديه وببرتكول معروف عند وصول الرؤساء ومغادرتهم أرض دولة أو حينما يهرب كالفئران كما حدث، فى جنوب أفريقيا أو كالقطط السمان كما حدث فى نيجيريا ويوغندا حيث لم يواجه فى الدولتين الآخريتين – الزنقة - التى واجهها فى دولة جنوب أفريقيا حيث ضيق الحبل على رقبته وشم رائحة " لاهاى" بأنفه. على الرغم من أنه لم يواجه فى زيارته الأخيره ليوغندا ومن قبل فى نيجيريا – زنقة – جنوب أفريقيا، لكنه بدون شك شعر بنوع من "الضغط" وعدم الإرتباح أنعكس ذلك على طريقة ضحكه مما يدل على إحساس إحساس بتوتر أخفاه خلف تلك الضحكة. واصبح معهود بعد إنتهاء أى زيارة له ثقيلة على أى نظام وأى شعب فى الدنيا، يخرج "كتبة" النظام فى الصحف والمواقع الإلكنرونية يتحدثون عن بطولة وشجاعة "الأسد" النتر و"الفارس" الجحجاح وكأن الدول فى العصر الحديث تحتج الى حاكم رباط و(بلطجى) وقائد عصابة لا الى حاكم عادل ونزيه وعاقل ومتعلم ومفكر ومثقف يعرف فى السياسة والٌإقتصاد والأدب والموسيقى وأشياء أخرى. الغريب فى الأمر بعض أولئك "الكتبه" يقيمون فى دول الغرب ويستمعون بنعيمها وجناتها وحريتها وديمقراطيتها والتزامها بالقانون، كما استعرضت فى مقال سابق كيف أن الرئيس يستقيل فى تلك أو يقال لأقل خطا يقع فيه ترى المؤسسات العدليه بأنه مهدد لوحدة البلاد أو النظام الديمقراطي فيها، أو بسبب فساد أقل كثير مما كشف عنه فى نظام الإنقاذ والذى تسبب فى الديون المرهقة لكاهل الوطن. والمحير كذلك عندما تسمع أو تقرأ كلاما لرئيس النظام أو لأحد أزلامه أو كتبته منتقدين (المحكمة الجنائيه) ، بعد عودتهم سالما غانما لأرض الوطن وهم مسرورين يمدون السنتهم ورجولهم ، خالطين الباطل بالباطل مرددين كلاما عن أن تلك المحكمة "مسيسة" ولا تستهدف غير الأفارقة وحدهم، دون أن يبينوا للبسطاء بأنها حاكمت من هم ليسو بأفارقه وتحاكم رئيسا مسيحيا منتصرة لحاكم مسلم. الكذب والخداع والتضليل اصبح بضاعة لا ثمن لها والمهم فى الأمر هل نفى لرئيس) النظام الذى يطارد حتى فى السموات، بأنه لم يرتكب مذابح ومجاذر فى العديد من بقاع السودان .. الم يتحدث عن أنهم اخطأوا فى حق أهل دارفور وقتلوهم بدون ذنب .. الم تنشر له الفيديوهات الخطب الحماسية الى يردد فيها " قش أكسح ما تجيبو حى" .. الم يعترف النظام بعد توقيع إتفاقية السلام عام 2005 بأنه صفى اسرى الحركة الشعبيه؟ الم يعرض النظام على اسر شهداء إنتفاضة سبتمبر 2013 (دية) مقابل دماء أودلاهم، ثم السؤال الأهم من ذلك كله، هل يمكن أن يحاكم الرئيس داخل بلده وهو القائد الأعلى للجيش المنوط به حماية الدستور وهو الرئيس الأعلى للقضاء المنوط به محاكمة المجرمين وإستصدار اوامر القبض والإعتقال وهو القائد الأعلى للشرطة التى تنفذ تلك الأوامر القضائيه بالقبض والإحضار .. لو كان اسدا فعلا كما يردد الأزلام والسدنة، لأختار طريقا من ثلاثه طرق لمصلحة وطنه ولكى يفك عنه الحصار وتعفى الديون حتى لا يأتى وقت لا يكون فيه ميسور إعفائها. تلك الطرق تتلخص فى أن يقدم نفسه للعداله الدولية مثلما فعل الرئيس الكينى أوهورو الذى خرج منها حاملا صك براءته أو أن يركب طائرته ويهبط فى مطار بلد يحترم القانون والمواثيق ولا يخشى لومة لائم لأنه يفعل ذلك مع رؤسائه فى قضايا أدنى وأقل، ثم حل ثالث أهون من الإثنين أن يطلب من أجهزته وفى مقدمتها البرلمان أن يختار بصورة مؤقتة رئيسا فى مكانه كما حدث لرئيسة "البرازيل" وأن يمثل أم عدالة حقيقية ونزيهة وأن توفر كافة الضمانات لنزاهتها على أن تتم المحاكمة على يد قضاة من شرفاء السودان المعروفين بنزاهتهم والذين تم إبعادهم لا لسبب يتعلق بالشرف والأمانه وإنما "للصالح العام" الذى يعنى "تمكين" النظام لكى يهيمن على كآفة مؤسسات الوطن ومواقعه المختلفه. إذا فعل ذلك فى الحالتين الأولى والثانية يكون حقيقة (اسدا) ح لو كنا ضده، وكنا على الأقل سوف نحترم "مجرما"، أما إذا فعل الثالثه وهى أهون من الإثتين فسوف يصبح على أقل تقدير شبل اسد بخلاف ذلك فهو لا يستحق أن يوصف بأنه (لبوة) لا أن يغنى له الفارس الجحاح. السؤال الذى يطرح نفسه لماذا لا يسعى المجتمع الدولى على نحو جاد لإعتقاله ويكتفى فى كل مرة ببيانات الأسف والشجب والإدانة هل صعب على تلك الدول أن تأمر أى دوله يهبط على أراضيها أن تعتقله ، فتطيع تلك الدولة صاغرة؟ فى هذا الجانب أعنى الغالب الدول العظمى التى تتدعى أنها تعمل لتحقيق العدالة والإقتصاص للأرواح التى زهقت بالملايين فى اى مكان فى العالم. ذلك الأمر ليس صعبا، لكن عدم (إعتقال) المجرم يريحها لأنه بيديه لا بقواته أو خصما من ميزاتياتها يدمر بلده ويضعف شعبه فى كآفة الجوانب سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا وفى جانب التعليم والثقافة، فلماذا تضع نفسها فى موقف مثل الذى جرى فى العراق وليبيا وسوريا واليمن؟ ثم لماذا تساعد الشعب السودانى فى التخلص من طاغية حتى يأتى نظام ديمقراطى يصبح من حقه المطالبة بإعفاء الديون الباهظة التى وصلت حتى اللحظة قرابة الخمسين مليار دولارا، والتى أهدرها النظام فى الميزانية الأمنية والعسكرية والجهادية وفى الفساد وفى شراء الذمم فى الداخل والخارج. أما دول العالم الثانى والثالث، فإنها لا تجروء لتوقيفه لأن بعضها يمارس نظامه وقادته نفس السلوكيات التى يمارسها رئيس النظام – الإنقاذى - مع شعبه، ديكتاتورية وقمع وإستحواذ على السلطة والبقاء فيها لسنين طويلة وجرائم قتل وإبادة وإن لم تصل لحجم الماساة وعدد القتلى فى السودان، إضافة الى ذلك فبعض تلك الدول تستفيد فى إنعاش إقتصادها من موارد وأراض شعب جائع ومريض ومنهك. دول آخرى كدول الجوار، الكيرى والصغرى ترى من مصلحتها تكمن فى بقاء مثل هذا الرئيس مهما كان شكل العلاقة به لأنه فى النهايه لابد من أن يرضخ وينصاع وينفذ أجندتها ورغباتها، لذلك تسمع تصريحا لأحد زعماء أو قادة جيوش تلك الدول يقول فيه أن المساس بحدودهم وارضهم خط أحمر، أما فى جانب رئيس النظام وزمرته، فالعلاقة مع تلك الدولة هى الخط الأحمر، مهما حدثت إنتهاكات وإستفزازات ونحن نقدر جدا الوضع الذى فيه (النظام) وكيف أنه اضعف جيشه من أجل ضمان البقاء على الكراسى، ولا ندعى بأنه قادر على دخول حرب مع اى دوله مجاوره، لكن على الأقل "النخوة" تلزمه بأن تصدر منه مواقف رجولية فى الحد الأدنى مثلما تظهر رجولته وفروسيته و"جهاده" مع الضعفاء والأبرياء والعزل من الناشطين وطلبة الجامعات فى بلاده. إضافة الى كل ذلك فالدول القليلة المقتنعة بما ارتكبه من جرائم فظيعة وأنه يستحق الإعتقال والترحيل للمحاكمة فى لاهاى تعلم جيدا أنه ينتمى لتنظيم – دينى - متطرف ، له أكثر من 90 فرعا فى كآفة دول العالم وله علاقات قوية بالأرهاب وبجميع اشكاله الديني وغير الدينى هنا نذكر بأن "كارلوس" كان هنا، فتخشى تلك الدول إذا قامت بإعتقاله أن تتحرك الخلايا النائمه داخلها، خاصة التى فيها عدد من (المسلمين) لا يستبعد أن يكون بينهم (إسلاميين) وأن تصبح مستهدفه وهى تلاخظ أن مواجهة الإرهاب عاجزة عنه دول كبرى وقوية أقتصاديا وعسكريا العالم الأول أو الثالث، ويكلفها الكثير فى جميع الجوانب، فلماذا تلجأ الى ذلك إذا كان بإمكانها الحصول على مصالح ومنافع وأموال كثيره، طالما هو يهبط على مطاراتها ويغادر مفزوعا وراجفا كالأرانب، وعنما يصل مطار بلده يقابل كالأبطال وبالأحضان وتعزف له الموسيقى ويغنى له (الفارس الجحجاح) وبعض من مستقبليه تشاهد على شفاههم إبتسامات عريضة وأحيانا فى عيونهم دموع التماسيح ، خاصة حينما تكاد أنوار (لاهاى) ، إن تضئ إحتفاء بقدوم ديكتاتور ومجرم حرب وإبادة جديد ظل هاربا من العدالة لعدد من السنين. للأسف من بين اؤلئك المستقبلين والباكين بدموع التماسيح، من ينتمون للجهات التى حدثت فيها أكبر جرائم القتل والإبادة الجماعية والمجازر والمذابح. كل ذلك يحدث لأن الرئيس ينتمى لنظام إرهابى "عقائدى" وظلامى، فالإسلامى الدارفورى عدو لأهل دارفور العاديين وهكذا الإسلامى فى شرق السودان وفى شماله ووسطه وجنوبه بل فى جبال النوبة التى تشهد الآن أفظع وابشع أنواع المذابح والمجازر والتى م تحدث من قبل والمجتمع الدولى عاجز عن أصدار حظر طيران عسكرى فى كآفة أجواء السودان دعك من أن يعتقل المجرم الأول الذى يرتكب تلك الفظائع وهو "رئيس" النظام شخصيا. لذلك لو كان رئيس (النظام) علمانيا أو ليبراليا، أىغير إرهابى ولا ينتمى الى تنظيمات إرهابية، وأنه يعترف بالقانون ويحترمه لسلم نفسه أو تم إعتقاله منذ زمن مبكر ولواجه المحاكمة ولأرتاح بلده وشعبه ولعمل الف حساب من يأتى بعده، لأن من أمن العقوبة اساء الأدب .. الم يعتقل اللواء/ عبد العزيز خالد، حتى لو كان أمر إعتقاله صادر من الأنتربول لا من المحكمة الجنائيه التى يفترض أن تنفذ قراراتها حتى من قبل الدول غير الموقعة على ميثاقها؟ ثم إذا كان البعض يرى بأن مذكرات (الأنتربول) وضعها مختلف من قرارات المحكمه الجنائيه، الم يطلق سراح الإعلامى "الإخوانى" بقناة "الجزيرة" أحمد منصور المتهم فى جريمة تعذيب متظاهرين فى مصر خلال ايام ثورة 25 يناير، ضمن مجموعة معتقله فى بلده والإدله الثبوتية متوفرة وموجودة على اشرطة اليوتيوب؟ للأسف العالم اليوم محكوم بالإرهاب وبسطوته لذلك لا يلام شعب السودان ولا يمكن أن يتهم (بالخنوع) والخضوع لأنه ا اسوأ أرهاب ففى كل حى فى مناطق الوعى، الان فى السودان يسكن أكثر من "رباط" و"بلطجى" مسلحين أحيانا بالكلاشنكوف والشعب أعزل. ولا زالت الحسرة كبيرة فى عدم توفر قناة فضائيه أو يكون هنالك سعى جاد فى ظهورها، لكى تكشف وتعرى هذا النظام الفاشى النازى الدموى، وفى كل يوم تظهر قناة جديدة إذا لم تكن موالية للنظام فهى تتعامل معه "بمسك العصا" من وسطها والأنتربت والكتابه على المواقع الإلكترونية تحقق الكثير من الوعى لكن " التغيير" الحقيقى وإسقاط الأنظمه الفاعل فيه الرئيس البسطاء الذين لا يعرفون طريقا لهذه المواقع خاصة فى بلد تصل فيه نسبة الأمية الى أكثر من 70% وميزانية الأمن والمليشيات فيه تصل الى تلك النسبة على حساب الصحة والتعليم والثقافة والفنون. تاج السر حسين – [email protected]