كالعادة وكلما هم رئيس (النظام) بالسفر الى دولة من دول الجوار أو الأقليم، خاصة التى لها علاقة بأى شكل من الأشكال بالمحكمة الجنائية الدولية أو بالتوقيع على ميثاق روما مثل مشاركته الأخيره فى مؤتمر القمة الأفريقى المنعقد فى (جوهنسبرج)، بادر جهاز أمن النظام وعملائه وأرزقيته ومأجوريه باطلاق (بالونة) اختبار فى الصحف ومواقع التواصل الأجتماعى تقول أنه لن يترأس الوفد المغادر لهذه الدولة أو تلك، خشية من اعتقاله، وما هو معلوم أن العدة اللازمه لنجاح تلك الزيارة أو المشاركة تكون رتبت مسبقا، من دفع أموال ورشاوى لمسوؤلين فى تلك الدول وللأسف عالمنا (الأفريقى) موبوء بذلك المرض العضال، أو بتقديم تنازلات والتخلى عن مواقف سابقة تنتهى بعقد (نكاح) ومصاهرة برعاية النظام كما حدث مع دولة (تشاد) من قبل أو بالصمت وغض الطرف عن اغتصاب اراض سودانية كما حدث فى الأراضى المتنازع عليها مع اثيوبيا (الفشقه) أو فى النزاع مع مصر حول (حلائب) التى سوف يكشف التاريخ بالوثائق أن من فرط فيها وتنازل عنها هو هذا النظام الذى يتشبث بالسلطة وكراسى الحكم أكثر من تشبثه باراض السودان أو بالعمل من أجل مصلحة شعبه. وبعد أن يأمن (المطلوب) نفسه تماما ومهما كان الثمن ومهما كان حجم التضحيات والتنازلات، ويركب طائرته ويصل الى ارض تلك الدولة، ويصبح فى (رحمة) قادتها وقضاتها بامكانهم أن يفعلوا به ما يشاوؤن وتصبح المسافة ضيقة جدا لا تزيد عن سمك سبيبة فى شعر رأسه، بين اعتقاله (مكبلا) وترحيله الى (لاهاى) أستجابة لنداء الضمير الأنسانى والعدالة الدولية، أو أن يترك (المجرم) طليقا، يتحدث بأسم دولة – راجفا - ولا يستطيع تمثيلها بالصورة المطلوبة لدرجة (هوانه)، كالعادة يخرج (المطبلاتية) وحارقى الأبخرة من جحورهم مغنين ببطولة أسد بيشه والفارس الجحجاح الذى ذهب ووطأت قدماه أرض تلك الدولة وكأنه دخلها (غازيا)، وهم لا يدرون حجم الأموال التى بذلت والتنازلات التى تمت والمواقف التى بدلت لكى يصل (فقط) الى تلك الدولة ويعود سالما دون تحقيق أى مكاسب للوطن. للأسف عدم الأهتمام بالتعليم النوعى وبالثقافة العامة، ذلك الفعل (الممنهج) الذى قام به (النظام) هو الذى جعل كثير من الفاقد التعليمى والثقافى يؤيدون مثل هذا النظام القبيح الفاشل الفاسد وقائده لمدة زادت عن الخمسة وعشرين سنة ولا يشعرون بذرة من الحياء أو الخجل. لكن ما هو اعجب من كل ذلك أن (جوقة) المطبلاتية وذلك الفاقد الثقافى لا يعلم بأن مجرد تقديم مقترح (افريقى) يشارك فيه السودان أو أن يتبنى الأفارقه مقترحا سودانيا يقدم للمحكمة الجنائية (لتأجيل) النظر فى قضايا السودان ومع تحفظنا على تلك المشاركة، فهذا يعنى (تعاون) النظام و(تعامله) مع المحكمة الجنائيه الدوليه، بعد أن خدع اؤلئك المطبلاتية لردح من الزمن بأنه لا يعترف بها ولا يتعامل معها وروج الى أنها محكمة سياسية تستهدف الأفارقة وحدهم، و(النظام) يعلم أن كثير من الأنظمه الأفريقيه تشابهه فى تلطخ ايادى زعمائها بدماء شعوبهم وبتورطهم فى الفساد بجميع اشكاله، لذلك تطربهم مثل تلك العبارات الرنانة. أما تحفظنا على مشاركة (نظام) السودان فى تلك اللجنة الأفريقية المصغره فهو مؤسس على فهم وسؤال يقول كيف يقبل اؤلئك الزعماء الأفارقة مقترحا سودانيا أو أن يشارك النظام السودانى فى لجنة اختيرت لتقديم ذلك الأقتراح، - رغم انه (يورط) النظام فى تأكيد تعاونه مع المحكمة الجنائية – لكن هل حدث فى اى مكان فى الدنيا أن شارك (مجرم) فى تقديم اقتراح لمحكمة تطالب بأعتقاله ومحاكمته على جرائم ارتكبها وأثار الدماء التى تلطخ يداه لا زالت موجودة وآخرها ما حدث فى الجريف؟ وكيف يقبل الأفارقه بأن (ينحشر) نظام السودان وسطهم وهو يضلل شعبه ساخرا من تلك (المحكمة) ومدعيا بأنها اصبحت بلا قيمة؟ أنهم لا يخجلون كيف (تستجدى) محكمة لتأجيل النظر فى جرائمك، وأنت تصفها بأنها اصبحت بدون قيمة؟ آخر كلام: سدد (النظام) ضربة قاضية فى جسد الحزب الأتحادى الديمقراطى، وأنتهى منه بصورة كاملة وكما خطط تماما منذ 30 يونيو 1989. فبعد أن شق صفوف ذلك الحزب قبل الأنتخابات الزائفه، ووضع الحسن الميرغنى فوق الحزب ومؤسساته .. وبعد أن حرضه للتخلص من مجموعة العشرة ودعمه فى ذلك الفعل الشائن. أنتهت الأنتخابات الزائفة كما ارادها (النظام)، بعدها مباشرة اصدر مجلس احزابه الذى يأتمر بأمره قرارا جديدا أعاد به اؤلئك العشرة الى مواقعهم ضمن صفوف الحزب. ولا زال الحسن الميرغنى فى موقعه وموقفه من المعارضة. لا ادرى كيف يضع البعض اياديهم فوق يد نظام، افضل عمل يجيده منذ أن انقلب على الديمقراطية هو تفريق وتفتيت خصومه واصدقاءه؟ سؤال أين (دبجو) وما هو موقعه فى حكومة (النظام) الجديده؟ تاج السر حسين – [email protected]