رحم الله الرجل وغفر له وهو الآن بين يدى مولاه، اشعر بأنه يعذب عذابا شديدا ويحتاج للدعاء من الجميع خاصة من تلاميذه ومريديه ، وأن يتخلوا عن المكابرة والنفخة الكذابة والإدعاء الباطل حتى يخفف عنه الكثير مما هو فيه ولا أتمنى حالته على أى إنسان، من أى جهة كان أو أى دين أو أى طائفة كانت. وإذا كان (الإسلاميون) خاصة (الأخوان المسلمين) يرفضون ما نقول بناء على تل المكابرة ونحن ننتقده أفكاره وتصرفاته حيا أو ميتا (برفق) وكشخصية عامة لا يجوز السكوت عن تقويمها التقويم الصحيح فإن رفاقهم الإسلاميين مثلهم قد إنتقدوه بعنف وغلظة حيا وميتا وكفروه وأخرجوه من الملة واشرطة الفيديوب موجوده لمن أراد أن يرجع اليها والكتب التى كتبت فى ذلك الجانب تملأ المكتبات من بينها كتاب (السيف المسلول فى الترابى شاتم الرسول). مرة أخرى غفر الله للرجل ذنوبه وأخطاه وخطاياه فى حق وطنه وشعبه والعالم كله من بعد ذلك، حيث لا زال الشعب السودانى يعانى مما كان يخطط له ويقوله ويفعله وأنت تشعر بأن حديثه غير مقنع وأن فكره غير متسق، ولا يستند على مرجعية دينية أو إنسانية، كلما فى الأمر مواقف عشوائيه تتخذ مهما كان ضررها ومهما كانت تكلفتها لا درى الى أين يمكن أن تقود ثم تتبع ذلك تبريرات تستخدم فيها، إستخداما سئيا، مفردات اللغة العربية التى تحمل كلمة "عين" فيها أكثر من 5 معان قد لا تجد معن منها يقترب من الآخر. بعد متابعتى للجزء الرابع من حوار د. الترابى مع الإعلامى/ أحمد منصور، الذى بث يوم الأحد الماضى كالعادة والذى أعدت الإستماع اليه، تملكنى شعور بأن تلك الحلقات ، لم يوص الترابى بعدم بثها فى حياته بل حتى بعد وفاته، وأنه طلب وقف بثها تماما فى أى وقت من الأوقات لأنه سجلها وأدلى بمعلومات صادقة أو كاذبة مسترسلا ومبررا ما لا يمكن أن يبرر، مثل قبوله بعضوية "الإتحاد الإشتراكى" وبالتوزير خلال فترة حكم المرحوم (جعفر نميرى). أما الذى يهمنى فى الجزء الرابع من ناحية شخصية، هو أن الترابى – سرق - إنتفاضاتنا وهبتنا القوية عام 1973 ضد نظام (مايو) التى عرفت بإنتفاضة "شعبان"، وشهودها أحياء، فتلك كانت اول إنتفاضة فى تاريخ السودان الحديث – نوعا ما - تنطلق من المدارس الثانويه ثم تنضم اليها جامعة الخرطوم حيث كانت بدايتها تحديدا من مدرستى التى أعتز بها "أم درمان الأهليه الثانوية الحكومية" ولقد كنت شاعر تلك الأنتفاضة، أجلس فى إحدى قاعات المدرسة التى إعتصمنا داخلها لعدد من الأيام أو اذهب للبيت وأعود وفى يدى قصيدة اقرأها من خلال الإذاعة الداخلية للمدرسة. من قادة تلك الإنتفاضة الأخ/ الهادى الشيخ، الذى يقيم فى نيويورك منذ عام 1974 وقد زرته فى عام 2000 فى قاعة ضخمه فى "مانهاتن" أعتقد أنه يملكها وما كان معروف عن الهادى وقتها بأنه ينتمى للإخوان المسلمين. صحيح أن شرارة تلك الإنتفاضة كانت إعتقال طالب (إخوانى) من طلاب المدرسة فى مساق الرياضيات إسمه "عبد القادر" أبيض اللون، الذى زاد الغضب فى النفوس أننا سمعنا بأنه قد تعرض لتصرفات غير "أخلاقية" فى معتقلات الأمن، ولقد شككت فى أكثر من مرة بأنه نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات الحالى فهو أبيض اللون مثله وإسمه عبد القادر وطريقة حديثه نفسها كطريقة حديث ذلك (العبد القادر) ولو لم يكن إخوانيا لما وضع فى مثل هذا المنصب الخطير، فأذا كان هو نفسه ، كيف يوضع فى مثل هذا المنصب الحساس، وهو بدون شك يعانى من اثار ماقيل حدث له، بالطبع بدون ذنب فيه وبالطبع سلوك وتصرف مدان ومرفوض. لا أريد أن اطيل فى هذا الجانب ولكن المدرسة الأهليه بأم درمان فعلا كانت "اسطوره" فى ذلك الزمان كما وصفها أحد الأطباء "اليساريين" الكبار التقيته مع قريب لى وهو صديق له وزميل فى المهنة وقد كان قريبى عائدا فى إجازة من البلد الإسكندنافى الذى يعمل فيه لعدة سنوات، عندما سألنى ذلك الطبيب عن مدرستى فقلت له إنها الأهليه الثانوية العليا بأم درمان، فقال لى " أنت تدرس فى مدرس اسطورة" ولم يزد على ذلك. فضحك قريبى رحمهما الله الإثنين وقال لى دكتور "فلان" ومنذ أن كنا طلابا فى شرق أوربا، دائما يصف كل شئ له قيمة بأنه "أسطورة".. فشعرت عندها بالزهو وبالمزيد من الفخر والإعتزاز. الشاهد فى الأمر أن (الترابى) سرق إنتفاضتنا تلك مثل أشياء كثيرة اخرى، نسبها للأسلاميين مع أنه قال كان وقتها مسافرا فى الخارج وعاد فى شهر أكتوبر وهنا اطرح سؤال يجيب عليه ابناء دفعتنا الذين يمرون على هذا المقال، هل الأخ/ عبد الرحمن التلب – مثلا - الذى كان معروف بالدهاء وبالحركة وعقله يسبق عمره بالكثير، وهو أحد من خططوا لتلك الإنتفاضة، وكان دوره الأساسى الإتصال بباقى المدارس الثانوية، المؤتمر وتلودى وبيت الأمانة وغيرهم من مدارس، هل كان إسلاميا أم أقرب لليسار إذا لم يكن شيوعيا وقتها؟ بل كان معه فى ذلك الوقت كادر من اشرس كوادر (الشيوعيين) لا اريد أن اذكر إسمه الان حتى لا أحرجه، بعد أن تحول واصبح (إخوانيا) يرتدى جلبابا قصيرا ويعفى لحيته ومثل هؤلاء يقال عنهم داخل تنظيم الأخوان، "إخوان سلفيين" وهم أكثر قربا وإقتناعا بمفاهيم ابن تيمية وسيد قطب، التى هى اساس – التطرف - بيما الأخرون والذين يظهرون على السطح دائما (برجماتيون) يعملون وفق المنهح (المكيافيلى) ومن بينهم الشيخ (الترابى) نفسه وخليفته (على عثمان محمد طه). الذى حدث فى تلك الإنتفاضة بعد إعتقال الزميل عبد القادر ، وقد قيل لنا أنه قبض عليه وكان يحمل حقيبة بداخلها منشورات، فأجتمعت المدرسة الضخمة ، كلها التى وكان الفصل الواحد منها يتكون من عدة أنهر مثلا تجد اولى أحمد حسن وأولى صديق فريد وأولى الهادى وهكذا الثوانى والثوالث بعد السلم التعليمى، حيث لا توجد روابع وتلك الأسماء التى ذكرتها كانت اسماء مؤسسين للمدرسة أو معلمين واساتذة رواد. أجتمع طلاب المدرسة جميعهم أمام مسرح المدرسة حيث يوجد ميدان (منجل) يفصله ممر الى جزئين والمدرسه وقتها منقسمه تماما – كأغلبية - بين الإسلاميين تحت مسماهم المعروف خلال فترة النميرى والجزء الآخر تحت إسم الجبهة الديمقراطية ولم يكن فى المدرسة كلها فى ذلك الوقت – تقريبا- جمهورى واحد خلاف الدكتور/ الطيب أحمد النعيم ولعله كان مبتدئا حينها فقد كان كثير المزاح على خلاف الجمهوريين الودودين الطيبين فى جدية واضحة، ووقتها لم تظهر بعد فى المدارس الثانوية تنظيمات بشكل واضح مثل (البعثيين) أو القوميين العرب وبالطبع لم تظهر فى الوجود حركة (حق) التى تاسست بعد إنفصال المرحوم الخاتم عدلان عن الحزب الشيوعى. كان الهدف من ذلك الجمع، هو التصويت بصورة ديمقراطية مع أو ضد الخروج فى "مظاهرة" للمطالبة بإطلاق سراح الزميل "عبد القادر" دون السؤال أو الأهتمام عن، إتجاهه وهل كان مخطئيا أم مصيبا، وهل كانت معه منشورات أم لا، الذى كان يهمنا إطلاق سراحه، خاصة بعد الذى تسرب عما لاقاه فى معتقله. تم التصويت بصورة سريعة وسهلة للغايه، حيث طلب من الذين يوافقون على الخروج أن يقفوا فى جانب من جوانب الحديقه – بالطبع الإسلاميون إختاروا الميمنة - بينما طلب من الطلاب الرافضين للخروج أن يقفوا فى الجانب الآخر، الذى حدث لم يقف طالب واحد فى المكان الذى خصص للرافضين، وهذا ما يؤكد أن تلك الأنتفاضة كانت بدايتها المدرسة الأهلية وبخروج الطلاب جميعهم من كآفة الإنتماءات السياسية دون تمييز الى لونهم السياسى وأتجاهاتهم الفكريه وقد كنت بالطبع من بينهم – مستقلا – وإن كنت أقرب وجدانيا للجبهة الديمقراطية ومن الأفكار الإشتراكية وكان أعضاء الجبهة الديمقراطية يهتمون بدعوتى لحضور ندواتهم وفعالياتهم أذكر منها ندوة نظموها داخل المدرسة تحدث فيها الدكتور/ عصام البوشى، ومن خلاله تعرفت على الفكرة الجمهورية لأول مرة بصورة علمية وحقيقية. المهم فى الأمر فعلا خرجت المظاهرة للشارع وكان فى قيادتها الأخ/ الهادى الشيخ، ربما بحكم تركيبته الجسمانية الضخمه حيث كان يبدو أكبر عمرا من باقى أقرانه. وكان السودان لا زال بخيره نوعا ما التزاما بالقوانين حتى فى ظل نظام إنقلابى، فقد بدأت مواجهة تلك التظاهرة من القسم الشمالى بأم درمان وكان يقف أمام الشرطة (قاض) لكى يمنعهم أو يوافق لهم على أستخدام العنف وبأى مستوى، وكانت التعليمات للطلاب قبل الخروج من المدرسة، إذا واجهتهم قوات الشرطة ان يجلسوا على الأرض وكان الهدف المحدد هو التحاق تلك التظاهرة بعد أن ينضم اليها عدد آخر من المدارس فى الطريق بطلاب جامعة الخرطوم ولقوة المظاهرة وكبر عدد الذين شاركوا فيها من مختلف المدارس الثانوية، قامت السلطات بإغلاق كوبرى النيل الأبيض من ناحية أم درمان المؤدى للخرطوم. على كل حال كانت إنتفاضة قوية ومؤثرة للدرجة التى أخافت النظام وجعلت وزير التربية والتعليم وإسمه (محمد خير) – مشلخ شلوخ شايقية - أن يأتى للمدرسة الأهلية وأن يخطب ود الطلاب قبل أن يخطب فيهم متحدثا عن عظمة وتاريخ المدرسة الأهليه وأن يذاع حديثه على راديو أم درمان عقب نشرة الساعة ثلاثه عصرا حيث قال بالحرف الواحد:" أن طلاب الأقاليم بوعى اولا وعى يتبعون لطلاب العاصمة وأن طلاب العاصمة بوعى أو لا وعى يتبعون لطلاب مدرسة أم درمان الأهليه". رغم ذلك فكلماته لم تنفع أو تشفع، فتواصل الإعتصام وتواصلت المظاهرات، فجاء من بعده دكتور/ قلندر، وقد كان طبيبا له رتبة بالسلاح الطبى ثم عين "محافظا" للخرطوم، لكنه لم يستطع مخاطبة الطلاب الذين زفوه وطاردوا سيارته خارج سور المدرسة من ناحية " ود نوباوى" هاتفين " قروش الكدايس يا قلندر" كنايه عن توجيه صدر منه كمحافظ بأن يدفع مبلغا من المال لكل مواطن يمسك "بقط" أعتقد المبلغ الذى حدد كان 10 قروش! لم تتوقف تلك الإنتفاضة الا بعد أن حققت أهدافها وأفرج عن الطالب – عبد القادر - وشعر النظام بالخطر، فتم نقل بعض الطلاب من مدارسهم الى مدارس أخرى بصورة تبدو وكأن الأمركان عاديا وبناء على رغبتهم. هذه سانحة إنتهزها للحديث بالمزيد عن مدرسة أم درمان الأهليه وفاءا لمن أسسوها بمال سودانى شعبى خالص ثم اصبحت حكومية يستفيد منها ابناء السودان من جميع الطبقات ووفاء لمن عملوا فيها، إداريين ومعلمين وفراشين و(صولات) وجناينية، ولو لم أنل أى قدر من التعليم بعد ذلك فقد كفتنى تلك المدرسة "الجامعة" التى ما كانت تقل سنوات الدراسه فيها عن عدد سنوات الدراسة فى كلية غردون، إذا لم تزد وما كان مستوى طلابها أقل من مستوى أولئك الطلاب، وكان من المدراء الذين عملوا فيها بعد أن رحل لمدرسة أخرى قبل أن نلتحق بها المدير (شبيكه) فحل مكانه " ونجت برسوم" ثم " النضيف" وكان وكيل المدرسة "الغول" الذى رقى واصبح مديرا لمدرسة البلك الثانوية للبنات ودرس فيها فى اللغة الإنجليزية " شداد" والشاعر " النور عثمان أبكر" و"نورين" الكبير وكان يأتينا كمتدربين فى نفس المادة من معهد المعلمين العالى المجاور لنا، الدكتور/ على قاقارين وهو فى قمة نجوميته فى الملاعب ومعه الأستاذ/ مصطفى الجلال وهو كذلك لاعب كرة مشهور، وفى مادة الرياضيات / صلاح "ماس" ونورين الصغير، وفى اللغة العربية الشاعر المعروف " كرف" و" دوشين" وفى اللغة الفرنسية "الرفيع" ومعه استاذ فرنسى الجنسية إسمه "اريك" وفى العلوم عدد قليل السودانيين، لكن الأغلبية فى هذه المادة كانوا مصريين فى الفيزياء والأحياء والكيمياء، اذكر من بينهم فى هذه المادة الأخيره "صعيدى" إسمه أحمد المصطفى، توفى له إبن صغير فأذهله أن المدرسة كلها ذهبت لتعزيته بنفس حجم المظاهرة التى خرجت، وكان يبكى بدموع صادقه ويقول الذى يحزننى، أن هذا الإبن ولدته فى السودان دون سائر إخوانه وكنت أريده كذكرى لى من السودان وأهله لكنه ليس عزيز على ربه .. وكان معه حق فقد كان السودان جنة لأهله ومن يقيمون فيه من دول أخرى إضافة الى ذلك فقد إقترب وقتها رحيل المعلمين المصريين السودانيين وغيرهم من أجانب، بعد بما قدمه " معهد المعلمين العالى" من مدرسين على مستوى عال، الذى تحول فيما بعد الى كلية التربية وتابعا لجامعة الخرطوم. المهم فى الأمر قبل أن تكتمل حلقات ذلك الحوار مع الشيخ أنكشف المستور وأنه كان يروج لدور أكبر للإسلاميين فى السودان يتجاوز حجمهم ووزنهم الحقيقى كما أنه كشف بكل وضوح تآمرهم على دولة (المواطنة) والعدالة والمساواة ومنذ أمد بعيد، بتدبيرهم للإنقلابات أو بمشاركتهم فى الإنظمه الديكتاتورية والإنقلابية، وكلما يسأل عن سلوك أو تصرف – خاطئ - أرتكبوه حتى لو كان مثل قبوله الشائن لمنصب وزارى أو رئاسى فى نظام علمانى وفى خدمة النميرى أو حتى دخوله فى "حظيرة" الأتحاد الأشتراكى (الكافر) تجد الأجابه بأنها كانت من أجل "المشروع" وهو يقصد المشروع "الإسلامى" وأنه كان يخطط لإنقلاب الأنقاذ منذ ذلك الوقت البعيد وحتى مشاركتهم فيما سمي بإنقلاب المرتزقة عام 1976 مع باقى قوى المعارضة تحت مظلة ما عرف (بالجبهة الوطنية) قال ان ذلك كان من أجل "المشروع" وتمهيدا لإغتصابهم للسلطة منفردين على غرار ما حدث صبيحة 30 يونيو 1989، وأعترف بما هو أخطر من ذلك بأن تخطيطه للبقاء فى السلطة لمدة عشر سنوات، فأصبحت أكثر من عشرين سنة، لا أدرى هل سبب إقتصار كتاب الدكتور/ المحبوب عبد السلام، على"العشرية" الأولى للأنقاذ كان تأكيدا لتلك الرؤية ولذلك الهدف .. ثم لا أدرى ، ماذا كان سوف يطلق على "الشاب" وقت إنقلاب 1976 الذى فشل، أعنى الدكتور/ غازى صلاح الدين الذى شوهد وقتها وهو يحمل "كلاشنكوف" داخل دار الهاتف مع الإنقلابيين، ماذا كان سوف يطلق عليه لو قتل، هل يقال عنه "شهيد" أم "فطيس"؟ ومن الملاحظات المهمة فى الجزء الرابع كذلك أن دكتور/ الترابى، ظل يردد بصورة مستمرة كلمة "الجهاد" والمجاهدة ، لا أدرى اين مارسوا ذلك الجهاد، وهل قتل المواطنين وإبادتهم "جهادا" إن كانت لغة الجهاد صالحة لهذا العصر، اين هى الدولة الأجنبية التى جاهدوها؟ أم أن محاولة إغتيال مبارك الفاشلة فى إثيوبيا والتى تهرب من مسئوليتها وبرأ معه لشئ فى نفس يعقوب رئيس (النظام)، هى الجهاد الذى يعنيه رغم أنها كلفت السودان وشعبه الكثير ولا زالت تكلفه. الشاهد فى الأمر إذا كان الأمر كذلك، وهذا حالهم وفكرهم و"منهجهم" الذى يستغل الآخرين ويستغفلهم، فما هو السبب الذى يجعل القوى الوطنية - غير الإسلامية - أن تطمئن لجانبهم وان تشاركهم الحوار فى اى وقت من الأوقات دون ضمانات حقيقية، حتى لو أكدوها ووثقوها ووضعوا اياديهم على المصحف، لا يمكن أن يلتزموا بها. وكما هو واضح لا يمكن أن يعيش السودان فى رخاء وتطور ولا يمكن أن ينعم أهله بالأمن والسلام والطمأنينة والمساواة الحقيقية والعدالة والديمقراطية، دون تفكيك مؤسساتهم وتحويل النظام الى "نظام دولة" بدلا عما هو حاصل الآن "دولة حزب"؟ ختاما .. فى الدوله الدينية والطائفية التى يعمل لها الأخوان المسلمون فى كل مكان فى العالم حتى فى بريطانيا وفرنسا وأمريكا وروسيا، - والتى تحكم السودان الآن - يقسم المواطنون الى مسلمين وكفار .. والى إسلاميين وعلمانيين .. والى سنة وشيعة .. والى نساء ورجال، اما فى دولة "المواطنة" التى نموذجها الهند، يعيش الهندوسى الذى يعبد البقر فى أمن وسلام ومحبة وإخاء مع المسلم الذى يأكل لحمه. تاج السر حسين – [email protected]