حظي المقال الأول بعنوان "في بحر أبيض دعونا نحلم" والذي نشرته المستقلة قبل عدة أسابيع بمتابعة وتعليقات إيجابية من عدد مقدر من الأشخاص. كثيرون ممن اتصل بي عبر الوساط المختلفة إستحسن وأيد فكرة العيادات المحولة التي يمكن أن تقوم بتنفيذها جامعتي الإمام المهدي وبخت الرضا خدمةً لإنسان الولاية وتحقيقاً لدورها وللهدف الذي أجله نشأت فكرة الجامعات الولائية، وتفاعلاً مع حاجة مستشفيات الولاية في الصغيرة في المحليات المختلفة. لتحقيق هذا الغرض يمكن مناشدة من يهمهم أمر المستشفى المعني من أبناء المنطقة المعنية من تقديم الدعم اللازم وأنا كلي ثقة في أنهم لن يبخلوا في المساهمة كجز وفاءً ليد سلفت ودين مستحق لأهاليهم وهذه مناشدة لكل أبناء الولاية على امتداد الوطن وخارجه ممن يعنيهم تطوير ودعم الخدمات الصحية في مستشفيات الجزيرة أبا والجبلين وتندلتي والكوة وغيرها بمحليات الولاية المختلفة. الأمر الآخر الذي وجد حظه من التأييد والتشجيع هو إعلاء قيمة الوقف في الولاية واقترح بعضهم أن تسبق إنطلاقة المشروع إذا رأت الولاية تبنيه توعية وتثقيف للمواطنين عبر إذاعة وتلفزيون الولاية وعبر محاضرات وندوات يتم فيها لقاءات مباشرة مع المواطنين في أحيائهم في المدن وفي القرى. سعدت جداً بإعلانات الولاية في عدد من صحف الإسبوع المنصرم معلنة إنطلاق تأهيل بعض المرافق بها والحراك الدؤوب الذي تشهده الولاية في إصلاح ورصف الطرق الداخلية والقومية وهذه هي التنمية الحقيقة والحراك الإيجابي الذي يتطلع إليه أهل الولاية الذين "أتخموا" بالخطب الرنانة والوعود الموسمية والجعجعة بدون طحين. من إيجابيات الفترة الماضية إعادة الهيبة والإنضباط إلى الخدمة المدنية بالولاية والسعي الجاد من الوالي "وأركان سلمه" للقرب من المواطنين والسماع إليهم وتحقيق طموحاتهم وإنصاف المظلومين ما أمكن. يحسب للدكتو/ عبد الحميد موسى كاشا والي الولاية قربه من المواطنين وزياراته المتكررة لأجزاء الولاية المختلفة وسماعه لشكاوى المواطنين عن قرب وعدم الإستعجال في اتخاذ قرارات "ثورية" في بعض القضايا المثارة هنا وهناك من وسائل الإتصال المختلفة. مجتمع الريف أصلاً مجتع نفير ومتى ما وجد المواطن القيادة الرشيدة التي تحسن التصرف في المال العام وتصدقه في القول والعمل ويشعر بقربها منه فإنها ستتجاوب معه وتشاركه مسؤولية تحسين الخدمات في منطقته، وبالتالي فإن ما ابتدره الدكتور/ كاشا في بداية توليه أمر الولاية من استنفار المواطنين وخاصة المقتدرين منهم وشحذ هممهم وجد الإستجابة المقدرة منهم، ويعتبر النفير "جواد رهان راااابح" ومن الوسائل الهامة التي تعين الوالي في تنفيذه طموحاته في تنمية الولاية. يتطلع المواطنون أن يكون للمؤسسات الإقتصادية الكبيرة بالولاية دور كبير في التنمية وتقديم خدمات إجتماعية لهم. يتطلع أبناء الولاية إلى نفير موجه نحو معالجة قضايا التعليم وما أكثرها. وأيضاً نفير لمعالجة مشكلة المياه المزمنة والمتجددة صيفياً في كل مدن وقرى الولاية التي لا يبعد بعضها سوى عدة أمتار من النيل الأبيض. لحل مشكلة المياه في مدن وقرى الولاية يمكن الإستعانة بخبرات معروفة ومشهود لها في المجال من أبناء الولاية أو من خبرات أكاديمية من جامعة الخرطوم تعمل في المجال في عدد من ولايات الخرطوم ولهم تجارب كبيرة في معالجة مشكلة المياه في عدد من البلدان الأفريقية المجاورة ولن يخذلوا الولاية في حل مشكلة مياه الشرب بالولاية. صراحة مشاكل الخدمات بالولاية كثيرة ومتنوعة ومزمنة والأخ د. كاشا لا يملك عصا سحرية لحل كل المشاكل الخدمية والتنموية ولكنه يملك رؤية واضحة مع صدق النية والعزيمة بعد تحديد الأولويات وكيفية توفير المال لتنفيذها. الجميع مطالب بوضع أيدينا في يده وحكومته ودعمهم بالرأي والتشجيع للوصول لما نتمناه، تحت شعار عهد جديد يلزم الدعم والتأييد. تناقلت مجالس الولاية في الأيام الماضيةمضمون القانون الذي أجازه مجلس تشريعي الولاية والخاص بفرض رسم على بعض السلع والخدمات دعماً لميزانية الدورة المدرسية التي تستضيفها الولاية. يشكر الأخ والي الولاية على قبول إستضافة مثل هذه الفعاليات والتي يتوقع أن تعود على الولاية بفوائد كبيرة ليس بالضرورة أن تكون مادية "اهلنا مش بقولوا السمعة ولا طولة العمر". كما هو معلوم فإن ميزانية الولاية لا يمكن أن تتحمل تبعات الصرف على مثل هذه الدورة ويعتقد أن مساهمة المركز أيضاً لا تغطي كل تكاليف الدورة، وبما أن مثل هذا الحدث يهم كل مواطني الولاية ويشرفهم فيحمد للأخ الوالي إستصداره لقانون رسم دعم الدورة وإتاحته الفرصة لكل مواطني الولاية المساهمة المباشرة في هذه الحدث الذي لا يتكرر سنوياً. يحمد للدكتور/ كاشا والي الولاية أنه في بداية ولايته أحيا في المواطنين فضيلة النفير التي اشتهر بها أهلنا في مدن وقرى الولاية. من فوائد هذه الدورة تهيئة وصيانة وإعادة تأهيل البنيات التحتية لللمؤسسات التعليمية والرياضية والطرق ولفت النظر إلى الأماكن السياحية والتريخية الجميلة التي تتمتع بها الولاية ( حدائق طيبة وغار الإمام المهدي في الجزيرة أبا مثلاً). كل تخوفات بعض أهل الولاية أن يصرف المال المتحصل من رسم دعم الدورة المدرسية في غير ما خصص له، ولهم تجارب في عهود سابقة مع رسوم فرضت على سلع بغرض خدمات إجتماعية وتنموية إلا أنها يقال ذهبت لجيوب وبطون إنتفعت بها وصرفت من غير مستندات تثبت وتدعم الصرف (الضايق عضة الدبيب بيخاف من مجر الحبل) كما يقول المثل الدارجي. نريد من الوالي أن يطمن مواطنيه أن المال المتحصل سيورد في حساب باسم الدورة ولن يصرف في غير هذا الغرض. نعتقد أن هناك ترتيبات لم تكن غائبة على اللجنة العليا لتنظيم الدورة من حيث إختيار أماكن فعاليات الدورة بصورة يراعى فيها العدالة والحاجة الماسة وأن يكون لمؤسسات الريف نصيب كبير في الصيانة والتأهيل وان تتم من البداية وضع ميزانية تقديرية حتى يتم الصرف على أساسها. لابد للجميع من دفع ضريبة المساهمة ورغم الهمس هنا وهناك والقول بأن السيد الوالي "عصر على مواطنيه" إلا أن الغالبية العظمى تقر بمبدأ المساهمة وقوفاً مع الوالي الذي ظل منذ قدومه الولاية يقف مع قضايا المواطنين، عليه قصدت من كلمة "مااا" التي جاءت في صدر العنوان أن تفهم بأنها نافية لما بعدها. مدير جامعة الإمام المهدي السابق هاتف: 0912211717 [email protected]