بعد الانقلاب الذي قامت به حكومة الإنقاذ في عام 89 سعت جاهدة كي تثبت أركان حكمها تثبيتا دائما بشتى الوسائل غير الاخلاقية طبعا ، ومنها وسيلة اساسية وهي اخونة الدولة ، والتي تقوم على سياسية الولاء قبل الاداء ، حيث سعت الانقاذ منذ اليوم الاول الى اخونة مؤسسات الدولة لتتحقق لها السيطرة على مفاصل الدول من مال وإقتصاد ، استنادا على القاعدة اليهودية .... امتلك المال تمتلك كل شي ... وقد نجحت الانقاذ وذلك الآتي .... 1/ ان الاخونة لم تطبق في شعب من الشعوب قبل الشعب السوداني لذلك لم يعي بخطورتها إلا بعد تمكنها . 2/ أنها تمت عبر فترة زمنية طويلة لم نشعر بها إلا بعد اكتمالها 3/ أنها غلفت بشعارات إسلامية حيث صور من يعارضها أنه يعارض الإسلام . إلى ماذا أفضت اخونة الدولة ؟ وبعدما اكتمل للإنقاذ مرادها من اخونة المؤسسات ، اصبحت تتبجح وتطلق في التصريحات ، بأنها لن تسلم السلطة إلا لعيسى عليه السلام ، وأنهم لن يزولو حتى لو لحسنا كوعنا. .... ظهر مالم يكن في الحسبان ، وهو فساد مالي وإداري رهيب خرج عن السيطرة ، سيطر على مؤسسات الدولة ، وأصبح يوما بعد يوم ينبئ بتعجيل رحيل الإنقاذ . ما علاقة اخونة الدولة بالفساد ؟ كما ذكرت ان الاخونة تقوم على مبدا الولاء قبل الاداء ، وهذا المبدأ يكرس لامرين هما قلة الكفاءة ، وقلة الامانة ، فمن يقبل ان يدير منصبا وهو غير مؤهل لذلك فهذا دليل على قلة امانته ، لذلك بعد تمكن الإخوان من مراكز القرارات في الدولة غيب مبدأ المحاسبة ، ومن أمن العقوبة أساء الأدب ، ولأن الكل أصبح فاسدا ، أصبح الوزير لا يستطيع محاسبة الغفير . كيف سيعجل الفساد بنهاية الإنقاذ ؟؟؟ الفساد والذي نتج عن قلة الأمانة تلاه انهيار في جهاز الخدمة المدنية وعامة مؤسسات الدولة لقلة الكفاءة . ولأن متعاطي الفساد كمتعاطي الهروين يحتاج إلى زيادة الجرعة في كل مرة ، ولكثرة المنضمين للإنقاذ ، أصبح الفساد في تناسب طردي مع الزمن وكمية المنضمين للإنقاذ ، اي كلما مر الزمن زاد المنضمين للإنقاذ وزاد الفساد ، حتى عجزت موارد الدولة عن إشباع هذى الأفواه النهمة ، وبذلك انتقل الفساد إلى مرحلة أخرى ، وهي بيع أصول الدولة من مباني واسواق و ساحات واراضي . والمرحلة الأخيرة من سيناريو انهيار الإنقاذ هي تتمثل في مرحلتين ، الأولى هي انقسامات حادة داخل الإنقاذ ، ومحاولات للإطاحة بها من خارجها ، قد تنجح وقد تفشل ، والانقسامات ستنتج عن صراع حاد على ما تبقى من رفاة هذه البلاد ، وهذا ما سيضعف الانقاذ مما ينتج عنه محاولات للاطاحة بها ، اما طمعا في الحكم او خوفا على مصير هذا البلد ، وإذا تخطت الإنقاذ مرحلة الصراعات الداخلية والخارجية ، فالسيناريو الاخير هو الهروب الجماعي المتتابع للمسؤلين بأموال المؤسسات الخدمية والبنوك ، مثل الاموال الخدمية ومرتبات الموظفين ، فمثلا قد يهرب وزير المالية بخزينة الدولة وكذلك محافظ بنك السودان ومدراء البنوك الأخرى ، مما ينتج عنه أزمات كارثية سيخرج على إثرها الشارع ، مما لاتنفع معه القبضة الأمنية ، مما سيدفع بهروب من تبقى من قيادات الإنقاذ . مؤتمن سيف الدين احمد [email protected]