*روايات كثيرة تناقلتها مصادر عديدة ' ومشاهد مروعة اختزلتها ذاكرة الكثيرين في أماكن كثيرة في الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق اليومين الماضين من مايو الجاري 2016م . تحكي كلها عن حالة الفوضى والترويع و الإرهاب التي إشاعتها ما يسمي بقوات { الجنجويد } والاعتداءات المباشرة للموطنين وللنساء , والنهب والسطو السريع للمتاجر ومحطات الوقود والمطاعم والمقاهي في وضح النهار' وارتكاب التجاوزات وأمام أعين كافة الأجهزة الأمنية , ولا أحد يجرأ للتصدي لهؤلاء المنفلتين لردعهم ' وكبح جماحهم وكف إذاهم وإذلالهم واهاناتهم للمواطنين . وقبل أن يصل هؤلاء ' لقد سبقتهم أصداء اعتداءاتهم المتكررة علي المواطنين الأبرياء علي طول الطريق من سنجه وابوحجار..... الخ , كما شهدت مناطق كثيرة في البلاد اعتداءات مماثلة لهذه المليشيات وتجاوزاتها الفظيعة ولاسيما في شمال كرد فان العام الماضي . * وواهم من يتصور ان هؤلاء جئ بهم إلي النيل الأزرق في هذه المرحلة , وبهذا الحشد الكبير , لحسم {جيش الحركة الشعبية } وتحرير جبل {كلقو} كما يزعم البعض , لان مثل هذه الحرب لا تحسم بكثرة العتاد ولا بكثرة الأفراد , ولقد اثبت التجارب الماضية صحة هذا الافتراض , ولكن يبدو ان نظام الإنقاذ , وبعد قرار تحويل تبعية هذه المليشيات من جهاز الأمن الوطني الي رئاسة الجمهورية مباشرة ' قد حزم أمره ' ويمم وجه علي تنفيذ إستراتيجية المناطق المحروقة والفوضى الخلاقة بالاعتماد علي مثل هذه المليشيات ' وتأمين بقائه في السلطة بأي ثمن , حتي ولو علي جماجم وأشلاء الأبرياء ' كما تشهد مناطق كثيرة الآن , ونخشى ان تجتاح المنطقة حالة من الفوضى العا رمة , وتخرج الأمور عن السيطرة في ظل هذا الغياب المريب للمسئولين والأجهزة الرسمية ' المناط بها إعادة الأمور إلي نصابها ' وعلي الحفاظ علي أمن وسلامة وكرامة المواطنين . السؤال هل يمكن اعتبار ظهور هذه المجموعات المسلحة في هذه المرحلة بمثابة تهيئة للمسرح في النيل الأزرق لسيناريوهات قادمة لها أبعادها الإقليمية والدولية ؟؟ * نطالب السيد والي الولاية الأستاذ / حسين يس حمد بممارسة اختصاصاته الدستورية , وفقا المادة {25} الفقرة {ب} : { صيانة أمن الولاية وحماية سلامتها ومراعاة حقوق مواطنيها .} حقوقهم في الحياة الحرة الكريمة و الآمنة . وفي ظل هذا الغموض وحالة الضبابية التي تكتنف الأوضاع , وحالة التوتر والقلق من تواتر وتضارب المعلومات حول هذه المجموعات , مطلوب الآن وقفة قوية ' وتضامن جماهيري لقطع الطريق ' وتفويت الفرصة للمتربصين الذين يخططون لإدخال الولاية في حالة الفوضى الخلاقة وتدميرها واجتثاث الحياة فيها من جذورها , ولاسيما ان هناك متطرفون يضعون كل أهل الولاية بلا استثناء في {سلة واحدة } ' يجب توخي الحذر وفي نفس الوقت نحذر من مغبة اللعب بالنار' لان الأوضاع الآن أصبحت مفتوحة علي ما يبدو علي كافة الاحتمالات . اللهم أحفظ البلاد من شرور عبادك وجنب أهل النيل الأزرق المحن والإحن والفتن ماظهر منها وما بطن .... 28/5/2016م [email protected]