تقرير: جارة بابكر خلق الله تعالى الارض سليمة معافاة درجة حرارتها مناسبة لحياة جميع الكائنات وجعل بها الماء والمرعى وارسى بها الجبال متاعا للانسان والانعام ومهدها للسير بامان ولكن سلوك الانسان الخاطئ احدث اختلالا كبيرا فيها ادى لتغير مناخها ومن ابرز ظواهر الاختلال ما يعرف بالاحتباس الحراراى (تسخين الكرة الارضية) الامر الذى انعكس سلبا على الاحياء وعلى رأسها الانسان فكل سلوك غير مسؤول تجاه البيئة حولنا له تأثير ذى ابعاد خطيرة على الارض ومن ثم الانسان فالسودان له حظه الوافر فى تأثره بتغير المناخ وفى هذا الاطار احتفلت وزارة البيئة والتنمية العمرانية خلال اليومين الماضيين بيوم البيئة العالمى تحت شعار (كوكبنا يحتاجنا فلنتحد من اجل مكافحة تغير المناخ) برعاية دكتور احمد بابكر نهار وزير البيئة والتنمية العمرانية وقد استعرض السيد الوزير خلال الاحتفال التحديات البيئية التى تواجه السودان داعيا للتحاور لايجاد حلول للمشكلات الحقيقية التى تعنى المجتمع مؤكدا على خطورة تغير المناخ على البيئة وبالتالى على البشرية حيث تتمثل خطورته فى ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستوى البحار والمحيطات والذى يقود لتدمير التنوع الحيوى وتواتر الكوارث على المجتمعات الساحلية بشكل خاص (ازدياد دورات الجفاف والفيضانات) وبرغم ان مساهمة السودان فى المحصلة العالمية لانبعاث غازات الاحتباس الحارى المسببة لظاهرة تغير المناخ يقدر باقل من واحد من مائة فى المائة لكنه يقع ضمن نطاق الدول التى تتأثر بقدر اكبر جراء ظاهرة تغير المناخ وذلك لان معظم اراضيه هشة للتغير فى درجات الحرارة ومعدلات الامطار فضلا عن هشاشة النظم الحيوية فيه وضعف البنيات التحتية والاقتصادية كما ان الامن الغذائى فى السودان يعتمد بشكل رئيسى على الامطار وقد توقعت النتائج الاولية للدراسات التى اجريت فى السودان ان يحدث خلال الثلاثين سنة القادمة انتقال فى نطاقات المناخات الزراعية فى اتجاه الجنوب الجغرافى ونقص محتمل فى انتاجية محاصيل الذرة الدخن كما يتوقع تدنى انتاجية الصمغ العربى بنسبة تتراوح بين 25 الى 30 % واحتمال زيادة معدلات انتقال مض الملاريا بين شهرى اكتوبر وديسمبر وزيادة الاصابة والتغير فى انتشارها الجغرافى. ومن التحديات ايضا ذكر الوزير ان زحف الرمال جنوب الصحراء يقدر ب 50 الى 200 كلم منذ العام 1930م وحتى الان ويتوقع استمرار الزحف نتيجة انخفاض هطول الامطار المستمر الامر الذى يهدد الاراضى الزراعية فى السودان فهو يعنى مزيدا من الأراضى المتصحرة وخفض فى الغذاء المنتج بحوالى 20% ونقصان مساحات المراعى الامر الذى يسهم فى حدة الصراع بين المزارعين والرعاة كما ان نقصان الامن الغذائى قد اجبر مجموعات سكانية كبيرة للنزوح. واضاف سيادته انه من التحديات ايضا ظاهرة الفيضانات التى دمرت كثيرا من المناطق واخطرها تلك التى حدثت فى مناطق النيل الازرق وكسلا نتيجة لازالة الغابات والرعى الجائر خاصة المساقط العليا للنهر وكذلك تلوث الاراضى بالمخصبات والمبيدات اما ازالة الغابات فقد افقدت البلاد حوالى 11 % و6 من عشرة من غطائه النباتى فى الفترة من 1990م وحتى العام 2005م كما ان النمو المتسارع للمدن فى البلاد وما يصاحبها من ازدياد فى كثافة السكان والسكن غير المخطط وقلة الخدمات مثل المياه والصرف الصحى والصحة العامة النفايات زيادة على التوسع فى الصناعات وما تلفظها من مخلفات تحدى اخر يجب مجابهته ومن التحديات كذلك تهديد البيئة البحرية بسبب الزيت المتسرب من السفن والناقلات وتدمير غابات المانجروف وتلوث البيئة الساحلية. واكد السيد الوزير ان كل تلك التحديات تؤكد ضرورة الاهتمام بقضية تغير المناخ والعمل على درء اثاره بتنفيذ ما جاء فى الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع آثار تغير المناخ. الاستاذ اسماعيل فضل المولى مدير الادارة العامة للبحوث والمعلومات بالارصاد الجوى اكد خلال الندوة التى قدمها فى اليوم الاول للاحتفال بعنوان (تغير المناخ واثره على السودان) اكد ان السودان يتهدده خطر واسع جدا نظرا لمساحاته الشاسعة وتعدد مناخاته من صحراوى وشبه الصحراوى وشبه الجاف الى الرطب والرطب جدا فهى تشكل صورة متداخلة ومركبة اوجدت انواعا مختلفة من المحاصيل وانواعها فهى تحتاج لجهود كبيرة من اجل انجاح فصولها الزراعية مشيرا لاهمية المياه داعيا لضرورة مراجعة الاستخدام والتكيف مع الموجود مشيرا لاهمية وضع سياسات للمشاريع من حيث الكفاءة والادارة والاقتصاد والتأثر والمساواة. واوضح الاستاذ اسماعيل ان الاختلال بسبب السلوك البشرى يتضح بحدوث الاحتباس الحرارى نتيجة الصناعات وظهور الآلة الصناعية باكرا فالدول الصناعية المتقدمة تعادل نسبة 20% من سكان الارض العالم ولكن كمية الوقود التى يحدث لها احتراق فيها تعادل 75 % تحدث تأثيرات كبيرة على البحار والمحيطات واحدثت ظواهر النينو واللانينو (الجفاف والرطوبة بسبب دوران الرياح الرطبة الامر الذى يؤدى الى الجاف الكبير والفيضانات والسيول اى حالتين حادتين فى نفس الوقت لهما تأثيراتهما الكبيرة مستعرضا انعكاسات تغير المناخ على السودان فى مجال الموارد الطبيعية الامر الذى يؤدى الى نزاعات حدثت وستستمر ان لم يتم تعديل السلوك البشرى تجاه كوكب الارض و مكوناته واشار الاستاذ اسماعيل الى ضرورة اتباع الهدى الربانى فى التعامل مع الكون من حولنا والارض اذ ان استمرار السلوك الخاطئ من قبل الانسان تجاه كوكبه يبشر بالجوع والخوف ونقص الثمار والارواح داعيا صانعى القرار والعلماء للتنسيق بينهم وسد الفجوة من اجل اخراج القرار المؤسس على المعلومة مشيرا لاهمية الشراكة بين القطاع العام والخاص على كافة المستويات لتقليل الفارق الزمنى بتضافر الجهود وادارة استراتيجية فى كافة المسائل ذات العلاقة بالبيئة اضافة الى تفعيل الكوادر وتدريبها مشيرا للدور الهام لمنظمات المجتمع المدنى والاستفادة من التطور التقنى فى التغلب على المشكلات التى تواجه السودان فى هذا المجال. دكتور محجوب حسن الخبير بوزارة البيئة التنمية العمرانية دعا الى ضرورة تغيير السلوك نحو البيئة من اجل تخفيف المعاناة معددا صورا كبيرة فى مدينة الخرطوم وغيرها من المدن وصفها بانها غير بيئية رافعا شعار (المحافظة على البيئة بتعديل السلوك من اجل صحتنا) مشيرا الى ان التشجير والاهتمام به مثلا دولة وافرادا يعتبر سلوك بيئى راشد يجنبنا الكثير من المخاطر التى تفرزها ظاهرة تغير المناخ التى صارت ظاهرة عالمية تجد الاهتمام من الجميع.