الاحتباس الحراري وفضيحة ( كلايمكيت جيت Climate gate) !! بقدر ما أسعدني إنتخاب السودان بالإجماع نائباً لرئيس الهيئة الدولية لتغير المناخ فى مدينة بوسان بكوريا الجنوبية إنتخاب السودان بالإجماع نائباً لرئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ممثلاً للقارة الأفريقية في شخص الأستاذ/ إسماعيل الجزولي مستشار ومنسق مشاريع تغير المناخ بالمجلس الأعلي للبيئة والموارد الطبيعية اختيار صادف من هو أهلٌ له . وبقدرٍ ما أيضاً أشفقت على الرجل لأنه سيتعرض إلى ضغوط من عدة جهات بدأت تتجاذب حيادية القرارات وتشكك فيها منذ مؤتمر كيوتو مروراً بكوبنهاجن!! . أنا شخصياً رأيت في اللعبة برمتها أنها صراع مصالح بين الكبار ؛ اعني " شركات الطاقة الغربية العملاقة "؛ أي بين طرفين تتعارض مصالحهما ؛ وكليهما من الشركات العملاقة الكبرى التي تمول الانتخابات في الدول الرأسمالية الصناعية حتى تأتي بالحكومات التي تخدم مصالحها تحت شعار العملية الديمقراطية بدءً من أمريكا مروراً بالاتحاد الأوروبي مع وقوف روسيا في موقف من لا يريد أن يشارك ولكنه يتدخل وفق مصالحه عندما تتقاطع مع طرف لتقف ضد الآخر دون أن يفقد صداقته لأي من الأطراف . وكلاً من الطرفين يريد أن يروج لمسروقه ولكن الحقيقة التي لا مراء فيها أنه عندما يختلف اللصان يظهر المسروق وهو ما حدث في حالتنا هذه حالة الاحتباس الحراري.!! شركات البترول والغاز يقفان في جهة ضد تيار الخضر الذي يحاول أن يكسب ثقة الرأي العالم العالمي ورجل الشارع زاعماً ومروجاً إلى أنه مع البيئة والحفاظ عليها مولولاً بما قد يصيبها فتنفى الانسانية في غمضة عين ودون أن يشعر الرأي العام إلى أنه تنظيم مدفوع له ليلعب دوراً ومهام معينة لشركات تتصارع فيما بينها وتعمل كلٌ منها ضد الآخري لتباين المصالح والأهداف ؛ فالطاقة الأحفورية تعمل ضد لوبي صناعات معدات وأجهزة ما يسمى بالطاقة النظيفة المتجددة ؛ والطاقة النظيفة المتجددة تحتاج إلى أجهزة وبطاريات وألواح سولار و هي تحاول أن تجد لها سوقاً منافساً في العالم يعتمد على اشاعة الهلع من انبعاث غازات ثاني أكسيد الكربون و ثقب الأوزون الذي قيل أنه يؤدي للإحتباس الحراري ؛ وقد وظفت لهذا الهدف الاستراتيجي أحزاباً وهيئات ومنظمات وجمعيات تحمل لآفتات براقة تحت مسميات مثل أصدقاء البيئة ؛ أحزاب الخضر ؛ وجرين بيس " السلام الأخضر " ؛ وطبعاً هؤلاء يجدون كل عون مادي واعلامي ومعنوي ورعايات سخية ممن يحركونهم وبالمقابل أيضاً تدعم شركات البترول العملاقة الفريق المناويء وهي قادرة ومقتدرة على ضخ أموال طائلة في سبيل تحقيق أهدافها أكثر من " كارتيلات " صناعة أجهزة استنباط الطاقة النظيفة والمتجددة.!! على كلٍ نحن الفقراء بصراحة سنقع فرائس وضحايا لثلاث جهات ( شركات البترول الأحفوري ) ( شركات الطاقة المتجددة ) و(شركات الوقود العضوي " الميثان" التي تغولت على القمح) وثلاثتها في دول زراعية وصناعية كبرى منتجة للقمح تحاول أن تستغل الغذاء وتحويله إلى طاقة وبالتالي نصبح عبيداً مستغلين للجهات الثلاث لأن أسعار القمح سترتفع على القادرين أضافة إلى أكثر من مليار جائع يعتمدون على المانحين!! ، ويقيني نابع من متابعاتي لهذا الموضوع كعضو في جمعية ( ناشونال جوغرافي) إذ بدأ هذا الموضوع يثير بلبلة وشكوك صُناّعه أصحاب المصالح الذين يبيعون ويشترون في الغلابة الغبش الذين يشكلون ملح الأرض من سكان الكرة الأرضية. وسأحاول جهدي أن ألخص الموضوع بايجاز شديد بعد ذاك الاجتماع الشهير الذي عقده لوبي النفط في أمريكا وفوراً اتخذ قراراً التعاقد مع خمسة من كبار علماء البيئة المهتمين بالاحتباس الحراري ؛ وقد يسأل فضولي : ولماذا خمسة تحديداً والاجابة بسيطة ليتوزعوا على قارات الدنيا الخمسة ليشككوا في صحة تقارير( جييك) وهي منظمة من منظمات الأممالمتحدة استنفر لها كبار العلماء ورصدت له مبالغ لو وزعت على جياع العالم لغاب شبح الجوع عنهم للأبد ؛ وذلك لإجراء البحوث والدراسات المعاكسة في هذا الموضوع الذي انعقدت له المؤتمرات بدءً وخرجت بما يسمى (اتفاقية كيوتو) وآخر إلتئام كان ذاك المؤتمر الذي انعقد في كوبنهاجن. الحديث عن الاحتباس الحراري يعني، ببساطة، ارتفاع درجة حرارة جو الأرض عن معدله الطبيعي، بسبب الغازات التي تمنع تسرب الحرارة خارج الأرض، وهذا يشبه الصوبة الزجاجية التي تعمل على حجز الهواء الساخن داخلها، وعدم تسربه للخارج، لذا يطلق على هذه الظاهرة اسم الاحتباس الحراري . لقد ازداد رعب العالم أكثر عندما أخذ هذا الموضوع اهتماما كونيا متناميا من الاحتراز، للحيلولة دون انفجار عالمنا المتشظي والمخنوق أصلا بعيد وصوله إلى القطبية الواحدة بعيد تسعينيات القرن الماضي. خصوصا بعد أن تقرر عقد مؤتمر قمة للمناخ في كوبنهاجن 2009، وبحضور زعماء العالم وقرروا انعقاد القمة الثانية في المكسيك في العام الحالي. ولعل المؤلم وبعد كل هذا التحسب العالمي من تنامي الإخطار المتوقعة عن زيادة حجم الاحتباس الحراري والسياسي في هذا الكون الأحادي هو أن نكتشف، ولو متأخرين كالعادة، بأن هذا التسويق المهول عن الاحتباس من قبل الأممالمتحدة قد أصبح محط تشكيك أو مجرد خداع. إذ نشرت الصحف الروسية ربما وحدها ودون غيرها بأن أروقة الأممالمتحدة تشهد تحقيقات قد تقود إلى فضيحة رِشى كونية مفادها "أن التحقيق جار مع اللجنة الدولية الخاصة بدراسة التغيرات المناخية التي يرأسها الهندي، راجندر باتشاوري، والمتهم بتلقي رشى من الشركات العالمية المنتجة للوقود الحيوي والبطاريات الشمسية، لكي يثير مخاوف المجتمع الدولي من مخاطر الاحتباس الحراري الذي تتعرض له الكرة الأرضية، جراء استعمال الوقود الهيدروكربوني". .ولعل المؤلم أكثر هو أن رئيس اللجنة لا يمت لعالم الأرصاد الجوية والمناخ بأية صلة علمية، وأن لجنته هي التي نصحت حكومات العالم بالانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة. رغم أن علماء روسا آخرين يؤكدون حاليا أن مناخ كوكب الأرض يتغير بشكل مستمر منذ مئات الآلاف من السنين، بعيدا عن الفكرة التي تقول إن تصرفات الإنسان هي السبب، والدليل هو أن كل الظواهر الطبيعية الآن حدثت في أوقات سابقة من دون تدخل البشر، وكل ما هنالك أن كوكب الأرض يجتاز حاليا دورة مناخية وصلت درجة الحرارة فيها إلى أعلى مستوى لها قبل 5 أو 6 آلاف عام. خلال الأشهر الأخيرة، تَعَرَّض عُلماء المناخ الى ضغوط قوية من قِبَل المُشككين في قضية تَغيرالمناخ، الذين اتهموهم بالتلاعب بالبيانات وبعَرضَ معلومات خاطئة ومشوهة تتعلَّق بآثار الإحترار العالمي. فهل يضع التقرير الرسمي البريطاني الثالث لهذا العام الذي تضمن تبرئة صريحة لهؤلاء العلماء حداً لهذه الإنتقادات؟ .. وحسب هذا التقرير الذي أعدّه فريق بقيادة السير موير راسيل، نائب المستشار السابق في جامعة غلاسكو لم يكن هناك أي تلاعب أو تزوير من جانب عُلماء المَناخ البريطانيين في وحدة البحث في التغيرات المناخية التابعة لجامعة إيست أنجليا إذن. وقد إتُّهِم هؤلاء العُلماء في شهر نوفمبر من العام الماضي، وقُبيل انعقاد المؤتمر العالمي للمناخ في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن (من 7 الى 12 ديسمبر 2009)، بالتَلاعُب بالبيانات وبالمُبالغة في التغطية المناخية للسنوات الألف الماضية. وقد جَمع المُشككون في تغييرالمناخ ما أسموه ب "الأدلة" على مزاعمهم عن طريق سرقة رسائل البريد الإلكتروني من قسم المناخ التابع لجامعة ايست انجليا البريطانية في مدينة نورويتش (شرق إنجلترا). وعلى الفور تم إيجاد تسمية مناسِبة لهذه الفضيحة وهي "كلايمات غَيت" Climate gate.كما شَكَّل إضطرار الهيئة الحكومية الدولية المَعنية بِتَغّير المناخ (وهي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة) للإعتراف بِخطأ مُحرج في فصلٍ خاص بالأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا (كان يتمثّل في الإعلان بأن الأنهار الجليدية في هذه الجبال ستذوب بحلول عام 2035 - وهي مبالغة هائلة في الفترة الزمنية) في شهر يناير 2010 "فرصة مُناسبة" لهؤلاء المُشككين فِي ذلك الوقت. ومع تقاريرأخرى صادرة عن وسائل الإعلام، أصبحت مِصداقية عُلماء المناخ موضعاً للشك. ولم تكن الصحف الشعبية المُختصة بأخبار الفضائِح هي الوحيدة التي انضَمَّت الى هذه الجوقة، بل واتفقت معها أيضاً صحيفة "ًصانداي تايمز" البريطانية التي تُعَد من الصحف الجدّية. وقد شَكَكَت هذه الصحيفة بِإمكانية تدمير ما يزيد على 40 % من الغابات المطيرة في الأمازون نتيجة لظاهرة الإحتباس الحراري، وسعت إلى دعم إدِّعائها باقتباسٍ منقول عن سيمون لويس الخبير في غابات الأمازون. وقامت صحف عديدة من جميع انحاء العالم بِنقلِ المقالة المَنشورة في صحيفة الصنداي تايمز، غير أنِّ لويس إستطاع أن يُثبِت بالأدلّة بأن الصحيفة لم تكتب الحقيقة. واضطرت الصنداي تايمز للإعتذار لاحِقاً عن الخطأ الذي ارتكبته في شهر يونيو 2010. بعد فشل قمة كوبنهاغن للمناخ التي عقدت في ديسمبر من العام الماضي 2009، لوحظ أن الكثير من الوسائل الصحافية والإعلامية في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية باتت تخوض في موضوع الاحتباس الحراري والتغير المناخي بشكل حذر. فالوسائل نفسها، الصحافية والإعلامية التي كانت تقدم تغطيات كبرى لكل تصريح متطرف جداً عن الاحتباس الحراري من كبار المتحدثين أمثال آل غور وراجندرا باتشوري، ومن القادة السياسيين ورؤساء الدول في الكثير من دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، هي ذاتها التي تتجنب حالياً الخوض في تفاصيل تدليس وتزوير بيانات الأبحاث التي يطلق عليها «فضيحة المناخ غيت».ومن بين الأسباب المحتملة التي تفسر تراجع اهتمام الوسائل الصحافية والإعلامية إزاء الاحتباس الحراري، هو أن العام 2009 – 2010 شهد حلول فصل الشتاء الأكثر برودة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية على مدى العشرين أو الثلاثين عاماً الماضية. انخفضت درجة الحرارة في منغوليا وشرق روسيا، على سبيل المثال، إلى ما دون 50 درجة تحت الصفر على مدى فترات طويلة. إن هذه الحقائق والمؤشرات تجعل من الصعب تصديق الادعاءات المغالى فيها بأن الأنهار والجبال الجليدية ستذوب خلال هذا القرن، وأن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع منسوب البحار بمعدل 10 أمتار أو أكثر، وبذلك ستتعرض الكثير من المدن الكبرى للفيضانات، فيما ستكون الأراضي الزراعية عرضة لدمار محقق، وأنه سينجم عن ذلك انتشار المجاعة في الكثير من دول العالم. وفي الحقيقة، فإن 70 بالمئة من الجليد في العالم يتركز في الطبقة الجليدية في شرق القارة القطبية الجنوبية. ولا تتعرض هذه الطبقة الجليدية إلى الذوبان، لكنها زادت بشكل طفيف خلال الخمسين عاماً الماضية منذ العام 1960، إذ تشير الدراسات إلى أن تلك الزيادة قد وصلت إلى 10 آلاف كيلومتر مكعب، ووفق لجنة خبراء المناخ الخاصة التي يرأسها راجندرا باتشوري، والمنبثقة عن الفريق الحكومي الدولي التابع لهيئة الأممالمتحدة، لكن بعض هؤلاء الخبراء يرون في تلك الزيادة أنها «شاذة»، ولا تنسجم مع الواقع. أمالنا اليوم معقودة على أستاذنا / إسماعيل الجزولي مستشار ومنسق مشاريع تغير المناخ بالمجلس الأعلي للبيئة والموارد الطبيعية أن يكشف لنا كل هذه الشكوك والالتباسات التي تجعنا (كالأطرش في الزفة) أو كركاب الدرجة الثالثة في قطار العالم لدرجة أننا لا نعرف من يقود القطار ونحن راكبون فيه ؛ بل ركاب القطار ربما يعرفون وجهتهم الحرارية ولكن في قطار الاحتباس الحرارى حتى الوجهة نحن لا نعلمها وعليه فإن استاذنا إسماعيل الجزولي سيتاح له أن يشارك عملياً في هذا المطبخ وعبره سنتعرف على من بداخله و اللجان العلمية والشركات والممولين حتى نكون على بصيرة وحتى لا يأخذنا الطوفان على حين غرة أو ينقلب القطار ونحن نائمون!!. Abubakr Ibrahim [[email protected]]