أبناء الجزيرة أبا ... فرسان الحوبة ... ياااا ربي يوم شكركم ماااا يجي عندما نتحدث عن الجزيرة أبا لا نعني فقط الرقعة الجغرافية بمساحاتها المعلومة الممتدة من غار المهدي غرباً إلى الجاسر شرقاً ومن طيبة جنوباً إلى قباء والتمرين شمالاً. مصطلح الجزيرة أبا يعني كل القرى الصغيرة حولها وتشمل الدبيبات والفردوس والمرابيع وشيكان وأم برد والملاحة والشوال وربطت بينهم صلات دم ومصاهرة عبر أجيال. سعدت جداً بأن ملحمة "قفة رمضان" إمتد أثرها إلى بعض سكان تلك المناطق خارج مساحة أبا الجغرافية. تحدثت في مقال سابق عن الفكرة وأثرها الإيجابي على أهلنا المحتاجين والأثر الطيب التي جعلتهم يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم يكابدون ظروف الحياة الصعبة. تدخل ملحمة "قفة رمضان" عامها الخامس وتسجل نجاحاً فاق كل التوقعات ويحكي عظمة بنات وأبناء الجزيرة أبا في الداخل والخارج واستشعاراً لمسؤوليتهم تجاه أهلهم والوفاء بجزء من دين لأهلهم عليهم. بداية المشروع في عام 2012م بمساهمة محدودة بلغت 8 ألف جنيه وزعت على عدد قليل من الأسر المستحقة وبعد تقييم التجربة رأى أصحاب الفكرة ضرورة إستمرارها مع التأمين على نشر الفكرة على نطاق واسع. نذكر فقط بأن المساهمة أصبحت تتزايد سنوياً وأصبحت تشمل أهل الجزيرة أبا بمفهوها الواسع الذي أشرت إليه في أول المقال. في عام 2013م بلغت المساهمة والتبرعات 11 ألف جنيه وفي عاع 2014م تضاعفت المساهمات وبلغت 22 ألف جنيه وفي العام الماضي 2015م تضاف المبلغ ثلاثة أضعاف حيث بلغ 66 ألف جنيه. هذه النجاحات المتكررة كانت الزاد والوقود الذي حرك بذر الخير داخل قلوب بنات وأبناء أبا في الداخل والخارج وكانت لرابطة أبناء الجزيرة بالرياض وكعهدنا بهم القدح المعلى وقدموا بسخاء مما وسع نطاق المستفيدين من مشروع الخير. وصلني من الأخ مصلح الفكي تقريراً مفصلاً بخطوات النسخة الخامسة ل"قفة رمضان" للعام 2016م / 1437ه يحكي عن دقة التنظيم وعظم المسؤولية وروعة المشهد. بلغت تبرعات ومساهمات إخوتنا في السعودية "فرسان الحوبة" مبلغ 108099 ج، وبلغت تبرعات الخرطوم 26250 ج، في حين بلغت التبرعات المتحصلة من داخل الجزيرة أبا 11650 ج. بلغ إجمالي المبلغ المتحصل 147395 ج. كما أرسل أبناء الجزيرة أبا بالرياض مبلغ 1750 ريال سعودي (1720 جنيه سوداني) مخصصة لتغطية النفقات الإدارية، صرف منها 1396 ج في إيجار عربات تم عبرها توزيع " قفة رمضان" حتى قباء شمالاً والفردوس وشيكان والمرابيع، وأدوات مكتبية تمثلت في 486 ظرف وضعت بداخلها المبالغ المقدمة، أما الضيافة فتمثلت في الصرف على إجتماعات وإفطار اللجنة والمناديب، بلغ صافي المبلغ المتبقي 145999 جنيه، تم توزيعه على 486 أسرة بواقع 300 جنيه. وهناك 9 حالات تمت معالجتها بواسطة اللجنة المشتركة. تم تكليف 46 مندوب من الجنسين لتولي مسؤولية توزيع المساهمات للأسر التي تم تحديدها بحسب الحاجة في أحياء الجزيرة أبا المختلفة وفي أرض الشفاء والحلة الجديدة وتكسبون وطيبة وأركويت والفردوس والمرابيع وشيكان. من حق من قاموا بهذا العمل نيابة عننا أن نزجي لهم خالص الشكر والتقدير وأن نحني الهامات إجلالاً وتقديراً لما بذلوه من جهد فاق حد الوصف سائلين المولى القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم. والشكر كل الشكر للأخ مصلح الفكي وللأخت عقيد شرطة/ أمال حجز وللأخ حسين بربر والتقدير للأخ/ أمير محمد أحمد الفكي مقرر اللجنة المشتركة والناطق الرسمي ل"قفة رمضان" رقم 5. وليعذرني أخوات وإخوان لم يسع المجال لذكرهم ولكنهم أسهموا بقدر وافر من الجهد في سبيل إنجاح هذا العمل العظيم الذي يشرفنا أبناء الجزيرة أبا ويثلج صدورنا ويجعلنا نقدم نكوذجاً حياً في التكافل والتراحم. عرف إنسان الجزيرة أبا في تاريخه الطويل بالوعي والجدية والمسؤولية ونكران الذات والصدق والأمانة والسمعة الطيبة وتتجلى هذه القيم عند أبناء أبا في أي بقعة وجدتهم فيها داخل أو خارج السودان وعندما يقول الشخص أنا من الجزيرة أبا يقولون لك "خلاص الكلام كمل". أرجو ألا تكون شهادتي مجروحة بسبب إنتمائي لقلعة النضال ومعقل الأحرار. وااا أسفاي لو ما جيت من ناس ديل ... واااا أسفاي لو أهل الحارة ديل ما أهلي. دعونا نعيش مع أهلنا في المرابيع فرحة هذه الأيام بعد أن وضع والينا الهمام الدكتور/ عبد الحميد موسى كاشا حجر الأساس لمشروع محطة مياه المرابيع التي كانت حلماً والآن أصبحت واقعاً معاشاً. أيضاً تعيش المرابيع أحلاماً يأملون أن تحقق وتتمثل في مشروع مستشفى المرابيع وطريق أسفلت يربطها بطريق الخرطوم الرئيسي، إضافة إلى تأهيل وتطوير المدارس ورياض الأطفال وغيرها من مشاريع التنمية التي ترفع من قدر مرابيع الخير والعطاء. أخي الوالي نواصل تذكيرنا لك بملف الجزيرة أبا الذي توليت رعايته شخصياً وما نزلنا نأمل في أن نسدل الستار ونطوي صفحة أراضي الجزيرة أبا السكنية والزراعية. تمليك الأراضي السكنية وتقنين الأوضاع بتسليم شهادات البحث قد بلغ مراحل متقدمة ولم تبق إلا بعض المعالجات التي تقدم أهلها بشكاوى للجنة إعادة التتخطيط في انتظار أن تبت فيها وتنصف المظلومين إن كانوا كذلك. ولا نمل التكرار والتذكير بأن "أبا القديمة" لم تعد تستوعب سكانها الذين تزايدوا وتضاعفت أسرهم وعدد أفرادها، ونذكر بأن "أبا الجديدة" هي الحل خاصة وأنه قد تم تحديد المنطقة شرق الجاسر وقسمت إلى مربعات وأجريت القرعة ودفعت الرسوم وتم تسليم عقود مكلية الأرض بمساحات معلومة معلومة في مربعات معلومة. يمكن مراجعة تلك الإجراءات ونكرر مناشدتنا لك أخ الوالي بتوجيه جهات الإختصاص بمتابعة هذا الملف الذي يعول عليه أهل الجزيرة أبا كثيرأ وبوجودك شخصياً. أما بخصوص الأراضي الزراعية فلقد إجتهدت اللجنة المكلفة وقامت بنشر كشوفات المستحقين وحددت فترة شهرين للطعون. نحسب أن مدة الطعون قد انتهت ولعل اللجنة تعكف الآن على تنقيح الكشف ومراجعته توطئةً لنشره ولكن غياب المعلومة تجعل الناس تثير دائماً التساؤلات ولذك نلتمس منك مطالبة اللجنة الإسراع في تنفيذ المهمة ونحسب أن إجراءات التسجيل تتطلب زمناً ليس بالقصير. باسم أهالي أبا الذين تفاءلوا بوجودك بينهم ويأملون في تحقيق أحلامهم بتقنين أوضاع أراضيهم السكنية والزراعية نؤكد دعهم وسندهم لك والوقوف معك وسيكونون بإذن الله رهن إشارتك. تطلعات أهالي الجزيرة أبا وأحلامهم وضعوها بين يديك أيها الوالي فهلا ساعدتهم في تحقيقها؟ – [email protected]