" سمحة المهلة " عبارة خفيفة الظل ويحق لكل اهل السودان ان يفخروا بها لانها صناعة سودانية 100/100 وهى بحق عبارة يمكن لها ان تكون ضمن العبارات الخفيفة على اللسان واحسبها عند الله ثقيلة فى الميزان , فهى ترسل بلطف منهج تعامل وحسن سلوك يجب ان يسود بين الناس فى التداول واقصد تداول الافكاروالاراء وحتى فى ادب الحوار وادارة الخلاف. سمحة المهلة كلمة جامعة تلخص بحسن بيان ثقافة اهل السودان, وسمحة لمن تعتبر اللهجة السودانية لهجة ثانية لهم على وزن ( لغة ثانية ) سمحة تأتى من السماحة والسماح والتسامح والمؤمن كما فى الحديث الجميل " سمحا اذا باع سمحا اذا اشترى" اما الشق الثانى من العبارة " السمحة " فهى المهلة والمهلة من الامهال حيث جاءت فى قول الحق " أمهلهم رويدا " والامهال هنا بيت قصيدنا وهو الموصوف من قبل اهل السودان بالسمح – سمحة المهلة – ورغم هذه المعانى الجميلة للعبارة الا ان كثير من غير السودانيين من الاقربين لم يكن لهم حظ من الانفتاح على هذا الجمال فيصفون السودانى ب " الكسلان " والعلم والادب كما تعلمون حظوظ يهبها الله لمن يشاء ( ومن لا يعرف فليقل عدس كما يقولون" ما علينا ... دعنا نعود اختى واخى القارئ الكريم الى الكلمة الطيبة " المهلة " وهى بالمناسبة تحتمل ان تتشكل بفتح الميم او ضمها واهل السودان يفضلونها مفتوحة ولا يضموها الا عند نفاذ الامهال فيعقبها بعد ذلك حال غير الحال فينطبق بعدها قول اخر جميل " اتقوا غضبة الحليم " وعلى ذكر الحليم فهو اسم من اسماء الله عظيم والامهال من ثمرة شجرة الحلم . "ان ابى يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا" تلك كانت كلمات كريمات نبى الله شعيب الى نبى الله موسى كما ورد فى قصص القرأن الكريم, وهى كلمات تشير لثقافة وسلوك وحركة عمل وحياة, فتيات كريمات خرجن يردن الماء , يقفن فى الصفوف وان كنت اشك فى وجود ثقافة الصفوف حينها ولكنهن على اى حال خرجن للماء ومن الماء الحياة يخرج لها كل حى شباب ورجال ونساء وذلك يكون مشهد حى للحياة ويعطى ملامح لعلاقة المرأة والرجل وهم يتشاركون فى الحياة من اجل الحياة , اختى واخى القارئ الكريم , ارجو الا تمل ولا تكل وتذكر سمحة المهلة فأنا للان لم ادخل فى اللباب انما امهد لقرع الباب, مشهد اخر مصاحب لقصة موسى وبنات شعيب حدث وهو ذاهب معهم تلبية للدعوة التى جاءت من نبى الله شعيب عبر سفيراته ( بناته ) اذ تقدمنه - وهذا من ادب المضيف مع الضيف اذ انهن كن يمثلن الهادى والدليل ,– غير ان موسى اراد ان يكون فى المقدمة لعل الجو وقوة الرياح اثرت و جسدت فى المظهر العام للمتقدمات فبدت محاسنهن – ولا ادرى ان الزى هنا كان بنطلونا او عباءة - ولابد لموسى انه قد اخذ النظرة الاولى بيد انه اخذ (اكشن) كما يقول الخواجات وقال قولنه الشهيرة " اجعلونى امامكم ووجهونى على خط السير بالحجارة لا بالصوت , اننا قوم لا ننظر لاعجاز النساء او كما قال " "وكشفت عن ساقيها , قال انه صرح ممرد من قوارير" عزيزى القارى ( خلاص قربنا ) فهذا الفاصل ثم من بعده الخلاصة والختام , وعنوان هذا الفاصل كما تعلمون هو ايضا من قصة ملكين وهدهد كما وردت فى كتاب الله المكنون, وفى هذه القصة يرسى فيها الصانع الاعظم علاقة الملك والمملوك والمملكة وكل العناصر الثلاثة مربوطة بفلك العبادة والعبودية, فلننظر للهدهد وهو هنا (موظف دولة) يكتشف ما لم يكتشفه سليمان الملك العليم بلغة الجن والانس والطير, والرياح مسخرات بأمره , غير ان الهدهد لم يصبه الكبر وانما اعد التقرير وسلمه لولى الامر, ما تجاوز الهدهد حده وما طغى ثم بعد ذلك حدث ما حدث واجتمع المليك فى غرفة عملياته باركان حربه من اهل العلم والخبرة والتى ضمت من اهل الجنة عفريتا وممن عنده علم من الكتاب عالما, ثم يتكرر المشهد عند مملكة سبأ فتدعو الملكة بلقيس قادة جيوشها ومستشارى عروشها ثم بعد ذلك كان ما كان مما تعلمون ... وهنا اود ان اوضح واقف عند " وكشفت عن ساقيها " ثم فى المقابل رد فعل سليمان وجنوده من اهل النظام العام , لم يصيحوا ويقولوا لها " انسترى يا مره " ولم يتعاملوا معها بتوبيخ او اهانة لانهم اكبر من الفتنة وما كان ليشغلهم زى فاضح او كشف واضح كانت همهم وهمتهم همة الملوك التى ادخلت بقوة البيان والتبيان ملكة ومملكة لعبادة الواحد الديان, خلاصة عزيزى القارئ (اعفى لى) فقد استعملت كثير من الرمز بيد انى لم افعل ذلك الا لعلمى بفطنتك وعمق فهمك للاشارة التى قد تحمل بشارة او نذارة والكلمة الطيبة لا يماثلها مثيل حتى ولو كنت تخاطب عدو لدود ناهيك عن صديق ودود, فهذا الموضوع كما جاء فى العنوان يتعلق بموضوع - فجره المعتمد الذى يرى ان ظبط الشارع يقع ضمن مهامه رغم ان هناك خارجية يرى البعض انها اخرجت من مشهد قد يثير مضاعفات ديبلوماسية بين اشقاء الجوارالذين يستحقون من حسن تعامل ورقيق حوار – الموضوع شغل الشارع (السبيل والسابلة) والاعلام والقارئ واحسبه قد لفت انتباه الشارع (المشرع) فموضوع البنطلون والزى قد اثار موجات سلبية وايجابية وفى كل خير, اذ انها قد تلفت الانظار لعملية ( ادارة الاولويات ) ولعل المعتمد خشى من انشغال مستعملى الطريق من سائقين وعابرين من جراء الفاتنات صاحبات البنطلونات خاصة والخريف بدأ يرسل وفود المقدمة والطريق لدينا كما تعلمون فيه الحفر والمرتفعات من جراء تراكم القمامة واللمامة ثم المستنقعات والمنخفضات والمرتفعات وكلها لم تكن من اصل الطريق الذى يفترض ان يكون واضح ومنير ومستقيم, وهنا ارى ان قضية ضبط الشارع والطريق يراد لهما عمق رؤية وكثير من الروية (سمحة المهلة ) وحتى قضية العلاقة بين الرجل والمرأة تحتاج من الجميع الجلوس والتفكر لان الاثنين يشكلان شراكة اساسية ومن الاولى ان نحاسب العيون التى تسطو على ما ليس لها من الفاتنات سواء كن فى العباءة او البنطلونات وفى اشارة بنات شعيب والملكة بلقيس كثير من الرسائل المرسلة, اما ما اثاره اخوة واخوات من ارباب الاقلام الرفيعة بشأن ما يرونه من تجاوز المعتمدية لشئون الخارجية ( راجع اشارة علاقة الهدهد يسليمان الملك ) فانا اتفق معهم تماما ولكنى ارى ان للخارجية غندور يحميها سائلا الله الا يجعل قراراتنا العجولة سببا لعلاقات متوترة مع الاقربين منا وحتى الابعدين, و شكرا عزيزى القارئ الكريم على الصبر الجميل.