هذا الصحفى "المجاهد" هو أحد المصائب التى أبتلى به الله السودان وشعبه منذ يوم الإنقلاب الشئوم فى 30 يونيو 1989! كنت مقررا أن أكتب مقالا ردا على الأستاذة الصحفية/ رشاء عوض بعنوان " نقد لنقد رشاء عوض لنفسها" تقديرا منى لها ككاتبة مميزة، لكن يشاء الله أن أمر "بالصدفة" على مقال للصحفى إسحق أحمد فضل الله الذى إعترف قبل فترة وجيزة بأنه مارس "الكذب" جهارا نهارا من أجل إنتصار المشروع "الأسلامى" كما قال. لا أرى داعيا أن اذكره بمقولة السادة الصوفية "الغايات السامية لا يمكن التوصل الىها بوسائل وضيعة" أو بحكمة الشيخ فرح ود تكتوك " الصدق كان ما نجاك الكضب ما بنجيك" ولا أدرى هل كان كاذبا حينما كتب ذلك المقال فى وقت سابق كان يمارس فيه الكذب، أم كذب الآن بإعادة ما كتبه وإصراره على أنه كان صدقا وهو يتكئ على نظرية المؤامرة – التى لا تأكل عيش - فى سعي حثيث منه لتبرئة النظام ومجرميه من المشاركة الفاعلة فى محاولة إغتيال الرئيس المصرى – الأسبق - حسنى مبارك فى أديس أبابا عام 1995 والتى اصبحت تهمنى لأكثر من سبب. الأول أنها اضرت بوطنى السودان فى كثير من الجوانب ضررا بالغا يكفى أنه وحتى اليوم لا زال فى قائمة الدول الداعمة للإرهاب .. والسبب الثانى لأنى تضررت منها شخصيا .. والسبب الثالث لأن أرواحا سودانية أزهقت بعد فشل تلك العملية بعضهم شارك فيها وبعض آخر أوقعه حظه العاثر فى التعرف على شخصيات غير سوادنية كانوا من ضمن منفذى تلك العملية بل من بين هؤلاء من سمع عبر صديق له معلومات عن بعض حقائقها .. ثم أخيرا فهى محاولة إجرامية قبيحة استهدفت بنى آدم وإنسان هو الرئيس المصرى الأسبق "حسنى مبارك" بغض النظر عن رأى الناس فيه وفى سياسته العامة أو الخاصة تجاه السودان وهذا موضوع سوف أكتب عنه فى شئ من التفصيل فى مرة قادمة ، للاسف أحد "الإسلاميين" كعادتهم كتب عن هذه المعلومة الأخيره حينما اوردتها فى مرة سابقة، وكأنها دفاع عن رئيس مصرى وعمن وصفهم باصحاب البشرة البيضاء .. لحظتها شعرت بأنه لا يستحق الرد منى على ماكتب، فهم لا يعنيهم الإجرام والتفجير والقتل والذبح والحرق فى شئ، كل الذى يهمهم إنتصار دولتهم ومشروعهم "المتخلف" الظلامى حتى لو إرتكبوا أبشع الجرائم وحتى لو دمروا الكون كله .. لما لا طالما تنتظرهم على أبواب جنات "الفردوس" بنات الحور وأنهار العسل المصفى واللبن الصافية والخمره المعتقه التى يقدمها "الولدان" مع "مزة" عنب وتفاح وطير مما يشتهون! وعلي "إسحق" أن يطمئن وأن تتوقف أوصاله عن الرجفة "فمصر" غير مهتمة كثيرا بمعاقبة من خططوا لتلك الجريمة، فبدلا عنهم تعاقب الشعب السودانى "البرئ" ولا زالت تعاقبه بإحتلال أرضه "حلائب" وفى ذات الوقت تسعى لعلاقة صداقة ومحبة مع "البشير" ونظامه كما أكد وكيل المخابرات السابق فى عهد "مبارك" وكأن الشعب السودانى هو الذى أجرم لا "النظام. الشاهد فى الأمر أرجأت كتابة ذلك المقال ردا على صحفية شابة محترمة، للرد على هذا الصحفى العجوز الذى إمتهن الكذب والتضليل ولأن هؤلاء الإسلاميين ولتخليص الوطن والعالم كله من شرورهم لابد من مواجهتهم ومحاصرتهم فى اى مكان يتواجدون فيه، كل بحسب قدرته وبحسب المجال الذى خصه الله بالمعرفة فيه ونحن مجالنا مقارعة الفكر بالفكر والكتابه من أجل التثقيف والتنوير ونحمد الله الذى جعلنا نعرف عنهم ما يجهرون به وما يسرونه! الحكاية وما فيها أورد إسحق أحمد فضل الله مقالا قال أنه كتبه بعد فشل تلك المحاولة الفاشلة ردا منه على إسلاميين آخرين من زمرته إتفقوا معه أو إختلفو والمقال يتلخص فى أن محاولة إغتيال مبارك كانت مؤامرة دولية وأجنبية لا أكثر من ذلك بطلها ومهندسها ضابط المخابرات المصرى المرحوم/ اللواء عمر سليمان. وحتى لو صدقنا كلام "إسحق" الذى لا يمكن أن يصدق، فهذا يعنى إعتراف منه بغباء من شاركوا في تلك الجريمة من طرف "النظام" إذا لم يكن النظام بكامله قد شارك. لأن الجهة الدولية التى تآمرت كما أدعى "إسحق" إذا لم تنفذ جريمه بنفسها فإنها تحتاج الى مغفل "نافع" لا يحسب للنتائج والعواقب أى حساب بل يتحمس ويندفع لتحقيق الهدف الذى كلف به صراحة أو من وراء حجاب ولذلك لم تجد مغفلا "نافع" بل معه "على" وشلة من المغفلين. من ضمن أكاذيب إسحق أحمد فضل الله السؤال التقريرى الذى طرحه متحدثا عن شخصية اللواء / عمر سليمان وقال أنه عميل للمخابرات الأمريكية .. ثم تساءل لماذا أرسل الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك أمامه سيارة مصفحة مع أنه كان متعودا على إستخدام سيارة البلد المضيف فى زياراته الأفريقية؟ على كل حال إذا كان عمر سليمان عميلا لأمريكا، فالأمر عادى "فالنظام" بكامله كما أعترف "مصطفى عثمان إسماعيل" ومن بعده "نافع" و"على عثمان" لم يكونوا عملاء لأمريكا وحدها بل "طرقوا ابواب المخابرات فى كل جهة لكى يمدوها بالمعلومات ولكى يسلموا المستأمنين الذين دخلوا ديارهم" كما ذكر الدكتور/ المحبوب عبد السلام، ىفى كتابه عن (العشر سنوات الأولى للإنقاذ). اول كذبة فى حديث إسحق هى أن "عمر سليمان" وقتها لم يكن معروفا بالقدر الذى عرف به بعد ذلك، وأن حادثة مبارك تلك هى التى أشهرته وقفزت به نحو الصفوف الأولى حتى وصل فى آخر ايام مبارك وقبل ثلاثة ايام تقريبا تقريبا من رحيله الى منصب نائب رئيس الجمهورية كلف للقيام بمهام الرئيس بعد تنحيه وقبيل إعلان نجاح "إنتفاضة" 25 يناير التى تولى فيها الحكم المجلس العسكرى لمدة سنة كاملة بدعم وموافقة جميع القوى السياسية فى مصر بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين. لكن عمر سليمان كضابط مخابرات محترف مدرب تدريبا عاليا نصح مبارك بعدم الذهاب الى إثيوبيا للمشاركة فى القمة الأفريقية وإذا اصر على الذهاب فعليه أن يأخذ معه سيارة مصفحة، لماذا؟ لأن أجهل إنسان يمتلك ثقافة عامة ويقرأ الصحف العادية دعك من أن يكن ضابط مخابرات، يعلم حجم العلاقة بين السودان واثيوبيا فى ذلك الوقت، فالنظام الذى إستولى على السلطة بعد الإطاحة بمنقستو جاء به نظام الأنقاذ وقائد "الثورة" الإثيوبية الراحل "ملس زيناوى" كان مقيما فى السودان وأعترف الترابى فى شهادته على العصر بأن الدبابات التى أطاحت بمنقستو كانت سودانية، إضافة الى ذلك معلوم أن عدد من ضباط الأمن السودانيين الذين كانوا يعملون فى جهاز أمن نميرى ثم واصلوا العمل مع نظام الأنقاذ ويعرفون أثيوبيا جيدا كان لهم دور فى ذلك كله. نصيحة "عمر سليمان: تلك التى كانت سببا فى نجاة "حسنى مبارك" هى التى صعدت به الى أعلى. وكيف تخفى تلك المعلومة على جهاز مخابرات دولة بجانبه عدو متقدم فى كآفة المجالات هى "إسرائيل"؟ وكيف يخفى على أجهزة مخابرات إحدى أكبر الدول الأفريقية أن السودانيون كانوا يعاملون فى إثيوبيا معاملة المواطن الأثيوبى تماما بل أحيانا يحصلون على مزايا لا تتوفر للإثيوبى صاحب البلد نفسه. حدثنى أحد الأخوان فى إثيوبيا قبل أن "يكشف" النظام الإثيوبى "مضطرا" عن دور نظام الأنقاذ فى تلك العملية أن صديق اثيوبى قرع جرس فيلته صباح يوم مبكر وحينما أستيقظ وخرج له، قال له متأسفا "أنت سودانى .. أرجو منك أن تساعدنى فأخى تم القبض عليه بالأمس ليلا لأنه كان يقود سيارة بدون أن تكون لديه رخصة قيادة" وفعلا ذهب السودانى الى القسم وأخرجه وحكى لى ثان أن صديق أثيوبى فرضوا عليه فى دائرة "الجمارك" ملبغا كبيرا من المال كرسوم جمركية مقابل حاوية قادمة من "دبى" فطلب منه مساعدته، وفعلا ذهب وتمكن من تخفيض قيمة الجمارك. بل وصل الأمر الى ابعد من ذلك كان السودانى يحصل على تاشيرة دخول أثيوبيا عند وصوله لمطار أديس أبابا قادما من أى جهة فى الدنيا تصل مدتها الى 6 اشهر وأقل فترة 3 اشهر وأحيانا تكون متعددة، وحينما تنتهى يخرج السودانى الى اسمرا ثم يعود ثانى يوم فيحصل على تاشيرته فى المطار وكثيرون كانوا يعملون بهذه الطريقه ويديرون مكاتب. ثم وصل الأمر الى ابعد من ذلك بأن يكون السودانى جالس يلعب "الكوتشينة" مع أصدقائه فيكلف أحد العساكر الذين يعرفهم بأخذ جوازه ويقوم بختمه بتأشيرة خروج ودخول فى ذات الوقت فى مطار أديس ويعيده اليه وهو لا يزال جالسا يلعب ا"لكوتشينه"، وكان السودانى يحصل على رخصة إستيراد وتصدير من غرفة التجارة فى أقل من ثلاثة يوم وبمجرد أن يودع فى أحد البنوك مبلغ 10 الف بر إثيوبى كانت تعادل حوالى 1500 دولارا وقتها. جميع تلك الميزات اضاعها النظام المغفل الحاقد على شعبه، فجزء من أهداف تلك الجريمة المخطط لها بأيادى نأسف حينما نقول "سودانية"، كان لضرب "مبارك" فى مقتل وإحداث فوضى فى "مصر" تصل بارفاقهم "الإخوان المسلمين" للسلطة والهدف الثانى أن يضار "السودانيون" الذين كانوا يعملون فى إثيوبيا، حتى لا يصبحوا قوة إقتصادية والنظام بدأ وقتها مشروع "التمكين" وما كان يريد سودانيا خارج طوعه. لذلك ما كان يهمهم إضاعة تلك الميزات التى حظى بها السودانيون فى إثيوبيا مثلما لم تهمهم اضاعة فرص تمدد إقتصادى للسودان فى بلد مهم مثل ذلك البلد الذى يقترب عدد سكانه من حوالى 100 مليون نسمه كانوا وقتها خارجين لتوهم من نظام "شيوعى" مما يعنى محدودية المعرفة عند الكثيرين منهم بالعمل التجارى والعلاقات التجارية. ثم كيف لا تعرف مخابرات مثل المخابرات المصرية بمثل تلك المعلومات بعد أن أدركت بأنها خدعت فى حقيقة "إنقلاب" إسلاموى إجرامى وإرهابى قتل 28 ضابطا وأكثر من 150 جدنيا خلال ساعات معدودة وأن أكبر أهدافه أن يتحقق إنقلاب "إسلامى" فى أهم وأكبر بلد أفريقى وعربى مجاور له وهو مصر؟ وهى تعرف "المخابرات" المصرية بأن الحدود بين البلدين – السودان واثيوبيا - اصبحت شبه مفتوحة ويمكن أن يتحرك مواطنوا البلدين عبر الحدود بدون تأشيرات كما هو الحال عند الدخول عبر المطار؟ إسحق أحمد فضل الله الفاقد للمصداقية يكذب هذه المرة حتى فى كذبه .. فالجريمة التى ارتكبها النظام كاملة الأركان ويجب أن يعاقب عليها. تاج السر حسين – [email protected]