نعود لمناقشة أمر توقيع بعض قوى نداء السودان على خارطة الطريق، وما سيترتب عليه، وننتقل للجدل حول الحوار الذي تؤسس له خارطة الطريق، هل هو ضم هذه الأطراف لحوار الوثبة أم أنه حوار جديد، وما الفارق الذي سيصنعه ذلك؟. تقول وثيقة خارطة الطريق عن الحوار، ابتداءً في النقطة رقم (3) أن الأطراف الموقعة تقر acknowledge أن الحوار الوطني السوداني افتتحه رئيس الجمهورية في أكتوبر 2015، لكنها تضيف في النقطة الثانية أن هذا الحوار لم يكن شاملاً لعدم مشاركة الأطراف الموقعة "وحددها بالإسم في القوى الأربعة". ثم تمضي النقطة (3-2) لتقول أنه حال التوقيع ستجتمع لجنة (7+7) للحوار المشار إليه في النقطة رقم (3) مع الأطراف الموقعة في أديس أبابا لمناقشة الخطوات المطلوبة ليكون الحوار الوطني شاملاً. وتضيف النقطة رقم (4) أن مقترحات مستقبل السودان يجب أن تخرج من عملية شاملة حقيقية تضم كل هذه الأطراف. لم تسم الخريطة ما سيعقد في أديس أبابا مؤتمراً تحضيرياً أو غير تحضيري، لكنها استخدمت كلمة "ستجتمع" أي أنه اجتماع بين الأطراف الموقعة ولجنة (7+7). هذا الإبهام جعل كل طرف يفسر الأمر بطريقة ومسميات مختلفة. لكن طالما أن هذا الاجتماع سيقرر كيفية مشاركة القوى الموقعة في الحوار الوطني ليكون شاملاً، فإن هذا يعني أن هناك فرصاً واسعة للتداول وتقديم التصورات. وحتى مسألة تهيئة الأجواء للحوار يمكن أن تكون مطروحة بذات الصورة التي حددتها من قبل قوى الإجماع وقوى المعارضة المختلفة. الفرق الوحيد، ولا أعلم إن كان جوهرياً أم لا، أن قوى الإجماع إعتبرته اجراءً مطلوباً من طرف واحد هو الحكومة تقوم به قبل أي جلوس معها. في حالة خارطة الطريق هو سيطرح في الاجتماع التحضيري في أديس أبابا ويمكن أن تضعه القوى الجديدة شرطاً لازماً للمشاركة في أي حوار. لكن المفهوم من الوثيقة أن الحوار سيستكمل بالداخل، سواء تمت تسميته بحوار الوثبة أو أعطي إسماً جديداً، سواء التأم في قاعة الصداقة أو في مكان آخر. مجموعة (7+7) ستأتي بالتأكيد بمخرجات حوار القاعة، إذا أجازته الجمعية العمومية، ومن المنتظر أن تأتي القوى الموقعة على خارطة الطريق بأية أوراق أو أجندة جديدة. الأسئلة المهمة هنا هي هل هذه الأطراف جاهزة ومستعدة نفسياً وسياسياً لهذه المرحلة؟ هل تعي جيداً ما هي مقبلة عليه؟ هل بدأت في استعدادتها وتوحيد مواقفها التفاوضية ورؤاها وأوراقها لتطرحها في الجولة الجديدة من الحوار؟ الإجابات على هذه الأسئلة مهمة جداً، هذه القوى المهمة والمؤثرة في حركة المعارضة اختارت مساراً اختلفت فيه مع بقية قوى الإجماع الوطني، وربما يؤدي الاختلاف إلى مزيد من الخلافات وربما الاتهامات. وبوضوح أكثر فإن مشاعر ومواقف قواعد المعارضة العريضة ما تزال تجد مسألة الحوار عسيرة وشاقة عليها لأسباب معلومة، وعملية إقناعها بجدوى هذا الطريق يحتاج لجهد مضاعف ووضح في الرؤية والمواقف وشفافية عالية في كل خطوة. عليها أن تثبت أنها تريد تحقيق نفس الأهداف التي عاهدت عليها الجماهير، بوسيلة أخرى، وإلا فأنها ستجد نفسها في مواجهة محكمة التاريخ. إنتهينا....إلى حين التيار