الكشف عن المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية 2025    عزيمة وصمود .. كيف صمدت "الفاشر" في مواجهة الهجوم والحصار؟    مناوي يُعفي ثلاثة من كبار معاونيه دفعة واحدة    المريخ يختار ملعب بنينا لمبارياته الافريقية    تجمع قدامي لاعبي المريخ يصدر بيانا مهما    بالصور.. تعرف على معلومات هامة عن مدرب الهلال السوداني الجديد.. مسيرة متقلبة وامرأة مثيرة للجدل وفيروس أنهى مسيرته كلاعب.. خسر نهائي أبطال آسيا مع الهلال السعودي والترجي التونسي آخر محطاته التدريبية    شاهد بالفيديو.. بالموسيقى والأهازيج جماهير الهلال السوداني تخرج في استقبال مدرب الفريق الجديد بمطار بورتسودان    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تطلق "الزغاريد" وتبكي فرحاً بعد عودتها من مصر إلى منزلها ببحري    حادث مرورى بص سفرى وشاحنة يؤدى الى وفاة وإصابة عدد(36) مواطن    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يصل مطار القاهرة الدولي    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    يؤدي إلى أزمة نفسية.. إليك ما يجب معرفته عن "ذهان الذكاء الاصطناعي"    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    عمر بخيت مديراً فنياً لنادي الفلاح عطبرة    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هشكنا وبشكنا يا ريس
نشر في الراكوبة يوم 04 - 08 - 2016

النزاع بين حرية الرأي والانقاذ موضوعها الحق في معرفة الحقيقة, وخوفا من تدفق المعلومات التي تستر عوراتهم, والطرف الثالث الذي لا يراد له ان يعرف هو المواطن السوداني المغلوب علي امره ,وكل ما من شأنه تضليله وتغييب وعيه لا ستغلاله وتزوير ارادته, فحكومة الانقاذ تبيع الوهم والوعود الكاذبة, وتأكل اموال المواطن السوداني بالباطل ,ولكن لماذا لا تريد الانقاذ صحافة حرة....؟ ولماذا تخاف من قول الحقيقة.....؟ ان الصحافة سلطة رابعة علي سبيل المجاز وليس الحقيقة فهي خارج دائرة السلطات ,لأن الصحفي ليس شرطي او وكيل نيابة او حتي محامي ,ولا يملك من ادوات السلطة الا قول الحقيقة ,وحتي السلطة التشريعية لا تملك الحق في تقييد حرية الصحافة والنشر ,كما يحصل عندنا في السودان, لان ذلك من الحقوق الطبيعية التي تعلوا فوق الدستور وتحده ولا يحدها وتحكمه ولا يحكمها, وينص الدستور الامريكي علي ان السلطة التشريعية لا تملك الحق في اصدار تشريعات تنتقص من حرية الصحافة والنشر,وقال ترومان الرئيس الامريكي الاسبق : اذا تراجع امريكي واحد عن قول الحقيقة تكون امريكا كلها في خطر عظيم, ويفترض ان تكون حرية الصحافة والنشر (خط احمر) ومطلبا وطنيا وجماهيريا قبل ان تكون مشكلة للأعلاميين.
ومن اجل هذا الغرض وظفت وسائل الاعلام علي اسوأ استغلال, لتخدع الشعب السوداني وتعمل له (غسيل مخ) بدلا عن توفير احتياجاته الاساسيه ,واصبحت اجهزة الاعلام مطية لهذا النظام البوليسي لاستلاب المواطن السوداني, وقد حظي برنامج (في ساحات الفداء) برواجا اعلاميا واهتمام غير مسبوق من اجل ان يخدم اهدافه لتشييع الاوهام والاكاذيب التي يدعون انها تحدث للمجاهدين في الجنوب من اجل( الترغيب) مثل سماعهم صوت الملائكة ,وتظليل الغمام لهم من اشعة الشمس الحارقة, والغزلان التي كانت تأتي لهم طائعة مختارة عندما يشعرون بالجوع, من اجل توفير الكادر البشري واغرائهم للالتحاق بالدفاع الشعبي والخدمة الوطنية , ومن ثم ارسالهم الي محرقة الحرب بدون اي تدريب متقن وكان من الطبيعي ان يقتلوا بكميات كبيرة ليخرج علينا (عراب الاتقاذ) وقتها د حسن الترابي بفكرة جهنمية بتحويل المأتم الي بيوت اعراس بعد ان (يخدروا )اهل الفقيد بأنه الان في الجنة مع الحور العين , فعزوف الكثيرين عن الصحف السياسية واتجاههم للصحافة الرياضية والفنية اللتان اصبحتان اكثر توزيعا من الصحف السياسية بدليل تصدر صحيفة قوون قائمة الصحف الاكثر توزيعا لفترات طويلة وكذلك صحف الصدي وفنون والدار وحبيب البلد وحكايات ويعزي ذلك للكوبح التي تحجم الرأي الاخر وقد تفوق السودان علي اغني الدول البترولية في عدد الفضائيات والصحف اليومية لخدمة السلطة وتوجهانها الاحادية , ولكن في ازمنة العولمة وعصر المعلومة الحاضرة لن يكون لنا اي مستقبل مع المنافسة المهنية خاصة من خلال هذه الرؤي الاحادية الغائصة في الفوضي.
تعاقبت علي الوطن مشاهد تصنف في خانة الكوميديا اشعلت مواقع التواصل الأجتماعي ما زالت حديث الساعة الي الان, ومن حينها أنبرت الأقلام لتدلوا بدلوها بحسب وقائعها الظرفية والجوهرية ,غير انني اكثر ما لفت نظري أن الصحف ووسائل الاعلام تناولت الواقعتان بطريقة بعيدة عن الاهداف الاعلامية وهي الحقيقة التي يريدها المواطن المغلوب علي أمره , وبالتالي فهي تتعامل مع المتلقي بطريقة (أستهبال) لشغل المواطن بأشياء أنصرافية فارغة عن المواضيع الأساسية , فماذا يهم المواطن المغلوب علي أمره أن يبدي لاعب بحجم (ميسي) أعجابه لرئيس الجمهورية....؟ وماذا يهمنا من تنصيب البشير بلقب لا نري مضمونه علي واقع الأرض ...؟ وماذا يهم الوطن من أطلاق رئيس الجمهورية لأول تغريدة علي مواقع التواصل الاجتماعي لولا أنها العشوائية التي يراد بها صرف عقولنا , في وطن تزداد كوارثه يوما بعد يوم ,في بلاد أصبحت فيها الهجرة (شرا لا بد منه) في وطن أصبح الكل فيه مرشح متشرد ومشروع مهاجر , ما دام هذا النظام يغتال احلامنا في الحياة.
1/خرجت علينا صحف النظام بالتهليل لخبر اهداء النجم (ميسي) لاعب نادي برشلونة الأسباني قميصه للبشير, وتصدر الخبر مانشيتات الصحف ,ونأخذ كمثال صحيفة السودان بالمانشيت العريض (ميسي يهدي البشير قميصه الخاص) ونقلا عن (الجزيرة نت28/7/2016)نقلت صحف الخرطوم أن ممثلة (ميسي) سلمت هديته ممهورة بتوقيعه, وأخرى بتوقيع زميله في الفريق ( نيمار دا سيلفا) للرئيس السوداني في منزله بضاحية كافوري شرقي الخرطوم. وحمل البشير المندوبة الإسبانية تحياته لميسي بعد قبوله الهدية التي لم تعرف بعد مناسبتها ,واحتفت الصحف السودانية بالحدث الذي وصفه بعضها بالاستثنائي، وذكرت صحيفة الصيحة المستقلة أن( ليسا بلاسكو) المفوضة الخاصة لنجم برشلونة قدمت الهدية للبشير,وأشاد الرئيس السوداني، خلال لقائه بلاسكو بحضور نخبة من الإعلاميين، وبخطوة نجم برشلونة مبديا إعجابه بالفريق العالمي، وقال إن الرياضة أصبحت تمثل سفارة متنقلة ودبلوماسية ترتقي بها الشعوب. وخاطب البشير ممثلة النادي الإسباني قائلا إن 90% من الشعب السوداني يشجعون البارسا.إلى نهائيات البطولة. وذكرت صحيفة الصيحة أن لاسكو أعربت عن شكرها وتقديرها للرئيس البشير وقالت إنه يستحق التكريم لأنه شخصية مميزة على مستوى العالم، مشيرة إلى أن تميزه كرئيس دولة هو ما دفعها لحمل الهدية بنفسها إلى السودان من أفضل لاعب في العالم. وأكدت أن خطوة ميسي لتكريم الرئيس السوداني لم تحدث من قبل من أي لاعب من برشلونة لأي رئيس في العالم. المصدر الجزيرة28/7/2016
2/ تمثلت المأساة الثانية في تكريم رئيس الجمهورية, الذي تم في أديس ابابا من منتدي الكرامة الأفريقية, تحت مسمي تنصيب العزة والكرامة,ليستمر ذات التضليل الذي رافق فضيحة ميسي ظهر مجددا في حكاية التكريم هذه ما يدهش أن التكريم لم يرد ذكره إلا في وسائل الإعلام السودانية التي صورته كحدث أستثنائي , ثم توالت الدهشة في تصريح اعلامي بقامة (أبراهيم دقش) الذي قال بأن الاتحاد الافريقي اختار الرئيس للقب....! "قال المهتم بشؤون القرن الأفريقي( إبراهيم دقش)، إن تكريم( البشير) من مؤسسات أكاديمية ومراكز أبحاث ومنظمات مجتمع مدني بأديس أبابا، دلالة كبرى لعزة السودان، وإن كل محاولات الجنائية باءت بالفشل، وإنها أصبحت في مشرحة جامعة السلام بعد تكريم البشير . وقال دقش في حديثه للتلفزيون القومي، بمناسبة تكريم البشير من قبل المبادرة الأفريقية للعزة والكرامة، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا الجمعة، إن هذه المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث أجمعوا واتفقوا على اختيار واحد من ثلاثة من القادة الأفارقة الحاليين لتمثيل العزة والكرامة، حيث تم اختيار البشير بين منافسيه.وأكد أنه شرف للسودان ويحق له أن يعتز بهذا الاختيار كحلقة جديدة في تاريخه . شبكة الشروق وسونا للنباء29/7/2016 ولكن مالم يدركه (دقش) ثمة أسئلة تدور بخلد المواطن المغلوب علي امره أهمها لماذا لم يحضر هذه المناسبة أي من الرؤساء الأفارقة ليشاركوا من تم تتويجه نيابة عنهم طالما التنصيب من أجل عزتهم.....؟ أم أن الامر الحقيقي أن الزعماء الافارقة لا علم لهم بها اصلا ...! فلا وقت لديهم للمشاركة ولديهم من الازمات ما تنوء الجبال عن حملها, والأدهي من كل ذلك لماذا لم يشارك حتى (هايلي ديسالين) رئيس وزراء أثيوبيا التي يجري التكريم على أرضها.....! فالمتابع العادي وليس الحصيف سيخالجه الشعور بأن هذا التكريم جرى تنظيمه بواسطة أصحاب مصلحة إستخدم إسم جامعة إسمها "جامعة السلام" فلا علاقة لجامعة أديس أبابا بموضوع الإحتفال كما زعمت بعض وسائل الاعلام.
وبثلما خرجت علينا صحف النظام بالتهليل, كانت الاخبار الصادمة للنظام عندما نفي ميسي الخبر علي قناة( بين سبورت) خبر اهداءه قميص للبشير , وكانت المأساة التي فضحت اعلام النظام الذي كان من المفترض ان يكون شجاعا لنقل الحقائق كاملة بعد ان استبانت بجلاء , ولكن هل من الممكن ان نشاهد بنفس المانشيت( ميسي ينفي اهداءقميصه للبشير ....؟ فقد وقف الشعب على حقيقة ما جرى بالصور والمستندات التي إنتشرت بمواقع الصحف الإلكترونية وتطبيقات التواصل الأخرى،طالما ظلت العولمة تتطور بسرعة ,وحاضرة بقوة لن يكون الانقاذيين في (مأمن) , فقد انشغلت وسائل الاعلام, ووسائل التواصل الاجتماعي , تلك الخطوة التي حركت نُشطاء للأستقصاء عن الامرين تحصّلوا على تكذيب رسمي من اللاعِب "ميسي" وكذلك من نادي برشلونة نفوا فيه أن يكون لأيّ منهم علاقة بالقميص موضوع الأحتيال ,اضافة الي ان عملية التكريم التي لا تحتاج الي عناء بحث في الشبكة العنكبوتية فمن سوء حظ هذا النظام , انه لا يدري أن أستيلائهم علي السلطة قد جاء متزامنا مع ارتفاع موجة العولمة , التي أصبحت الأن في أعلي معدلاتها , ومن الصعب بأمكان فرض القيود علي الاعلام في هذا الزمان في ظل التجاء (الناس) الي الفضاء الاسفيري بحثا عن الحقيقة , فالعولمة ألغت الحدود الجغرافية بين الدول و( كشفت المستخبيء), ولا تستطيع اي جهة ان تقول انها تعيش في (امان) داخل كهف أو جدار عازل ولن تصل لها العولمة ,فقد كشفت وثائق (ويكليكس) من الفضائح ما يشيب لها شعر الرأس, وبالتالي أصبحت كل حقبة الانقاذ وأنتهاكاتهم بحق الشعوب السودانية, وفضائحهم موثقة بالصوت والصورة ,للتوثيق لاكبر حقبة دموية ووحشية في تاريخ السودان , ليكون توثيق هذه الحقبة متاحا للأجيال القادمة بكل سهولة ويسر ,ووضعها في (الرف) مع عهود فرعون وهامان وغيرهم من الطغاة و الجبابرة الاولين, ليكونوا عظة لغيرهم ,وليضرب بهم الامثال لكل الاجيال القادمة.
3/نشرت صحيفة "الهندي عزالدين" - صحيفة المجهر- 10/7/2016خبرا على صدر صفحتها الأولى ، تحت عنوان : " البشير يطلق أول تغريدة عبر حسابه ب"تويتر" و"فيسبوك" سبتمبر المقبل , وقد اندهشت حينها ايما اندهاش ربما لأني عيناي التقطت بداية الجملة ولم تكملها فأعتقدت منذ الوهلة الاولي قبل اكمال قراءة المانشيت وكأنه الخبر كالتالي (البشير "يطلق" القمر الصناعي السوداني سبتمبر المقبل ) وتأتي أوجه المفارقة مع هذا الخبر الضحل وعديم القيمة ,أن رئيس تحرير ذات الصحيفة سبق وأن صرح بأنه لا يرتاد مواقع التواصل الاجتماعي فهو دائما ما يشن الهجوم عليها علي كلمات من شاكلة (صعاليك) ووجه الغرابه في تغيير افكاره تدعي للتعجب في كونه يحتفي بهذا الخبر العادي جدا كمانشيت رئيسي علي صحيفته, فلماذا تبدلت الاحوال الأن .....؟ فقد ضجت وقتها مواقع التواصل الأجتماعي لذاك الخبر الذي اثار شهيتها,فهو يمثل مأساة الصحافة السودانية, فالهندي يعبر عن منظومة باكملها ,ولكن من العار ان يعتمد اعلامي علي العنف المعنوي كمشروع سياسي اخلاقي في مشاهد لا تثير السخرية الا عند رجل معطوب يتسول بعاهته في زمن الغفلة والهوان, ولكن السؤال الرئيسي هل كان من الممكن ان ينموا امثال الهندي في زمان غير هذا الزمان الاغبر ....؟ وامثاله منتشرين في هذا الوطن من الذين تسلقوا علي اكتاف الضحايا, وهؤلاء هم افة العمل السياسي والعام , ولا دواء لهم الا بالديمقراطية, والهندي يمثل حالة من تجسيد واقع الشمولية في هذا الوطن, لقد تجمع كل قهر وقمع وتشويه نظام الانقاذ في شخصيتة ، بتجسيده لممارسات النظام فهي ليست بالصدفة ؟ فقد سمحت ظروف الخواء الفكري وغياب الاعلام الملتزم لبروز فنون الالهاء و القمع والتشويه والتسطيح والابتزال التي تخدم ايدلوجيات النظام, وشجعه نظام الوعي الزائف وقمع الحريات لأنه يبعد الناس عن الاعتراض والسعي نحو التغيير, ولا يعود هذا السلوك المتخلف الى السهو او عدم اللا مبالاة، ولكنه نابع من صميم قناعاتهم. فالاسلامويون يعتقدون أنهم يمتلكون وحدهم الحقيقة المطلقة، لذلك يمكنهم الحكم على حقائق الآخرين حتي لو كانت خطأ,فالانقاذ تعلم ان الهندي لا يملك من المؤهلات ما يجعله اهلا للمناصب التي تقلدها لاحقا , ولكن اجادته لتقديم الادوار التي اشرنا اليها كانت كفيلة باقناع اولياء النظام بانه رجل المرحلة , فالهندي ودقش يخدمون النظام كمفعول به وليس كفاعل اساسي , فقد سخر من الخبر كل من قرأه في الصحف التي تمثل أزمة الصحافة الراهنة , تلك الصحافة التي تعمل على تسطيح المواطن المغلوب علي أمره , فأين قيمة الخبر في ما كتبته الصحيفة ، ناهيك ان تضعه عنواناً رئيسياً لها..... !فهي مهمتها تريد ان تصور إنشاء "رئيسها" صفحة على موقع بشبكة الانترنت وكأنه فتحا عظيما ولحظة تاريخية للوطن.
واضح ان اعوان الرئيس وأعلامه الكذوب ماضون في ابتكار اشياء أنصرافية , لاشغال الناس والهائها , وبالتالي لم أستغرب من تعمد وسائل الإعلام تضخيم الجهات التي قيل أنها بادرت بتأسيس المنتدى, فكان أقحام جامعة الأمم المتحدة للسلام بأديس أبابا، فالمفارقة البائنة التي لم يستدركوها كيف يمكن أن تشارك مؤسسة لها علاقة بالأمم المتحدة في تكريم رئيس مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية الدولية بناء على قضية تمت أحالتها من مجلس الأمن الدولي الذي يتبع للأمم المتحدة, وبالتالي يكون التكريم منها اعترافا بعدم مصداقيتها ...! فهل من الممكن أن تقع الامم المتحدة في مثل هذا الخطأ الساذج.....؟ فمشكلة النظام أنه لا يقرأ التاريخ لأخذ العبر, ورئيس الجمهورية لا زال يعتقد انه محبوب الشعب لا لشيء سوي ان الذين من حوله يصورون له الامر كما يشتهي ان يري ويسمع , فالجماهير التي يحشدها الحزب الحاكم تغني في الشوارع(هشكنا وبشكنا يا ريس) وان الحالة تمام التمام والمواصلات فااااااضية ,كما قال النجم ( عادل امام) في مسرحية الزعيم, والأنظمة في مثل هذه الدول شعوبها تحبها ولا تري بديلا لها ....! , وهو حب مصنوع من خلال ترويض الاعلام , وعليه فأن حب الشعب للنظام هو من علي شاكلة (هشكنا وبشكنا يا ريس) فالاعلام في زمن الانقاذ امتداد امتداد لشعراء الملوك والحكام كمروان بي ابي حفصة في بلاط المهدي الخليفة العباسي وابي الطيب المتنبئ في بلاط سيف الدولة الحمداني , وشعراء العصبية القبلية كعمرو بن كلثوم في الجاهلية قبل الاسلام ,فقد كان الشعراء ابواقا اعلامية في خدمة السلطة والجاه والمال والنفوذ, وليس لفضائيات الانظمة البوليسية شغل سوي التحريض علي العصبية والكراهية الدينية والعرقية وتزييف الحقائق وتلوين الاخبار, والتركيز علي الجزئيات وتضخيمها, ومخاطبة العواطف والمشاعر لتعطيل العقول,كما في برنامج في ساحات الفداء الذي ساهم في تشويش الادمغة , وقضية منتصر الزيدي الصحفي العراقي الذي ضرب الرئيس الامريكي بالحذاء , فقد احتفت به الكثير من الفضائيات العربية وصورته بطلا قوميا , وقد احتفت به احدي الفضائيات عند الافرا عنه ونقلت خطبته العصماء,وقد فشلت الفضائية العربية في تلميع منتصر الزيدي , كبطل قومي , والمدهش انه قال ان حذاء بوش داس علي الشعي العراقي ....! فما هو الفرق بين حذاء بوش وحذاء صدام حسين....!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.