الأزمات المتعددة التي اضحت تعاني منها الدولة السودانية كثر الحديث عنها وفي منابر متعددة وقدمت لها حلول كثيرة نظرياً وقد تكون هناك بعض منها عملية ولكن ينقصها التنفيذ، ولعل من أهم الإجراءات العملية ولكن بطيئة التنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي لا زالت تتنظر ماذا سيحدث لها مقبل الأيام وطبيعة الحال الإنسان لا يدرك خطورة الخطر المحدق به*إلا بعد ان يصطلي بناره الحارقة جداً ولو على إستشعار عن بعد وهذا ماحدث لوالي ولاية الخرطوم الفريق عبد الرحيم محمد حسين عندما تولى سدة الحكم شعر بصعوبة الأمر البالغ التعقيد في إدراة الولاية ما جعله يشتكي للصحفيين في الثامن من رمضان لسنة(1437)هجرية الموافق الأثنين*الثالت عشر من يونيو للعام(2016 ) عندما دعاهم*لتناول وجبة الإفطار في منزله ،وذكر لهم في حديث مستفيض عن التحديات التي تواجه إدراة ولايته ،وقال إنها اصبحت بحجم دولة ودعاهم الى طرح القضية من منظور البحث عن الحلول الإستراتيجية بعيدة المدي لا تستبعد قيام عاصمة جديدة بأحدى ولايات السودان لتخفيف العبء عن ولايته وعن الخرطومالمدينة..إنتهى وفي صبيحة اليوم التالي (الثلاثاء)من التاريخ المذكور اعلاه*كتب الأستاذ محجوب محمد صالح في كلمة صحيفة الأيام العدد رقم (11348)إن الحديث الذي ذكره والي الخرطوم عبدالرحيم محمد حسين والبحث عن عاصمة جديدة فكرة روادت وبحثت في دول عديدة ولكنها لم تنفذ إلا على المستوى المحدود وعندنا إن الأهمية الإستراتيجية ينبغي أن نبحث عن الخلل التنموي الذي جعل الخرطوم هي المدينة الوحيدة الجاذبة لكل اهل السودان بينما هي اصبحت وكل المناطق الأخرى طاردة لأهلها وذلك لأن إستمرار اسلوب التنمية الحالي المتوغل في الخطأ إذا تواصل فأن بقعة واحدة في السودان ستظل الأكثر جاذبية بينما تظل باقي الأقاليم طاردة...واضاف صالح إذا اردنا أن نبحث عن الأزمة في ابعادها الحقيقية فان ذلك البحث سيقودنا مباشرةً إلى ازمة (التنمية غير المتوزانة)فالخرطوم التي تشكو من كل هذه الضغوط ايضاً المنطقة التي تستأثر بأكثر*المصانع وأكثر فرص العمل نسبياً في السودان ،وهذا هو أساس الظلم الذي دعا الكثيرون ليس للهجرة من الأقاليم فحسب بل من التمرد على الخرطوم وسلطتها وإحتكارها للتنمية فلنفتح هذا الملف بكل ابعاده حتى نصل إلى حل جذري لأزمة المظالم التاريخية التي تحيط بهذا الوطن ،وهذا هو الملف الذي ينبغي أن نفتحه..إنتهي صالح... وفي هذا السياق نجد الأستاذ شريف الفاضل محمد آدم معتمد محلية شيكان ذكر مثل هذا الحديث وقبل خمس سنوات عندما كان معتمداً لمحلية ام روابة وفي حفل العيد السنوي لمنتجي الصمغ العربي تحديداً في منطقة منفور شمال امروابة عندما قال مخاطباً كل الوزراء الإتحاديين الذين كانوا حضوراً (وزير البيئة عبدالقادر هلال وزير التجارة عمر الشريف )وآخرين لهم أهميتهم بالإضافة للاجهزة الإتحادية وشركاء منتجي الصمغ العربي وبحضور وزراء الولاية والوالي بالإنابة السابق الفريق محمد بشير سليمان ذكر لهم الفاضل إن الحكومة الإتحادية إذا ارادت حل أزمة المواصلات وفك الإختناقات المرورية وغيرها وبسط الأمن وتوفير الخدمات للمواطنين وكل ما يتعلق بالرفاهية فعليها تنمية الريف حتى يعود سكان الريف الى ريفهم ويكونوا منتجين لزيادة الإنتاج والإنتاجية بتقوية حصيلة محصولات الصادر لزيادة الدخل المحلي والقومي ...وذكر الفاضل نحن بالريف لنا(معاناة) يجب أن نفهمها جميعاً ونحلها ،واضاف إن أزمة المواصلات في الخرطوم لم يكون حلها بإستيراد البصات من اي دولة بل حلها يكمن في تقوية وإسناد إنسان الريف ليكون منتجاً بدلاً من إنه مستهلك بالخرطوم في معادلة صفرية... إذاً التاريخ يعيد نفسه تماماً وبعد خمس سنوات من مناشدات الفاضل أمام الحكومة الإتحادية والولائية ويأتي والي الخرطوم الفريق عبدالرحيم محمد حسين ويطالب قادة الرأي بضرورة التفكير الجاد معه لإيجاد عاصمة بديلة علماً بأننا كتبنا خطاب الفاضل*وقدمناه هدية عظيمة للحكومة الاتحادية ووقتها كان حسين وزيراً للدفاع*بأن تضعه موضع التنفيذ لإيقاف نزيف الدم بالولايات وتمزيق فاتورة الحرب الطاحنة وتقوية كل مناطق الانتاج ليعود اليها من هجرها قصراً ،والآن نعيد النداءات في إطار حديث شريف الفاضل محمد ادم معتمد شيكان وكذلك مطالبة الكاتب الصحفي محجوب محمد صالح بأن قيام عاصمة جديدة لتخفيف العبء عن العاصمة الخرطوم من الصعوبة بمكان تنفيذه ،ولكن يجب تنفيذ مطلوبات التنمية المتوازنة وتوفير أكبر قدر من العدالة الإجتماعية لسكان الوطن الذي ينعم بأفضل الموارد الطبيعية على مستوى المحيط العربي والأفريقي ولكن لم يجد حتى الآن من يدريها بالشكل المثالي، ولا يمكن إدراتها ما لم نمكن قوي الهامش الريفية من مفاصل عجلة الإنتاج.