تحت عنوان (الإتجاه ) ذكر العالم الجليل السيد/ أمين الخولي , ما جاء (نحن نعيش العمر كله طلاب علم. وما من بحث يمكن أن يقول الكلمة الأخيرة في موضوعه , وجهد طالب العلم لايقاس بما قطعه من أشواط , بل يقاس بسلامة الإتجاه ولولم يقطع سوي خطوة واحدة علي الطريق الممتد إلي غير نهاية ولا مدي / مجلة العربي العدد 476 يوليو 1998م – ص /134). بهذه المقدمة أستهل ثنائي بالجهد المقدر الذي بذله السيد الدكتور / إدريس يوسف أحمد كعادته , بإصداره الطبعة الثالثة لكتابه – لغة الفور / فورينق بلي , والعلاقة مع بعض اللغات الإنسانية / الطابعون : شركة مطابع السودان للعملة المحدودة / الخرطوم – السودان – الإيداع / 574 / 2015م . وهو كتاب به تثري المكتبة السودانية بما يحوي من المعلومات التي بها يتأنق شأن تراث ثقافتنا الوطنية , وهو أيضا ضروري الإطلاع لكل حادب علي العلمام بتاريخ وتراث شعبنا العريق بل وإقتناعه بين كنوزه المكتبية. إن ثنائي للدكتور إدريس يوسف أحمد ليس إمتنانا مني له لما خصني بإهداء نسخة من كتابه هذا وغيره من قبل وحرصه علي التشريف بذكر إسمي في طي صفحات إصداراته القيمة , إنما لدأبه علي دوام البحث والتنقيب بين المراجع وإلحاح سؤال لكل عين من رجال مجتمع الفور ونساءه يهدوه صدق المشاعر وإخلاص النية للوصول إلي جوهر موضوع قضية البحث الذي يقوم به لذا يستطيع كشف النقاب عن التراث السوداني لشعب الفور ذات الجذور النوبية والذين يشيح عنهم أقلام الكثر من الكتاب والمؤرخين السودانيين , وهو يؤمن بأن في حيثيات هذا التراث ما يزيل غبش الرؤي عن علاقته بالعديد من الأقوام , ليس في نطاق إثنيات دارفور وحسب , بل علي إمتداد جذوره في طول وعرض الوطني السوداني كما العالم القريب منه والبعيد, من ثم ينبغي أن تكون مثل هذه البحوث والدراسات مما ترعاها دولتنا بغرض تحفيز أجال المهتمين بتدوين وتأريخ تراث الجماعات السودانية خصوصا الفور منهم , الحافز الذي يجعلهم ينقبون عميقا في غور مورثاتنا الشعبية القومية تعزيزا لمعارفنا الوطنية والتي لولاها لما وسعنا البقاء أمة واحدة تشيد لنفسها خلود المجد والسؤدد كما الأخرين في أوطانهم , ولا غروة إذاء هذا أن ذهب العلماء أمثال (أمين الخولي إلي القول:- إن التراث ذكراة جمعية لأي أمة وشعب أو جماعة إثنية , يتشكل في وعاء مكانهم بإتطراد أزمنتهم التاريخية والظرفية مما يعد بمثابة ناموسهم الأزلي الذي به يحيون فتتوارثه الأجيال خلفا عن سلف مضيفين إليه ثمرات تطورهم وإرتقائهم مما يظل جذوة ماثرهم تشتعل كالحمي في جوانحهم أفرادا وجماعات علي إمتداد تواجدهم الإجتماعي وتفاءلهم الثقافي والسياسي , وبه يتثني لهم تواصل القيام بالأعمال والإنجازات التي بها يخلدون أنفسهم , علوما كانت أو فنونا وصنائع , وما رقي التمدن الحضاري الذي يتسم به واقع أي أمة برغم التفاوت الكبير فيما بينها إلا إنعكاس لقيم هذا التراث والذي يوصف : بأنه العلم الذي يتناول بالتسجيل والتحليل والدراسة مأثورات الشعوب منذ عهود عتيقة وبقي حيا في الأذهان من فنون قولية وممارسات إجتماعية ومعتقدات دينية في لفة ذات صلة وثيقة بهم وبالأحداث الجارية. وجاء أيضا : وفي الحقيقة أننا لانستطيع أن نحيا وأن نعمل , وبعبارة أخري أن نتقدم في الزمن إلا مع حفظ تضامن حاضرنا وماضينا تضامنا وثيقا , وبناء علي هذا التضامن يبقي الصنيع الاسمي هو الذي يتناول إعداد رجل غير مستكمل إذا بقي ماضي هذا الرجل الحياتي مجهولا من معرفة الاسلاف الذين أعطوه الحياة إلي الوسط الذي ولد فيه. ويتفاوت الناس في درجة حماسهم لمعرقة ماضيهم , ففي جوانب هذه الأرض شعوبا رأينا كيف أنهم يرضون عن جهلهم بماضيهم جهلا يوشك أن يكون كليا وهم يؤلفون العدد الأكثر من هذا العالم , ولكنهم من أجهل هذا الجهل لايحزون أي أهمية في نظر الإنسانية. شكرا لك الدكتور / إدريس يوسف أحمد زكريا سيف الدين شميين نيالا 11/8/2016 ت: 0915902833 [email protected]