بالامس القريب كان الجميع* في اجتماعات متواصلة و مكثفة باديس ابابا بقيادة ثامبو امبيكي و برعاية دولية والتى كلف الوسيط الافريقي بالضغط* على المعارضة للتوصل الي تسوية سياسية باي ثمن وانهاء الصراع السوداني* ظنا منهم ان المعارضة هي المتسببة في فشل كل جولات التفاوض* التى تمت سابقا من منابر الدوحة للسلام مرورا بجولات اديس ال14 مع الحركة الشعبية قطاع الشمال و جميع الجولات التى تمت مع الحركات الدارفورية في اديس والتى احرز فشل زريع و واضح و لم تتقدم خطوة واحدة نحو الامام ، قوة نداء السودان تعرضت لضغط رهيب للتوقيع على خارطة الطريق التى تم تفصيله بمقاس النظام حتى يتوافق مع خططه الرامية للانتقام من معارضيه والتى رسمها امبيكي بمباركة من الولاياتالمتحدة و باشراف الحكومة* و كان ذلك* واضحا من خلال البنود والفقرات* التى ورد في نص الخارطة اذا اعتبرنا ان هنالك طريق اصلا ؛ يمكن ان نسميه مجازا باتفاق توطئة لضم قوة نداء السودان قسريا* الي الحوار الوطني ، مع ذلك قبلت المعارضة بالتحدي* وسط رفض واسع من معيديه بالداخل و الخارج ومعظم الناشطين السودانيين* وذهب البعض الي ابعد من* ذلك باتهام المعارضة الارتداد عن اهدافها* و وصفهم* بالخيانة والمتاجرة بحقوق الضعفاء ، وسط هذه الاتهامات و الانقسامات بداء تنفيذ خارطة الطريق* بالمفاوضات وسط تشاؤم كبير* ظنا بان نتائجها تاتي كسابقاتها . من اول جلسة اظهر الحكومة نواياها تجاه السلام* من خلال تمسكها بمواقفها وعدم اظهار جدية لتقديم اي تنازلات ، و الخلافات التي حدث حول المسارات التى يمكن من خلالها ادخال المساعادت الانسانية للمتضررين من الحرب* إذ أصرت الحكومة على إدخالها عبر مسارات داخلية فقط فيما تمسكت الحركة الشعبية بالمسارات الخارجية ،* لكن الحركة قدمت تنازلا واقترح على الحكومة ان يتم ادخال 80% من المساعدات عبر مسارات داخلية و 20% عبر الخارج عن طريق اثيوبيا كذلك رفض الحكومة هذا المقترح بحجج وهمية مدعيا ان ذلك انتهاك يمس السيادة الوطنية دعوة حق ارد بها باطل اي سيادة وطنية يتحدثون عنها ؟ اليست حلايب سودانية ؟ ام ان مس حلايب او احتلالها لا تمثل انتهاك للسيادة ؟ لماذا لم نرى و نسمع احدا تحدث عن* السيادة الوطنية في ظل* وجود الجيش المصري في حلايب ؟ ام تركتها لوحدها لتغتصب ومعها السيادة الوطنية نهارا جهارا وامام الجميع كما يغتصب ملشيات الدعم السريع و الدفاع الشعبي النساء في دارفور والنيل للازرق وجبال النوبة بمباركة النظام نفسة . النقطة الثانية التى توضح ان النظام غير جاد في عملية السلام* مسالة* اعادة هيكلة القوات المسلحة السودانية والغاء كل المليشيات مقترح تم تقديمه من قبل الحركة* كذلك قوبلت* بالرفض من طرف الحكومة* مثل سابقاتها وظلت متمسكة بكل مواقفها رافضا تقدم اي تنازلات مما جعل المفاوضات تتوقف دون احراز اي تقدم* ليقرر الوساطة تاجيلها الي اجل غير مسمي وبذلك انتهى مشهد من المشاهد التي ظللنا على الدام* رؤيتها . اثبت قوى نداء السودان بتوقيعها على خارطة الطريق ذات الكفة المائلة لصالح النظام* التى لم تلبي الطموح ولا تعني شي سوي ضريبة غالية في سبيل السلام اثبتوا فعلا للعالم بانهم دعاة سلام و استقرار و اكتشف بما لا يدع مجالا للشك ان النظام هو من يقف ويعترض طريق السلام وكل المفاوضات التى لم تكتمل كانت سببها الحكومة ، والاهم ان المبعوث الامريكي دونالد بوث والوسيط الافريقي ثامبو امبيكي والمجتمع الدولي توصلوا لقناعة بان لا جدوي من محاورة نظام فاسد لا يفقه الا لغة الدم و في عداوة دائمة مع السلام . *لازاما علينا ان نوجه ونناشد* قوى نداء السودان ان يكونو اكثر تماسكا و وقوة و* يجب طي صفحة خارطة الطريق التى شهد قبل توقيعها* شد وجذب و حدث بعض المناوشات لكن بحكمة وارادة الجميع لتماسك وحدة قوى النداء السودان تم تجاوزها لذلك حتى نفوت الفرصة على الاعداء من الاصطياد في الماء العكر و الاستفادة من الاخطاء التي حدثت في الماضي ، ويجب توسيع دائرة النداء حتى يستوعب اكبر عدد ممكن ، وايضا يجب التحرك اكثر و القيام بجولات* واسعة و تمليك الحقائق* للراي العام والاستمرار في تنفيذ الخطط والاهداف الموضوعية و الشروع فورا في تنفيذ مشروع القناة الفضائية التى تاخر كثيرا منذ اجازتها وتكثيف العمل في المرحلة القادمة داخليا لانقاذ ما يمكن انقاذه* لان الوضع لا يستحمل اكثر مما هو عليه الان* المواطن اصبح محاصر من كل الاتجاهات السيول و الفيضانات من جهة و غلاء المعيشة وارتفاع سعر الدولار التى يؤدي الي ارتفاع اسعار السلع من جهة اخرى باضافة الي شروع الحكومة للقيام برفع الدعم عن السلع نهائيا . * [email protected]