في اتصال هاتفي اجريته أمس الاول مع الناطق الرسمي بإسم خارجيتنا السفير ميون ماكول مستفسراً منه رد الخارجية على تصريحات الخارجيةالسودانية التى هددت بإغلاق حدودها مع البلاد اذا مالم تقم حكومة جنوب السودان بطرد الحركات السودانية المسلحة من اراضيها. كان رد السفير هو انهم تفاجأوا عبر وسائل الاعلام بهذا التصريح غير المتوقع لهم، مبينا ان الحكومة قد وضحت مراراً وتكراراً للسودان عدم وجود اي حركات سودانية مسلحة في اراضي البلاد، وأشار ماكول الي انه كان بوسع السودان تقديم شكوى رسمية للآلية العسكرية المشتركة بين البلدين كواحدة من الآليات التى خصصت لمناقشة هكذا المواضيع وليس بالتصريحات الإعلامية، انتهى حديث ماكول ما يحب ملاحظته هنا ان السفير لم يترك لي مجالاً كى استفسره عن مضمون الوعد الذي قيل ان النائب الاول لرئيس الجمهورية تعبان دينق قاي قد قطعه على نفسه في زيارته الاخيرة للسودان الذي قال فيه ان حكومته لن تسمح بتواجد الحركات المسلحة السودانية في البلاد، فلقد سارع السفير باغلاق خط الاتصال بيني وبينه، والملاحظة الثانية هي ان تهديدات السودان تزامنت مع خبر مؤتمر تحضر له المعارضة المسلحة - جناح ريك مشار - في الخرطوم، حسب ما ورد في وسائل الإعلام، ولو صبر السفير قليلاً لسألته عما اذا كان قد قدموا شكوى رسمية للآلية العسكرية المشتركة بهذا الخصوص كما يريد هو ان يفعل السودان، وكنت لسألت ايضاً هل لخارجيتنا ما يمكن تهدد به السودان في وضع مماثل؟ والاحرى هل لا يزال تصريحات السودان ومواقفه، بل وممارساته المعهودة للجميع من المفاجآت لحكومتنا رغم خبرتها الطويلة معه؟ وماذا كان تتوقع خارجيتنا من حكومة السودانية بعد قيامها بترحيل ريك مشار من الادغال بطائرته العسكرية واخضعته للعلاج في احدي مشافيها تحت مزاعم انسانية، وتهم حالياً للم شمل عناصر حركته بعد الشتات في ذلك المؤتمر المعلن عنه؟ ألم تسأل حكومتنا السودان عن السر في الإنسانية التي تعالج مشار وتعقد له مؤتمرات بينما تغلق الحدود امام المواطنين الجنوبيين وجلهم لاجئين مجبورين ومشار افضل منهم حالاً؟ كلها كانت اسئلة مشروعة فقط لو صبر السفير، وفي الختام يؤسفني القول ان من يهن دائما وابداً يسهل الهوان عليه، حلال على السودان ونستاهل نحن. ألقاكم