تتعرض المرأة ومنذ قديم الايام الى الاضطهاد الرجولي، واذا اردنا ان نكتشف وجهاً من المعاناة التي تعرضت لها المرأة على مر الأزمان؛ علينا ان نلقي نظرة على مقولات الحضارات السابقة بشأن المرأة، فحضارة الإغريق كانت تشبه المرأة بالشجرة المسمومة التي تسمم بثمرها حياة الرجل وكانوا يسلبونها حقوقها ويحرمونها من حق الميراث ولايمنحونها حق التصرف بالأموال. ولم يكن حال المرأة في حضارة الرومان بأحسن حالاً من الاغريق فكان الرومان يعتبرونها متاعاً مملوكاً للرجل وهي سلعة له الحق في ان يبيعها ويفعل بها مايشاء، ولم تكن تملك حق التملك فهي ومالها من حق الرجل، وقد وصل الحال بهم انهم منحوا الزوج والاب حق حياتها ومماتها. ونقل رواة التاريخ ان الرومان وضعوا قفلاً من حديد على فم نسائهم ليحرمونهن من حق الكلام واطلقوا على ذلك القفل اسم (الموزلير) وقد وصل مستوى الاذى والعذاب الذي تعرضت اليه المرأة الرومانية الى درجة انهم كانوا يسكبون الزيت الحار على جسدها ويربطونها بذيول الخيول ويسحبونها بالطرقات حتى ينسلخ جلدها. وشهدت بلاد العرب قبل الاسلام ظلماً فاحشاً للمرأة الى درجة انهم كانوا يسلبونها حياتها ويدسونها في التراب مباشرة بعد ولادتها وكان من بينهم من يفتخر بوأد بناته حتى اتى الاسلام وقضى على هذه الظاهرة الغريبة ونشر الرحمة بين الناس كافة، وتحولت المرأة التي كانت مصدرا للشؤم في الثقافة الجاهلية الى مصدر للنعمة والبركة في الثقافة الاسلامية. وبالرغم من محاولة الغرب اظهار ان العنف ضد المرأة يحصل عادة في بلاد الشرق الا ان الاحصاءات والارقام تشير الى ان العنف ضد المرأة الغربية اصبحت ظاهرة متنامية وقد اورد تقرير امريكي ان 240 امرأة امريكية تتعرض للضرب في كل ساعة ويتحدث التقرير بشكل مرعب عن العنف الاسري ويشير الى انه في كل خمس سنوات يقتل العنف الاسري ما يعادل مجموع ماقتل من الامريكيين في حرب فيتنام ويقول التقرير ان مائة الف امرأة ترقد في المستشفيات كل عام نتيجة العنف الاسري ويضيف ان 35% من النساء اللاتي يراجعن قسم الطوارئ في المستشفيات الامريكية بسبب الضرب المبرح، ويتحدث التقرير عن تخصيص اكثر من 6,1 مليارات دولار في اطار تطبيق قانون مكافحة العنف المنزلي الذي صدر خلال الولاية الاولى للرئيس الاسبق بيل كلينتون وذلك بهدف تعويض النسوة اللاتي يتعرضن للضرب من قبل ازواجهن، وللصرف على البيوتات والملاجئ التي تستخدم لحماية النساء من العنف الممارس ضدهن. وورد في احصائية امريكية لعام 1997 ان ستة ملايين امرأة امريكية تعرضت للضرب المبرح بينما قتلت اربعة آلاف امرأة في العام نفسه، وتشير تلك الاحصائية الى ان امرأة واحدة من كل اربع نساء يطالبن العناية الصحية من قبل طبيب العائلة نتيجة تعرضهن للاعتداء الجسدي من قبل شركائهن. وليس وضع النساء في البلدان الغربية الاخرى بأحسن حال من وضع الامريكيات وتقول الاحصائيات ان 45 الف ألمانية تلجأ سنويا الى بيوت النساء الخاصة لحمايتهن من عنف الازواج وتضيف الاحصائية ان 25% من الألمانيات يتعرضن للعنف المصحوب بالتحرش الجنسي خلال فترة نضوجهن وهو مايترك آثارا وخيمة على نفسياتهن مدى الحياة. وكشفت الاحصائيات الرسمية في بريطانيا ان 25% من مجموع الجرائم التي تقع في البلد هي من جراء العنف المنزلي والتي تفضي بالعادة الى وفاة امرأتين كل اسبوع وتقول الدراسات ان 50% من القتيلات هن ضحايا الزوج او الشريك، وتتلقى الشرطة البريطانية مائة الف مكالمة سنويا تبلغ عن شكاوى اعتداء على زوجات او شريكات ولايبلغن الا بعد الاعتداء عليهن عشرات المرات. و بالرغم من ذلك يتنادي الغربيون و مناصريهم من بني جلدتنا بأن ديننا يحرض علي استخدام العنف ضد النساء و أن ذلك منصوص عليه في كتابنا السماوي مع أنهم يفعلون ذلك أكثر منا الا أن الامر في مجمله يبدو سعيا للطعن في القرآن ,بالرجوع للتفاسير وجدت أنها تحض علي الضرب غير المبرح ذو الاثر النفسي أكثر منه البدني استنادا علي كلمة (واضربوهن) و هنا وقفت مفكرا اذ أن الكلمة تبدوعمومية لا تفصيل فيها, تذكرت أن لغة القرآن الكريم أكثر تحديدا عندما يتعلق الامر بالايذاء البدني مثل عدد جلدات الزاني و القاذف و كيفية القطع من خلاف و الاخيرة كانت حالة خاصة بالمعصوم, دفعني ذلك للبحث في جذور الموضوع في القرآن الكريم بحثا بغير غرض أو هوي و منهجي كان (اللغة العربية و القرآن و سياق الآيات المتعلقة بالعلاقة بين الزوجين) و أؤكد لكم أني لم احاول الميل بمعني الآيات القرآنية بل تركت المنهج يقودني كما سترون. اللغة العربية:- يفرض خطأً أن لغتنا العربية بوضعها الحالي ولهجتنا العاميه هي امتداد متكامل ومتطابق للّغة العربية التي كانت متداوله في وقت نزول القرآن وان بعض كلمات اللغه العربيه في الزمن الحاضر وكذلك اللهجه خاليتان من الاخطاء والتشويه والتغيير وهذا فرض خاطئ لاسباب عديده منها بُعد الفتره الزمنيه ومنها ما مرت به المنطقه من حروب واحتلالات واستعمارات وامبراطوريات و بلغات كثيره مختلفه. وكذلك فرض خاطئ اخر بان المنطقه تتكلم العربيه الخالصه متناسين وجود امتدادات الحضارات القديمه وسكان المنطقه من مختلف الاديان والقوميات من مسيحيّين ويهود وفرس وتُرك وغيرهم واختلاطهم وتأثيرهم واتصالهم المباشر في المنطقه وبلغاتهم ألاصلية السريانيه والفارسيه والعبريه وغيرها من اللغات الاصيلة المتأصلة في المنطقة وامتزاجها و تزاوجها مع اللغه العربيه بالاضافه الى تأثّر التفاسير العربيه ألمُعتَمِده على ترجمات الديانات الاخرى للغات مختلفه. فقد تكون اندثرت بعض الكلمات والمصطلحات وحلت محلها كلمات اخرى تشتمل على معنى اخر. لاحظت من خلال تعاملي مع ألفاظ القرآن الكريم أن هناك شفرة لحماية المعاني في القرآن الكريم من الضياع لعلم المنزل العالم بعلمه الازلي أن اللغة كائن حي يتغير و يتأثر بما حوله و الشفرة مكونة من استخدام بعض الكلمات بصورة معينة لتأتي بمعني اصطلاحي و عندما تعطي الكلمة أكثر من معني يمكن العثور علي المعني الراجح من خلال السياق. سياق الآيات الخاصة بالعلاقة بين الزوجين:- (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم/21 الخلاصة :سكن و مودة و رحمة (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) النساء /34 نشوز المرأة حسب كلام المفسرين (الطبري) استعلاءهن على أزواجهن , وارتفاعهن عن فرشهم بالمعصية منهن , والخلاف عليهم فيما لزمهن طاعتهم فيه , بغضا منهن وإعراضا عنهم. (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) النساء /128 نشوز الرجل ,تفسير البغوي أي : بغضا ، قال الكلبي : يعني ترك مضاجعتها ، ( أو إعراضا ) بوجهه عنها وقلة مجالستها. (أرجو أن تكونوا لاحظتم تغيير معني النشوز لدي المرأة و الرجل بواسطة المفسرين و يا للتجني ) (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا)النساء /35 (الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) البقرة/229 معني المعروف هو ما تعارف عليه الناس من خير في التعامل حسب مقتضيات الاحوال ,فهل ضرب النساء من المعروف أم هو أمر شاذ و لو تكرر!! القرآن:- فلنفصل الآية التي ورد فيها لفظ الضرب الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا ۚ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" النساء /135 - "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" المائده /8 اي قوامون على طلبات النساء, مؤَدين او موَفين على اكمل وجه لجميع الحقوق والواجبات وليس متسلطين و متجبرين. فعظوهن: عظوهن بالكلام المنطقي المنصب علي المحافظة علي بيت الزوجية و برغبة الزوج في استمرار العلاقة. أضربوهن: فليصبر القارئ الي أن نعثر علي معاني الضرب في اللغة العربية و القرآن الكريم. فلنصنع متتالية فيها كل مراحل العلاقة بين الزوجين من البداية للنهاية و لنضع مكان واضربوهن (س) الي أن نعثر علي معني الكلمة: ((الزواج بما فيه من سكن و مودة و رحمة-النشوز من الزوجة –الوعظ –الهجر في المضجع- الفعل (س)-التحكيم و الصلح- امساك بمعروف أو تسريح باحسان)), الملاحظ أن السياق العام للمراحل المشار اليها حافل بمعاني مليئة بمسؤلية الزوج و التراحم بين الزوجين و المحبة و العقل و الحكمة و التحكيم و المناورة الذكية و لا توجد اشارة لاي نوع من العنف الخفيف أو الثقيل. و يجب ألا ننسي أن الله لا يظلم المرأة علي حساب الرجل أو العكس,ان منزل القرآن يعلم أن هناك أزواجا ظلمة مثلما هنالك زوجات ظالمات. معاني الضرب في قاموس المعاني: ضَرَبَ : (( ض ر ب )). ( فعل ثلاثي لازم متعدي بحرف ). ضَرَبْتُ ، أَضْرِبُ ، اِضْرِبْ ، مصدر ضَرْبٌ . 1- ضَرَبَهُ ضَرْباً مُوجِعاً : جَلَدَهُ . 2- ضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ : طَرَحَهُ أَرْضاً 3- ضَرَبَهُ بِعَصاً غَلِيظَةٍ : أَوْقَعَ بِهِ الضَّرْبَ بِالعَصَا . 4- ضَرَبَ بِكُلِّ النَّصَائِحِ عُرْضَ الْحَائِطِ : أَهْمَلَهَا وَأَعْرَضَ عَنْهَا غَيْرَ مُبَالٍ . 5- ضَرَبَ القَلْبُ : نَبَضَ :- يَضْرِبُ القَلْبُ دَقَّاتٍ مُتَتَالِيَةً . 6- ضَرَبَ العِرْقُ :هَاجَ دَمُهُ ، اِخْتَلَجَ . 7- ضَرَبَ الضِّرْسُ : اِشْتَدَّ وَجَعَهُ . 8- ضَرَبَتِ العَقْرَبُ :لَدَغَتْ . 9- ضَرَبَ الرَّجُلُ فِي الأَرْضِ : ذَهَبَ وَأَبْعَدَ ، أَيْ سَارَ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ , يَضْرِبُ فِي الفَيَافِي عَلَى غَيْرِ هُدىً . 10 - ضَرَبَ فِي الْمَاءِ: سَبَحَ. 11- ضَرَبَ عَلَى يَدِهِ : كَفَّهُ عَنِ الشَّيْءِ - ضَرَبَ القَاضِي عَلَى يَدِهِ : أَيْ حَجَرَ عَلَيْهِ وَمَنَعَهُ عَنِ التَّصَرُّفِ في مالِهِ. 12 - ضَرَبَ بِيَدِهِ: أَشَارَ. 13 - ضَرَبَ اللَّوْنُ إِلَى الصُّفْرَةِ:- : انفصل عن لونه الاول ومَالَ إِلَى الصُّفْرَةِ. 14 - ضَرَبَ فِي الأَمْرِ بِسَهْمٍ: شَارَكَ فِيهِ. 15 - ضَرَبَ عَنِ العَمَلِ: كَفَّ ، أَعْرَضَ. 16 - ضَرَبَ الدَّهْرُ بَيْنَ الأَهْلِ:فَرَّقَهُمْ وَبَاعَدَ بَيْنَهُمْ. 17 - ضَرَبَ عَنْهُ صَفْحاً: أَعْرَضَ عَنْهُ ، أَهْمَلَهُ. 18 - ضَرَبَ عَلَى الرِّسَالَةِ: خَتَمَهَا. 19-يَضْرِبُ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ - يَصُوغُهُمَا . 20 - ضَرَبَ الدَّرَاهِمَ: سَكَّهَا وَطَبَعَهَا. 21-ضَرَبَ الخَيْمَةَ: نَصَبَهَا. 22-ضرب الكرة : أبعدها. 23-ضرب: نوع منفصل. 24-ضرب من الخيال: تفكيرمنفصل عن الواقع.25-ضرب من الجنون : تفكير بعيد عن المنطق السليم. الضرب في القرآن:- ضرب الامثال لتوضيح وجه التشابه في المعني العام مع البعد بين الحالتين "وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا" ألكهف (45) الضرب في الارض أي السفر و الابتعاد "لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" البقره (273) ضرب الذلة و المسكنة علي الناس اي ألصقت بهم ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ آل عمران (112) ضرب الخمار على منطقة الجيب اي تغطيتها بجلب الخمار ووضعه او اطباقه على منطقة الجيب....عكس ابعاده عنه. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ....الى اخر الايه. النور 31 الضرب بين شيئين ..الفصل بينهما الحديد (13): - يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) اي اُبعِدَ بينهم بسور....تم الابعاد بين المنافقين والذين امنوا بواسطة سور. الضرب بشئ ..صدم شئ بآخر ( فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) الشعراء/63 اي باعد بعصاك البحر فكانت النتيجه فِرقين متباعدين. تم ابعاد فرقي البحر بواسطة عصا. الضرب (المطلق) و سميناه بالمطلق لان فعل الضرب ليس بينه و بين المضروب حرف أو ظرف مثل باقي الامثلة: ضرب ب أو ضرب بين أو ضرب في أو ضرب علي أو ضرب من: ضرب الوجوه و الادبار الايه تقصد عزل الذين كفروا بابعاد كل ما امامهم وما خلفهم عنهم وليس صفع الوجوه و الادبار. ابن كثير: اي كيف حالهم اذا جاءتهم الملائكه لقبض ارواحهم وتعصت الارواح في اجسادهم واستخرجتها الملائكه بالعنف والقهر والضرب. ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) الانفال/50 ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) محمد /27 كلمة الوجه تعبر عن ما هو امام الشخص و الدبر تعبر عن ما هو خلفه او في ظهره (قدت قميصه من دبر) (وليتم مدبرين) , ( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)الرعد /17 ضرب الحق و الباطل يقصد به المباعدة بين الحق و الباطل و التمييز بينهما ضرب الرقاب (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) محمد/4 (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) الانفال/12 يقصد به فصل الرأس عن الجسد. للتذكرة من قاموس المعاني : ضرب الكرة لا يعني تثبيتها ثم ضربها بل يعني ابعادها ,الفعل ضرب أمره عجيب فبالاضافة لمعانيه المتعددة و الكثيرة و المتناقضة أحيانا فهو فعل لازم و متعدي في نفس الآن. و هنا نأتي لمعني و اضربوهن, هذا الفعل من فصيلة الضرب المطلق , هنا اضربوهن في تقديري تعني أبعدوهن عنكم داخل بيت الزوجية و هي مرحلة الهجر في المضجع أو بعدها حسب مقتضي الحال,مما يشجع علي هذا الرأي بالاضافة للبحث اللغوي القرآني قصة سيدنا أيوب و كان قد اختلف مع امرأته عند ابتلائه في شئ, أقسم بأن البلاء عندما ينكشف عنه سيضربها مائة ضربة بعصا و عندما كشف عنه تأسف علي قسمه و لم يدر ماذا يفعل فأمره الله أن يضع مائة عصا في ربطة و يضرب بها كي لا يؤلم زوجته و أيضا كي يبر بقسمه,لا حظت أن الآية الكريمة قالت (و خذ بيدك ضغثا فاضرب به و لا تحنث) الآية لم تقل فاضرب به زوجك كي لا يقال أن الله يحض علي ضرب النساء لان الضرب بشئ يعني الايذاء البدني ,أراد الله الرحمن الرحيم الذي أشتق اثنين من اسمائه الحسني من كلمة (رحم) المشتقة من رحم المرأة أن يربأ بنفسه عن هذا الفعل و نسبه لايوب, ارجو التأمل فيما كتبت فليس ما اكتبه مقدسا لكني خاطبت عقولكم و الله من وراء القصد. [email protected]