البنى التحتية بسنار توفر اطارات بتكلفة 22مليون لمجابهة طوارئ الخريف!    ضبط الخشب المسروق من شركة الخطيب    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الثلاثاء    رسالة من إسرائيل لدول المنطقة.. مضمونها "خطر الحرب"    خيبة حمدوك في باريس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الثلاثاء    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الثلاثاء    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    ضياء الدين بلال: الرصاصة الأولى ونظريّة (الطرف الثالث)..!    قصة مانيس وحمدوك وما ادراك ما مانيس وتاريخ مانيس    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    ماذا جرى في مؤتمر باريس بشأن السودان؟    رفع من نسق تحضيراته..المنتخب الوطني يتدرب علي فترتين    استمرار حبس البلوجر هدير عاطف بتهمة النصب على المواطنين    ياسر العطا: أمن و استقرار انسان الجزيرة خط احمر    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    ليفربول يسقط في فخ الخسارة أمام كريستال بالاس    خبراء: الهجوم الإيراني نتاج ل«تفاهمات أمريكية».. وجاء مغايرًا لاستراتيجية «طهران»    أحمد موسى: ده مفيش ذبابة ماتت من الصواريخ والمسيرات اللي إيران وجهتها لإسرائيل    إسرائيل تعيد فتح المدارس!    حفظ ماء وجه غير مكتمل    محمد وداعة يكتب: الاخ حسبو ..!    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تدهش وتبهر مذيع قناة العربية الفلسطيني "ليث" بمعلوماتها العامة عن أبرز شعراء مسقط رأسه بمدينة "نابلس" والجمهور يشيد بها ويصفها بالمثقفة والمتمكنة    شاهد بالصورة.. إبن عضو مجلس السيادة رجاء نيكولا يحمل السلاح مدافعاً عن وطنه وجمهور مواقع التواصل يشيد ويعلق: (أبناء الإسلام والمسيحية في خندق واحد لحماية السودان من الجنجويد)    شاهد بالفيديو.. مالك عقار يفجرها داوية: (زمان لمن كنت في الدمازين 2008 قلت ليهم الجنا حميدتي دا أقتلوه.. قالوا لي لالا دا جنا بتاع حكومة.. هسا بقى يقاتل في الحكومة)    أرسنال يرفض هدية ليفربول ويخسر أمام أستون فيلا    بعد راحة العيد...المنتخب الوطني يُعاود تحضيراته أمس    تجاوز مع أحد السياح.. إنهاء خدمة أمين شرطة لارتكابه تجاوزات في عمله    الموعد الأضحى إن كان في العمر بقية،،    إعلام عبري: طائرات أميركية وبريطانية تسقط مسيرات إيرانية فوق الحدود العراقية السورية    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    والي الخرطوم يزور رموز ونجوم المجتمع والتواصل شمل شيخ الامين وقدامى المحاربين والكابتن عادل أمين والمطرب عوض الكريم عبدالله    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    «العازفون الأربعة» في «سيمفونية ليفركوزن»    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    لن تنهار الدولة ولن ينهار الجيش باذن الله تعالى    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    انتحلوا صفة ضباط شرطة.. سرقة أكبر تاجر مخدرات ب دار السلام    "طفرة مواليد".. نساء يبلغن عن "حمل غير متوقع" بعد تناول دواء شهير لإنقاص الوزن    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    الضربة المزدوجة الإنهيار الإقتصادى والمجاعة في السودان!    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أحمد المصطفى دالي : داعش والتنظيمات الجهادية خرجت من عباءة الأخوان المسلمين
نشر في الراكوبة يوم 23 - 08 - 2015

د. أحمد المصطفى دالي من أبرز المدافعين والمجادلين دفاعاُ عن راية الفكر الجمهوري، كان محاوراً صعباً في ساحات جامعة الخرطوم أوائل السبعينيات، تخرج من كلية العلوم1975م، وهو حاصل على ماجستير العلاقات الدولية بجامعة أوهايو عام 1993 ثم نال شهادة الدكتوراة عن مناهج وطرق التدريس بالجامعة نفسها عام 1997م. ويدير منذ سنوات بأمريكا منتدى ثابتاً للحوار في الفكر الديني.
حاولنا في هذا الحوار أن نستمع لآرائه في التحديات التي تواجه الاسلام والمسلمين، وظهور الحركات المتطرفة كداعش والقاعدة، بالإضافة للحلول التي يطرحها الفكر الجمهوري للخروج من أزمة العالمية والسودانية بشكل خاص.. فإلى مضابط الحوار.
حاوره: بخاري عثمان الأمين
لا شك في أن تنظيم داعش أدخل العالم في ورطة ومعلوم أن الحكومة السودانية ومنذ العام 1989م تدعم مثل هذه التنظيمات، أنتم تقولون ان الفكر الجمهوري لديه اجابات شافية لهذه الأزمة فكيف ذلك؟
نعم، العالم مشغول حالياً بداعش بصورة عامة والسودان بصورة خاصة ، وداعش كظاهرة هي تشكيلة من تشكيلات الفكر السلفي ونحن نعيد أسس تكوينها وجذورها لتنظيم الاخوان المسلمين، كما أن كل الحركات التي تدعو الى الجهاد وتطبيق شرع الله خرجت من تحت عباءة الاخوان المسلمين وهذا موضوع يفترض ان يعرفه الناس. وحالياً فإن الاخوان المسلمين في السودان و تركيا لديهم محاولات مستميتة لتسويق نفسهم كتنظيم وسطي في الدعوة للاسلام وقطعا ليست هناك وسطية في دعوتهم، كما أن كل هذه التنظيمات العنيفة التي تقتل ليلاَ ونهاراً وتستخدم الدين لأغراض السياسة كلها تستقي تفكيرها من فكر الاخوان المسلمين ومن نفس المراجع ونفس المواقف، فمثلاً سيد قطب كاحد أكبر منظري الاخوان المسلمين في كتابه (معالم في الطريق) شرح موضوع الجهاد في الاسلام وضرورته لتكسير الجاهلية الراهنة وحمل الناس على مصلحتهم بالسيف، وهذا الموضوع مؤكد ومبوّب ومدعوم بكل نصوصه فى كتابات الاخوان المسلمين، وكذلك ابو بكر البغدادي بحسب كلام رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (يوسف القرضاوي) فهو أخ مسلم ، وأيضاً ايمن الظواهري من تنظيم القاعدة أخ مسلم ، وعلى الرغم من اختلافاتهم على التطبيق في المدى الذي يتخذونه في تنفيذ اجندتهم فهم يتفرقون إلى فرق تبرز تحت قيادات مختلفة، ولكن جميعهم يستقون فكرهم من أصول واحدة وليس فيهم على الاطلاق وسطيين، ونحن آلينا على أنفسنا أن نبين هذا الموضوع للناس وأوضحنا أن مراجع تفكيرهم تتمثل في كتب مثل : "الحصاد المر ، معالم في الطريق ، في ظلال القرآن"، وهذه هي الكتب الاساسية للأخوان المسلمين لذا لا يمكن أن يكونوا تنظيم وسطي فهم تنظيم عنيف وضربنا مثلاً باعلان حربه على المواطنين في جنوب السودان وتصنيفهم كوثنيين ونصارى وقامت عليهم حرب شرسة جدا وادعى فيها تنظيم الاخوان المسلمين كذباً أن الملائكة تحارب معه، وأن القردة تتقدم الجنود لتفجير الالغام وان الامطار تهطل لتسقى الجنود عندما يشعرون بالعطش وكثير من هذه الخطرفات باعوها للناس في برنامج تلفزيوني اسمه في ساحات الفداء، كان الاخوان المسلمين في السودان طليعة في تكفير ابناء الوطن الواحد وقتالهم مثلما تقوم به داعش الآن، فهي تقاتل النصارى في سوريا والعراق ومواقع اخرى من العالم ، وتشابه داعش الاخوان المسلمين في السودان في قتل الأسرى ، وهناك حديث صحفي كانت قد اجرته الصحفية رشا عوض منشور في كثير من المواقع السودانية مع احد المنشقين من تنظيم الاخوان المسلمين في السودان وفي رده على سؤال لماذا لم يقوموا بتسليم أسرى الحركة الشعبية أسوة بما قامت به الحركة اتجاه أسراهم؟ ذكر لها أن فهمهم للاسلام يقوم على قتل الأسير. استدعت حكومة الاخوان المسلمين في السودان كل هذه الجماعات للخرطوم ومنحت عضويتها جوازات سفر دبلوماسية وفتحت لهم ابواب الاستثمار لتنمية اموالهم في السودان وأعطتهم حرية كاملة في الحركة، ولو كان هنالك اي تناقض في الفهم الديني لما رحب بهم بهذا الكرم في السودان، وهذا ما نركز عليه ، فهناك تضليل حقيقي من قبل الاخوان المسلمين وهمهم الاساسي ان ترفع عنهم امريكا العقوبات باعتبارهم تنظيماً وسطياً مسالماً وهذه ليست حقيقة.
الأمر الآخر الذي نركز عليه أن ما تقوم به داعش هو شريعة اسلامية وعنده اسانيده في القرآن وفي الحديث النبوي وفي السوابق التي تمت في العهد الأول للاسلام ، فالجهاد بالسيف عنده آيات في القران نذكر منها قوله تعالى: (فَإِذَاانسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُواالصَّلَاةَ وَآتَوُاالزَّكَاةَ فَخَلُّواسَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌرَّحِيمٌ).
إن آية السيف موجودة في كل كتب التفاسير ويمكن الرجوع الى تفسير ابن كثير أو القرطبي والحمد لله هي متوفرة ومبذولة في الانترنت وهي آية تدعو للجهاد، ومن الاحاديث مثلاُ ، قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاالله، وأن محمدا رسول الله، ويقيمواالصلاة، ويؤتواالزكاة، فإذا فعلوا ذلك،عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى)، وأضحى الجهاد كلاماً ولكن للجهاد اصوله في الشريعة من الآيات وفي الاحاديث والسوابق التي قامت عليه فى صدر الاسلام. اذا فحديث الناس عندما يسئلون عن داعش ويردون بالقول بأن جماعة داعش هي عبارة عن متطرفين وارهابيين وهذا كلام غير صحيح ، أنا أقول إن داعش تنظيم يحاول اعادة شرع الله للأرض.
و نحن الجمهوريون نفتكر ان الشريعة الاسلامية حكيمة كل الحكمة وأنها قامت بايجاد حلول لمشاكل القرن السابع لكن لم يكن المقصود منها ان تطبق في مجتمع اليوم، وهذا يقتضي تطوير التشريع الاسلامي والانتقال من فروع القرآن الى اصوله ، من القرآن المدني الى القرآن المكي ، وتكمن في القران المكي الدعوة الى الدين بالتسامح (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ، (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّر لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٌٍ) وفي هذا الشأن تفاصيل وتوضيحات كثيرة ولكن علينا أن نفهم أن الاسلام لن يعود بتطبيق الشريعة الاسلامية وانما يعود بتطبيق السنة النبوية. وهذا الامر فيه تفصيل في الفكرة الجمهورية. ونحن نحاول التركيز عليه لدرء تضليل الاخوان المسلمين ومحاولتهم الاستفادة من الكارثة الحاصلة في المجتمعات الاسلامية بسبب داعش ونقول ان ما تفعله داعش يفترض ان يقود الناس للتفكير فى كيف يبعث الاسلام من جديد .
في كتاب الرسالة الثانية من الاسلام للاستاذ محمود محمد طه إيضاح أكثر لموضوع كيف يبعث الاسلام من جديد ، فحبذا لو سلطت لنا بعض الضوء على هذا الكتاب؟
إن كتاب الرسالة الثانية من الاسلام للاستاذ محمود يوضح ما نطرحه نحن الجمهوريون من فهم مختلف لبعث الاسلام أو فهم جديد لبعث الاسلام، ونبين في الكتاب أن القرآن مقسوم الى مكي ومدني وهذا الفرق ليس في مكان وزمان النزول فحسب انما في مستوى المخاطبين أيضاً ، وفي مستوى الخطاب بمعنى أن القرآن المكي قام على الاسماح (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ، (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّر لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٌٍ).
وهذه الايات هي آيات الأصول من القرآن ، وآيات الفروع هي آيات الشريعة (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) ، ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَاعُدْوَانَ إِلَّاعَلَى الظَّالِمِينَ) و (قَاتِلُواالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُواالْجِزْيَةَ عَنيَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) هذه آية لقتال اليهود والنصارى ، والاسلام كما هو في المصحف مقسم الى مكي ومدني ، المكي هو الأصول ، والمدني هو الفروع ، المكي هو السنة النبوية ، والمدني هو الشريعة الاسلامية ،القرآن المدني هو الرسالة الاولى والمكي هو الرسالة الثانية ، والاسلام كما هو في المصحف مستويين ، مستوى فوق الايمان ومستوى دون الايمان (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌرَّحِيمٌ) فهذا يوضح أنه يوجد مسلم لم يدخل الايمان في قلبه ، ويخاطب المؤمن نفسه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) هذا مسلم ظاهر وباطن وهذا مسلم بالظاهر ، وهذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) ، أي مسلم ظاهر وهناك باطن تشريعه أكبر من تشريع الامة ، وهذا ليس فيه أي جدال لقوله تعالى (لَايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَاكَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَالَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَاعَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) ، فوسع النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من وسع أصحابه وقد شرع الله للنبي في مستواه وشرع للأمة في مستواها ، والتشريعان داخل القرآن ، وهذان التشريعان بلغهما النبي صلى الله عليه وسلم لأنه بلغ القرآن ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم هو رسول الرسالتين، هو عاش الرسالة الثانية وهي سنته، وعاشت الأمة زمن الرسالة الاولى وهي الشريعة ، والدين يعود بالسنة فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل أن الدين يعود بالشريعة، إنما يعود بالسنة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بدأ الاسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ، قال من الغرباء يا رسول الله ، قال الذين يحيون سنتي بعد اندثارها) وسنته هى عمله هو في خاصة نفسه وهي شريعة وزيادة، ولذلك يعود الاسلام بالسنة و بشرطين هما السنة وان يكون غريباً، ويبعث الاسلام من خلال هذا الفهم الغريب للاسلام أما الفهم التقليدي الذي يلوكه الناس اليوم لا يمكن أن يحل مشاكلهم ونحن نرى الكارثة التي يقدمها الآن للناس. وعندما يقوم الاسلام على سنة النبي صلى الله عليه وسلم فتقوم السياسة على الديمقراطية وتكون هنالك مشاركة في السلطة وكذلك يقوم على الاشتراكية وتكون هنالك مشاركة في الثروة وهي تأمين وسائل الانتاج وتمليكها للجماعة في صورة جمعيات تعاونية ، وتحديد حد أدنى للدخول يحفظ الحياة الكريمة لكل مواطن ، وأيضاً تحديد حد أعلى حتى لا تتضاعف الثروة اضعافاً لتخلق طبقة تستنكف ان تزاول التعامل مع الطبقات الدنيا ، وعندم يعو الاسلام تكون هناك زيادة في الانتاج من مصادر الانتاج وعدالة في التوزيع، ووتتزايد الثروة بسرعة ويحدث توازن بين الحدود الدنيا والعليا الى أن يفيض المال حتى لايقبله أحد ، فانت تبدا بالاشتراكية وتذهب في مساواة الناس في الدخول ، المشاركة التامة في السلطة ، الثروة ، إنه اسلام يقوم على المساواة الاجتماعية. لنأخذ مثلا موضوع المرأة، فعندما جاءت الشريعة الاسلامية في القرن السابع وجدت أن المرأة توءد ولا يعقل ان يكون من كان يدفن حياً في القرن السابع أن تقول له بعدها انت مساو للرجل، فالمجتمع لن يتحمل مسئولية مثل هذه وحتى المرأة لن تتحمل مسئولية في هذا المستوى ولذلك اعطاها الحقوق التي تستطيعها وهي على النصف من الرجل في الشهادة ، وعلى النصف من الرجل في الميراث وعلى الربع منه في الزواج وهذه ليست الكلمة الاخيرة انما كان هذا تشريعاً مناسباً للمجتمع في ذلك الوقت، وعندما نأتي للرسالة الثانية من الاسلام نقول (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ ) فالمعروف جعل المرأة قاضية وهي بهذا تكون قاضية ، والمعروف هو كل عرف يخدم غرض الدين ، وغرض الدين المساواة بين الناس وكرامة الفرد البشري ولا يمكن أن يكون الانسان الذي عندك عليه وصاية وأنت تملك الحق في تأديبه وحتى جلبه الى بيت الطاعة الزوجية، هذه لا يمكن ان تكون الكرامة التي يريدها الله ولذلك ننتقل من الفرع الى الاصل.
ويناقش كتاب الرسالة الثانية من الاسلام أيضاً علاقة الانسان بالكون وفيها حديث كثير عن هل الانسان مسير أم مخير وما ينبني على هذا في حياة الناس اليومية، ويتحدث الكتاب كذلك عن علاقة الانسان بالمجتمع وقد عالجت الفلسفات تاريخياً هذا الموضوع ، كما يتحدث في الكتاب في فصول منه عن أن الرق ليس أصلاً في الاسلام ، وأن المجتمع الذي يتم فيه الفصل الرجال عن النساء ليس أصلاً في الاسلام ، وأن الطلاق ليس اصلا في الاسلام ، و بالرجوع الي كتاب الأستاذ محمود الرسالة الثانية وكتيب آخر اسمه من دقائق حقائق الدين تستطيع ان ان تكون فكرة صالحة عن المستوى الذي يبعث به الاسلام الذي يخاطب العقل الملحاح ويواجه الافكار الحديثة المطروحة في الساحة اليوم.
بماذا ترد د. دالي على الحلول التي يقدمها الفكر العلماني والفكر الصوفي لمواجهة أزمة داعش؟
فعلاً تقول العلمانية أنه بابعاد الدين من مسائل الدولة ستحل كل المشاكل، ولجأ الناس لهذا المفهوم أعني فصل الدين عن الدولة لأن الدين تم عرضه بصورة اذا طبقت فعلياً فلن تجلب سوى المشاكل كما يحدث الآن من قبل داعش. فاذا كان الدين يفرق بين الناس على عقيدتهم كما هي في الشريعة الاسلامية ، ويفرق بين الرجل والمرأة ويعطي الرجل حق الامتياز على المرأة ، ويشجع النظام الرأسمالي الذي يستغل فيه الانسان اخيه الانسان ، فيصبح رد الفعل الطبيعي أن يُرفض الدين في هذا المستوى.
يعرض الفكر الجمهوري الدين في مستوى مختلفاً لذلك نطلب من العلمانيين ان يعطوا ما نتحدث عنه فرصة، فنحن ندعو لدين يتحدث عن مشاركة في السلطة بالديمقراطية ، ومشاركة في الثروة بالاشتراكية ، ومساواة تامة بين الناس ، فليعطوا هذا الفهم فرصة ، فهل هذا هو نفس الفهم الذي رفضوا على اساسه تدخل الدين في أمر الدولة ، إنه فهم جديد يجعل الدولة وسيلة لموضوع أكبر من هذه الحياة، أما الفكر العلماني ففيه قصور في فهم للعلاقة بين الانسان والانسان ، الانسان والمجتمع ، الانسان والكون ، وهذا كلام فيه تفصيل كثير ، ويتضح قصور ونقص الفكر العلماني النقص في فهم العلاقة بين الانسان والكون لأنه يفترض ان العقل البشري لاحق للمادة وأنه لا عقل قبله وهذا هو الديالكتيك كما يراه ماركس مثلاً، الفكر الديني يقر بصحة ان العقل البشري لاحق للمادة وتطور عن المادة ولكن هناك عقل كلي قبله ، والعقل الكلي هذا هو المنهاج والنبي صلى الله عليه وسلم أبان ذلك في قصة الاسراء والمعراج. فلو انت اخذت افتراضاً وجود إله ، ولكن النبي تحقق من هذا الوجود ، فالاسراء والمعراج تعني ملاقاة المحدود للمطلق، وهو ملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى، لذا عندما عاد منه قال (مَاكَذَبَ الْفُؤَادُ مَارَأَىٰ (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَايَرَىٰ ) والمنطق الذي علينا نحن هو غيب ولكننا صدقنا بالواقعة كمؤمنين وبالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد رأى بعينه ، وفي القرآن قصة سيدنا ابراهيم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌحَكِيمٌ ) وقد رأى سيدنا ابراهيم هذه العملية بعينه (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) ويكون من الموقنين وليس المؤمنين لان المنطقة التي كان مؤمن بها غيباً لم يرها ولكنه رآها بعينه بعدها، وبعد ذلك أُبتلي سيدنا ابراهيم ابتلاءات كثيرة جدا (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَال َلَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )، وعندما رزق بابنه اسماعيل فان زوجته الأولى سارا اصابتها الغيرة من أمه هاجر لذا أخذ سيدنا ابراهيم إبنه وأمه هاجر الى المنطقة التى توجد بها الكعبة حالياً، وعندما همًّ بالتحرك سألته زوجه هاجر هل أمرك الله بذلك ، قال لها نعم ، فقالت اذاً لن يضيعنا والقصة تقول بتفجر الماء بعدها تحت أرجل سيدنا اسماعيل ، وقد أمر الله ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل وفُديًّ بالخروف ، وبعد كل هذه الابتلاءات قال : (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) ، فهو قد تحقق من فرض أن الله موجود ، تخيل مثلاً أن اقول لك: انه يوجد اوكسجين في هذا الجو ، وترد انت ما دمت أني لا اراه ولا أشمه ولا ألمسه إذاً هو غير موجود ، فيكون كلامك هذا غير علمي بالتجربة فإذا قلت لك أن هناك اوكسجين وهاك تجربة تحضيره واعطيتك النسب لتستعين بها فى المعمل لتحضيره فبعدها لا مجال لك لأن تنكر وجوده ، لذلك عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لديه منهاج نتحقق به من وجود الله علينا الأخذ به ، وهذا بايجاز ما نعنيه من ان الفكر المادي العلماني عنده قصور في فهم العلاقة بين الانسان والكون مما انبنى عليه مشاكل في علاقة الانسان بالجماعة . فمثلاً الاشتراكية فى روسيا والمعسكر الشرقي عندما أهملت العلاقة بين الانسان والكون ماذا حدث؟ صار الفرد فى ذلك المجتمع يسأل اذا كانت هذه هي كل الحياة التي أعيشها ، لماذا أعطي حقي لغيري ، لماذا أنتج أكثر واستهلك أقل ليذهب فائض انتاجي الى انسان آخر؟ لماذا افعل هذا؟ وفي النهاية حصلت الردة والآن روسيا أكبر شريك للولايات المتحدة في تجارة السلاح للعالم الثالث ودخلت الصين في عمق النظام الرأسمالي، وعليه يطرح العلمانيون نظاماً بديلاً يشبه النظام في انجلترا وامريكا ونحن نعتقد أن في هذه الانظمة قصور شديد. هل تعلم أن أربعين مليوناً من سكان الولايات المتحدة لا يحظون بخدمات التأمين الصحي ، والسواد الاعظم من الناس في الولايات المتحدة يشتغلون بنظام دفع الشيكات بمعني ان الفرد يستلم كل اسبوعين شيكاً نظير عمله ويقوم بتسديد ما تحصل عليه مقابل الفواتير ولا يتبقى له أي رصيد ، وهناك تشجيع للحصول على الديون وتستمر فى تسديد الديون لبقية حياتك. نحن نقول أن النظام العلماني القائم الآن فاشل في تحقيق كفاية اقتصادية وفاشل في تحقيق الديمقراطية نفسها لأن الديمقراطية تعني لديهم ان يكون عندك مال ، فمن أين يأتي المال؟ إنه يأتي من الشركات الكبيرة وهذه الشركات عندما تقوم بتمويل حملتك الانتخابية تفرض عليك ان تضع التشريعات التي تحمي مصالحها، اذاً لم تتحقق الاشتراكية ولا تحققت الديمقراطية، ولا توجد مشاركة في السلطة ولا في الثروة، إن نموذجاً مثل هذا وما تبعه من خلل كان نتيجة لاهمال في قضية النفس البشرية، وبرز سؤال ماذا وراء الخبز؟ ماذا وراء العلف؟ لسنا حيوانات تعلف، وتتوالد الاسئلة الوجودية : من أين أتينا؟ الى أين نحن ذاهبون؟ كيف أتينا وكيف سنذهب؟ هذه الأسئلة لا توجد لها أجوبة في الفكر العلماني المطروح، فالنظام العلماني يشجع على الحروب لأن السلاح سلعة، وكل منتج لسلعة حريص على ان يتم استهلاكها، ومصانع السلاح في الغرب هي المسيطرة على السوق وعلى السياسة بالدعم المالي لذا ستعمل على توسيع رقعة الحروب مستخدمة السياسيين لتجد لها سوقاً، وأضف الى ذلك أن دعوة العلمانيين بترك ميدان الدين خالياً بالقول أن الله والنبي ليست لديهم أية حلول لكم وانما يخربون عليكم وأن القران ليس فيه أي حل لكم ، إن هذه الدعوة توقف صاحبها مباشرة ضد سايكولوجية البشر فهذه المجتمعات مسلمة والدين متجذر عندها، وفي الحقيقة الدين صاحب الحياة كلها في هذه المجتمعات. فعندما يأتي العلماني بجرة قلم ويقول لهم أن الدين مجرد ازعاج وأن تدخله في السياسة والاجتماع سوف يخرب عليكم ويجر لكم المشاكل، فمثل هذا الحديث يجعل أي فرد من هذه المجتمعات لديه الرغبة في التدين يذهب الى جماعات الاخوان المسلمين وداعش وغيرها لأنهم اصبحوا الوحيدين في الساحة .
ماذا عن المتصوفة، هل يستطيعون التصدي لمشكلة داعش في السودان خصوصاً أن تاريخ التصوف في السودان قديم جداً كما إنه يدعو إلى المحبة؟
أنا اقول انهم لا يستطيعون ، والشئ القائم في العالم والسودان حاليا ليس تصوفاً، هذه قشور التصوف، ونحن الجمهوريون لدينا رأي في التصوف مطروح منذ أمد بعيد في كتاب اسمه (محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد) قلنا فيه الى الناس عامة والمسلمين خاصة واصحاب الطرق الصوفية والمتطرفين بصورة أخص لم تعد الطرق طرقاً ولا الملل مللاً منذ اليوم ، هذا كلام الاستاذ محمود ، فالتصوف أساساً بدأ بعد الفتنة الكبرى بعد ان يئس الناس من اصلاح أمر الدنيا فذهبوا الى المغارات ونشأ التصوف فى آل البيت وقد قام التصوف على أن الدنيا جيفة ميتة ويجب تركها لكلابها، ولذلك لا يوجد في تاريخ التصوف حديث حول الحلول الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، إن الموجودين في السودان الآن هم طائفية، كان التصوف في بدايته يدعو الى اصلاح حال الناس والزهد في الحياة وكان اسمهم "الفقرا" وأفقر مكان في بيت التصوف كان بيت الشيخ ، أما الموجودين الآن فإنهم يستغلون الدين لاغراض السياسة ويستغلون اتباعهم ليصوتوا للغنائم السياسية ويستغلونهم ليغتنوا ويركبوا أفخر السيارات ويتحدثون عن الملكيات الكبيرة والاستثمارات الضخمة، وحالياً في ظل نظام الخرطوم القمعي والدموي تجد هؤلاء الشيوخ واتباعهم يهرعون لمبايعة البشير المجرم، كما أنهم باركوا سابقاً النميري وبايعوه عندما سنًّ قوانين سبتمبر، كما أنه لا يوجد لديهم أي تصور لايجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وعجزهم هذا نابع من طبيعة تكوينهم ولا نعرف في تاريخ التصوف ولم نقرأ ان كتب أحدهم في الاقتصاد، الاجتماع او السياسة. إننا ندعوهم إلى الرجوع الى طريق محمد صلى الله عليه وسلم وليس لهذه الأرض اليوم غير شيخ المشايخة وهو النبي صلى الله عليه وسلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.