لم يكن يوم أمس مطمئناً ، في ضوء ما جرى أمس الأول، إطفاء تام للشبكة القومية،شل كل القطاعات ، و لم يفرق بين جهة حكومية، أو وزارة أو جهة سيادية، ما حدث أمس إستمرار للقطوعات في معظم إحياء الخرطوم، و الولايات، الرواية الرسمية و حسب إفادة السيد وزير الكهرباء معتز موسى جاءت كما يلي: (إن خطوط النقل في محطات الكهرباء عند تعرضها لمشكلات تحدث حريقاً، و هو ما لم يحدث، مؤكدا أن الوزارة أجرت منذ وقت مبكر حماية تعمل على فصل المحولات مباشرة، حتى لا يحدث حريق، وهو ما أدى إلى القطاعات التي شهدتها مناطق واسعة من السودان، و أكد على عدم وجود برمجة للقطوعات)، السيد مدير الإدارة العامة للإعلام و التوثيق المهندس محمد عبد الرحيم جاويش أشار إلى تشكيل لجنة فنية لتحديد الأسباب التي أدت إلى حدوث الإطفاء، السيد مدير مركز التحكم أعلن إن الإطفاء حدث أثناء تركيب محولات،المهندس منذر عبد الله أفاد أيضاً بحدوث حريق بسيط في الكوابل بمحطة قري الحرارية أدت إلى خروج المحطة من الخدمة، و أحاديث عن إنفجار تنكر وقود في قري، وانتشرت صور لسيارات و كوابل محترقة، و كانت الحرائق قد شوهدت في منطقة قري مع توافد لسيارات الإطفاء، الرواية الرسمية جاءت متناقضة و غير متماسكة، كيف حدث الحريق إذا كانت هناك حماية للشبكة؟، و كيف يتسبب تركيب محولات في إندلاع حريق والعمل يجب أن يتم بعد عزل وقطع الكهرباء؟ بإفتراض إن كلما ذكر صحيحاً ، فهذا لا يمكن أن يكون سبباً للإطفاء و الإظلام التام، و الحقيقة أن الشبكة مفترض أنها مزودة بقواطع لعزل المناطق المهددة بالحريق، و فصل الطاقة آلياً عن المناطق التي تتجاوز الحمولة المصممة ، و عليه فإن الرواية الرسمية غير مقنعة و لا علاقة لها بالإظلام الذي حدث للشبكة، و المرجح أن الشبكة تعرضت لإجهاد كبير بسبب خروج محطة قري (4) و عدم وجود أي وحدات إسعافية تدخل للشبكة اوتوماتيكياً، و هذا ربما يقود للسؤال المهم عن مصير (6) وحدات إسعافية بطاقة (150) ميقاواط؟ و لماذا لم تتمكن من الدخول في الخدمة في هذه الحالة الطارئة ؟ و هل كانت المحولات التي قيل أنها تسببت في الإطفاء لها علاقة بالوحدات الإسعافية؟ لا شك أن ما حدث لا يمكن قبوله ، أو السكوت عليه، هذا لا يحدث في أي بلاد أخرى و يمر مرور الكرام، ولا يمكن بحال إنتظار أي أمل في نتائح لجنة التحقيق، و قد أفتى أهل الوزارة ،و قالوا بأن أسباب فنية تسببت في الإطفاء، من خلال المعلومات الرسمية هناك حدثان ،أمر ما حدث في قري ، و أمر آخر حدث في سوبا ، فهل تزامن الحدثان؟ و أيهما حدث قبل الآخر؟ و كم الفاقد المفاجئ في الطاقة الذي تسبب في إنهيار الشبكة؟ و هل هو خطأ بشري؟ أم عطل ناتج عن إهمال، أو إنعدام الصيانة؟ في كل الأحوال فإن القطوعات إستمرت ليوم أمس بكثافة، و حسب إفادات العاملين في (call center ) فهذه القطوعات تمت من التحكم ، بسبب الأحمال الزائدة في الشبكة، و هو حديث يحتاج إلى تأكيد. ما جرى فيه تهديد لحياة الناس و تعطيل لمصالحهم و إتلاف للأطعمة و الادوية، ما جرى فيه تهديد للأمن القومي للبلاد، وزارة الكهرباء لا تكلف نفسها عناء شرح ما حدث للمستهلكين و لا تعتذر بطريقة واضحة ، أنهم إنما يقولون لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وأن وسعكم أضحى أضيق من سم الخياط، ما حدث كان كافياً لإستقالة السيد الوزير و معاونيه، و لكن لا حياء و لا حياة لمن تنادي. الجريدة