فشلت الكهرباء في اليوم الأول من رمضان فشلاً ذريعاً، أجزاء واسعة من الخرطوم تعرضت لقطوعات نهارية وليلية، ولا استثناء، القطوعات شملت وسط الخرطوم وأجزاء من جبرة والشجرة، وأبو آدم، الكلاكلة، وأحياء أم درمان القديمة وجانب من السوق والشنقيطي وشارع الوادي والجرافة وأجزاء من أمبدة، وفي بحري القديمة والسوق، وبحري شمال وشمبات والحلفاية والحاج يوسف وحلة كوكو ومناطق من شرق النيل، تراوحت ساعات القطع بين (30) دقيقة متكررة الى (5) ساعات كاملة متواصلة، الكهرباء غيرت طريقة استخدام (4848)، إدخال رقم العداد أولاً، ثم بعد ذلك تبدأ عملية الانتظار، وبعد أن يبلغ الصبر المنتهى يأتي الرد من عامل الكبانية أنه فقط يتلقى البلاغات ويدونها وهو لا يستطيع أن يحدد طبيعة العطل ومكانه، وعما إذا كانت الكهرباء ستعود أم لا، فقط الاتصال لتسجيل معلومات البلاغ مع عدم إمكانية المتابعة. تسريبات غير مؤكدة تفيد أن العجز في التوليد ليوم أمس كان يتراوح ما بين 800 ميقاواط نهاراً إلى 300 ميقاواط ليلاً، ويبقى السؤال: هل الوحدات الإسعافية التي تم جلبها على عجل من تركيا غير جاهزة للعمل ولم تدخل الشبكة حتى الآن، وربما يتنهي رمضان ولن تكون جاهزة، الخطة ليوم أمس كانت استباق الأحمال وهي (شيل) أي خط يصل حمولة محددة، وأن القطع شمل القطاع الزراعي والصناعي، ويعتقد أنها عملية تدوير للقطع استناداً على الحفاظ على الحمل الأقصى حتى لا يحدث إظلام كامل (Blackout )، وهذا استدعى إجراء قطوعات غير مبرمجة ولكنها مخططة، حتى الساعة الرابعة صباحاً جرت محاولات لإمداد القطاع السكني بنسبة (%100)، الا أن المحاولات فشلت ليس بسبب الأعطال، أو الغبار والأتربة كما ذهب السيد أحمد جاويش، وإنما بسبب نقص في التوليد، ولو لا الغبار والأتربة التي خفضت درجة الحرارة بواقع (3) درجات لكان العجز أكبر من ذلك بكثير، ويعتقد بعض الخبراء أن هذه (3) درجات وفرت حوالي (120) ميقاواط، رئيس لجنة اإاعلام بوزارة الكهرباء السيد أحمد جاويش نفى وجود أحياء سكنية كانت خارج البرمجة الفترة الماضية مؤكداً أن الأحياء التي يقطنها الوزراء بمن فيهم وزير الكهرباء خضعت للبرمجة، وهذا مع الأسف حديث غير صحيح، ونحن لا نستكثر على السادة وزراءنا أن ينعموا بالكهرباء، فهي خدمة مستحقة لكل مواطن، للوزير والخفير، أما أنهم كانوا يتساوون مع بقية المواطنين في القطع المبرمج فهذه مبالغة لا داعي لها، لأن إثبات عكسها سهل وموثق وبشهادة الشهود، ما نخشاه أن تذهب الكهرباء إلى مذهب النعامة، وتدفن رأسها في الرمال، وتغالط في أنها عبرت الأزمة، ما يحدث هو تعبير مأساوي عن عمق الأزمة، والغريب أن هذا الوضع المتردي لم يدفع وزارة الكهرباء لابتدار خطة لترشيد الاستهلاك، الكهرباء قطعت وليس مهماً تحت أي اسم تقطع، مبرمجة أو غير مبرمجة.. الجريدة