"المحطة الأولى – إنسحاب بورندى" قبل شهور قلائل سبقت الإطاحة "بحسنى مبارك" عن عرش "مصر" حرض مليادير مصرى ينتمى لعائلة مشهورة، رجل أمن مصرى محترف لقتل مغنية لبنانية كانت تقيم فى إمارة "دبى" ودفع له مقابل إنجاز تلك المهمة مبلغ 2 مليون دولارا. لم يقصر رجل الأمن الشاب الثلاثينى المتخصص فى مكافحة الأرهاب فى أنجاز مهمته خلال خمسة دقائق لأ أكثر عاد بعدها الى بلده "مصر" مجهزا تاشيرة دخول للسفر سريعا للبرازيل ودفع من أجل ذلك قبل أن يغادر مصر متوجها الى دبى لنفيذ الجريمة مبلغا كبيرا، لكن ولسوء حظه تم القبض عليه فى مصر وبمجهود خارق بذله المسئولون كبارا وصغار، فى دولة الأمارات مستعينين "بالعلم" حتى لا يهرب ذلك المجرم، الذى وجد لحظة القبض عليه مبلغ 300 الف دولار، وتذاكر سفر للبرازيل. الشاهد فى الأمر لو أن رجل الأمن ذاك المدعو "السكرى" والذى حوكم ب 25 سنة سجنا ومحرضه ب 15 سنة بسبب تنازل ولى الدم الأساسى "والد" القتيلة عن "القصاص" مقابل مبلغ مادى ضخم .. لولا ذلك لتمكن ذلك المجرم من الهرب للبرازيل ولأفلت من العقوبة! فلو نجح فى ذلك، هل يعنى لمن كان لهم ذرة عقل أنه "برئ" ولم يرتكب تلك الجريمة البشعة المكتملة الأركان لأنه أفلت من العقوبة؟ تلك القضية مع الفارق فى حجم الجرم ونوع الشخصية المستهدفه ومجال عملها، تذكرتها و"النظام" كله وأرزقيته ومأجوريه فرحوا وملأوا صفحات الجرائد، لأن دولة "بورندى" التى ينافس عدد رعاياها السودانيين والصوماليين فى طلب اللجوء بدول شرق أفريقيا، أعلنت إنسحابها من المحكمة الجنائية وكأنها دولة يقام فيها "العدل" ولا ترتكب فيها الجرائم ضد مواطنيها بصورة مشابهة لما حدث ولا زال يحدث فى السودان خاصة فى المناطق المعروفة للعالم كله "دارفور / جبال النوبة/ النيل الأزرق". ثم الأهم من كل ذلك الم يعترف "عمر البشير" شخصيا وبعظمة لسانه أنه قتل "فقط"عشرة الف نفس من أهل دارفور دون ذنب جنوه، من مجموع 400 الف قتيل بحسب الذى رصدته ووثقت له العديد من المنظمات الدولية؟ الا توجد له العديد من اشرطة "الفيديو" التى ردد فيها "عمر البشير" العبارات المحرضة علىة القتل والإبادة الجماعية وعلى عدم الإحتفاظ بالأسرى "قش أكسح أمسح ما تجيبو حى" منذ أن كانت لديه "مليشيا" واحدة هى "الدفاع الشعبى، اصبحت الآن "خمس" مليشيات؟ فهل أختلقت "المحكمة الجنائية" منذ عهد أوكامبو وحتى بن سودا تلك الجرائم من دماغها أم هى ماخوذه من إعترافات قادة النظام ومن شهادات الذين استخدموهم فى تلك الإبادة؟ وهل تكون الفرحة بالمثول فى شجاعة أمام "المحكمة الجنائية الدولية" والحصول على البراءة أم بالمرواغة والزوغان واللف والدوران وبأنسحاب "المريخ" .. أقصد دولة مثل "بورندى" من المحكمة الجنائية وهل يعفى قادة تلك الدولة أو غيرهام من العقوبة إذا كانوا يستحقونها؟ وإذا نحينا دولة مثل "بورندى" جانبا فمن حق اؤلئك الفاقد "الضميرى" أن يفرحوا بدولة ثنية قيل انها أنسحبت كذلك من "المحكمة الجنائية" وهى "جنوب أفريقيا"، لكن يبقى سؤال، هل هى جنوب أفريقيا نفسها التى ظهرت فى الوجود بعد أن تخلصت من نظام "الأبارتايد" على يد القائد الأفريقى العظيم "مانديلا" .. هل هى الدولة ذاتها التى يحترم فيها "القانون" أم اصبحت دولة صغيرة تدور فى فلك – غالبية - الدول الأفريقية التى ينتهك فيها ذلك القانون ولا تصان فيها حقوق الإنسان، والدليل على ذلك أن رئيسها تمت "زرزته" بسبب سماحه "منفردا" للبشير بالهروب "الفئرانى" الكبير الذى كاد أن يتحول الى "إعتقال" ولذلك أبكت نجاته أخاكم "غندور" بمطار الخرطوم– على غير العادة - لأنه فقد الأمل فى عودة رئيس العصابة الإجرامية للخرطوم سالما ، إذا التزم رئيس جنوب افريقيا بقانون ودستور بلاده ولم يكن فى الأمر الكثير من الأحداث خلف الكواليس! قد لا يعلم البعض أن جنوب أفريقيا فيها الآن أكبر تجمع "للإخوان المسلمين" المصريين وغيرهم من "متطرفين" إسلاميين لأن جنوب افريقيا مثل كثير من الدول الأفريقية بل والغربية "تجهل" أن جماعة الأخوان المسلمين جماعة إرهابية، تقسم العالم الى "مسلمين وكفرة" ولا شئ آخر فى الوسط ولذلك لا تلتزم بالعهود والمواثيق ولا تعرف شئيا إسمه "الوفاء" لمن قدم لها خيرا أو معروفا .. ونظام جنوب أفريقيا لا يعلم أن أفريقيا كلها مستهدفة من الأسكندرية وحتى كيب تاون من قبل تلك الجماعة من أجل "اسلمتها" وإقامة دولة "الخلافة" فرض الشريعة الإسلامية على أنظمة حكمها والبديل عن ذلك هو "الموت" و"الدواعش" كما يحدث فى سوريا والعراق والدليل على ما نقول أن "أخوان" مصر أنتقدوا نظام السودان ورئيسه "عمر البشير" بعد إستقلال الجنوب أو إنفصاله وقالوا كيف يتنازل حاكم مسلم عن ارض إسلامية، حتى إذا فتحها ذات يوم !!! يعنى لم تهمهم إبادة "البشير" لأهل الجنوب بالملايين ولم يهمهم ظلمه وتحقيره لهم والشتائم التى لا يجوز أن تطلق على إنسان كرمه الله على سائر مخلوقاته. حقيقة الأمر لو إنسحبت جميع الدول الأفريقية عن "المحكمة الجنائية" كما هو متوقع بسبب فساد الكثير من حكامها وبسبب جرائمهم ضد مواطنيهم وكراهيتهم للديمقراطية، بل حتى لو إنسحبت دول "غربية" عريقة فى ممارسة الديمقراطية، فذلك لن يغير من الأمر شئيا بل سوف ترتاح خزينة الشعب السودانى "قليلا" من إهدار الأموال التى تبذل فى كل مرة يسافر فيها "عمر البشير" الى دولة من دول العالم يخشى إعتقاله فيها أو يعبر أراضيها، ومصير "الفار" أن يدخل "المصيدة" مهما طال الزمن، اللهم الا أن ينجيه الموت، فقد ولى الزمن الذى يصمت فيه العالم عن الجرائم الإنسانية البشعة التى ترتكب، حتى لو غض الطرف لبعض الوقت لكى يمكن الرئيس الفاشل والفاسد المزيد من "تخريب" بلده بيديه دون حاجة لتدخل عسكرى أو خسراتهم لجنود أو آليات، إضافة الى ذلك فمن غضب الله علي هذا الرئيس و"نظامه" أنهم كلما ظنوا بأنهم قد خدعوا العالم ونجحوا فى التغطية على جرائمهم بالنفى واالإنكار تارة وبشراء الأرزقية والمأجورين تارة أخرى .. أو أنهم قد نجحوا بتغطية تلك الجرائم مثل النيران بالرماد أو بتنازل عن اراض سودانية وببيع للمواقف والتنازل عن الثوابت الوطنية التى عرف بها السودان على مر الزمان، اشتعلت نار جديدة اشد خطورة مثل إستخدام النظام للأسلحة (الكيمائية) فى دارفور وجبال النوبة ومنذ أمد بعيد وتكفى هنا شهادة "عائشة البصيرى" الناطقة السابقة بإسم "اليونميد التى حكت قبل يومين عن وقائع تشيب لها رؤوس الولدان، تلك المرأة "الإنسان" التى لو كان المال يهمها لما أستقالت منصب تحصل مقابله على كثير من الدولارات بلا حساب أو عدد. (المحطة الثانية) نافع على نافع ومبارك الفاضل هذه المحطة اشعر بأنها لا تحتاج منى الى الكثير، خاصة الشخصية الأولى "نافع على النافع" الذى لا يريد أن يصدق حتى الآن بأن عمره السياسى الإفتراضى قد إنتهى كأى سلعة "عتدت" وفقدت صلاحيتها حتى وسط عتاة المجرمين الإسلاميين، يعنى عفونته اصبحت غير مستساغة حتى بين من يعيشون داخل ذلك "العفن"، رغم ذلك تأبى نفسه الا أن يخرج مصرحا من وقت لآخر ومذكرا الناس بأنه موجود ومن عجب يجابه بذلة ومهانة وتحقير يتعمد رفاق الأمس أن توجه له تلك الإهانة من خلال شاب صغير سن حينما كان رئيس جهاز الأمن والمخابرات "نافع" يعذب أساتذته فى بيوت الأشباح وحينما شارك فى محاولة إغتيال الرئيس المصرى حسنى مبارك التى كلفت السودان الكثير، ربما لم يكن ذلك الشاب الذى إنتمى لعصابة المؤتمر الوطنى، قد أكمل المرحلة الثانوية! المهم فى أمر ذلك الشخص بدون "منصب" اللهم الا إذا كان "نائب رئيس الحركة الإسلامية" منصبا تنفيذا يحصل مقابله على مال ومميزات! لا أدرى كيف يطمئن مؤيدوا "الوثبة" المضروبة على صدق مخرجاتها، إن كانوا صادقين والمدعو "نافع" يخرج من وقت لآخر مصرحا بمثل كلامه "الزفر" الذى لم يغيره منذ أن إغتصبت هذه العصابة المجرمة السلطة فى السودان؟ أما الشخصية الثانية "مبارك الفاضل" فالذى جعلنى أعود للمرة الثانية متحدثا عنه هو مقاله "السطحى" الذى رد به على مقالة الكاتب فتحى الضوء "الدنكشوتية" القوية الحارقة الكاشفة عن الكثير. رد السيد/ مبارك الفاضل حتى لو سلمنا بصحة كلما أورده من معلومات من حقنا أن "نشكك" فيها والشخص الذى قيلت عنه موجود وقادر على الدفاع عن نفسه .. لكن السؤال الذى يجب طرحه، لماذا لم يذكر من قبل السيد"مبارك الفاضل" كل الذى ذكره قبل أن تنتاشه سهام "فتحى الضوء" وتصيبه فى مقتل؟ وفى كل الأحوال فالذى ذكره "مبارك الفاضل" من معلومات لا قيمة لها ولم يغير من حقيقة أن "مبارك الفاضل" كان آخر وزير داخلية فى نظام "ديمقراطى" لا يوجد مثيل لها فى جميع انحاء العالم الا فى ديمقراطية "وستمنستر" العريقة، ولا داع هنا أن نتساءل مرة أخرى عن كيفية "هروبه" خارج السودان فى وقت لم يتمكن فيه أى سياسى غيره أدنى منه "منصبا" من أن يهرب، لكن ماهو السبب الذى يجعل سياسى بلدوزر و"حصيف" كما قال عنه "نفسه" أن يضع نفسه فى خدمة "نظام " انقلابى مرتين، فى المرة الأولى وبعد أن نفذ لهم عملية "ما يريدون" وشقه لصفوف حزبه ، لم يقابل النظام وفاءه بوفاء بل أدخله السجن ولم يفرج عنه الا بعد أن ظهر "مريضا" ثم بواسطة وتدخل من الرئيس المصرى الأسبق "حسنى مبارك" كما أعترف بنفسه وشكره على ذلك فى ندوة بدار "الإهرام" بمصر، والسؤال الذى من حقنا أن نطرحه هنا، هب أن "مبارك الفاضل" عاد للسلطة بأى شكل من الأشكال هل كان بمقدوره أن يطالب بعودة "حلائب" لحضن الوطن وأن يرفع رأسمه أمام أى مسئول مصرى والسودانيون عرفوا بالوفاء وبرد الجميل وصعوبة التطاول على من عمل فيهم خيرا؟ لم يكتف السيد مبارك الفاضل بالتجربة الفاشلة الأولى والمصريون الذين اخرجوه من معتقلات "أخوان" السودان يقولون "التكرار بعلم الشطار" بل لاحظ له الكل دون أى مبررات مقنعه يقترب رويدا رويدا من النظام ويضع نفسه فى خدمته بل صارا المروج الثانى بعد "حسين خوجلى" لأكاذيبه ولما يريد النظام أن يروج له وذهب الى ابعد من ذلك حيث سمح له النظام بتقديم نفسه للرؤساء الذين حضروا "مأتم" الوثبة على قلتهم "كرمز" سياسى كبير ينتمى لأحد أكبر الأحزاب "التقليدية التى اضعفها النظام بإستخدام شخصيات مثل "مبارك الفاضل" و"مسار" و"نهار" و"الصادق الهادى" وآخرين .. يمولهم النظام ويمنحهم حزبا وإسما ومشروعيىة دون وجود جماهير حقيقة ويضمن لهم "الفوز" فى الأنتخابات "بالتزوير" إذا دخلوا إنتخابات مثلما يزور لمرشحيه ومن ثم يمنحهم عدد من الوزارت الهلانية، الا يعلم مبارك الفاضل ذلك؟ الا يدل هذا التهافت أنه يبحث عن مجد شخصى لا من أأجل مصلحة أو منفعة لوطن أو حزب .. ثم هو فى إستعلاء يدعى بأنه سياسى وقائد "حازق" يعرف ماذا يفعل واين يضع موطأ قدميه، ومن يقف الى جانب مبارك الآن غير شاب واحد "منبهر" به فى سذاجة وعدم وعى؟ والسياسى الحازق والمخلص لوطنه دوره أن يتقدم الصفوف لإقتلاع النظام الإنقلابى الديكتاورى الفاسد من جذوره حتى لو جاد بروحه، وإذا كان غير راغب فى ذلك فعليه أن يبتعد ويلتزم الصمت لا أن يخزل الجماهير الصابرة على ما هو اشد من الجمر. سوف لن يطول الوقت الذى نكشف فيه حقيقة موقف السيد / مبارك الفاضل "الحالى" وسبب توقيعه على ميثاق "الفجر الجديد" فى كمبالا من قبل "بشخصه" وفى ذلك الوقت لم تكن جبهة "عنصرية" كما أدعى الآن، ثم توقيعه على "الوثبة" المضروبة بإسم "حزب الأمه" – حاف - دون إضافة وهنا يكمن "الذكاء" وهو بالطبع يقصد "الأمة القومى"، لكن التوقيع بإسم "الأمة" فقط مما يجعل متهافت آخر هو الوزير "حسن – سودانيز أون لاين" الذى كان فى خانة "المعارضة" يستغل الفرصة لكى يسمع الناس عن حزبه "الكرتونى" وأن يحاول تصوير نفسه وكأنه يمكن أن يرفض شيئا إرتضاه "المؤتمر الوطنى". تقديم "مبارك الفاضل" نفسه للرؤساء الأفارقة الأربعة الذين شاركوا فى ختام :الوثبة" المضروبة وفى مقدمتهم "موسفينى" بإعتباره أحد قادة أكبر الأحزاب السودانية، لم يكن عفويا وبدون رضاء ومباركة النظام، ولأكثر من شئ فى نفس يعقوب. أخيرا .. ليت "مبارك الفاضل" لم يرد على الأستاذ/ فتحى الضوء فيتبهدل تلك البهدلة على موقع الراكوبة من المتداخلين الأذكياء ونحن نتمنى دائما أن تكون "البهدلة" دائما موجهة للنظام ولمنهجه ولقادته الأساسيين لا لأى معارض فى الوقت الحالى أو كان أو فى السابق مهما وصلت درجة خيانته لوطنه ولشعبه فنحن أحيانا نشفق على منهم مثل هؤلاء ونقول ربما "ابتزاهم" النظام أو كان ماسك عليهم ذلة و"دنيئة"، لا يفرق معه إذا كانوا رجالا أو نساءا .. وهو نظام غير مستبعد منه ذلك فيكفيه من السوء أنه نظام "إخوان مسلمين" بيد أنهم "ناكرون"! تاج السر حسين - [email protected]