تعاني ولايات السودان الزراعية من مشاكل كثيرة بشأن الزراعة، والحصاد على الأبواب، فولاية القضارف تعاني انعدام العمالة بسبب هروب أبناء الولاية للمركز للبحث عن وضع أفضل، وذلك لاهتمام الدولة بالعاصمة دون باقي الولايات التي كثرت بها الخلافات السياسية وتعطلت بسببها مسيرة التنمية وأصبحت طاردة، يهاجر غالبية سكانها للعاصمة من أجل الحصول على الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومياه شرب وغيرها من الخدمات، وهذا الأمر انعكس أثره على الخرطوم التي بدورها باتت تشكو من تدفق الهجرات وأصبح مواطن الخرطوم يتشارك الصحة والتعليم والسكن مع الوافدين من الأقاليم ودول الجوار، الحكومة الاتحادية تتحدث دائماً عن تخصصيها ميزانية للولايات لتغطية كل جوانب الحياة من صحة وتعليم، ومنها أيضاً الزراعة، لكن المحير في الأمر أن حكومات تلك الولايات تشكو من وجود تقاطعات مع المركز بالنسبة لإدارة مواردها، التدهور الملحوظ بالولايات في كل جوانب الحياة الأساسية يولد عدداً من علامات الاستفهام، أين تذهب أموال الميزانية المخصصة لها، ولماذا تم رفع الدعم عن الجازولين الزراعي والبلاد تستعد للحصاد في بعض المناطق وهنالك أخرى تتجهز لزراعة المحاصيل الشتوية وعلى رأسهاالقمح؟.. الذاهب للولايات يجد تدنياً في الخدمات وأهمها الصحة، فالمستشفيات ليس بها أدنى مقومات العمل، نقص حاد في الكوادر الطبية والمعدات، منها شرق دارفور والنيل الأزرق والشمالية والنيل الأبيض على سبيل المثال لا الحصر، المشاكل الصحية بتلك الولايات تكثر بالأطراف وهي دائماً لا تجد حظها من الاهتمام. رسالة قصيرة من المسؤول عن القصور في الولايات، هل السبب الولاة الذين يحكمونها أم أن هنالك أسباباً أخرى، عمل المركز على تعيينهم فلم ينصلح الحال، وتم انتخابهم في فترة سابقة واستمر الوضع على ما هو عليه، وأخيراً تم الرجوع لمسألة التعيين ولكن دون فائدة، الصراعات والخلافات بالولايات مستمرة، كانت في السابق بين الأحزاب المشاركة مع الحزب الحاكم، ولكنها الآن انتقلت لاأبناء الحزب الحاكم، فأصبحوا يتصارعون فيما بينهم، والدليل على ذلك ما يحدث بين إيلا وتشريعي الجزيرة، وسبقتها صراعات في ولاية البحر الأحمر بين التشريعي ووزير الرعاية وانتشر هذا المرض ليصل ولاية نهر النيل التي لم تسلم أيضاً، فقد تم الاختلاف حول الحكومة الجديدة. الخلاف الآن يسيطر على الأوضاع بتلك الولايات وينعكس على المواطن المسكين الذي (لا ناقة له ولا جمل فيما يحدث). رسالة أخيرة ايها الولاة اتقوا الله في المواطن (الغلبان)، امتثالاً لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ). [email protected]