ولأن حزب المؤتمر السوداني أختار قيادة وأعضاء، ومنذ بزوغ شمسه الوهاجة أن يكون بين الجماهير ومن الجماهير والي الجماهير، جزءا منها، ملتحما بهمومها، ملتصقا بمعاناتها، معبرا عن مشاعرها، كانت هذه الهستيريا الامنيه والقمع الوحشي لقيادته، من قبل نظام لا أخلاق له ولا عهد، بل إنها السابقه الأولي التي تحدث في السودان أن تعتقل قيادة حزب بأكملها. ولكن لماذا؟ لأن حزب المؤتمر السوداني برهن في اللحظات التي تتطلب خلع عباءة الخوف وارتداء لباس الصدام أنه لها، ولأنه الحزب الوحيد الذي تنزل فيه قيادته وتخلع عنها وهم الألقاب ،لتلتحم بالجماهير أينما كانوا، في الاسواق، الشوارع، المواقف ،باحات المساجد وفي كل المدن ريفا وحضر، هامش ومركز وأينما كانت الجماهير، تنزل إليهم القياده لتبرهن انه حزب، تحول فكره لسلوك، ولتتنزل المقوله الخالده التي تغني بها طلابه، كل الوطن للناس لا خاصه لا عامه. وإن تقلها تمت وان لم تقلها تمت ولكن قلها ومت .مع ابدال التاء نونا لأن الفعل اضحي لعضوية حزب بكامله. يعي النظام القمعي هذا ،أن قاده وقاعده هذا الحزب مؤهله أخلاقيا وفاعله جماهيريا وقادرة فعلا وواقعا علي زحزحة، حجب الخوف وطرد هالات التردد وهز عرش تمترسه بسلطه بناها باسمنت القمع وماء الدماء وشيدها علي جماجم الضحايا، ولكن كما أسلفنا القول لأنه حزب يفعل ما يقول ويقول ما تحتمه المرحلة ويصادم مع الشعب ومنه وبه، اهتزت جنبات عرشهم الهلام وراحو يتخبطون يمنة ويسري اعتقال،ا طال قيادة حزب بأكمله كسابقة في التاريخ، ولكنه الخوف والرعب والوجل، وتبين ثيمومترية الفعل هذا، أن النظام كثور خائر القوي منهك الجسد مجنون الفعل يكسر في مستودع خزف بقائه الهش، وغدا يسقط صريعا تجهز عليه اقدام شعب ظن سكاته خنوعا أو موات وصبره جبنا وخضوع. ستظل قياده الحزب باقية وقاعدته فاعله، ولئن اعتقلو مكتبه السياسي فكل أعضاء هذا الحزب بذات الكفاءة ونفس القدرات ، يتنافسون علي حب هذا الوطن ويقدمون غالي التضحيات وعظيم الثمن، ليبقي وطنا لكل الناس. إن نقلها نمت وان لمن نقلها نمت اذا لنقلها ونمت. [email protected]