المرشح الجمهوري ترامب حقق واحدا من الانتصارات السياسية "غير المحتملة" في تاريخ الولاياتالمتحدة الحديث، على الرغم من سلسلة الفضائح التي كانت من الممكن ان تدمر المستقبل السياسي للمرشح، مثل تصريحاته المتطرفة التي تم انتقادها من مختلف الشرائح السياسية، وسجله العنصري والفضائح الجنسية، وعدم امتلاكه الخبرة السياسية الكافية ليكون رئيسًا لأمريكا . وبعد أن أصبح دونالد ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية، وذلك غداة فوزه ب276 صوتا على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وبالرغم من أن استطلاعات الرأي كشفت أن 60% من الأميركيين لا يعتبرون ترامب أهلا لمنصب الرئيس، فإن المرشح الجمهوري المثير للجدل استقطب أصوات كثير من الناقمين على سياسة باراك أوباما. وقد اشتهر بعدائه للمهاجرين في أميركا خصوصا المنحدرين من أصول مكسيكية وعربية والذين يتهمهم بإغراق البلاد بالمخدرات والعنف والارهاب، ولا يتردد في الدعوة لإعادة النظر في قوانين الهجرة، ووقف منح الجنسية الأميركية للأطفال الذين يولدون فوق الأراضي الأميركية. وأطلق ترامب تصريحات مثيرة للجدل في ما يخص السياسة الخارجية المرتبطة بالعالم العربي، من قبيل دعوته لإعادة احتلال العراق والاستيلاء على حقول نفطه للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية. الى جانب ذلك فقد كشف في لقاءاته اثناء المعركة الانتخابية خطة عمله في المئة يوم الاولى عندما يتوج رئيسا للولايات المتحدةالامريكية : ففي جانب السياسات الداخلية : * محو براك اوباما من كتب التاريخ وجميع آثاره لوضع امريكا على مسار اهلاني * التركيز على نشر الاستقرار داخل الاراضى الامريكية بدلا من بناء الدول. * ترحيل مليون مهاجر من اراضي الولاياتالمتحدة * تعطيل الهجرة من المناطق المائلة إلى الإرهاب * بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك * تجفيف مستنقع" سياسات واشنطن، المعتمدة على الأموال الطائلة. * تعديل الدستور لتحديد فترات كل أعضاء الكونغرس وفرض حظر مدته خمس سنوات على مشاركة مسؤولي الكونغرس والبيت الأبيض في جماعات الضغط بعد انتهاء خدمتهم في الحكومة. * تجميد تعيين كل الموظفين الفيدراليين لتخفيض قوتها العاملة عبر الاستنزاف باستثناء الجيش والأمن العام والصحة العامة. * إلغاء مشاركتهم في شراكة عبر الأطلسي، وهي اتفاقية تهدف لتعميق الروابط الاقتصادية بين مجموهة من الدول، إذ تزيل التعريفات الجمركية وترعى التجارة من أجل تعزيزالنمو. أما في مسار السياسات الخارجية فقد اكد على تبني حزمة من السياسات تتمثل في : * عدم مساعدة أي دولةً إلَّا إذا كانت تلك الدولة قد أوفت ب"التزاماتها" داخل منظومة التحالفات . * قصف الدولة الإسلامية في العراق والشام قصفاً مبرّحاً * إلغاء دفعات من مليارات الدولارات التي تتلقّاها برامج الأممالمتحدة للتغيّر المناخي * الغاء الاتفاقات الايرانية الامريكية * تأييد لقانون جاستا المتعلق بالدول الراعية للإرهاب والذي يتيح لأسر ضحايا هجوم ال 11 سبتمبر مقاضاة السعودية" * دعم اسرائل لمحوفكرة اقامة الدولة الفلسطينة * التعاون مع الحلفاء في العالم الاسلامي و الذين يواجهون خطر العنف المتطرف الإسلامي، لكن التعاون يجب ان يكون من الطرفين، ويجب ان يحسنوا هم ايضا لنا". * احتواء انتشار الإسلام الراديكالي ويجب أن يكون هدفا رئيسيا للولايات المتحدة والعالم * ابقاء اسم السودان ضمن القائمة السوداء وتسليم الرئيس البشير للمحكمة الجنائية وكل من يدعمون الارهاب في العالم العربي وغيره . فالعالم اصبح الان أمام قيادة أمريكية خطيرة وعنصرية ومعادية للاسلام والمسلمين ، واهل مكه ادرى بشعابها ، فقد أكد خمسون جمهوريا عملوا في مجال الأمن القومي الأميركي من أنه- أي ترامب - سيكون أخطر رئيس في تاريخ البلاد على الولاياتالمتحدة نفسها والعالم الاخر !!! اذن قد تحدث دونالد ترامب في كل شيء، وبعض كلامه كما يصفه السياسيون كان له مغزى، والبعض الأخر كان جنونياً، لكن الولاياتالمتحدة دولة كبيرة جداً، وفى حالة ما إذا كان ترامب يقصد كل ما يقول، فإن الجنس البشرى بأكمله في خطر. [email protected]