قبل أيام تمت عملية صلح بين قبيلتي البطاحين والشكرية بمنطقة قيلي بولايةالقضارف ، بعد أن قُتل شاب من قبيلة البطاحين على يد آخر من قبيلة الشكرية، بالقرية (65) حلفا بولاية كسلا وبعد المرافعات في القضية التي صدر فيها حكم بالإعدام في مواجهة المتهم، عمل البعض على أن تتم عملية صلح بين الأسرتين، وبالفعل تم التحرك قبل تنفيذ الحكم من أعيان القبيلتين، وعلى رأسهم ناظر قبيلة البطاحين شيخ محمد منتصر لاجراء عملية الصلح والعفو عن القاتل.. جلس الوفد مع والد القتيل ابراهيم النعمان، وطلبوا منه العفو ولم يتردد ابراهيم لحظة واحدة، ووافق على الفور دون اي شروط، وكان ذلك موقفاً جميلاً يدل على إنسانيته وتحليه بالصبر امتثالاً لقول الله سبحانه وتعالى (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)، أقيم احتفال ضخم وتم نحر الإبل بهذه المناسبة التي تعتبر حقناً للدماء، وتدعم روح التسامح والإخاء بين المسلمين، علماً بأن القبيلتين تجمعهما أواصر نسب، وهما أبناء عمومة، وتقطنان في مناطق مشتركة، كان حديث ناظر قبيلة البطاحين شيخ منتصر خالد محمد طلحة عن نبذ العنف، ورتق النسيج الاجتماعي، والعمل على تنمية المنطقة، وأن تسود روح الإخاء ومحاربة العنف والجريمة.. وأيضاً طالب ناظر قبيلة الشكرية حمد محمد محمد أبوسن بتضافر الجهود للحفاظ على أمن واستقرار سهل البطانة، ومحاربة الظواهر السالبة، مشيراً إلى بروز تجارة البشر والمخدرات، واقترح اجراء ترتيبات لمجابهة المتفلتين، وأثنى على مواقف قبيلة البطاحين، وتوقع الكثيرون تواجد رئيس تشريعي ولاية كسلا بالاحتفال، ولكن عدم حضوره أبرز عدداً من علامات الاستفهام، وتساءل البعض عن هل تمت دعوته ولم يحضر؟!!، إن كان الأمر كذلك فهذه مشكلة، وإن لم ترسل له دعوة فهذه مصيبة كبرى، لأن حديث ناظر الشكرية عن وجود تجارة للبشر والمخدرات بالمنطقة يستوجب تضافر الجهود، وسن تشريعات ووضع قوانين للقضاء على هذه الظواهر، وهذا دور المجلس التشريعي، لأن هذه الظواهر تضر بولاية كسلا، وتنتقل العدوى للولايات الأخرى إن لم يتم علاجها. رسالة قصيرة: كان ضمن الحضور رئيس تشريعي الخرطوم صديق الشيخ، ولا أدري هل تخوف الرجل من انتقال ما يحدث بكسلا للخرطوم!!، نهمس له ينبغي عليك حل مشاكل الأراضي بولاية الخرطوم والنزاع حولها، وآخرها إزالة قرية العلاماب بشرق النيل، حتى لا تحدث تفلتات، وهناك قضية أراضي أم دوم، ومشاكل الصحة والتعليم وغيرها من القضايا التي تؤرق منامك، لذا لابد من حلها لكثرتها وصعوبتها، ويجب أن يقوم كل مسؤول بواجباته كاملة بالانتباه للمشكلات البسيطة في بداياتها حتى لا يكون هنالك تقصير وتقاطعات في كل الاتجاهات وبذا يتحقق الأمن. رسالة أخيرة: ترتيب الأوليات سبب النجاح (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فإن للغد عملاً آخر) [email protected]