مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاورنيك 8 وبعض حكاوي امدرمان
نشر في الراكوبة يوم 14 - 11 - 2016

سمعت قبل مدة ان الأورنيك 8 حيحال للمعاش . الاورنيك 8 خلقة الانجليز في بداية حكمهم مع أرانيك عدة لتنظيم العمل الاداري . الاورنيك 8 كان يتعلق بالحوادث البشرية كالجروح والكسر في حالة الاعتداء وتسبيب الضرر الجسدي . ولم يكن مسموحا بعلاج المصاب قبل الحصول علي الاورنيك من البوليس . والارنيك كان من المفروض ان ينتهي من زمان . ولقد عشت فيدزل كثيرة ولم اشاهده فيها . . كل ما يحدث هو ان يتم العلاج ويسجل الامر في سجلات المستشفي . وكتأشيرة الخروج وجرادل البراز الخ كان من المفروض ان تنتهي من قديم الزمان . والجرادل كان من المفروض ان تنتهي في سنوات الادارة البريطانية الاولى ، ولكنها عاشت لاكثر من 80 عاما .
ما اثار الموضوع اليوم هو التهجم الذي قام به بعض المرافقين لمصاب بطعن علي العاملين ومعدات مستشفى امدرمان . وتأخر علاج المصاب بسبب الترحيل والمطالبة بالاورنيك الخ ومات المصاب . في الستينات كنت احتاج لجبص لقبضتي اليمني ما يعرف برصة الاصابع . وبينما انا في الانتظار في الحوادث ، اتي اثنين من الاخوة الارمن في حوالي الخمسين من العمر ومعهم عامل سوداني وكان مصابا قي ساقه وكان دمه قد ملأ فرده الحذاء . والعامل والارمن يرتدون ملابس العمل الملطخة بالزيوت والسخم . بالسؤال عرفنا ان الاصابة حدثت بواسطة مدربيتة او بريمة . فقال مساعد الحكيم انه من المفروض ان يطالبهم بالارنيك 8 ولكن بما ان الموضوع واضح جدا من انه ليس نتيجة جريمة وملابسهم تؤكد كلامهم فلن يطالبهم بالاورنيك . وقام بإدخالهم قبل الجميع . هذه المعقولية هي المطلوبة . وكان الارمنيان في غاية الاهتمام ويبدوا الجزع على وجهيهما . وقديما كان الارمن من خير الخراطين والميكانيكيين في كل انحاء السودان . كارابيت الارمني كان يعتبر من اعلام امدرمان . يضرب به المثل في القوة. كان يحمل ماكينة الهيلمان بيديه . ويطلق اسمه علي بعض اشداء شباب امدرمان وحملة الاثقال . ورشة كربيت كانت بجانب نادي الخريجين ويسكن العرضة .
في صيف 1963 بعد لقيط القطن اتت ما عرفبالناموسة التي تنظف الترعة الخ . وبسبب خطأ دهس السائق ساق المساعد عن الفخذ . واسرعوا بالمصاب من بركة العجب الي مستشفي الرنك . وكان مساعد الحكيم متشددا وقال بكل قسوة . عاوز ارنيك 8 لانه الزول ده ممكن يموت لينا هني . وهذا امام المصاب الذي كان لا يتأوه حتى . كان صلبا وشجاعا . بعض البشر يتجردون من العاطفة والرحمة .
آدم قطية كان من فتوات امدرمان. وكان مهابا بالرغم من انه لم يتمتع بضخامة الجسم. كان اقرب شكلا وحجما من العم يوسف تهمة شقيق عبد الملك وسكنا في العباسية فريق عتالة. ويوسف تهمة كان مهابا جدا بسبب رأسه المميت وشراسته .
. ولكن لم تكن له لحية كآدم .
وفي احد الايام دخل آدم في مشادة مع شخص في القهوة اثناء لعب الورق , فصفع أدم الشخص ثم تذكر ان عنده حكم حسن سير وسلوك من المحكمة . فاعتذر آدم للرجل وطيب خاطره الا ان الرجل رفض واصر علي ايصال الامر للبوليس . تابع آدم الرجل من سوق الموية الي زقاق علي كيفك الذي ينتهي في شارع العرضة ومركز البوليس الاوسط . وواصل آدم الاعتذار والرجل يرفض والزقاق طويل جدا . سمى علي كيفك لوجود بار علي كيفك في بداية الزقاق وفي ميدان البوستة .
عندما وصل الرجل الي المركز كانت ثيابه مغطاة بالدم . وقال آدم لرجل البوليس ,, بالله ادي الراجل ده اورنيك 8 ,, وعندما سأل رجل البوليس مالو ؟ كان الرد مدقوق ... دقاه منوا ؟... دقيتوا انا .. دقيتوا ليه ؟ اديتو كف في القهوة اعتذرتا ليه وحنستو اصر يشتكي . لكن كف تعمل كده ؟ ما لمن ابا يقتنع قلت الاتبلبل يعوم . انا آدم قطية يجيبوني قدام قاضي بي كف بس ؟
ادم سكن بالقرب من اهلنا في فريق الشيخ دفع الله اخته الخالة زينب برقو سكنت خلف مدرسة امدرمان الاميرية فريق تقلي ، كجارة للخالة حواء جاه الرسول المعروفة بالطقطاقة . وبالقرب منهن سكنت المغنية والشاعرة عشة ام رشيرش . في ايام شيخوخته سكن آدم مع شقيقته .
كنت في الرابعة عشر وشقيقي الشنقيطي يكبرني بسنتين ، وبينما نحن في حي السردارية تبادلنا المزاح مع جارنا وصديقنا حسين ادم ابو سنينة من اهلنا الرباطاب فقذفنا بحجر وهو بعيد منا ، تفاداه الشنقيطي الا ان الحجر ضرب حائط ديوان العمة بتول عيسى المدرسة في مدرسة الدايات واول سودانية تركب العجلة وتبعتها الخالة زينب عبد القادر المعروفة بحنينة الصحة . وتغير اتجاه الحجر وسبب فتحة كبيرة تحت عين الشنقيطي اليسرى . هرعنا للمستفي طالبونا بالاورنيك . ذهبنا الي المركز . وكان حسين هو الذي يتكلم . وعندما سمع الشاويش القصة غضب بشدة ووبخ حسين ووبخنا علي جنوننا وكان مهتما ومتألما وكأن الامر يخصة , ويقول بصدق انه لو لا لطف الله لفقد الشنقيطي عينه . وقبل السادسة مساء رجعنا الي البيت . وكان وجه الشنقيطي متورما .
الآن عندما افكر في الامر ، ومقارنة مع اسلوب الحياة اليوم اجد الامر غريبا . فلم تجزع امي وتقبل الجميع الامر ,, متيقنين ,, كعادة الناس قديما . وتواصلنا مع حسين وعبد العظيم آدم وحسن ومحمد آدم والآخرين . من اهلنا آل ابوسنينة . ولم نفكر في الحادث ,,. ما اجمل البارحة .
الوالد محمد شبيكة كان من اعظم المدرسين بشهادة بابكر بدري ناظره في مدرسة رفاعة بداية القرن الماضي . وهو الذي اعطاه بابكر بدري يده قبل موته وطلب منه ان يقرأ سورة يس . ولقد اعطاه لقب عزمي الكاتب المصري . واعطى ابو سن اسم حلمي الذي صار اسمه الرسمي . واعطى الشيخ لطفي لقب لطفي المنفلوطي وصار اسمه الرسمي . ولا تزال مدرسة وحي شيخ لطفي تخلد اسمه في رفاعة . والشيخ شبيكة هو صاحب و ناظر مدرسة النهضة الوسطى شرق دار حزب الامة الحالية .
الاستاذ وناظر المؤتمر الثانوية هو الطيب شبيكة طيب الله ثراه وابن الوالد محمد شبيكة. تعلق الطيب في صباه بعربة الكارو خاصة العم شواش من الموردة . وهذا شئ يقوم به الصبية ويخاف العربجي ان يسقط الصبية تحت العجلات التي كانت من الخشب المكسو بشريط عريض من الحديد . واراد العم شواش ان يمنع الطيب شبيكة من التعلق بالكارو ولكن طرف السوط اصاب عين الطيب شبيكة . ويقال ان اكبر الم في الدنيا هو اصابة العين . واحتاج الامر للأرنيك والعلاج . وفقد الطيب عينه . وبالرغم من عدد آل شبيكة الكبير ومنهم احد اغني السودانيين العم دفع الله شبيكة الذي كان يضرب به المثل في الثروة والبروفسر السوداني الاول العم مكي شبيكة ، اكتفي الجميع بأن قالوا للعم شواش الولد ولدك . وعاش الطيب شبيكة بقامته المديدة وقلبه الكبير بعين واحدة . انه والد الدكتور الفاضل شبيكة في لندن وفارس رحمة الله علية والاخت روضة وتماضر. ما اروع السودان وامدرمان في كل زمان .
المشكلة قديما انه لم تكن هنالك هويات ولهذا كانوا يطالبون بالأرنيك . ولكن في الحقيقة كان الامر شكليا فقط فالبوليس يعطي الأرنيك بدون ان يرفع راسه في بعض الاحيان . ولكن توجد هويات اليوم وجهاز كمبيوتر يمكن تسجيل كل الحوادث . لماذا الاورنيك
تعرضت لطعن في تشيكوسلوفاكية وسببت وتلقيت الأذى الجسيم في معارك . كما تعرضت لحادث اصطدام تاكسي مع قطار استيقظت بعد 24 ساعة ولم اسمع بالارنيك .
في مايو 1964 حضر مجموعة من اهل البادية غرب امدرمان الي المستشفى. وعند وقت الغداء حضروا لمنزل الوالد عبد الله احمد ,, مخزنجي ,, والد توأم الروح بله طيب الله ثراه . وكانوا قديما من زبائنه عندما كان يدير متجره في الموردة . وعرفنا منهم ان احد ابناء عمومتهم قد تعرض للطعن في البادية . وعندما احضروه للعلاج في المتشفي استغربوا عندما طلب منهم احضار الاورنيك الذي لم يسمعوا به . وكان الدكتور معقولا واخبرهم بانهم سيقومون بعملية جراحية مباشرة ، ولكن عليهم الذهاب لاحضار الاورنيك .
بالرغم من حالة المريض الحرجة كان الاهل يناقشون الحادث مع كبابي الشاي بفخر ويصفون المصاب بالفارس . وعرفنا ان المصاب كان داخل منزله وسمع من يصرخ يا ابو مروة . فخرج ليجد بعض الهمباتة يسوقون جمالا وصاحب الجمال يتابعهم من بعيد . فقام المصاب بامساك رسن احد الجمال . فترجل احد الهمباتة وطعنه بالسكين ولكنه لم يفلت الرسن واضطروا لقطع الرسن . وعندما احضروه الي المستشفي كان باقي الرسن المقطوع في يده .
اذكر ان الشاب اللطيف والفيلسوف عزمي بطل كرة الطاولة مع شقيقه في نادي العباسية يقول لهم ,, طيب ما كان يقطعوا الرسن من الاول وخلاص ,, فقال الاهل ... كيف ما كان حيمسك تاني . الزول قدام بيتو وسمع يا ابو مروة ... تاني مافي كلام ,, . وبعد ذهاب اهل البادية قال الاخ عزام . الراجل ده راسو قوي كان لازم يطعنوه .
اول مرة اتعامل مع الاورنيك كان عمري 9 سنوات . ولقد كنت اتمتع بحب المغامرة وقوة الرأس وحب المشاكل. في حي الملازمين كان الاخ عبد الوهاب المعروف ب ,, الحبشي ,, مهتما بالرياضة . وكان ينظم شباب الحي في مباريات في الميدان جنوب سوق الملازمين مع ابناء بيت المال واشلاق البوليس. ومن الشباب الاخ رجب وعبد الفتاح شقيق ,, الثعلب ,, طلب لاعب المريخ المشهور . وكان يشجعنا نحن الصغار بالتنظيم و بالارشادات . وبسبب اشتباكي مع ابن اخته الخالة فاطمة والدة مبارك . صفعني ووقتها هو في التاسعة عشر او العشرين . وكنت اعتمد علي التعلق بعنق الخصم من الاطفال الى ان ينطرح ارضا . وقام عبد الوهاب بدفعني بقوة واصطدمت بحائط الداية المبني من الحجر والطوب يواجه منزل الدكتور محمود حمد نصر من الجهة الغربية .واظن انني اصبت بارتجاج . فاخذني السائق محمد للمستشقي وكان الاورنيك . وطلب مني الطبيب الارتياح فقط لفترة وسيزول الشعور بالاعياء.
قلت لعبد الوهاب انني سأخذ حقي لانه ليس لي اخ كبير . وعندما شاركت الكهربجية التوم ومصطفي في التواجد معهم اثناء توصيل الكهرباء في منزل احد مشاهير حي العرب نور الله ومنزله يعرف بآخر بيت وكان لاعب المريخ حسن العبد المقاول . وتطرق التوم ومصطفي لعبد الوهاب في حديثهم. فتذكرت الثأر القديم وانا وقتها في التاسعة عشر من عمري . فاخذت اثنين من اشداء المقاهي. وفي الميدان غرب منزل العم المغربي والعم خليفة محجوب ، كان عبد الوهاب يقوم بتوزيع اللاعبين في خاناتهم . ومع حضورنا توقف كل شئ فلقد كنا نمثل شرا . ولم يكن مظهرنا يدل علي اننا سنشارك في اللعب . وكان عبد الوهاب يراقبتا بإهتمام . وعندما وقفت امامه كان يبدوا قصيرا جدا مقارنه بالعملاق الذي قذف بي للحائط ،وشعره قد تراجع . انه عقد من الزمان .
تبخر كل شعور عدائي وصافحته ومبارك وانصرفت . والي ان امتطيت الدراجة وتبعني المرافقان كان يتابعني بعينيه . له الشكر لما قدم لامدرمان . ولم نتقابل بعدها . لقد كانت هنالك قوانين في امدرمان . اهمها ان لا تعتدي علي من هو اقل منك حجما , وان تنتظر غريمك لكي ينهض الخ ولا تغدر ابدا وتعطي خصمك اشارة ككجة العين مثلا وتعني بداية القتال .كان من الممنوع اقحام الاسر في الخلافت او التعرض لهم . وتحترم خصمك امام اسرته . وقد تطلب منه حسم الامر بعيدا عن ألاخرين ,, المطالعة . والعض والخربشة بتاعت البنات فقط .
وتذكرت كيف ان البعض في امدرمان يضحي بالمال والجهد والوقت لكي يطور الرياضة . وعلي رأسهم عباس حبيب الله او عباس جلادي الذي خلق تيم عباس الذي صار الهلال . كان يشتري كل شئ من حر ماله . في العباسية كان الحاج بهوية يقدم الكثير من الجهد والمال للرياضة . عن طيب خاطر. وهذا ما دفعني وشقيقي الشنقيطي للإنضمام لفريق العامل . الكوتش النعيم فرج الله قدم كل حياته وعلى عكس الاخرين تنوع جهده وكان من ركايز اعلام الملاكمة .وخلف الجمباظ من عقلة ومتوازين وحصان في نادي الهلال ثم نادي التربية البدنية المواجه لبوابة عبد القيوم . شمل النادي رفع الاثقال وكمال الاجسام .
في الفترة التي انتقل فيها لمدني كفني تلفونات انتعشت الملاكمة . ومن تدرب علي يديه ملاكم مدني خدوري وشاب اصغر عمرا اظن ان اسمه عبد الرحمن . ولقد تحديا ملاكمي العاصمة . وكانت هنالك مباراة مزدوجة . اظهرت تلك المباراة الملاكم حسب الله نوقا جندي الجيش الذي فاز علي خدوري وصار ظابطا ومن شارك في ارجاع نميري . ولكن التحكيم خزل الشاب ألاخر بطريقة واضحة . النعيم لم يتوقف من العطاء الي ان انتقل لجوار ربه قبل بضع سنوات . كان يمشي دائما لمسافات طويلة . قابل ابن رفيق دربي ناصر عثمان ناصر بلال ، وناصر يقود حافلة. وسأله عن حال عمه شوقي . فاوقف الابن الحبيب ناصر الحافلة واتصل بي تلفونيا . وتحدثت مع الكوتش النعيم طيب الله ثراه . الامدرماني يخرج من امدرمان ولكن امدرمان لا تخرج من الامدرماني .
من اولاد فريق السروجية كان اخي فيصل روي . وعرف بروي لانه لقوته كان يحفظ النظام في سينما برامبل او قديس لصاحبها قديس عبد السيد الامدرماني . ومن اشداء السينمات شمشون ، منقذة .عبد السخي ،والاطرش . الذي سكن الهجرة وكان يقرأ ويكتب لانه اصيب بالصمم بسبب داء السحائي او ابو فرار . فيصل كان يعاملني بود ويصر ان اكون زميله في لعب الوست . ولكن عندما بلغت الخامسة عشر ,, شميت صناحي ,, وكان هو مسئول الفريق في الحي ويتعب ويشقي في التنظيم . وقمت بإستفذاذه اكثر من مرة بدون سبب . وكان معروفا من انه صرع فتوة بانت ,, مكنن ,, واخيرا اضطر لاعطائي علقة معتبرة . كنت استحقها بجدارة لانني كنت اتغول على الآخرين . واذكر ان جارنا متوكل قال لي كلم عمك احمد ميرغني شكاك يطرده من العمل معه كسائق . ولم يكن هذا مسموحا به في امدرمان .
وعندما ذهب شقيقي الشنقيطي للعمل كمدرس في كوستي كان فيصل طيب الله ثراه اسما كبيرا في الكرة والتدريب الخ ولعب في فريقه .
في الثمانينات ناداني اخي مامون دفع الله الفيل ونحن في منزل شقيقه محمد دفع الله الفيل في الثورة وسط مجموعة من ابناء العاسية . وقدم لي شاب هو صورة من والده فيصل روي . ابنائ دفع الله الفيل كانوا مضرب المثل في الادب واللطف . منهم ظابط البوليس الرشيد رحمة الله علية واخي اسماعيل الذي عمل في بنك الاعتماد والتجارة . وكان يمازحني دائما في البنك بأننا شركاء يجب ان نتقاسم . فقد كنا شركاء في ,, البلي ,, في ايام الطفولة .
الاخ عبد القادرهاشم كان راعيا ومدربا لفريق التضامن في ميدان الربيع . كانت له شخصية اجتماعية لطيفة اكسبته حب واحترام الجميع . اخي الدكتور عزالدين آدم حسين رفيق الطفولة . كان من اروع الملاكمين في امدرمان . وهو الذي انتزع الكاس من الاخ حيدر محمود اسطورة الملاكمة في الخرطوم وتوجد صوره كثيرا في الصحف والكتب الرياضية والاخبارية ، مع محمد فرج الله وعبد اللطيف عباس وجمعة عبد الغني وعلي عزمي سمارة وكبار الملاكمين في الخرطوم . عزالدين عاد من اوربا كطبيب . وكان ميدان الربيع قد انتقل من مرحلة الميدان المفتوح لمركز رياضي . ولأن منزلهم كان علي بعد خطوات من الميدان فلقد قدم خدماته في كرة الريشة وكان يدرب التنس . العم آدم حسين كان محاسب دائرة المهدي في الزمن الذي كان المحاسبين القانونيين يعدون . كانت له سيارة همبر في الزمن الذي عزت فيه السيارات .
عز الدين فاز في سباق الضاحية وفاز شقيقه حسين آدم بسباق المسافات القصيرة في مدرسة المؤتمر الثانوية . وهما من الدفعة الاولي في مدرسة المؤتمر التي كانت اندماجا لمدرسة المؤتمر التي كانت علي النظام المصري في البداية ومدرسة الفلاح الثانوية جنوب سينما العرضة لصاحبها الاستاذ الريح العيدروس وهو والد الاستاذة الاديبة عازة الريح العيدروس . مؤلفة الكتاب الرائع امدرمان خلال الحقب والعصور .
عز الدين اتى وسكن معي في السويد في الستينات وترك لنا كثيرا من الزكريات وذهب بعدها الي ليبيا . وانتقل الي رحمة مولاة بسبب دهسة بسيار في ليبيا . اعلمتني بموته اخى الحبيب الطيب سعد الفكي الذي كان رئيسا لنادي الربيع لفترة؟ قال لي بصوت باكي ... يا شوقي اخونا عزالدين الزغاوي مات .. البركة فيك . وعرفت بعها بسنوات من الاخت احسان كزام ظروف الحادث طيب الله ثراه . لقد كان سودانيا قدم الكثير .
انا في الرابعة عشر كنا نسكن في السردارية في حوشين يفتحان علي بعضهم . وكان كالعادة يسكن معنا بعض ابناء الاهل للدراسة . وكان اخي الرائع عبد المجيد ابن فحل الشعراء الشيخ محمد سعيد العباسي الاقرب الي قلبي . ولانني كنت اربي الارانب ، فلا بد ان رائحة الارانب جعلت احد الكلاب يتسلل للمنزل. فقمت مع عبد المجيد بالاعتداء علي الكلب . على صوت عواء الكلب اتى والدي علي غير عادته الي الحوش الآخر . وصدم بشدة بقسوتنا . وقال ان الاعتداء علي الحيوان يقع نحت طائلة عقوبات القانون وقد كان والدي مفتشا وقاضيا. وطلب منا الذهاب الى المركز للتبليغ عن الجريمة التي وقعت في منزله . وذهبنا ونحن مترددان لفتح البلاغ . وكان هذا في العشاء . فغسلنا رجل البوليس بنظرة استخفاف وقال ... ما عاوزين اورنيك تمانية للكلب ؟ هو انحنا فاضين من الحرامية .. امشو ولا نعمل ليكم اورنيك تسعة . فانصرفنا فرحين . واخبرنا والدي الذي قال اننا قد قمنا بواجبنا . العم القاضي نديم والذي يسكن في شارع العرضة شاهد ابنه مع صديقه مردوفين على عجلة واستدعاه للمحكمة وحكم عليه بالحلد . البروفسر قاسم بدري اخذ سيارة والده بدون ان تكون عنده رخصة قيادة وهو صغير فطلب من العميد يوسف بدري ان يبلغ على نفسه في البوليس .
حضرت من مدرسة ملكال الاميرية القسم الداخلي وانا كثير الانضباط لا اتأخر ولا اتغيب ابدا . معي في الفصل اخي الاكبر فقوق نقور جوك الذي يحمل اسمه احد ابنائي . وكان الالفة والرئيس والمؤذن والامام في ملكال . وكان مثالا للأدب والاخلاق وقدوتي . ونسكن العباسية ووالدي عندما بلغت الخامسة عشر قال لي بعد ان اجري اصابعه على جبهته كشلوخ الدينكا ... انني رجل مسئول عن تصرفاتي . ووالدي كان قد قضى 3 عقود وسط الدينكا وتزوج ام عمر بدري العمة منقلا عمر مرجان .ولم نعرف الضرب في منزلنا ابدا . وتصاف انضمام الاخ صلاح هاشم كمدرس جديد وكان قد تخرج حديثا من الجامعة . وكان بعض الطلبة وقتها كبار السن ويبدون كرجال بشوارب كثة . ومن العادة ان يضرب المدرس الجديد طالبا ليخيف الآخرين . ولانني كنت اجلس في الصف الاول اراد بدون اي سبب ان يصفعني . وبحركة تلقائية تفاديته ووجهت له لكمة قوية . وكن وقتها في السادسة عشر وفي الفصل من هم في العشرين . لانني بدأت الدراسة في الخامسة وهذه غلطة . وقد تكون السبب لميلي الي العنف وربما لكي اجد موقعا في وسطي . وانتهى الامر بجلدي بواسطة العملاق الصول بخيت الذي قاد الطابور السوداني امام الملكة بعد الحرب . وكنت ممسوكا بواسطة 5 من الفراشين .وبسبب غضبي الشديد لم احس بالجلد . وقررت ان اضع حدا لاهانة الرجال بجلدهم وصفعهم بتلك الطريقة المهينة . وقرر الطبيب في الاورنيك 8 انني احتاج لعلاج لاسبوعيبن بسبب الاذى الجسيم . وبالرغم من طلب خالي الدكتور عبد العزيز نقد حكيم باشا المستشفى ترك الاورنيك والذهاب الي المنزل ، رفضت . وذهبت في الصباح لتأييد البلاغ حسب الاجرائات لان البعض يتراجع بعد البرلغ.وفي حالة التأخر يكتب الانسان عرض حال على ورقة تساوي 3 قروش . وامام الظبطية يجلس اثنين من كاتبي العرضحالات . العم جادين صافي الدين شارع السيد الفيل والعم حجازي في العرضة .
انتهي الامر عند القاضي الشاب الوسيم عمر شمينة. وكان يرتدي بدلة سمنية وقميص بني انيق ويجلس في الركن الجنوبي الشرقي ويواجه الجنوب. وعلي سؤالي اين المتهم وكيف لم يتم القبض عليه وفي حالة وجود اورنيك 8 واذى جسيم . وكان الاخ عمر محرجا جدا . وقال لي اخيرا ... حتى لو القانون معاك برضو ما حنجيب ليك العميد . وتدخل بعض الحضور ومنهم الامباشا سيد احمد الذي يعرفني من صف السينما الوطنية حيث يحفظ النظام الخ . بعدها بفترة قصيرة اشتبكت مع الاخ عبد الرحمن الذي اشتهر بانه صاحب طلعات ويحب الفلسفة . وفي ركن المدرسة كنا نضع حجارة ليقف عليها من يريد ان يشتري اكلا مختلفا عن اكل البوفية او السجاير واليمونادة او الحلوي . وكان عبد الرحمن يرجع صاحب الدكان عدة مرات ويناقش. ولا يعطي فرصة للآخرين . فقمت بجذبه فدفعني بقوة وقمت بصفعه . فذهب شاكيا للعميد يوسف بدري . الذي قال له . انحنا مع شوقي معاملاتنا عن طريق البوليس امشي تشتكيه في البوليس. واتي رجل بوليس علي عجلة وهو يحمل ورقة وطلب منى ان اتبعة للمركز . فقلت له ... عندك امر قبض من قاضي ؟ ومافي قاضي بديك امر قبض بدون اذى جسيم . امشي شوف شغلك ؟ وبدا رجل البوليس تعسا وصار يترجاني،لأن الظابط هو من ارسله وليس الشاويس . وطلب منة الآخرون الذهاب . وعندما وصلت طلب مني الشاويش الدخول للظابط . ووجدت شابا وسيما طويل القامة . وابتدرني بغضب . انت حكايتك شنو تكفت الناس والعميد يقول ما بتعامل معاك ويرسل الطالب للبوليس . فقلت له بثقة وانت حكايتك شنو ترسل بوليس بدون امر قبض من قاضي وبدون اورنيك تمانية ؟ وشاهدت عيني الظابط صحاب الرتبة الأعلى تتسع . وواصلت .. دي جنحة ، يفتح بلاغ ويمشي يأيد البلاغ في القروية بكرة ويتحول البلاخ لمجلس القضاة الاوسط. الغرامة خمسين قرش . وفي تلك اللحظة وضع صاحب المطعم صحنا من الفول امامهم . والظابط الآخر قد قطع قعة من الرغيف ويضع يده بالقرب من حاجبه وهو يبتسم . فواصلت .... مادام ما عندكم اورنيك تمانية مافي حاجة تقعدني . وعندما وصلت الباب قال الظايط ما جعلني ارتبك ... لمن تمشي البيت سلم على خالتي امينة وقول ليها ابراهيم جلال بيسلم عليك . وبدأت في الاعتذار وشرح الاسباب والتبرع بالوعد بعدم تكرير الحادث الخ . وضحك الظابط الآخر وقال... وين كلام الاورنيك والعرضحالات ؟ كنت فبلها قد وعدت الوالدة ان ابعد من المشاكل . وكانت اختي نضيفة رحمة الله عليها تصدر في حقي عقوبات منها عدم مغادرة المنزل حتي بعد ان صرت والدا لدستة من الاطفال .
في المنزل قلت لوالدتي ان ابراهيم جلال يسلم عليها وفرحت وقالت ... حليلو ود اختي زينب . لقيتو وين ؟ اوعك تكون عملت ليك مشكلة . وكان ذلك سبب معرفتي بالاخ ابراهيم جلال طيب الله ثراه . كانت الخالة ,,زينبو ,, احدي قريباتنا من بيت ىالمال وصديقة طفولة والدتي. الرحمة للجميع .
بعد فترة قابلت عبد الرحمن في زريبة القش في حي برمبل الذي صار حي الغنادير شمال الرباطاب. واردت اخافته ولكنه اخافني وهربت منه . فلقد قلت له الليلة انت حتاخد علقة تمام .فنظر الي نظرة فلسفية وكأن الامر لا يهمه وقال لي ...تقدر تقول لي العلقة دي بتتكون من شنو ....؟ بونية كف شلوت ؟ شنو يعني ؟ وحتي بعد ان اردت الابتعاد تابعني بالاسئلة فقفذت علي العجلة هاربا ، وهو يلاحقني بالاسئلة .
عندما ذهب الرجل الفاضل الدكتور فيصل فضل لزيارة صديقه حسان الامين الذي كان يعمل في الامم المتحدة في النمسا اخبرني بأن صديقي عبد الرحمن يسأل عني وسيأتي لزيارتي . وحضر عبد الرحمن ابن حي الامراء لبراغ وتواصلنا بدون ذكر تلك الاحداث . ولكن الفلسفة قد صارت مقننة .
بينما ان اقوم بلف الرماي وهو خيط طويل بمجموعة سنارات قبل قذفه الي النيل امام الطابية . شاهدت . ابراهيم جلال مع احد زملائه وهما على ظهور الخيل في طريقهم نحو المسرح القومي . وتوقفا وتحدثا مع اثنين من رجال الشرطة وكانا يشيرات نحو مجموعة من العربجية امام جنينة برامبل او الريفيرا وهم يدخنون البنقو. وجريت بسرعة وحذرت المجموعة وكان منهم سقيد الذي لا يدخن البنقو ولكن فضل المولي بشنبه الضخم وآخرون كانوا يدخنون . وعندما حضر الشرطيان كان اغلب تالعربجية قد نزعوا ,, اللياقات ,,من الخيول واللجام وادخلوها الماء , وهم يتسآيلون ببراءة عن سبب مناداة البوليس . وعندما حضر ابراهيم جلال وصديقة شرح له البوليس دوري . فسألني ابراهيم اذا العربجية من اصدقاءي فاجبته بنعم . فطلب من البوليس تركهم . وذهب لحاله .
معرفتي مع فضل المولي الذي صار حماري في نهاية عمره بدأت عندما اشتبكت مع احد صبية العربجية في موقف اللزاري خلف البوستة الذي صار موقف كاروا ودلالة في يوم الجمعة . وتقدم من فضل الموليب بعيونه المحمرة شاهرا السوط قائلا .... امشي ولا اقطع جلدك . فتقدمت منه متحديا . وقلت له انت لو راجل وبتسوي ماكان تحرق طرمبات البنزين ذي ما قلتا لمن منعوا الكاروا في الكوبري .... وبعد ده تعال الموردة ادرج ليك سجارة . فضحك حتى مسك بطنه وضحك آخرون وصرنا اصدقاء ز .
بعد اكمال الثانوية قابلت عزالدين أدم حسين في المجلس البلدي وكان قد تحصل علي رخصة كشك للجرائد والمرطبات في شارع الاربعين . وقمت انا ببناء الكشك والصية الخرصانية الخ وكان خال عز الدين يدير الكشك . وبينما نحن علي عجلة واحدة امام مدرسة امدرمان الاميرية شارع الموردة . وكنا بعيدا عن طرف الشارع . ولان الحركة كانت شمال احسست بيد علي كتفي ولم اهتم الى ان سمعت اسمي وتوقفت . وكان ابراهيم جلال يجلس بجانب السائق , فقال لي انت مترادفين في شارع النهر اكبر واطول شارع في كل السودان يبتدي في الكوبري لحد ابو روف امشو في طرف الشارع . وسالني من ثلاثة من اصدقاءة من اصل مصري او اللون الفاتح وهم فتحي وخانجي وعلي كانوا يتواجدون امام دكان عبد الغني لتعليم قيادة السيارات المواجه لدار الرياضة. ويعاكسون الفتيات .عرفوا كدنجوانات . واشتكي منهم صديقي ي .ع من فريق ريد والذي تزوج بمصرية ورحل بالقرب منهم . وتربصت بهم في ليل االموردة وسببت هلعا كبيرا لاثنين منهم . وشرحت له ان السبب هواطلاق عبارات سخيفة خلف صديقي بسبب زوجته المصرية . فابدي تفهما . فقلت له انت اخوي اذا قلت لي خليهم حأخليهم علشان اصحابك . فقال ... بس ما تمد ايدك لانه اذا جوني بي اورنيك ما كويس .
تحصلت علي اورنيك 8 وانا لم ابلغ الثانية عشر . فلقد لاحظت ان احد الصبية يمر بشارعنا في زريبة الكاشف . وكالعادة يسأل اصحاب الحي عن السبب في حضور الغريب الذي عليه المرور بالشارع الرئيسي. وكان الصبي هو خالد عبد الكريم الذي انتقل الي جوار ربه قبل سنوات . ويسكن بالقرب من الدومة ويذهي بعد الغداء لدكان والده في سوق الجلود في نهاية شارع كرري بالقرب من المحطة الوسطي . ووالده من اشهر العجلاتية في امدرمان . وعندما تكرر الاعتداء . حضر خالد متسلحا وقام بطعنني عندما اشتبكنا . واجتمع البعض في شارع الركابية . واخذني جارنا عبر الحاءط الشمالي ميبرغني الحاج علي دراجته . وفي المستشفي طالبوا بالاورنيك . وفي القسم الاوسط طالبونا بالذهاب الي القسم الشمالي بسبب وقوع الحادث في شمال امدرلامان . وبعد ساعتين قاموا بخياطة الجرح وكنت قد نزفت طيلة الطريق. ولم تزد والدتي ان قالت لي ... ود الناس الطعنك ده بتكون غلطان عليه انتا ده . لم يعلم حتي والدي . قلت للأخت اميرة الجزولي ان ابن خالها قد طعنني . وقلت لمحجوب شريف طيب الله ثراه ان نسيبه قد طعنني . وكانت تلك بداية طعنات متعددة احداها من جنود تشيك .
الاورنيك تسعة كان يحتاجه الاهل او المسئولين لوضع الانسان في مصحة كوبر للمجانين خاصة الذين يخشى قيامهم بالعنف الخ ولكن مجانين امدرمان العاديين كانوا يجدون العناية من الاهل او اهل الحي . من اشهر المجانين الذي لا يتكلم ابدا ,, كرضم ,, الذي يجلس امام المجلس البلدي بالساعات الطوال ويحدق في قطعة من الحديد . ثم يذهب للنوم في منزل العم سليمان ابراهيم من كبار الظباط في قوة دفاع السودان ومنزله بالقرب من بوابة عبد القيوم
من النساء مية التي اصيبت بصدمة عندما دفنت 100 ريال فضي او 20 جنيه للذهاب للحج واتى من سرق المال وصارت تصرخ مية مية ... مية ريال . وكانت تمر علي الدكاكين وتتلقي المعلوم . وفي احد الايام وجدت العم محمد احمد البرير يضرب ويحيب وبصوت عالي فقالت له ... كلنا بديناه كده . تامبلة كانت تنام في برندات السوق . وعندما ننقبوا دكان احد التجار لامها لانها لم تحس باللصوص وتحافظ عل دكانه . فقالت له .. انا اضارف علي ... من المجانين البكابسوني في الليل ولا دكانك ؟ بت التور كانت الثالثة في منطقة السوق .
الدخري كان يتواجد في منطقة الجامع الكلبر ويقوم بتكسير الاجارة . وفي بعض الاحيان يضع الحجارة علي قضيب الترام ويوم بتكسيرها امام محلات الطوخي ويتوقف الترام الى ان يخلص الدخري الذي له عضلات بارزة وفي بعض الاحيان ينطلق عاريا . والقصة انه رمى ابنه بحجر في لحظة غضب والابن قد جرى بعيدا , فاصاب الحجر الابن في مقتل ومات بين يديه . وفرقت معاه . ناولني اخي الطيب سعد فريني او قطعه فضية بخمسة اضلاع تساوي قرشين لاعطيبها للدخري ونحن في دكان الطيب سعد في زقاق الصابرين . وعندما بسط يده الضخمة لاحظت قطعا في راحة يده فسألته عن السبب . فغلسني بنظرة عميقة وكأنني غبي . وقال .... من شنو ؟؟ ما من الجن وذهب لحاله .
العم فرحات كان من اشهر الحلاقين في امدرمان وكان طهارا كذالك . وهو والد صديقي الريح السائق في وزارة الزراعة . كانت له قضية ميراث مع ابن اخيه . وكان العم يحيي ابو القاسم قاضي القضاة السابق قد صار محاميا بعد المعاش . وقام العم فرحلت بطعن قاضي القضاة امام ابنه فريد الذي اصيب بصدمة اثرا عليه نفسيا وتلك من الاحداث الامدرمانية المؤلمة التي هزت كل امدرمان . ولم يشنق العم فرحات بسبب الارنيك تسعة فلقد اكد الدكتور بعشر بعدم سلامته العقلية .
من الاحداث في امدرمان ان شاعر الحقيبة العبادي كان يحلق عند العم فرحات .وكانت مرحلة عمل القطعية بالموس . والعم فرحات كان غاضبا ويقوم بشحذ الموس بعنف على السير الجلدي ويخاطب شخص بصوت عالي وهو في حالة هياج . فنزع الشاعر العبادي الفوطة ،ضع الريال علي التربيزة . وعند السوال ماشي وين .. مالك ؟ كان الجواب موسك دي تسن فبها ساعة وهايج .. عاوز تضبح منو ؟
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.