[email protected] قديماً في السودان لم يكن هنالك رجل أمن ، إلّا ما عرف بالبوليس . و كان يرتدي الزي الأبيض و طرطور أبيض . و كان البوليس بمنتهى الأدب و التهذيب . و يتعامل مع البشر بصورة حضارية جداً . و كان هنالك بوليس الحركة الذي يتعامل فقط مع المرور . و كان هنالك البوليس السري أو ما عرف ببوليس الجلابية . و كانوا في منتهى المعقولية . و كان بعضهم يخرج المنديل الكبير الأحمر ، الذي يخصص فقط للبوليس لمسح العرق . و كان هنالك السواري . و هو البوليس الذي يركب الخيل . و كان هناك بوليس البلدية . و هو متخصص فقط في السوق و الباعة ، و يفرض غرامات على المخالفين و يراقب الأسعار . و كان هنالك رجال الصحة الذين يمرون على البيوت ، و يراقبون الباعة المتجولين و المطاعم و كل ما يخص بصحة الانسان . و كانت هنالك منظمة اسمها جمعية الرفق بالحيوان . تعاقب من يقسو على الخيل و الجياد او من يضرب او يقتل قطاً أو كلباً . السواري كان يحفظ النظام في التجمعات ، و ما تشات الكرة في الليق ، و في دار الرياضة . و كانوا يجوبون الطرقات في الليل لمطاردة اللصوص . و أشهرهم كان العم بين . و كان هنالك بوليس السكة حديد . و هو يتواجد بالقطارات لحفظ الأمن . و كان هنالك قسم منهم يرتدي الجلابية و يراقب المتسلليين و الذين ينتقلون من عربة لأخرة ليتجنبوا الكمساري . ولقد ذكر الاستاذ صاحب و رئيس تحرير جريدة الصراحة عبد الله رجب ( أغبش ) ، أن مفتش المركز في سنجة ، حاول ان يجنده كبوليس جلابية في في بداية شبابه في السكة حديد نسبة لألمعيته و ذكائه . إلا انه رفض . البوليس في الوسط كان عادةً من أهلنا الشايقية و الجعليين ، أو النوبة ، من جبال النوبة . و هؤلاء كانوا الاغلبية . و لكنهم كانوا لا يوظفون النوبيين مثل الدناقلة و المحس و الحلفاويين لأنهم يتعصبون لأهلهم و هم لا يحبون هذا النوع من العمل . البوليس كان محبوباً إلى درجة كبيرة في امدرمان . و نحن اطفال كنا نعتبرهم أبطالاً . مثل الشاويش ميرغني و ميرغني الآخر الذي قتله الانصار في حوادث مارس 1954 ، في قصر الحاكم العام . و كان حكمدار البوليس في الخمسينات و بداية الستينات هو ابو شره . و كان العم درار شنب الروب ، نسبة لشنبه المميز ، هو صول امدرمان . و هو والد الاخوة حسن و حسين الطبيب . و كان هنالك الشاويش عبد الله دلدوم ، والد رجل البوليس المحبوب عطا المنان و شقيقه بوليس الحريقة حسن ، و زملاء دراستنا حبيب و نور الدائم . و اشتهر كذلك العم عبد الله بون و هو كذلك من النوبة و كان امباشا . و كان مسئولاً من نظام السينما . و كان متشدداً و يسكن العباسية . و كان العم سيد احمد مسئولاً عن النظام في السينما الوطنية . و كان متسامحاً لطيفاً يحبه الجميع . اشتهر رئيس البوليس الانجليزي كوكس . و بسببه عرفت الفنانة حواء جاه الرسول بحواء الطقطاقة . لأنها عندما اعتقلت عدة مرات لأنها تحمس المظاهرات . قالت (انا ما عملت حاجة ). فقال المستر كوس ( ما عمل حاجة ... انت كل يوم جاي طق طق طق ) . و يقصد الصفقة طبعاً . أول رؤساء البوليس من السودانيين كان العم أمين احمد حسين . و هو شقيق الدكتور حسين احمد حسين . و هو من الدفعة الثانية من خريجي الطب في العشرينات . و ابتعث الى انجلترا و تخصص في العيون . و لهذا يقول المثل (العين باليغلب حسين ) . أو ( العين بحسين ) . و من زعماء البوليس الوطنيين العم الديب . و العم محمد الشاذلي والد الشاذلي محمد الشاذلي و هو أول طالب سوداني يدرس في كوبا في بداية الستينات . أشتهر كذلك العم ابارو . و ساعده في الأدارة مورس سدرة . شقيق الطبيب المشهور لويس سدرة . مورس سدرة هو الذي قبض على عصابة عباس باركليس و الفلاتي . و هذه اول عصابة نهبت بنك بالسلاح في 1957 و هو بنك باركليس مدني . و مورس سدرة و أبارو كانا من أكفأ رجال الشرطة في السودان . أبارو كان جارنا في حي الملازمين . و هو والد زملاء دراستنا سمير و منير . و أشتهر بالشدة و الانضباط . كان اميناً و نظيف اليد . لا يقبل الواسطة . و كما ذكر لي ظابط البوليس محمد علي مالك الذي كان مسئولاً عن البنوك المأممة في بداية مايو ، أنهم كانوا يتراهنون في بداية عملهم في البوليس أن تلفون العم ابارو كان لا يرن اكثر من مرتين في المنزل . حتى اذا كانت المكالمة في نصف الليل أو في الفجر . عندما كان الأخ رحمة الله عليه سمير جرجس مسجوناً مع عبد الخالق محجوب و سبعة آخرين في سجن كوبر في ايام عبود . كانت (التفريدة ) عبارة عن بيض و كبدة ولحوم و سمك و لوح و نصف من الثلج ( 30 كيلو جرام ) . و ثلاثة انواع من الفاكهة . و كان سمير جرجرس يصنع الفطيرة المشلتت و لقيمات و قراصة . و كان عبد الخالق يحب الفطير . و ظابط السجن يأتي في الصباح لكي يتحصل على طلباتهم . أحد الزملاء الذي كان متفرغاً في جبال النوبة . و قديماً كانت هذه المنظقة قاسية جداً . كان يأخذ المنقة الباردة و يضعها على خده و يقول قبل التهامها : ( الهم ادمها نعمة و احفظها من الزوال ) . العم الصادق الطيب كان مدير عام السجون . و يسكن في منزله الصغير في شارع جامع الهاشماب . و في زمنه طرد رجل سجون لأنه صفع مسجوناً جنائياً بعد خدمة 12 سنة . و كانوا يقولون له : ( وين في اللوائح الدرسناك ليها البديك الحق تضرب مسجون ) . الشاويش لوج شاويش السجون ، كان محبوباً من المساجين . لدرجة أن استاذنا في الأحفاد حسن التاج . و أبن عمة المليونير دكتور خليل عثمان ، كما هو كذلك صاحب سينما التاج في الدويم ، قام بتوظيف الشاويش لوج بعد تقاعده . و الاستاذ حسن التاج كان من المناضلين كذلك . في أكتوبر كان العم الصادق الطيب مدير عام السجون ، يبكي فرحاً و يقول للمسجونين السياسيين و العسكريين الذين واجهوا الحكم المؤبد . و هو يبكي بدموع حقيقية : ( انا يا ابنائي كنت كل يوم بدعو الله انو تتفكوا . لأنه دا ما محلكم ) . هكذا كان ما عرف بجهاز القمع في الدولة . فعندما حصلت هرجلة وسط البوليس و هو يحاولون ان يفضوا احد المظاهرات ، كان الطيب الزعيم القطب السياسي بجسمه القوي يدفع رجال الشرطة فيتساقطون . فتقدم نحوه ظابط البوليس الوليد دفع الله شبيكة رحمة الله على الجميع . و سأل العساكر في شنو ؟ فقالوا له ان الزعيم الطيب قد رفض ان يركب . فوبخههم قائلاً : ( دي طريقة دايرين تركبو بيها الزعيم . دايرين تجروه . زحوا كدا . انتوا ما بتعرفوا الاصول) . فتقدم نحو الزعيم قائلاً : ( تفضل يا استاذ ) . فتقدم الطيب الزعيم و قال : ( انت ما ود الاصول ) . و ركب عن طيب خاطر . و هذا في ايام دكتاتورة عبود . عندما تكون هنالك ديمقراطية ، يلتزم البوليس و القضاء و السجانون بالقانون . و لكن كما شاهدنا في شرق أوربا ، و عندما يطلق النظام يد الأمن لمضايقة المعارضين السياسيين . يعطي الأمن نفسه حقاً كاملاً في ان يهين كل المواطنيين . و أن يتصرف كما يشاء . و عندما بدأ نظام عبود في آخر ايامه ، خاصة بعد تدخل المصريين ، صار البوليس و الأمن يرتكب بعض التجاوزات . في سنة 1984 قالت لي اختي الحبيبة نظيفة عندما حضرت في اجازة : ( بكرة تمشي تسلم على خديجة اخت صلاح . وتسلم فضل الله برمة . صلاح لما يجي اجازة ما بقصر مع زول ). و صلاح هو ابن خالي و زوج اختي الهام . و بالسؤال اين يسكن فضل الله برمة ؟ عرفت انه قد رجع بعد ان كان ملحقاً عسكرياً في باكستان ، و يسكن في منزل اختي الهام ، التي كانت في فرنسا مع زوجها و أطفالها . و لأنني لم اعرف البيت فلقد قالت اختي نظيفة : ( تمشي الثورة . لمن تصل بيوت الصول نصر ، تلف يمين . في فسحة . و في الفسحة دي في بيتيت بشبهوا بعض فاتحين شمال . ديل بيوت اختك ) . لم أجد صعوبة في التعرف على بيوت الصول . لأنها كانت مرابيع كاملة ، و أظنها انها كانت حوالي ثلاثين بيتاً بحيطان متشابهة . و لأنني كنت أعرف بأن القطع في الثورة قد قسمت بتدقيق شديد جداً . و كان الانسان يمنح قطعة واحدة اذا اثبت انه مقيم في امدرمان لفترة طويلة و انه رب اسرة و يجب ان يأتي بشهود و اثباتات . و ان يقسم على المصحف . و السؤال كان كيف تحصل الصول على تلك الاقطاعية . عرفت فيما بعد ان الصول نصر وصفيه و فردته متعه الله بالصحة حسن بخيت والد الصحفي كمال حسن بخيت ، كان خلف التحريات في امدرمان . خاصة في سنة 1963 1964 . و لقد تزوج الاستاذ كمال حسن بخيت بأبنة الصول نصر . و المتحري كان شخصية مهمة جداً في ذلك الزمان . و المتحري كان رجل شرطة عادي و ليس له اي خلفية قانونية . اكثر قضية شغلت الناس في امدرمان 1963 ، كانت قضية قتيلة الشنطة . و القتيلة هي عشة هارون . و كانت بائعة هوى ، تسكن مع ثلاثة فتيات في منزل في فريق جهنم . و المنزل في شارع فرعي من شارع نادي الهلال القديم . و له بوابة حديدية كبيرة تفتح غرباً . أتى رجل لأخذها و خرجت معه و هي ترتدي ثوب جديد اسمه اسرار . و غرفتها كانت على اليسار بالقرب من الباب . و زميلتها مريم كانت على اليمين . و هي و بقية الفتيات قد تعرفوا على الشخص الذي أتى لأخذها ، في طابور الشخصية . الاستاذ الذي تعرفت عليه الفتيات في طابور الشخصية ، كان مدرساً و انتقل الى داره الجديدة في الثورة . و أرادت ام زوجته ان تحفر حفرة دخان ( دكة ) . فأستطدمت عتلة الخادم بشنطة حديدية . و حسبوها خزنة . و عندما حضر الاستاذ اخبروه بخبر الخزنة التي وجدوها . فطلب منهم احضار البوليس . و اعتبر البوليس أنه كان يعلم بأن جثة عشة هارون كانت في الشنطة . و إلّا لحاول فتحها بدافع الفضول . و وجدت جثة عشة هارون و هي ملفوفة بثوب اسرار . و كان ذهبها قد اختفى . الاستاذ حكم عليه بسبعة سنوات سجناً . و كان يدافع عنه الاستاذ عبد الحليم الطاهر . و لكن في الاستئناف تغيرت الاقوال و اجبرت مريم و الفتيات لتغيير شهادتهم . و شقيق الاستاذ كان مهندساً في بلدية امدرمان . و حكم على الاستاذ بالبراءة . و كان للمتحري دوراً كبيراً في سير هذه القضية . و بعد هذه القضية بفترة قصيرة وجد ما عرف بقتيلة الكوشة . و هذه السيدة لم تكن وافدة كعشة هارون التي كانت تقول عن اسمها عسة بدل عشة . بل كانت من أهل الوسط و تحمل شلوخ أهل الوسط . و لقد اختفى ذهبها كذلك . و وجدت جثتها في الكوشة او الفضاء جنوب استاد المريخ . و أتهم شاب من اسرة معروفة في امدرمان يبدأ اسمه بالحرف ( م ). و لكن اطلق سراحه بعد اسبوعين لان القانون قديماً كان لا يسمح باعتقال شخص من قبل البوليس لأكثر من ساعات ، إلا بأمر موقع من قاضي . ولا تزيد فترة الاعتقال عن اسبوعين . و لا يسمح بتفريق أو ضرب اي مظاهرة إلا بوجود قاضي . و لا يسمح للبوليس الدخول لدور العلم و العبادة أو المنازل الخاصة . في 1963 وجد العالم الشيخ السرّاج مقتولاً في منزله في ابروف . و كان قد قطع إلى قطع صغيرة . لدرجة أن الطبيب الجنائي قال بأن الشخص الذي قام بالتقطيع يجب ان يكون جزاراً . و كان المسئول عن التحريات هو العم حسن بخيت متعه الله بالصحة . و لقد اعتقل جزاراً و أظن ان اسمه محمد مصطفى الجاك . و هو صهر الاستاذ حديد ابن الشيخ السرّاج . و لكن اطلق سراحه بعد فترة قصيرة . لأن اعتقاله كان تحصيل حاصل . كما حقق المتحري حسن بخيت مع زوجة السيد الصديق المهدي و والدة السيد الصادق المهدي . لأنها لفترة كانت زوجة الشيخ السرّاج . و لكن التحريات لم تستمر و نامت القضية . كانت هنالك قضية كبيرة عرفت في امدرمان بالقضية الاخلاقية . فلقد كان بعض رجال القضاء يريدون ان يوقعوا ببعض رجال دكتاتورية عبود . فدبروا كبسة على احد المنازل . الذي كان يتردد عليه بعض الصبيان و الفتيات القاصرات . و لكن الصيد الكبير لم يأتي ذلك اليوم . و وقع في المصيدة بعض قادة الاحزاب . و كانت فضيحة بجلاجل .و كنا نسمع عن قاضي اخو مسلم متشدد رفض اي مساومة أو اي تنازلات . و لكن القضية سلمت لشخص آخر . ثم نامت . و قبل فترة كنت اتحدث عن القاضي الاخ المسلم الذي وقف ( دوت) . و أخبرني احد القضاة ان ذلك القاضي كان الاستاذ على محمود حسنين . من أين أتت اموال الصول نصر ؟. سؤال . في كتاب حكاوي كانتربري السودانية يحكي مفتش المركز بأنه في انتخابات 1953 ، طلب من المفتش ان يبتعد عن مراكز الاقتراع . و لكن الشاويش السوداني الذي كان يرافقة كان مسئولاً عن مركز الاقتراع في ام بطيخ في غرب السودان . بعد فترة عرف المفتش من مفتش في مركز آخر ان الشاويش قد حضر و ابتاع اراضي شاسعة في ذلك المركز . و كشف المفتش أن احد التجار قد اتفق مع الناخبيين في ام بطيخ ، بأن يدخلوا مكان التصويت ثم يضعون ورقة الاقتراع في جيبهم و يعطونها له و يعطيهم عشرين قرشاً . و كان يجمع الأوراق لكي يسلمها لشخص يقوم بأدخالها في الصندوق مع ورقته . و رفع تاجر آخر السعر إلى خمسة و عشرين قرشاً . فقام الشاويش بتهديد التجار الاثنين و ابتذهم و هددهم بأن العقوبة هي سنتان سجن . و أخذ منهم الأوراق و مبالغ محترمة و سلم الأوراق للعمدة . الذي فاز بفارغ عظيم . و صار الشاويش من ملاك الأراضي و من الممكن ان احفاده قد صاروا مليونيرات الآن . بسبب ديمقراطية ام بطيخ . في نهاية التسعينات اخذت سيارة ليموزين من مطار القاهرة . فعرض عليّ السائق كل الخدمات الممكنة من مخدرات و فتيات ... الخ . و عندما رفضت قال لي بأنه يعرف ظابط البوليس الكبير ( عبد ...... ) . و أشتهر هذا الظابط الكبير بمنطقة بحري . و قال لي السائق بأنه يلازمه عندما يحضر الى القاهرة . و يؤدي له كل الخدمات اللازمة . فحسبت أن المصري يبالغ . و لكن تكرر هذا الأمر . و عرفت فيما بعد هذا الظابط كان يتصرف في الخرطوم كما يشاء . و كان يستعمل اسم الجلالة بدون عبد . صديق الطفولة ميرغني راس خروف ، كان من اشداء العباسية . و كان جاراً لظابط البوليس الرشيد دفع الله الفيل . ميرغني اصطدم بظابط البوليس في احدى حفلات العباسية لان ظابط البوليس كان يتحرش ببنات الحي . و اسمه ( أبو .... ) . و كما ذكر لي عسكري الحريقة صديقي يوسف مصطفى و هو شقيق الشاويش النيل مصطفى ، أن ميرغني اشتبك في معركة يدوية مع الظابط و أنتهى الأمر بأعتقاله و مات تحت الضرب و التعذيب في نفس الليلة . و حاول أهل الحي الاستعانة بالظابط الجنتلمان رحمة الله عليه ، الرشيد دفع الله الفيل . إلّا انه كان في مأمورية . نفس هذا الظابط قتل شخصاً بمسدسه عندما طلع عليه مواطن و الظابط في حالة اختلاء في سيارته مع بعض الفتيات في الفضاء خارج امدرمان . رجل الأمن الذي فقأ عين الطالبة بجامعة الخرطوم حليمة حسين . قدوقدو الذي تفنن في جلد الكبجاب . و الآخر الذي قتل عوضية عجبنا حفيدة السلطان عجبنا في الديوم . و الذين اغتصبوا ابنتنا صفية اسحق ، و الذين تفننوا في تعذيب الناس في بيوت الاشباح ، لم يكن ليجرؤا على هذا العمل لو لم يكن النظام قد سمح لهم . فقد بدأ لؤم البوليس و انفلاته في نهاية ايام عبود . عندما بدأ نفوذ المصرين يظهر في السودان . و بعد ان رفض فاروق حمنالله تدخل الأمن المصري في وزراة الداخلية السودانية ، أبعد من السلطة . و أطلق يد الأمن المصري في الأمن السوداني . و دقي يا مزيكا . و أول ما يجب ان تقوم به الثورة بعد التخلص من قذى الانقاذ هو تطهير الأمن السوداني . التحية ع . س . شوقي بدري .