على مر التاريخ الاسلامي تعرض الاسلام لهجمة شرسة من افكار و ايدولوجيات منحرفة حاولت التغلغل فيه و الالتفاف حولة قبل لدغه حملها اعداء الاسلام عمدا او ابائه جهلا و قد تباين تأثير هذه الافكار و مدة صمودها قبل ان يكنسها الاسلام و يرسلها الى مزبلة التاريخ غير مأسوفا عليه ومن هذه الافكار ما يسمى في عصرنا بالاسلام السياسي . الاسلام السياسي و شخصي الضعيف اقطاب مغنطيسية متنافرة لا يمكن ان تلتقي ابدا ولا يمكن ان يجمعها حتى طاولة تفاوض او منبر حوار و جدال و كثيرا ما اهاجم الاسلام السياسي كلما سنحت لي الفرصة و تكون ردود عادة ما بين دوجماتي مكفر بجهل و منتقد و ملاسن بشدة و داعم على استحياء . كثير من الجهلاء و انصاف المتعلمين يعتقد ان الاسلام السياسي على صلة وثيقة بالاسلام بل هو يشكل جوهر الاسلام و اساس دييناميكيته و فعاليته و الحارس الامين له . يمكن تعريف الاسلام السياسي على انه مجموعة القواعد و النظريات ذات التطبيق البراغماتي المستمدة بصورة انتقائية من احكام الشريعة الاسلامية و المكرسة لتعبيد الطريق الى السلطة اما تنظيم متأسلم بصفته صاحبة الحق الالهي المقدس و صاحب الصواب المطلق . معظم التنظيمات الاسلاموية لا تؤمن بشيء اسمه الاختلاف او الراي الاخر او الفكر الموازي او التعددية فهي تعبر عن نفسها على انها الصواب الذي لا شريك له ولا ند و غيرها الباطل المرادف للفسق و ربما للكفر . مفهوم الكثير من الاسلامويين للدولة الاسلامية قائم على انها الدولة الخاضعة لسلطانهم و الاسلام ( حسب فهمهم فقط لا غير ) , و يتمتعون فيها بما لا يحظى به غيرهم من المرجفين و الخونة و المأجورين . اي دولة تأسس على فكر الاسلام السياسي سوف تتشرذم لا محالة الى " حزب الله " و " حزب الشيطان " و سوف يصبح مجال نقاط التوافق الفكري و التكامل بين مكونات الشعب في اسفل قاع مثلث برمودا . المشكلة الحقيقية هي ان الاسلامويين يعيشون في فراغ فلسفي كبير ناجم عن الافتقار الى المقدرة الكافية لملأ الهوة التاريخية , و الفشل الذريع في مزاوجة الاسلام بالواقع . [email protected]