جنجاويد حميدتى فى القطينة يشتتبكون مع الجيش ..جنجاويد حميدتى يذبحون اخوين فى الطريق العام فى جبل اولياء بعد ان اشتبكت مع مجموعة من افراد الجيش الحكومي... الجنجاويد الذين اطلق عليهم لقب قوات الدعم السريع كُوِنَت كمليشيات من القبائل العربية للتصدى للحركات المسلحة فى دارفور هكذا قيل عنها وعن دورها والذى تلخص فى ارتكاب ابشع حروب الابادة وجرائم الحرب والاغتصاب .. ثم جرى ضمها لجهاز الامن والمخابرات وليس للجيش فى حين انها تقوم بمهام وعمليات تدخل تحت مهام ومسئولية وزارة الدفاع والقوات المسلحة ..، لكن لماذا اصلا جئى بهذه المليشيات الى القطينة وجبل اولياء وهى مناطق لم تشهد اى حراك مسلح طوال تاريخ وجودها ولا توجد اية ارهاصات لامر كهذا فى المستقبل القريب . مالسبب فى هذه الاشتباكات والمضايقات بين قوات حكومية ومليشيا يفترض خضوعها جميعا لنفس القيادة العليا بل ما السر ورا ذلك كله ؟.. السبب المباشر والاقرب تبادرا للذهن هو التضارب الحتمى والطبيعى بين القوتين المتضادتين فى الطبيعة والتكوين والمهام والعقيدة القتالية وفى غالبه يرجع الى سلوكيات الجنجاويد الاجرامية ..لكن هذا التفسير ليس هو كل الحقيقة . فمن اتى بالجنجاويد يعرف اكثر من كل المراقبين والمحللين طبيعة العلاقة بين الجنجاويد والجيش التى تكونت فى دارفور ..فالجيش السودانى يخضع تمام الخضوع لسلطة الجنجاويد هناك ،ويمالئ تفلتاتهم ويجارى فوضويتهم دون اى احتجاج او اختلاف . لكن القيادات العسكرية فى المناطق التى جئى بالجنجاويد اليها، تتعامل معهم خارج نطاق ذلك البرتوكول الممارس فى دارفور بين الحيش والجنجاويد . واضح انه لاتوجيهات لديها بالرضوخ للجنجاويد الذين لن يتغير سلوكهم وان تغيرت جغرافيا الانتشار الميدانى .. تلك هى المعادلة الحتمية للاصدام والتى تفجرت فى تلك المناطق ، يعرفها جيدا من قام بالجمع بين القوتين فى مناطق لاضرورة عسكرية ولا امنية لذلك الاختلاط ..وربما تماادى من اتى بالجنجاويد وقام بتاجيج الخلاف والفتنة فحدث ذلك الاصطدام - البذرة والرسالة .... هو بذرة من حيث انه زراعة لثارات وفتن واحقاد قبلية بين مكونات ما كان يمكن ان تحتك ببعضها البعض لولا اجتهاد اولى التامر فى النظام ...وهى رسالة للشعب المقهور ظلما وفقرا وتشريدا، الشعب الممنوع من موارده والذى ستنهكه حد الموت الزيادات الجديدة فى الاسعار نتيجة لتخفيض قيمة الجنيه ،رسالة بان الفتنة والاقتتال والموت هى ما سوف ينتظركم فى حالة الثورة على النظام واسقاطه. لكن هذه التكتيكات التى يمارسها النظام هذه الايام رغم خطورتها الا انها وفى المقلب الاخر وبتجريد تام بعيد عن الديماغوجية والتضخيم دليل يزيد من طمانينة اى ثائر ومعارض للنظام بان ساعة رحيله وسقوطه قد اقتربت جدا وماهذه التخطيط والتخبط الا الاحابيل الاخيرة للنظام الفاسد المهترئ ... يوسف حسين