في اليوم الذهبي الثاني للعصيان المدني السوداني العام، نكتب ارفع التحايا واسمى التهاني نبعثها الي شعبنا الباسل، هذا الشعب الأبنوسي الصلد والصنديد ارسل صوته المسكي يخالجه عشق تراب هذا الوطن الكبير, الي كل العالم بكل ثبات وصمود وهمة عالية ادهشت الجميع. في هذا اليوم الخالد شهد الوطن عصيان مدني عريض نفذ في اغلب المدن والجامعات، مع خروج مظاهرات وقيام مخاطبات طلابية حاشدة في عدد من الجامعات السودانية، كما شهد نهار اليوم اعتقالات واسعة وسط المواطنيين السودانيين ومصادرة صحيفتي (الجريدة والأيام)، ورغم كل هذا القمع التعسفي الممارس من قبل السلطة الباطشة بشعبنا والطائشة سياسيا واقتصاديا وامنيا، ظل الشعب عاصي وماضي في عصيانه ولم يستطيع النظام الحاكم أن يسيطر علي إرادة السودانيين او يبدل مسار عصيانهم المدني، فبقي دائرا حول نفسه وحائرا فيما يجري في البلاد. إرتفعت نسبة الدعم والمشاركة في اليوم الثاني للعصيان المدني علي المستويين الداخلي والخارجي، ويعطي المشهد الذي نراه مؤشر واقعي وحقيقي واضح لإقتراب زوال وفناء المؤتمر الوطني الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ولا يستطيع تغيير الواقع. لقد تابعنا تضامن واسع النطاق وغير مسبوق علي الإطلاق من السودانيين في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا ودول آخرى مع وجود تضامن من الشعوب الشقيقة لشعبنا، تلك التي تتابع عن كثب سير عملية العصيان المدني في بلادنا الثائرة، وظهر ذلك في تعليقات عدد من النشطاء المغردين في الشبكة العنكبوتية، ولهم منا كل الحب والإحترام. لقد ترجم شعبنا في هذا اليوم الباهي نضج وعيه بصلابة مواقفه وبسالته المستمدة من حضاراته العريقة وإرثه الثوري المتراكم علي امتداد التاريخ، وما بزره شعبنا في حقل النضال الوطني، يعتبر واحدة من أنضر بزور زهور الثورة العصرية الناجحة، وستظل يانعة ومفرهدة تفوح في كل المواسم وتعطي عطرا يعتز بشمه كل من تعطر عقله وقلبه بحب السودان. شعبنا الواعي كتب الحرية بأجمل اقلام الكفاح، وثار بطريقته النادرة و المميزة و زان بها الأرض السودانية الحبيبة، ويعتبر العصيان المدني السوداني مصدر إلهام مهم للشعوب من حولنا خاصة التي تحكمها الأنظمة الدكتاتورية، وسيشهد العالم أن هؤلاء الفرسان الميامين قد وقفوا امام الطغيان وقالوا لا لسجون وسياط وكل قرارات الطغاة. شعبنا المترافق علي طريق الكفاح؟ انجازنا اليوم كان بمثابة قسطل ثوري إجتاح البلاد وإجتاز كل الحواجز الإنقاذوية، فاعمى ابصار الظالمين وأصم آذانهم فتضجروا خوفا، وضجيجهم في قنواتهم وصحفهم وصفحاتهم يؤكد مدى إنهيار اعصابهم وتخوفهم اللامحدود من تقدمنا خطوات بعيدة في طريق التغيير والتحرر الوطني. لذلك علينا مواصلة الطريق الي اليوم الثالث من العصيان المدني وما بعده إن تطلب الامر، وبمثل هذا التنظيم العظيم وهذا التماسك الشعبي السميك، والذي حتما سيؤدي بنا الي دوحة خضراء ثمارها الحرية والسلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ورخاء الحياة المعيشية وتطور بلادنا و أمتنا في كل المناحي. نحن ندخل الآن في إختبار وطني، والوطن في محك تاريخي، ولا خيار اماننا والوطن سوى تحقيق الٱنتصار، وانتصارنا يسطح كالشمس في سماء الوجود الواسع. هناك فرصة حقيقية للم شمل السودانيين من جديد وتوحيدهم حول رؤية وطنية مشتركة لبناء المستقبل القادم وتحقيق حلم طال إنتظاره في ليالي المنافي الدامسة، وفي جحيم معسكرات اللجوء والنزوح، وبؤس بيوت الفقراء والمهمشين مسلوبي الحقوق في دولة صادها و سادها نظام ظالم ومستبد. اعمال كثيرة تنتظر القوى العاملة علي خط التغيير في السودان، وآمال كبيرة معلقة علي ثورة شعبنا الكبرى، وعلي كل هذه القوى مضاعفة جهودها وبزل الغالي والنفيس في سبيل إدارة هذه المرحلة الفاصلة التي تفصل بين نور الحرية ونار الحكومة الإنقاذية المشتعلة في كل انهاء الوطن، ونثق في مقدرات الشعب السوداني المبدع والمتفنن في إبتدار وسائل ثورية اجملها عصيان 27 نوفمبر - 2016م، والذي عشنا يومه الأول و الثاني بكل شعورنا وننتظر ما سيتمخض عن اليوم الثالث الآتي غدا، يوم تسوقه اشواق الجماهير الساعية الي صنع تاريخ السودان السعيد، ولا تراجع عن مطالب الشعب وطموحه المشروع. سيل إنتفاضة بتنحدر والسجن لازم ينكسر سعد محمد عبدالله [email protected]