كما الأشخاص ترتكب الجماعات والأحزاب والحكومات الأخطاء .واول هذه الأخطاء الإنقلاب على سلطة شرعية منتخبة ديمقاطيا من قبل الشعب. بعدها يقضى الحكام معظم فترة حكمهم في تبرير ذلك بدلا من الإنشغال بالقضايا التي من اجلها سرقوا السلطة من ممثلي الشعوب. عادة لا يحققوا الكثير على ارض الواقع في قضايا السلام والتنمية والمستدامة والتقدم. بل يحققوا ذلك عبر الورق وبالخطب الجوفاء في اجهزة الإعلام الرسمي. وقد ارتكبت الإنقاذ الكثير من الأخطاء ثم ارتكبت الأسوأ . ارتكبت الأخطأ واوقعت المظالم ولم تصحح اغلب هذه الاخطاء ولم تعتذر عنها. الخطأ الاكبر والأخطر هو الإنقلاب على حكومة شرعية ممثلة منتخبة من عموم الشعب بما فيهم الإنقلابيون انفسهم وحزبهم المشارك في الديمقراطية وفي السلطة اكثر من مرة. والخطأ كبير لانه يشمل الشعب السوداني ناقص الإنقلابين. وخطورته في صعوبة إن لم يكن استحالة استعفاء واستسماح الملايين ممن وقع عليهم الخطأ الذي جر ظلما كثيرا. وطال الزمن أو قصر فإن الناس مجموعون في يوم معلوم. ومن اخطاء الإنقاذ انها عقب المفاصلة لم تتجه لى جموع الشعب السوداني. ولم تتقدم نحو القوى السياسية الأخرى السلطة التي اخرجت الذين اختلفت معهم بالباب اعادت بعضهم- وتسلل البعض- بالنافذة . ومن أخطاء الحكومة التي لازمتها سنينا عددا انتهاجها سياسة التمكين . تم ذلك بفهم غير موفق. تفضيل الولاء على الكفاءة حرم السودان من الإفادة من قدرات الكثيرين العالية لمجرد انهم ليسو في قوائم الحزب الحاكم.. كل السودانيين مسلمين يحبون الله ورسله وملائكته وعباده الصالحين.ويقراون كتابه ويصلون على رسوله.فهل يخرجون من الولاء لمجرد ان لا يريدون ان يكونوا ضمن قوائم حزب سياسي عليه الكثير من المآخذ ؟ هذا يقود لمفهوم إقصاء الآخر المختلف رغم نفعه وتقريب الإنتهازي والمنافق والمطبل حتى وإن لم يقدم شيئا. النتيجة تخلف تدريجي ومتواصل في الكثير من مؤسسات الدولة اثّر ذلك سلبا في العديد من مجالات الحياة في السودان. التقدم يكون بالدراسات المناسبة واتخاذ القرارات الذكية التي تضيف كل يوم الأفضل للدولة وتدفع بها للإمام. تعطيل القدرات يزيد من نسبة العطالة و الفقر والتضخم ويضعف العملة المحلية. بمرور يتحول الكثير من افراد الشعب إلى عمالة زهيدة الأجر للشعوب الأخرى المتقدمة. بعبارة اخرى يعمل هؤلاء بمقابل ضعيف من اجل رفاهية الذين يديرهم حكام يتفانون في خدمة بلدانهم. من الأخطاء ايضا العمل بفكر الأزمات .وهو أمر يمكن العمل به عند وقوع الكوارث لكن الحكومة ظلت تتعامل به كسياسة ثابته. فصل الخريف الذي يأتي سنويا مثال جيد. الإنقاذ ظلت تتوهم عداوات الغير المختلف معها فكريا أو سياسيا أو لمجرد انه غير منتم لها. التفكير بنظرية المؤامرة و تضخيم مفهموم الإستهداف وإفتعال عداوات ومعارك في ير معترك. وهي توهمات من صنع أخيلة بعض القياديين. حتى لو كان هنالك بعض من ذلك فالأخر ليس سيئا دائما. الأخطر ان السلطة مالبث ان صدقت ما توهمت .ضخمته وبنت سياساتها وتصرفاتها وفق ذلك . في الحديث الشريف (لا تمارضوا فتمرضوا) أي لا تدعوا المرض فتمرضو حقيقة . القدر موكول بالمنطق. كثيرون يدعون على انفسهم بلا عميق تفكير .أو يكذون ويصدقون ما قالوا. تحولت الأوهام إلى وحش حقيقي أستهلك الكثير من المال والوقت والجهد . امست السلطة تدفع لأفراد وشركات علاقات عامة لتجميل وجه السودان ولأفراد وحكومات صديقة. ليس بعيد عن ذلك التشكيك في الآخر. افتراض ان الآخر عدو حتى يثبت العكس. وهو مفهوم اضاع الكثير من الفرص للتلاقح وانتاج افكار جيدة لصالح السودان والإنسانية كما تفعل الدول المتقدمة. كثير من الأفكار والإبنتكارات والدراسات والتطويرات قام بها العديد من المهاجرين لهذه الدول ومن من وفدوا اليها من البلاد الطاردة التي لا تقدر مبدعيها. التشكيك في التجارب العالمية الناجحة وعدم ادراستها. العالم ملئ بالتجارب الناجحة والفاشلة التي يمكن ان يستفيد منها الناس. التعلم من الأخطاء. لكن والإنكفاء يجعل شخص يكرر نفس الأخطاء . والإنقاذ تكرر اخطاءها بصورة محيرة. ومن الأخطاء الفادحة سياسة محاورة ومكافأة حاملي السلاح و تجاهل والتضييق احيانا على المعارضين السلميين. وهو ما يؤدي إلى تفشي العنف. الضغوط تقود إلى انفجارات . وحين تمنع الندوات في دور الأحزاب وتمنع التظاهرات والإحتجاجات السلمية فإن العواقب لا يمكن التنبوء بها زمانا ومكانا. ومن الأخطاء الغبية المماطلة في الحوار كسب للوقت .هو في حقيقته إهدار للوقت . فلم يذكر احد اطال امد الحرب بخير. وانما يُذكر الأشخاص والحكومات التي اطفأت الحروب وحققت السلام وآمنت الناس واعدت المناخات المهيئة للإزدهار الأعمال والتقدم. المراوغة في محادثات السلام تراهن السلطة على الزمن لإضعاف هذه الفصائل المسلحة وتفتيت قوى المعارضة . وقد نجح الحزب الحاكم في شق الأحزاب والحركات معارضة وموالية إلى اكثر من مائة حزب وحركة مسلحة . بعد ان كانت الأحزاب في السودان لا تتعدى العشرة. وهو ثمن سيدفعه الشعب السوداني وسيدفعه الحزب الحاكم .ما حك جلدك مثل ظفرك. لكن المراهنة على الزمن خطأ فادح فالسلطة لا تراهن وهي تحقق الرفاهية لشعب السودان بل تراهن والضائقة المعيشية توشك ان تسقط الحكومة والحرب تستنزف ماتبقي وما تحلبه السلطة من من معاناة الشعب بالرسوم والجبايات وما تجلبه من قروض.تبدده التضخم والحصار الإقتصادي وسياسات السلطة الفطيرة . اوقفت أغلب المصانع وادخلت الكثير من المزارعين للسجون بمديونيات بدلا من مساعدتهم ليزرعوا . وآلاف الخريجين انضموا لجيوش العاطلين التي تمتلي بها الطرقات. ومن اخطاء الإنقاذ انها وبعد استمرار الحرب سنين طويلة اكثر ضراوة وقعت اتفاقية نيفاشا. اتفاقية عانى منه الشمال والجنوب .أي ان الطرفين عانيا من الحرب ومن السلام.وكل ذلك خصما على السودانيين شمال وجنوب. من الأخطاء ان الحكومة تضع الرسوم العالية على اصحاب المصانع و الورش والمحلات والحافلات وتغض الطرف عن الأثرياء المحتكرين لأقوات الشعب الذين يثرونيزدادون ثراء بالمضاربة في السلع الأساية والمتربحون من عرق الكادحين بلا تعب بل وتمنحهم الأموال الطائلة بدون ضمانات. تداهن الأثرياء على حساب الفقراء. هذا يدل على عدم فهم الحكمة من الحياة. الهدف ليس هو تكديس جمع الاموال وتكديسها. الهدف هو عبادة الله وإعمار الأرض. تخليد ذكرى طيبة بالإنجاز ا بتحقيق الإنجازات والتعاملات وترك الأثر الطيب. تتحصل رسومها وجباياتها بالتشفي كأن التجار واصحاب المحلات والمصانع ليسو رعاياها.فعلت ذلك في السابق حين عادت الدولة ابناءها المغتربين السودانيين الذين يدفعون لها ثمن غربتهم رسوما وتحويلات . ومن الأخطاء عدم تفعيل سياسة تحفيز المنتج بالصورة الصحيحة و. ويتم تحفيز من ي اشخاص بحكم الوظيفة والقرب من مراكز صنع القرار. وغالبا ما يكون ذلك على حساب المنتج الحقيقي. الشخص الذي قدم فعلا ما يستحق التحفيز. وسياسة تحفيز الخامل على حساب المبدع النشط. ومن اخطائها دعم الذين يستوردون السلع الرديئة بالأموال والإعتمادات ووضع الرسوم العالية على الصناعات المحلية التي تنافس المستورد. وتدعم الإقتصاد وتقلل نسبة العطالة وتزيد من قوة الجنيه. ومن اخطاء الحكومة معاداة الصحفيين الذين يكشفون الفساد ومحاباة الفاسدين وحمايتهم بالحصانات. الحكومة قد تنقل المفسد إلى موقع آخر مترقيا وربما محفزا. تقف الحكومة مع من نهب الأموال الضخمة من افواه الفقراء والمساكين. المختلسون والمفسدون لا يفعلون ذلك لسد رمق اسرهم من غالب قوت البلد انهم ينهبون المال العام بمختلف المسميات فقط ليزيدوا ارصدتهم الضخمة من الأموال . ومن اخطائها توجهات السياسية الخارجة وفق مفاهيم آيدلوجية ضيقة أو وفق مصلحة جماعة أو فئة او حتى افراد واحيانا شخصية. ومن الأخطاء التغيير المتواصل في المناهج الدراسية. الحمولات الثقبلة من الكتب التي يحملها الطالب يوميا على كتفه ذهابا وإيابا.الا يوجد جول حصص يوضح المواد لكل يوم ؟ كما ان عدد من المواد و الطباعة - في رأي - غير جاذبة وغير محفزة للخيال رغم تقدم وسائل الطباعة.وعدد من المواد فروع لا تنطبق على مسمياتها في داخل الكتب. بالإضافة إلى الأخطاء. ومن الأخطاء القاسية تغاضي الحكومة عن الجبايات اليومية في المدارس. يحمل التلميذ هم رسوم نثرية ورسوم امتحانات شهرية و ومقابل دروس خلال الدوام اليومي المدفوع الأجر و ورسوم رحلات تجارية اكثر منها علمية. هل فكرت الحكومة أو هؤلاء المتحصلون لوهلة في مصدر الرسوم التي يدفعها هذا الصغير ؟ . ألا يفكرون للحظة ان الرسوم قد تكون احيان افطار تلميذ فقير يدفع ما معه خوف من الجلد والتشهير؟ لماذ يدفع الطالب رسوم ولا تطبع الدولة الامتحانات وتوزعها مجانا . ولماذا نثرية وهنالك نسبة في الموازنة العامة للدولة مخصصة للتعليم. الدراسة من الأساس وحتى الجامعة يجب ان تكون على الميزانية العامة . كيف تريد الدولة ان تتقدم وابناءها مشغولون عن التحصيل الإكاديمي بالتحصيل المالي؟ ماذا تفعل الحكومة أمام هذه الدموع الغالية التي يذرفها الصغار الفقراء وامام هذا التوتر الاسبوعي بسبب عدم قدرة بعض الآباء على دفع جبايات التعليم الحكومي؟ ألا يمكن تترسب في دواخلهم البريئة عدم الراحة نحو الدراسة والتحصيل بسبب هذه الهموم ؟ كيف تغرس فيهم الشعور بالإنتماء وهم يدفعون مقابل تعليمهم من ثمن فطورهم وتحليتهم ولعبهم ويعطون ما يوفرون بحرمانهم للدولة؟ المؤسف ان من يفعلون ذلك بهم تعلموا على حساب الدولة لدرجة ان الحبر كان مجانا. خطورة هذه الرسوم انها تضعف الإنتماء مستقبلا فكيف للحكومة تأخذ مالا في الولادة والتعليم فكيف تريده الدولة أن يكون مدين لها مخلص في خدمتها وهي لم تطعم ولم تلبس ولم تعلم ولم توظف ؟ هذه هي بعض اخطاء الحكومة فماهي اخطاء المعارضة ؟