المناضلين الشرفاء في بلادي وكل انهاء العالم، تابعتم اليوم زيارة الرئيس الإنقاذي الجنرال عمر البشير الي كسلا - شرق السودان، والمشهد الذي رأيناه اليوم في ميدان الجمهورية بتلك المدينة السودانية الجميلة، مشهد يفسر لنا كيفية جمع الحشود الجماهيرية التي كنا نشاهدها في ميادين السودان المختلفة عندما يزورها عمر البشير او احد منسوبي حزبه، والأمر الوحيد الذي إختلف في زيارته الي كسلا، هي الأعلام الإثيوبية والإرترية التي تم رفعها وتم تصويرها عبر الإعلام، وهذه ليست غريبة في تصوري رغم انها عكست كيفيفة الحشد لمثل هكذا لقاءات، لكن الغريب حقا، هو إعتراف رئيس المؤتمر الوطني عمر البشير بنجاح عصيان 27 نوفمبر الذي قاده الشعب السوداني في السودان خلال خطابه الذي عبر عن ما يدور في اللاشعور لكنه قفز الي اللسان وصار يتدفق كاشفا ما وراء الحجاب. ولقد ظهر الرعب في خطاب البشير أثناء توعده (مناضلي الكيبورد) ومطالبتهم بالنزول الي الشارع حتي تقوم مليشياته بالواجب كما فعلت في هبة سبتمبر المجيدة وما تفعله الآن في منطقة قريضة المنكوبة - غرب السودان وغيرها من المناطق. هذا الأمر يعتبر اعتراف رسمي وامام الجماهير والإعلام المحلي والدولي تم التأكيد علي أن الحكومة تعد العدة لإرتكاب المزيد من الجرائم ضد المواطنيين السودانيين، وهو حديث يدل علي الإرهاب الذي تمارسه السلطة علي معارضيها. وقد ورد في عدد من الصحف الورقية في الخرطوم أن النظام نشر عدد عشرة ألف جندي في العاصمة المثلثة - الخرطوم، إستعدادا لمواجهة احتمالات إنفجار الشوارع في أي وقت خلال الأيام القادمة، وهذا برهان واضح لسقوط النظام قبل بداية العصيان المدني في نسخته الثانية يوم 19 ديسمبر الجاري. وطالعنا ايضا اخبار غرف الطوارئ التي اعلنت عنها حكومة المؤتمر الوطني، واهدافها المعلنة تشير الي قلة الحيل و السقوط المعنوي للمؤتمر الوطني الذي فقد السيطرة علي الأوضاع حتي بعض منسوبيه انسحبوا من لقاء محمود واحدا تلو الأخر حتي اخر فرد، ما جعله يقطع حديثه ويخرج من القاعة مهموم ومحمر الطرف يلطم الخد ويعض اللسان حسرة. كل هذه الأشياء تضاف الي تطور المقاومة السودانية وتوسع الرفض الشعبي لهذه الحكومة الفاشلة، وعلي الإسلاميين الوطنيين من المؤتمر الشعبي وبقية المجموعات رفع الدعم عن المؤتمر الوطني ومساندة الشعب الذي إختار إسقاط النظام، ونعلم جميعا أن هناك عدد كبير من الإسلاميين الذين اجبرهم الوضع علي إتباع النظام في فترة ما، جاء الوقت الذي يعلنون فيه تسديد ركلاتهم للماضي والسير مع الشعب الي دولة الحرية والكرامة والمواطنة بلا فرز ولا تمييز. العصيان المدني الذي تم الترتيب له من قبل النشطاء في مواقع التواصل الإجتماعي سوف يزلزل اركان النظام، والنظام اليوم في إنهيار متواصل لن يستطيع مواجهة العصيان المدني القادم، وحديثهم عن نشر قوات في الخرطوم او مواجهة الشعب في الشوارع ما هو إلا حديث الذي يصارع المنية في اخر انفاسه، فالشوارع التي كانوا يرصصون فيها المتظاهرين، قرر الشعب تركها خاوية علي عروشها لن يخرج اليها احد حتي يرصص او يعتقل. كل ما اقتربت الساعة كل ما خفق نبض الشعب شوقا للحرية والسلام والعيش في وطن يحترم حقوق الإنسان، وكل ما مرت الساعات كل ما ضاقت صدور الإنقاذيين وولولو مهرولين الي الصحف يصرخون ويصرحون هنا وهناك بما يهابون وقوعه وهو واقع بلا شك واقع. النصر الذي نراه في اعين الثوار وفي مدونات النشطاء، يحدثنا عن وطن جديد قادم وفجر حلوله حلول لمشاكل السودان القديم الذي عشنا فساد وظلم وإستبداد من تربع علي عرشه بقوة السلاح. الآن كل العالم في حالة إستنفار لمتابعة إبداعات السودانيين في ثورتهم التاريخية التي ستقضي علي حقبة اشد دكتاتوريات افريقيا في عصرنا الحالي. الآن كل الفرص متاحة لقلع جزور النظام الإنقاذي والخروج من أنفاقه المظلمة الي النور - نور الحرية والديمقراطية. الآن شعبنا سيكتب تاريخه الجديد بقلم العصيان المدني الذهبي، وسيرسل رسالته الي كل الشعوب في كوكب الأرض. الآن إلتحم شعبنا مع قواه السياسية والمدنية يدا بيد في طريق واحد لا ينتهي إلا بالوصول الي دولة السودان الحرة. لذلك نحن في غاية السعادة والإطمئنان، ونتقدم بتهنئة النصر لشعبنا وللنشطاء في مواقع التواصل الإجتماعي، ونرجوا من الجميع تلوين صفحاتهم بشعارات العصيان المدني فهي أجمل ما يجب استخدامه لتجميل الصفحات حتي تبدوا اقمارا في الفضاء الإسفيري الباهي. ونحي كافة الشعوب التي تشاركنا المشاعر في كفاح شعبنا المعلم الذي سيعلن انتصار إرادته في الأيام القادمة. وبهذا نقول لجميع الثوار في السودان وخارجه، هيا الي النضال، هيا الي الفلاح، هيا الي الكتابة في كل المواقع، هيا الي النصر الثوري الجميل. عصيان ديسمبر من أجل الكرامة والحرية المجد للوطن ``` والتحية للشعب سعد محمد عبدالله [email protected]