أَدُّقُ نَاقُوْسَ الْخَطَرِ تَنْبِيْهَاً لِعِرْضٍ يُنْتَهَكُ وَ كَرَامَةٍ تُسْتَبَاحُ عَلَىَ مَرْأىً وَ مَسْمَعٍ مِنَّا! كبرى الدواهي التي دفعتني إلى الكتابة اليوم هو ما يروج له الشباب السوري عبر وسائط التواصل عن كيف أن الفتيات السودانيات يتهافتن للتعلق بالشباب السوري أيا كان لمجرد أنه سوري و أنها فتاة سودانية! يتحدثون عن مدى سهولة الخروج معها بشاطئ النيل! يتحدثون عن كيف تنبهر الفتاة السودانية لمجرد أنها في رفقة سوري! يتحدثون عن كيف تستجيب لك الفتاة السودانية بفرقعة أصبع هذا إن لم تأتي إليك سعيا و طوعا! إنه أمر جلل و خطب لا يُسكتُ عليه .. إنه العِرْض .. و كلنا مسئول عن التصحيح هنا و الآن و بالسوط لكليهما إن لزم الأمر و لا تأخذكم بهما شفقة و لا رأفة. ليس ثمة علاقة دولية أو شعوبية تقوم على مصلحة طرف دون الآخر. لكن ثمة حروب و كوارث تضطر جماعة ما إلى اللجوء إلى دول الجوار و لكن إن كان هذا اللجوء بأعداد كبيرة، فعلى الدولة المضيقة استصدار شروط تحكم و تضبط هذا اللجوء و في الغالب تخصص مخيمات أو معسكرات مؤقتة بعون و إشراف منظمات دولية حتى لا يكون هذا التواجد خصما على سمعة الدولة المضيفة خاصة إذا كانت محدودة الخدمات و الإمكانات و تحسبا لأيما تفلت محتمل يمكن أن يصدر من الفئة اللاجئة و لتسهيل الحصر، الضبط و المراقبة. غياب الترتيب المسبق للوجود السوري بالسودان أفرز نتائج وخيمة و لا تزال آثارها السالبة ظاهرة بل و متفاقمة بينما ما تسمى بحكومة البشير غافلة عن إلى ما ستؤول إليه الأمور و كل هذا نتاج لعاطفة الهاشمية العابرة التي أخذت بشيرهم بعدما هُمِسَ له بالاستضافة غير المشروطة بفيزا الدخول كما هو متعارف عليه دوليا و لو من باب درء وباء مجلوب أو إيواء لمجرمين مندسين مع الداخلين طالما أن الدخول بهذا الشكل العفوي الذي فاق كل الأعراف الدولية. إنها سياسة رعناء و قرار غبي من رجل لا يحسن التدبير و لا التفكير و لا تهمه عواقب الأمور. كل دول الشام العربي ملغومة و متذبذبة بسبب جوارها من إسرائيل التي لا تريد لهذه الدول أن تلتقط أنفاسها و بالتالي فإن تلك الدول في حالة صراع دائم و تشظي مستمر مما جعلها بيئة مثالية للجريمة المنظمة و الإرهابية على كافة المستويات و ماتت فيهم النخوة و المروءة و الأخلاق. أعطت حكومة الغفلة السودانية هؤلاء الضوء الأخضر بالدخول دون أن تستوثق حتى من باب الخوف على أمنها المفقود أصلا. و بالتالي حكومة الغفلة تكرر ببلاهة خطأها حين آوت أسامة بن لادن الذي جر عليها عقوبات و ويلات لا يزال يعاني منها السودان. كان أسامة فردا و لكن ما يميز التواجد الشامي هو احتمالية الجريمة المنظمة التي تشوبها الجماعية و الشبكية و لا أحد يعلم حتى متى يبقى هذا الوجود العشوائي و للأسف على حساب الفرد السوداني. و يصدق الشاعر حين يقول: نكاد في بلادنا نفترش الثرى و للأجنبي له فيها موائد و كراسي كلنا شهد الاختراق الكبير الذي حدث لاختبارات الشهادة السودانية و كان أبطالها من دول الجوار، مصر، الأردن و سوريا و بالطبع شهدنا و سمعنا كيف تعامل الإعلام الرسمي لتلك الدول مع القضية بالاستهتار و السخرية دون أن تستحي من منحة اللجوء التي امتنعت دول عديدة من مجرد الخوض فيه. كلنا سمع و شاهد التطاول الذي مسنا من مصر لما لعبت ضد الجزائر بأم درمان و منيت بالهزيمة .. كلنا شهد و سمع السخرية من مصر لما امتنع السودان من استيراد الإنتاج الزراعي من الفواكه المصرية المروية بمياه الصرف الصحي .. أترانا أصبحنا أمة هينة للنيل و السخرية في ظل حكومة السوء هذه؟ ثم كان ذلك الأردني بحي الأزهري الذي قام بتزوير مليارات الجنيهات السودانية و رغم أن السلطات استولت على بعضها إلا أن ذلك قد حدث بعد أن تم طرحها للتداول و لك أن تتخيل الآثار الاقتصادية المترتبة على السودان المصروع اقتصاديا أصلا. ثم لا ننسى المطاعم السورية التي ضُبطت و هي تجهز فراخا فاسدا في بيئة غير صحية لتقديمها للشعب السودان(الطيب). أضف إلى ذلك أن التواجد السوري خلق أزمة عمل حقيقة للمواطن السوداني الراكض وراء الوظيفة دون أن تدر تلك الأعمال السورية بالسودان عملة صعبة للخزينة السودانية لأنها لا تتعدى العمل بمحلات العصائر، المطاعم، قيادة المركبات و بيع الآنية المنزلية. و أذكر أن استطلاعا تلفزيونيا بثته إحدى القنوات العربية تسأل السوريين المتواجدين بالسودان عن أوضاعهم و الرد الصاعق من أحدهم حين قال إن الخرطوم قذرة! هكذا يصفعنا على مشهد ضاربا بالجدار أننا آويناه لما تشرد و قبلناه لما نبذه العالم أجمع..و لكنا نستحق طالما أن مقاليد الأمر السوداني بيد رجل مريض معتوه أينما توجهه لا يأتي بخير. لن أستنجد بحكومة السوء التي جعلت من السودان نهبا مستباحا .. لن أستنجد بها فهي الداء و لعلها إن بلغها استنجادنا فتحت الحدود السودانية للجميع نكاية بنا .. بل استعدي عليها و أحرض بذهابها العاجل .. لكني أهيب بنخوة شباب بلادي و أهيب بالأسرة السودانية و الفتاة السودانية أن نتصدى جميعا لهذا الأمر بالغ الخطورة فهو ينال من شرف، سمعة و كرامة ابنتنا، أختنا و مجتمعنا. أما الكيفية فبالتدخل المباشر و إن لزم الأمر أن تصل إلى العقوبة البدنية لكليهما إن وجدا مختليين و لا رابط شرعي بينهم. و إن فتاة سودانية مكسورة القدمين خير من تلك التي تسعى إلى بقدمين سليمين إلى جلب العار لنفسها، لأسرتها و للمجتمع السوداني. أمنعوا أيما زواج لشاب شامي أو مصري من فتاة سودانية لأنه في الغالب الأعم سيكون ظاهره زواج و باطنه لإيواء و قضاء لوطر لفترة عابرة ثم شرود طويل و النتيجة حتما وخيمة على فتاة مضحوك عليها و صغار سيجهلون أباهم مدى العمر. قد يقول البعض إن هذا الأسلوب فيه من البربرية و العشوائية و أن القوانين لا تطبق على هذا النحو و لكني أراه الأسلوب الأمثل و الرادع لإيقاف هذه الظاهرة قبل أن تستفحل و تخرج عن إطار السيطرة. هكذا تربينا .. الشارع كله كان يربي قبل الأسرة .. الشارع كله كان يغار قبل أهل الدار. و على كل مالك سوداني استأجر منه سوري أو مصري .. عليه بمراقبته فإن رأى منه ما يريب طرده شر طرد بعد التشهير به و التحذير منه. و أنت يا ابنتي .. لست مبتذلة و إن تقصيت كيف تربت جدتك و أمك لعرفت معنى العفاف و الكرامة فلا تجلبي العار لأهلك و لا تكوني معولا لهدم مجتمعك. و مثلما انبرى شباب لوجبة الشتاء و آخرين لكسوة الشتاء و آخرين لبناء المدارس و ترميمها و آخرين لتوفير الأجهزة الطبية، فإننا قادرون على تنظيم شبابي للتصدي لهذه الظاهرة الكارثة. رسالتي إلى اللاجئ السوري و المصري ببلادي و أخص منهم من بيّت النية و أساء الأدب بالقول أو العمل أو نظر إلينا بازدراء و سخرية .. أقول لهم .. لسنا حكومتنا الرعناء .. و أقسم برب السموات و الأرض إن لم تلزموا الأدب لنرينكم أسوأ من ذاك الذي أراكم إياه بشاركم و سيسيكم .. اسكنوا بأدب أو إن بلاد الله واسعة.. أحذرونا فإن حركتم الغضب فينا فو الله ليكونن أمركم أكثر جحيما مما فررتم منه .. و إن رأيتم ظاهرنا الطيب و اطمأننتم له فدونه غضب يستعر فلا تحركوه .. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد و السلام. download.jpgdownload.jpg