لقد منع جهاز الأمن والمخابرات الوطني الدكتور امين مكي مدني المحامي من السفر الى القاهرة للعلاج وأرجعه من سلم الطائرة وصادر جواز سفره وقال لزوجته وبنته المرافقين له انتم يمكنكم السفر. وكانت حالته المرضية مستعجلة وقد تم تجهيز كافة الترتيبات المتعلقة بالعملية لنقل كليه له. إلا أن السلطات لا تراعي القوانين و الأعراف والنخوة والشهامة والمروءة والرجولة فمنعته من السفر ولم تراع لحالته المرضية الحرجة ولا لسنه ولا لمشاعر اسرته وتلاميذه. بهذا السلوك يواصل جهاز الامن الوطني انتهاكه اليومي لحقوق انسان السودان فيتسلط عليه ويعتقل من يشاء ويحتجز من يشاء ويعذب ويحظر من السفر من يشاء ويحشر انفه في كل شيء ويحسب كل صيحة عليه لأن هوس حراسة نظامه يسيطر عليه ويتملكه. لكنه لا يقرأ التاريخ ولا يريد أن يتعظ من احداثه التي كشفت لنا أن كل الثورات التي اقتلعت الأنظمة الجائرة كان سببها الاساسي الظلم واستفزاز مشاعر الناس والدوس على كرامتهم واذلالهم. الدكتور امين اكاديمي مجيد ومحامي بارع ومدافع لا يشق له غبار عن حقوق الإنسان ليس في وطننا فحسب بل في كل بقاع العالم ومشاركاته الميدانية ومحاضراته العلمية تقف دليلا شاخصاً وباهراً على قوة لا تنكسر وعزيمة لا تلين، وطيلة عملي في مكتب الدكتور والتي استمرت لأكثر من خمس سنوات لم أراه يوماً يتخلف عن نصرة الحق ونصرة المظلوم ولم اراه يوماً في الصفوف الخلفية فهو عندما يتعلق الامر بحقوق الإنسان لا يهاب أحد ولا يجامل ولا يتوارى بل يتقدم الصفوف بشجاعة وثبات وعزيمة. عندما تم القبض عليه رفقة صديقه فاروق ابو عيسى بعد توقيع نداء السودان وتم تقديمهم للمحاكمة اظهر ورفيقه رباطة جأش عظيمة وقوة كبيرة مبعثها بلا شك هو إيمانه بحقوق المظلومين وحقوق الأقليات وحقوق المراءة والطفل ورفضه للظلم وللدكتاتورية فهو مهموم بالوطن وانسانه وهو رائد التغيير وفارسه الذي لا يشق له غبار. عندما اصدر وزير العدل قرارا بسحب تلك القضية بسبب العفو الذي أعلنه الرئيس، كان رائه أن تتم وتتواصل هذه المحاكمة حتى تعلن المحكمة براءتهما لأنه على حق وأن هذا هو سبيله وواجبه الذي لن يتخلى عنه يوماً. على السلطات الأمنية فك الحظر فوراً عن الدكتور امين لأن منعه من حقه الطبيعي في العلاج والتنقل مخالف لدستوركم ولقوانينكم ومخالف لكل الشرائع السماوية وفوق ذلك مخالف للأعراف السودانية والقيم الإنسانية. كل المتابعين لحالة الدكتور امين سوف يحملون جهاز الامن المسئولية كاملة إذا تعرض لأي مضاعفات قد تؤدي بحياته وتدخل في معنى القتل العمد وسوف تحاكمون يوما بها ويقتص منكم. سامي دكين/ المحامي [email protected]