على قدر أهل العزم تأتي العزائم ** وتأتي على قدر الكرام المكارم د/ بشير محمد آدم - جامعة الخرطوم [email protected] انطلقت بعون الله وتوفيقه الدورة المدرسية رقم 26 التي استضافتها ولاية النيل الأبيض تحت شعار "فلتدم أنت أيها الوطن"، أحمد الله أنني كنت حضوراً داخل أستاد كوستي في عصر يوم الأحد الموافق 8/1 وحضورأ مساءً في مسرح مدينة ربك، حاضرة الولاية. للأمانة فقد كان حدثاً فريداً حيث امتلأ أستاد كوستي على سعته وضاقت بجنباته الحشود التي خفت منذ وقت مبكر لحضور الحدث. عشت في مدينة كوستي سنوات طويلةوشهدت في أستادها أحداث كبيرة ولكني لم أر مثل تلك الحشود وأغلبهم من مدينة كوستي الذين تجاوبوا مع الحدث، الذي يحسب نجاحه للولاية ولمواطنيها وليس للوالي واللجنة التنظيمية، لأن نجاح مثل تلك الأحداث يقاس بالمشاركة الجماهيرية. كان طابور العرض مشرفاً بهر الحضور وأدمى أكفهم بالتصفيق وحناجرهم بالهتاف. رسم التلاميذ لوحات زاهية ومعبرة تجاوبت معها الجماهير بالتصفيق الحاد والزغاريد وأهازيج الفرح. شهد عرض الافتتاح تمثيل رمزي للولايات المشاركة ومرور طابور العرض من أمام المنصة وحيت ضيوف الشرف ويتقدمهم السيد/ النائب الأول لرئيس الجمهورية والسيد/ والي الولاية ووزيرة التربية والتعليم ووزير الرياضة ووزير الحكم المحلي وعدد من الدستوريين الذين قدموا خصيصاً لحضور الحدث. تحدث البعض عن عدم جاهزية الأستاد، ونقول أنه ربما تبقت لمسات بسيطة لم يلحظها الكثيرون ولكن روعة العرض وما قدمه التلاميذ من عروض غطت على ذلك تماماً وخرج الجميع سعيداً بتلك اللحظات الجميلة التي عاشها. ونحن خارجون أكثر ما لفت نظري الهتاف المتواصل لوالي الولاية د. كاشا من قبل عدد من المجموعات ولفت نظري مجموعة من التلميذات كن يرددن " كاشا أبونا ونحن بناتاتو .. تدافع عنو إنجازاتو". قد يتفق البعض أو يختلف مع الوالي كاشا، ولكن لا أعتقد أن من ينكر نجاح مهرجان الإفتتاح بأستاد كوستي والليلة الثقافية بمسرح ربك، وأعتقد أن الوقن مبكر للحكم على فشل تنظيم الدورة. وإذا حكمنا عليها بنجاح اليوم الأول فيمكن أن نقول "الخريف اللين من رشاشو بين". عمل ضخم كهذا وفقراته محكومة بتوقيت زمني دقيق لابد أن يلازمه بعض القصور كعادة أي عمل بشري ويجب الاعتراف بذلك "الكمال لله وحده". ليلة افتتاح الدورة أتيحت لي فرصة حضور الاجتماع الأخير بأمانة الحكومة بربك لوضع اللمسات الأخيرة قبيل انطلاق الحدث الكبير الذي تشهده الولاية. ترأس الاجتماع السيد/ والي الولاية بحضور اللجان التحضيرية للدورة. وكل رئيس لجنة أوضح آخر ترتيباته وبدا جلياً أن كل الحضور يحفظ "لوحو" ويعرف المطلوب منه. وتم رفع التمام لوالي الولاية واطمأن الجميع على ترتيبات اليوم الأول للدورة. أعتقد جازماً أن النجاح الأكبر الذي حققته الدورة هو تفاعل المواطنين وتجاوبهم بصورة مجتمعية ولم يتفرجوا على الحدث بل كانوا من صناعه وبرز ذلك جلياً في تكامل الأدوار مع اللجان التنظيمية خاصة في إسكان وضيافة التلاميذ المشاركين من الولايات المختلفة والوفود الإدارية المرافقة لهم. نال أهل الجزيرة أبا قصب السبق في ذلك وشرف إكرام ضيوفهم محيين ذلك إرثهم القديم في استضافة جموع الأنصار التي كانت تفد من أقاليم السودان المختلفة لأداء صلاة العيد مع إمام الأنصار. شهدت الوفود الزائرة وكبار المسؤولين بالولاية والزائرين من المركز لأهل الجزيرة أبا بحفاوة استقبالهم للضيوف وكرمهم الحاتمي الزائد. على الرغم من أن فعاليات الدورة ما زالت مستمرة ومن السابق لأوانه إصدار حكم نهائي، إلا أن بعض الصحفيين من أبناء الولاية سودوا صفحات الصحف في الأيام الماضية بتراشق والإساءة لبعضهم البعض بصورة لم ترض متابعيهم من القراء. كل يرى الكوب من وجهة نظره: هل هو ممتلئ إلى نصفه، أم فارغ إلى نصفه؟ يجب النظر إلى الحدث بصورة موضوعية، مدحاً أو قدحاً، وينبغي ألا ينكر أحد على غيره أبداء وجهة نظر مغايرة، أو استخدام عبارات جارحة أو الإساءة للآخرين ويجب عدم شخصنة الأمور. أعتقد أن النقد الهادف البناء والموضوعي يساعد الولاية في تقييم التجربة أكثر من المدح المبالغ فيه. لا ينبغي أن يكون الناس نسخة واحدة فالتنوع مطلوب والرأي الآخر الموضوعي يفيد في التحليل وتقييم التجربة. ونحن في هذه المرحلة والتي أعتقد أنها ستكون البداية الحقيقية لتنمية الولاية أرجو أن تتكاتف الجهود وتتصافى النفوس ونضع أيدينا في أيدي بعض وأن نتناسى أي خلافات أو مرارات شخصية وأن نكون عوناً للوالي وحكومته في المرحلة القادمة وأن نكون معلاً للبناء وليس أداةً للهدم، وأتمنى أن يتقدم الصحفيون من أبناء الولاية الصفوف وأن يسخروا أقلامهم لدعم مسيرة البناء والتعمير التنمية التي سوف تنتظم الولاية. أنا شخصياً متفائل ويحدوني أمل في أن ولايتنا وبما وجدته وستجدته من دعم من الحكومة المركزية سوف تتقدم الولايات في مسيرة التنمية وتحسين وتطوير وترقية الخدمات الضرورية. يا أهل الرأي من أبناء الولاية فليدعم بعضنا بعضا من أجل أهلنا فالتاريخ لا يرحم من يقف ضد تطلعات المواطنين، إستووا واصطفوا وساووا صفوفكم وبيضوا نيتكم عشان تربح مسيرتكم، وساعدوا بعضكم لنجعل الحلم حقيقة.