من يستمع للحوار القوي والإفادات العظيمة التي ادلي بها اللواء / حميدتي قائد قوات الدعم السريع , والتي انتشي بها مقدم برنامج حال البلد الطاهر التوم بإعتباره انتزع اعترافات فريده من نوعها , وهو لايعلم بأن حميدتي كان يبحث عن هذه اللحظة منذ سنين حتي يعلن عن نفسه كرقم لايمكن تجاوزه , المستمع للحوار يجب ان يعلم تمام العلم أن حميدتي , رجل له شأن عظيم في خارطة المشهد السوداني الآن ولاعب أساسي وقوي في شمال ووسط أفريقيا يقوم بالدور المرسوم له بكل دقه وتركيز وبطريقته التي يجب أن تدرس ضمن مقررات الخطط العسكرية القتالية . هذه المزاعم تستند الي ثلاث نقاط في حوار هذا الحميدتي وهي كالاتي : - النقطة الأولي : صراع الزرقة والعرب الذي أشار اليه الرجل في مطلع حديثه ومحاولة أظهار نفسه بالمعتدي عليه كبداية للصراع القبلي بينه والحركات المتمردة الدارفورية ... معرجاً الي دعم الجلابة في المركز الي جهوده الراميه الي محاربه التمرد حسب ماذهب اليه , والشاهد أن ذلك كان بداية فشل حكومة المركز في قمع (شويه رباطه يقطعون طرق التجارة) وتعمّد الحكومة تسليح بعض القبائل العربية بعتاد أكبر من حجم المهمة الموكله اليهم مما جعل بعض قبائل الزرقة تلجأ للدول المجاورة من أجل التسلّح , فكانت بداية التدخل الإقليمي في هذا الصراع القبلي الذي يجب الا ننظر اليه كنزاع بين المزارعين والرعاة فهي حرب قبلية إقليمية كبيرة مابين (عرب السودان , عرب ليبيا , عرب تشاد , عرب النيجر , عرب مالي , عرب مورتانيا) من جانب ومابين (زرقة السودان ,زرقة ليبيا , زرقة تشاد , زرقة النيجر , زرقة مالي , زرقة مورتانيا) من جانب آخر .(راجع الطوارق ودوله الأزواد) . - النقطة الثانية : تعّمد الرجل أن يظهر قوات الشعب المسلحة بالضعف وعدم الفعالية بل والعجز في القيام بدورها , حدث هذا وليس في حديث عابر وإنما بنقاط تفصيلية محددة بالوقائع , وعدم إعترافه بتعليمات القادة الميدانين بل وزير الدفاع نفسه , وذكر انه يتعامل مع الرئيس مباشرة , ووضح ذلك بيان بالعمل مؤكدا أن قوات الجبهة الثورية دخلت أم درمان لأنه كان (معتصم) لخلاف بينه وبين الجيش والقادة السياسين وأن الرئيس أستعان به مرة أخري وبصلاحيات أكبر للقيام بالدور الذي عجزت عن القيام به قوات الشعب المسلحة , لم يعترف حميدتي بأنه حكومة موازية لحكومة المركز كما فعل عقار في جنوب النيل الأزرق , لكن الشهور او السنين القادمة ستؤكد ذلك . - النقطة الثالثة : أن حميدتي يعمل جنب الي جنب مع أبن عمومته هلال من أجل السيطرة علي دارفور أولا ثم السودان ثانياً كإمتداد لمايقوم به العرب في الدول المجاورة المذكوره أعلاه , وضح ذلك في حديث الرجل عن جبل عامر والوجود الأجنبي داخل مناطق تنقيب الذهب ووصفه للعلاقة بينهما بالسمن والعسل وإظهاره لأبن عمه بمظهر حامي حمي الإدارة الأهليه وراعي قوات حرس الحدود , وكذلك تكذيبه لوزير الداخلية الذي كان يجب ان يفصّل تقريره طالما أنه في البرلمان ويوضح أن الأجانب بجبل عامر هم جنود مرتزقه عرب من الدول المجاورة تابعه لقيادة هلال وهم يسرقون (خيرات الجبل) ويهربونها خارج السودان كعمل منظم لتمويل مشروع دولة العرب الكبرى في شمال ووسط افريقيا . حكومتنا الفتية وبعد أن سهلت لحميدتي مهمة السيطرة علي (الخلا والصي) هاهي الآن تصنع لنفسها ضرس جديد وهي تقدمه كرجل دولة وصاحب شرعية وانجازات كبيرة تفوق إنجازات حكومة الإنقاذ وقوات الشعب المسلحة منذ فجر الثلاثون من يونيو 1989. أقول هذا ليس إعجاباً بقدر ماهي الحقيقة (عفواً سادتي حميدتي ليس مجرّد جماّلي) . عبد العزيز النور اللخمي [email protected]