بسم الله الرحمن الرحيم موجة من الاستهجان والاستنكار سادت مجالس النقاش في حلفا عقب حادثة الهجوم على الجمهور في حفل الفنانة ندى القلعة في دار السينما الوطنية بحلفا الجديدة..وقد وجهت اصابع الاتهام مباشرة صوب جماعة أنصار السنة المحمدية ..باعتبار أن الجماعة ..قد قادت حملة عنيفة ضد الغناء والرقص في الأيام التي سبقت الحفل..بإقامة ندوة نهارية والإعلان بكثافة للندوة في سوق المدينة..وحتى خطبة الجمعة في المركز العام كانت بنفس العنوان ..والأدهى كما روي أن (تكتك) مؤجر بمكبر صوت كان يتبع عربة الدعاية للحفل بنفس الفكرة..ولم يقع في يدي بيان قيل أن الجماعة قد أصدرته ونفت علاقتها فيه بالحادثة. إن في قيادة الجماعة في حلفا نفر من رموز المجتمع..ومساهمون في مجتمعه بصورة إيجابية ..ولا يوجد عقد زواج وإلا كانت خطبة النكاح من أحدهم إن وجد..ولا مواعظ مآتم اتوها إلا وقدموا للتذكرة..فعلى عنف الخطاب اللفظي في بث أفكارهم ..إلا أن واقع الحياة فرض عليهم التعايش ..وتقبلهم المجتمع مع مكونات مضادة لهم..ويكفي أن تدرك أن بلدة واحدة هي إشكيت..قد ضمت الشيخ الراحل أبوزيد محمد حمزة..وفنان حلفا الأول الراحل صالح ولولي..فما الذي أوقع الجماعة في هذا الموقف ؟ فحفل ندى القلعة ..ليس الحفل الأول ..فقبله كان محمد النصري ومنتصر هلالية ثم حفل لمنظمة مسكاقجرو بثلاثة فنانين..فما الذي جعل نشاط الجماعة يظهرهم كمن يستهدف هذا الحفل بالذات؟ وبهذا الأسلوب الفج ؟هنالك نقاط في تقديري يجب الوقوف عندها في هذا المقام هي : 1/ وهم الظن بجدوى الوعظ الزائد في المناسبات..فالسلفيون يكثفون الحملات المضادة في أعياد الميلاد والفلانتاين ورأس السنة وغيرها.. وعندها يتم شحن لبعض عضويتها أو من خارجهم من حيث احتسبوا أو لم يفعلوا..وتظل المفارقة أن الناس لا يستجيبون ..ويخرج منهم من يأخذ القانون بيده وفقاً لرؤيته..فقتلة قرانفيل كانوا استهدفوه في أعياد الميلاد..وكذا فعل منفذ جريمة حلفا الذي نقل أطفالاً ونساءً إلى قسم الحوادث بجريمته . 2/ إن الشعور بالعجز عن أخذ الناس إلى رأيهم فيما يرونه محرماً ..يتناسل مع عنف الخطاب اللفظي ..فينحو بعضهم إلى فرض رأيه بمثل هذه الأساليب. 3/ عجز الخطاب الديني التقليدي عن استيعاب حاجيات الشباب واهتماماتهم..فلقد فوجئ القوم بمستوى تفاعل الحواتة مع موت الراحل محمود عبد العزيز ..فبدلاً من مراجعة خطابهم ..لمعرفة كيف تسلل منهم هؤلاء..فضلوا الاستهجان المتعالي 4/ ثقافة العنف السائدة..التي تغذي كل سلوك متطرف إن من مصلحة الجماعة في السودان أن تدرك أن وضعها في السودان ..ليس كوضع الجماعات السلفية في الخليج وغيره..وتتعامل مع هذا الواقع بمقتضياته..وإلا فسيخسرون ..والدعوة بالوسائل السلمية مع تخفيف العنف اللفظي أولى بهم ..ولقد لمسوا بأيديهم في حادثة مسجدهم بالثورة عندما راحت دماءٌ زكية من انقياء وأتقياء بفعل فكر أكثر تطرفاً منهم ..فهل هم فاعلون ؟ [email protected]