@ قضية فسائل النخيل ذات الفطريات القاتلة ، التي تم استيرادها بواسطة شركة (أمطار) الاماراتية لزراعتها في منطقة الدبة بالمديرية الشمالية تعتبر فصل آخر من فصول فساد (ممنهج) يهدد الاقتصاد القومي عامة و علي وجه الخصوص تدمير انتاج التمور في الشمالية والتي لم تسلم من الخسائر و الحرائق المفتعلة . هذه القضية تحمل من ورائها استهداف (يستقصد) حياة المواطنين في الشمالية الذين يعتمدون علي محصول التمور في سبل كسب العيش ، هذه القضية يجب أن تستنفر كل مواطني الشمالية عبر تجمعاتهم و تنظيماتهم السياسية و القبلية و منظمات المجتمع المدني والمجالس التشريعية لأن ما يحدث جريمة مكتملة العناصر و جزء من التدمير الممنهج للزراعة في السودان وفي الشمالية علي وجه الخصوص حيث سبق ذلك استهداف ( مسكوت عنه) يتحدث عنه أبناء الشمالية العاملين في ادارات القطاع الزراعي . @ القضية بكافة تفاصيلها اوردتها الصحفية الالمعية (عازة ابوعوف) في تحقيقها (الاستثنائي) بصحيفة الجريدة يوم امس ، أوضحت بجلاء ، كيف وصل فساد المسئولين في الحكومة لدرجة التلاعب بمستقبل الزراعة و تعريض مزارعي الشمالية للخطر . ما تم في قضية استيراد 20 الف شتلة مصابة بالفطر القاتل ، ثبت من خلال تقارير معملية موثوق بها ، الاول من معمل إدارة الحجر الزراعي و الثاني ، تحليل الحامض النووي بمعامل جامعة الخرطوم ، كانت نتائجها مطابقة تؤكد وجود المرض بنسبة 100% ولكن هنالك التفاف و محاولات بائسة للتشكيك في نتائج الجهات المتخصصة من قبل دكتورة ترأس لجنة من هيئة البحوث كونها وزير الزراعة أفادت ، بأن هنالك إمكانية وجود خطأ في النتائج وهذا وحده يؤكد عدم حيادية لجنة الوزير التي شكلها من منسوبيه عندما كان مديرا لهيئة البحوث قبل ان يصبح وزيرا . @ ما يحدث يؤكد علي صدق الحكمة الصينية التي تقول (أن السمكة تفسد من رأسها) . هنالك مخالفات واضحة في هذه القضية وأولها ، أن هذه الشركة التي تحمل الموت لثمار النخيل في المديرية الشمالية يرأس مجلس إدارتها السيد وزير الزراعة ابراهيم الدخيري الذي يسعي بكل ما أوتي من قوة تبرير سلامة الشتول رغم التقارير المعملية لأنه يهتم بالشركة أكثر من إهتمامه بمستقبل زراعة النخيل في الشمالية و ما يتهددها من خطر . هنالك العديد من التساؤلات التي تفرض نفسها وهي ،كيف يتثنى لوزير زراعة عموم السودان ، أن يرأس مجلس ادارة شركة خاصة لم تحترم ولم تلتزم بقوانين الحجر الزراعي حتي لو كانت تلك الشركة شريك مع الحكومة ، هل يحتاج السودان للاستثمار في مجال التمور و السوق المحلي يشهد ركود و انهيار أسعارها الي درجة أن المزارعين تحولوا الي زراعة الموالح والوزير الذي جاء من خلفية البحوث الزراعية كان عليه الاهتمام بتطوير ابحاث التمور السودانية ولكن ادخال عينات بهذه الكثافة وعدم اخضاعها للبحوث تشكل جريمة مكتملة العناصر لا يسلم منها الوزير . @ وزير الزراعة الاتحادية ابراهيم الدخيري خريج الاقتصاد الزراعي ، عمل في البحوث الزراعية و لم تشهد له سنوات عمله أي تميز ونبوغ في بحوث الزراعة ويكفي فقط فشله الآن وهو وزير زراعة اتحادي و رئيس مجلس ادارة أكبر مشروع زراعي في افريقيا ، لم ينجح في تحقيق أي انجاز خلال المواسم التي قضاها في الوزارة و في ادارة مشروع الجزيرة بل علي العكس وتأكيدا علي فشله نسوق المثال العملي الذي عرّض اقتصادنا القومي للخسائر و الفاقد الكبير للعائد بالعملات الحرة في موسم 2016 لمحصول القطن فقط . المساحة المتاحة لزراعة القطن تقدر ب 450 الف فدان ، المزروع منها 27 الف فدان ، المساحة التي لم تزرع 423 الف فدان . اذا كانت متوسط انتاجية الفدان 4.5 قنطار / الفدان فعليه يصبح الفاقد من المساحة الغير مستغلة تساوي 423 الف /فدان ×4.5 قنطار تساوي 1.903.500 قنطار قطن والعائد منها بالدولار يساوي 1.903.500×100 رطل ×70 سنت تساوي 133.245.00دولار . @فاقدزيت البذرة الخام يصبح 1.903.500×2×100÷2240 تساوي169.900 طن زيت العائد منها بالجنيه السوداني ×2000 تساوي329.800.000 جنيه أي 21.219.00 دولار وتصبح جملة الفاقد من القطن والزيت فقط غير (الامباز و حطب الحريق و المرعي وفاقد المياه المهدرة) حوالي 154.484.500 دولار تشكل خسارة و فاقد عدم زراعة القطن فقط في الموسم السابق و علي دواليك يمكن حساب الموسم القادم والمواسم التي يسأل منها الوزير الدخيري الذي رغم فشله بالارقام فما يزال يواصل في الحاق الضرر بتمور الشمالية عبر الشركة التي يرأس مجلس ادارتها التي لم تجد استثمار غير الاضرار ببيئة التمور بزراعة فسائل مريضة و مبوءة بالفطريات القاتلة التي تنتقل الي بقية التمور و الارض . علي وزير الزراعة قبل أن (يلميع) نفسه (بالفشل) و الاحتفاظ بكرسي الزراعة في التشكيلة الوزارية القادمة ، عليه الاسراع بتقديم استقالته لأن ادخال فسائل مريضة رغم التقارير المعملية ، جريمة مكتملة العناصر مدعومة باستغلال النفوذ وتصبح سيرة ذاتية غير مؤهلة لتبوء أي وظيفة خاصة في منظمة الهيئة العربية للتنمية والاستثمار و الانماء الزراعي بعد كل هذا الفشل المشهود . @ يا مكاوي .. الطرق والزراعة .. وزراء فاشلون !! [email protected]