اقر وزير الزراعة البروفيسور ابراهيم الدخيرى بارتكاب شركة امطار جريمة بنقلها فسائل شتول النخيل الى الولاية الشمالية بفراج مؤقت من الحجر الزراعي قبل اكتمال فحصها، واكد انه لم يغلب مصلحة الشركة على مصلحة البلاد كاشفا عن اتخاذه قرار الابادة فور ظهور نتائج الفحص المعملي قاطعا بانه سيغادر الوزارة في التشكيل القادم موضحا ان ابادة الشتول كلف السودان خسارة تقدر ب 15 مليار جنيه، باعتباره شريكا بنسبة 40% في مشروع أمطار، مؤكدا ان جميع الفحوص المعملية اثبتت اصابة الشتول بالفطر المسبب لمرض البيوض مبينا انه لا يستبعد وجود مكيدة فى اصابة الشتول بفطر البيوض وقال الدخيري في مؤتمر صحفي عقده بوزارة الزراعة امس ان شركة امطار شككت في نتيجة المعامل الهولندية، الامر الذى دفع رئاسة الجمهورية إلى أن ترجئ امر الابادة لاجراء مزيد من الفحوصات لافتا الى ان لجنة انعقدت وراجعت كل المسنداتت واطمأنت الى النتائج التى اصدرتها المعامل المحلية وقال "في النهاية لا يحق إلا الحق"، مبينا ان الشركة حاولت إرجاع الفسائل، غير ان الجهة التى تم الاستيراد منها رفضت استلامها بعد زراعتها فى التربة السودانية. واوضح الدخيرى ان وجوده على رأس مجلس ادارة الشركة، لا يتقاطع مع صلاحياته كوزير للزراعة يعمل على مصالح البلاد، مشيراً إلى أنه وبموجب أمر تأسيس الشركة، فإن وزير الزراعة الموجود يعتبر تلقائيا رئيسا لمجلس إدارتها كاشفا عن ادخال والى الولاية الشمالية عضوا فى مجلس الادارة باعتبار ان الولاية تحوز على نصف نصيب السودان فى الشركة البالغ 40% كون ان المشروع مقام على اراضيها ولم يستبعد الدخيري وجود مكيدة فى اصابة الشتول بالفطر قاطعا بانها خرجت من الامارات غير مصابة وقال "لا استبعد نظرة المكيدة لان الخليج لا يوجد به فطر البيوض وان الشحنة اخذت لفة طوية حتى وصلت الخرطوم وفى النص حصلت الاصابة" مشيرا الى اهمية التحقيق فى كيفية اصابة الشتول بفطر البيوض. ولفت الوزير إلى حرص وزارته على متابعة كل ما يختص بالعمل الزراعي، من قوانين وأُطر، مبيناً أن من مهام إدارتي وقاية النباتات، والحجر الزراعي، التأكد من صلاحية كل ما يزرع في البلاد، مشيراً إلى القوانين والمعايير التي تنظم هذا الأمر، وقال إن السودان من أوائل الدول التي اهتمت بوقاية النباتات من خلال قانون أمراض النبات للعام 1912، بجانب وجود 36 معياراً لتصنيف الآفات معمول بها منذ الخمسينات، وأضاف أن الكشف عن الفسائل المريضة تم في إطار العمل الروتيني لوقاية النباتات والحجر الزراعي، تم تكوين فريق لإعادة الفحص مكون من 19 مختص، حيث أوصى 15 منهم بالإبادة الفورية، فيما أوصى الباقون بأخذ عينات للحامل الوراثي، وأبان الوزير العلماء اعتمدوا حجية هذه النتيجة، إلا أن الشركة المستوردة أصرت على إرسال عينات إلى معامل خارجية.