* يستعد مريخ السودان لإستهلال موسمه القاري عصر الأحد بمواجهة فريق سوني إيلانغيما من غينيا الاستوائية في ذهاب الدور التمهيدي برسم بطولة دوري أبطال أفريقيا في ظل ظروف بالغة التعقيد والغرابة في آن واحد. * أما الظروف المُعقّدة فقد فُرضت علينا من قبل المُضيف ببعده البيّن عن السلوك الحضاري وهو يعمد لنصب الفخاخ والمخاوف ليجعل من مهمة المريخ عسيرة غير يسيرة، ومن خارج الميدان قبل إطاره الذي يجب أن يحتضن الفرسان في تنافس شريف. * وأما تلك الغريبة فهي من صنع أيدينا وإدارتنا التي وضعت فريق الكرة تحت قبضة مدرب لم تحسم أمره بعد، وعليه سيدُخل المدرب الفرنسي دييغو غارزيتو بدوافع مختلفة وهو يقود المريخ في هذه المباراة. * ستكون دوافع المدرب شخصية بحتة، أي ليس الغرض(الأساسي) منها صناعة مجدٍ جديد،ٍ وهو – أي المدرب- ربما يخوض تجربته الأخيرة في عالم التدريب في ظل إمتناع الكثيرين من خطب وده مجدداً. * والدوافع الذاتية هذه نقصد بها أنه سيسعى للحصول على نتيجة إيجابية تُساعده في إتمام مشروعه – عمله- وإقناع الإدارة المريخية للسعي حثيثاً من أجل إكمال إجراءات التعاقد معه. * إذاً دافعه الأول هو توفيق أوضاعه والبحث عن موطئ قدمٍ كمدرب محترف بأجرٍ معلوم، وعقد مُلزم وهنا تكمُن الغرابة!!. * صحيح أن هدفه ذاك سيخدم فريق الكرة بالمريخ فالنتيجة الايجابية مطلوبة وهدف يسعى لنشدانه كل المريخاب ولكن الكثيرون لا يفضلون أن يتأتى من صُلب هذه الظروف وتلك الطريقة التكتيكية التجارية إن جاز التعبير. * والطريقة التي إتبعتها الإدارة مع المدرب تؤكد أن الطرفين لم يحترما بعضهما البعض. * فإن كانت الإدارة مقتنعة بالمدرب فلماذا لا تُقنن معه الاتفاق؟، وإن كان المدرب محترف بالفعل فلماذا يقبل أساليب الهواة الباحثون عن فرصة لإثبات ذاتهم؟. * وهذا الوضع يجعلنا نحن – المعارضون لإستقدامه من الأساس- في حيرة من أمرنا، فبعد إعلاننا تنازلنا وتراجعنا عن موقفنا الرافض لوجود (غُرزة) على سُدة الإدارة الفنية، ومن ثم اعتباره قدرأً يجب التسليم به فإذا بنا نجد أنفسنا في مفترق طرق. * لا ندري هل نعود لقواعدنا الأولى؟، أم ندفع بإتجاه إحترام المريخ والمنافسات التي يخوض غمارها محلياً وإقليمياً وقارياً؟. * فلا يعقل أن يخوض المريخ مبارياته جميعها – في مختلف الاستحقاقات- استناداً على تصريحات صحافية من هنا وهناك تمديداً للوقت في انتظار قولٍ فصل من الريس جمال!. * وعودة للعبة الخيارات - فيما يتعلق بموقفنا نحن- فالخيار الثاني أراه أكثر موضوعية وإحترافية، وعليه نطالب الإدارة المريخية أو بالأحرى السيد جمال الوالي أن يضع نقاطاً حاسمة على حروف عقد غارزيتو الحائر بين باريس والعرضة جنوب!. * الفراش الحائر أم العقد الحائر؟!. * والتأخير في توقيع العقد بجانب مثالبه التي ذُكرت من قبلنا في السطور أعلاه، وتلك التي تفضّل بها بعض الزملاء فهو يكشف من جانب آخر بؤس الحال الإداري، ويُعرّي بقية أعضاء لجنة التسيير، وعليه فستر هؤلاء من سُترة المريخ!. * عموماً نعتبر مواجهة الغد أمام الفريق الغيني قاسية ومحفوفة بالمخاطر، فالمريخ ظل يعاني منذ استهلالية هذا الموسم في التسجيل خارج أرضه وقد حدث ذلك في مناسبتين أمام تيلكوم الجيبوتي والشرطة القضارف وإلى حدٍ ما أمام حي العرب بورتسودان. * وبالمقابل فإن شباك المريخ أُستبيحت من الخصوم وهو السيناريو الأسوأ الذي نخشى تكراره غداً. * أي تعثُّر غداً سينسف أحلامنا من جهة، وأحلام غارزيتو ( الخاصة) من الجهة الأخرى!. * فقط تذكّروا أن غارزيتو أشهر مبررات هزائمه وانتصاراته منذ اليوم الأول. * إن خسر – لا قدر الله- سيحدثنا عن فترة الاعداد السيئة، وإن كسب سيحدثنا – بطريقة مباشرة أو غير مباشرة- عن أسطورته التي صنعت من الفسيخ شربات وعيونه الخضراء ترنو لتلك الدولارات موثقة بعقد ملزمٍ، بعد أن يضع – العقد- حداً لحيرته بين باريس والعرضة جنوب. التيار [email protected]