وكأن الله يختم على قلوبهم وعقولهم ويحرمهم من تلك "النعمة". حتى يواجهوا مصيرهم فى الآخرة وهم مثقلون بالذنوب وجرائم الفساد والقتل والإبادة. ثم لا تكون لديهم "حجة". على الرغم من عدم ثقتى فى أى "إسلاموى" على وجه الأرض. طالما بقى "إسلاموى" فى مكانه يدافع عن هذا "الفكر" البائس العقيم وعن "الأيدلوجيا" الإسلاموية و"منهجها". وطالما حصر ذلك الإسلاموى إنتقاده فى "الشخصيات" الإسلاموية وأنظمتهم وسلوكياتهم وطريقة إدارتهم للحكم. وأن يبرأ ذلك "الفكر" من العوار والإخفاقات ومن عدم ملاءمته لروح لعصر وثقافته. مرة أخرى لا اثق فى ذلك "الكائن" الإسلاموى، مهما فعل ومهما قال. الا إذا تاب توبة نصوحة عن "فكره" ثم أغتسل وتوضأ سبع مرات الأخيره بالتراب. لكن ... لا باس من أن ننقل شهادة شاهد من أهلهم، لعل كثير من البسطاء والسذج ومن بينهم نخب وأكاديميين ودكاترة جامعات. يفتح الله عليهم بنعمة معرفة حقيقة هذه "الكائنات" الإسلاموية والا يثق فيهم وفى قرارتهم ورؤاهم. سخر القيادى والمفكر الإسلاموى "السابق" الدكتور حسن مكى من "حزب" - المؤتمر الوطنى - الحاكم ونعته ب "حزب البصمة". وقال "مشروع الترابى وده البلد فى داهية". إكتفى الدكتور حسن مكى بذلك ولم يسرد العديد من مخازى تلك الجماعة وذلك "الحزب" إن كان حزبا. مثلا أنه يعتمد على "الرشوة" لتغيير مواقف اشباه الرجال. وهو يتحدث عن "نهج" إسلامى! ويعتمد على شق الأحزاب والحركات المعارضة لهم. ويعتمد على دعم "المليشيات" والخارجين على "القانون"، ليصبحوا هم حماة "القانون". وقادة "الحزب" الذى يعتمد على "النهج" الإسلاموى. لا يلتزمون بالإتفاقات والتعهدات التى يوقعونها مع الآخرين. مثال ذلك إتفاقية "عقار/ نافع". يفعلون كل ذلك ، بل أسوا منه. من أجل أن يبقى الديكتاتور على ملتصقا بكرسى السلطة. لا يهمه أن يقسم الوطن ويتمزق ويتفتت. ولايهمه أن يجوع شعبه وأن يمرض ويفتقر ويتعرى. خبر آخر يفترض أنه "مزعج" للغاية لو كانوا يشعرون. وصف الكاتب الإسلاموى د. "خالد التيجانى" قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2340 والذى أتخذ بالإجماع. أنه "أبقى السودان تحت لائحة الدول الراعية للإرهاب وابقى العقوبات". يعنى كما يقول المثل "يا فرحة ما تمت"! واضاف د. خالد التيجانى "قرار أوباما كان مرتبطا بقبول الإدارة الجديدة"! اللهم لا نسألك رد القضاء بل اللطف فيه. للأسف يصعب على "الطغاة" إتخاذ قرارات مصيرية شجاعة. تجعل بلدانهم آمنة مطمئنة، تبسط فيها الحريات ويلتزم فيها الحاكم بمعايير حقوق الإنسان ويسعد إنسانها فى حياته. حتى يحفظ لأولئك الحكام "الطغاة" ولو قدرا قليلا من ماء وجههم. على سبيل المثال رئيس دولة "غامبيا" السابق، ذلك الديكتاتور الذى نصب من نفسه "خليفة" للمسلمين. صعب على ذلك الحاكم بعد 20 سنة من الحكم الديكاتورى، مرتديا "وزار" الإسلام. التسليم بالأمر الواقع وأنه سقط فى إنتخابات وأعلن بنفسه عن ذلك السقوط. فبدلا من أن يرحل معززا مكرما وقد بدأ بعض "المستعجلين" فى تهنئيته والثناء عليه متناسين جرائمه السابقة. أختار "الديكتاتور" أن يكون رحيلة فى ذلة ومهانة. وبعد أن توغلت قوات دولة مجاورة داخل أراضيه. وأمتناع جيشه عن مواجهتها لنصرة الديكتاتور. فرحل "الطاغية" تطارده اللعنات والخزى والعار. ثم اضاف سوءاته السابقة سيئة أخرى. بأن يرحل "كلص" سرق قبل رحيله 12 مليون دولارا من خزينة شعبه. الذى يتأمل المشهد "الغامبى" وموقف ذلك الرئيس الذى عزل. يجده لا يختلف عن الحال فى السودان. فالغامبى أرتدى "وزار" الإسلام وهؤلاء إرتدوا "جلبابه" – العريض - وتاجروا به. وحجم سرقتهم وفسادهم كان أكبر من سرقة رئيس "غامبيا". يكفى مثالين. حينما وجد مع إبن "نافع على نافع" فى مطار دبى مبلغ 10 مليون دولارا. وبعد فترة وجد مع مدير مكتب رئيس النظام "طه عثمان" مبلغ 40 ملبون دولارا وفى ذات البلد! فكم هو حجم الأموال التى نهبت ولم يكشف عنها .. يا ترى؟ لا داع للحديث عن قصور "كافورى" .. وقصر وزير المالية "الأسبق" .. والفساد الذى كشف عنه فى "معتمدية" الخرطوم. أرجع للديون وفوائدها التى تجاوزت ال 50 مليار دولارا حتى اللحظة، لتعرف الحجم لذلك الفساد. للأسف لم تظهر من خلال ذلك "الدين" تنمية واضحة أو تطور فى مجال الخدمات أو التعليم والصحة. اللهم الا إذا كان أكل "الهمبرجر" هو التطور الذى حدث للشعب السودانى خلال 27 سنة. رحيل عمر البشير – بنفسه – كما أعلن فى عام 2020 أمر عادى يفترض أن يكون قبل مدة طويلة من الزمن، لأنه أخفق وفسد وفشل. ولا زال اشباه الرجال والمنتفعين والأرزقية والمأجورين، يأملون فى أن يتراجع عن قراره. لأن كبير الطغاة الملهم "عمر البشير" لا يوجد فى السودان رجلا سياسيا ومتعلما ووطنيا، يمكن أن يحل محله! الشاهد فى الأمر أن عمر البشير قرر ذلك الرحيل، وهذا امر لا قيمة له. ومشكوك فى الإلتزام به حتى وصل مرحلة "الخرف". فمفارقة "الطاغية" للكرسى اصعب عنده من مفارقة "الروح" لجسده. وهو يظن نفسه قد قدم الكثير للشعب السودانى خلال فترة حكمه التعيسة. متناسيا عذاب "القبر" وحساب الآخرة. لعله "يعتمد" على فتوى شيخه بنفيه "لعذاب" القبر. القرار الصعب على الديكتاور الطاغية "عمر البشير" بعد أن غرق فى وحل الفساد وجرائم القتل والإبادة. هو أن يخرج على الشعب من خلال جهاز "التلفاز" الذى حرم منه "الشرفاء". نادما وباكيا. ومعتذرا عن الدماء التى سالت أنهرا. وعن فصله للجنوب وعن تفشى الفساد الأخلاقى والمالى فى عصره. وأن يلغى وجود "المليشيات". وأن يطرد كل ارزقى ومنافق ومأجور .. وهم معروفين. وأن يلغى أحزاب الفكة. وأن يحل المؤتمر الوطنى، فهو ليس "حزبا" وإنما "عصابة" تتاجر بإسم الدين. ثم يتنحى قبل عام 2020. من المؤكد أنه لن يفعل ذلك حتى فى شكل "حلم". لأنه إن فعل لما كان الديكتاتور والطاغية عمر البشير. الذى فرط فى العرض والأرض. تاج السر حسين - [email protected]