الإسلام والإسلاموية، موضوع عام وشامل، وهو هاجس العالم فى العصر الحديث، إستيفائه حقه كاملا يحتاج الى كتاب لا لمجرد مقالة أو مقالتين. أما غازى والمحبوب وآخرين، فهم نماذج سودانية كانوا "مسلمين" التزموا هذا "الفكر" "الإسلاموى" لفترة طويلة من الزمن، ولا زالوا يلتزمونه. وكانوا "متطرفين" فى إنتمائهم ذات يوم وإن لم يحمل بعضهم السلاح، ثم أظهروا قدرا من "الإعتدال"، إذا كان بإمكان "الإسلاموى" أن يصبح معتدلا حقيقة وأن يثق الإنسان فى إعتداله. ذهب فى نفس الإتجاه من قبلهم أو من بعدهم أو فى ذات الفترة، إسلاموىين آخرين مثل الدكتور/الطيب زين العابدين ود. حسن مكى. ولكى تتدرك عزيزى القارئ أن "لوثة" الإسلاموية و"جرثومتها" لابد أن تترك اثرا فى الفرد "الإسلاموى"، رغما عن أنفه ومهما حاول الإعتدال. تأمل الكتابات الأخيره ، للدكتور "حسن مكى"، تجده رغم "النقد" اللازع أحيانا للتجربة الإسلاموية السودانية، لكنه لا يعترف صراحة بفشل "المنهج" وعدم ملاءمته لروح العصر، بل أحيانا تلاحظ له وكأنه يبحث عن "مخرج" ومبررات وشماعات يعلق فيها أخطاءهم وجرائمهم البشعة. والمنهج نفسه يقول "المؤمن كيس فطن". يعنى ذكى ويمتلك قدرة على التحليل لا تجعله يخضع أو يقع فى مطب. خذ على سبيل المثال محاولة الدكتور/ حسن مكى فى مقاله الأخير، لتبرئة "نافع" و"على عثمان" من جريمة محاولة إغتيال "حسنى مبارك" فى إثيوبيا عام 1995، التى دفع السودان مقابلها ثمنا غاليا. تلك الجريمة التى نعرف تفاصيلها أكثر من غيرنا، مسئول عنها النظام والمجموعة "الشريرة" بالكامل، تخطيطا وايواء للمنفذين ودعما إمتد الى داخل أثيوبيا. صحيح أن النظام "الإثيوبى" كان "متواطئا" مع نظام "الشر" الإسلاموى فى السودان، والدليل على ذلك، أن أثيوبيا لم تعلن عن مجرد نيتها فى محاكمة السودانيين الذين تأكد تخطيطهم "للعملية" ودعموا المنفذين "المصريين"، الذين كذلك لم يعلن عن محاكمتهم وبعضهم تمت تصفيته خلال العملية الفاشلة وبعض آخر كان معتقلا لدى السلطات الأثيوبية. وما كان لأثيوبيا الا أن تتواطأ مع نظام "الشر" الإسلاموى فى السودان، وأن تعتقل السودانيين الأبرياء الذين تواجدوا فى أثيوبيا خلال تلك الفترة وأن "تغض" الطرف وتسمح للجناة والمتهمين الحقيقيين بالهروب. ومن محن أفريقيا أن يصبح المتهم الأول فى القضية الإسلاموى الشرير "نافع على نافع"– أمينا للأحزاب الحاكمة – فى الإتحاد الأفريقى، الذى مقره أديس ابابا!! ما كان للنظام "الأثيوبى" الا أن يتواطأ، فقد كان حديث عهد "بالسلطة". ونظام "الشر" الإسلاموى فى السودان هو الذى ساعده فى الإطاحة بالجنرال الشيوعى "منقستو"،إذا لم يكن هو من أطاح به، وسلم السلطة واثيوبيا بكاملها فى طبق من ذهب "لملس زيناوى" ورفاقه. صحيح أن مصر وأمريكا استفادا من الخطأ الذى إرتكبه الأغبياء "نظام الشر" الإسلاموى السودانى. بينما لم يجن أؤلئك الأغبياء سوى الخسران والذلة والمهانة، نقلنا من قبل من كتاب "المحبوب عبد السلام" الذى تحدث فيه عن العشرية الأولى للإنقاذ، الحديث الذى قاله "على عثمان محمد طه" بعد فشل تلك المحاولة أمام حشد من القادة السياسيين والعسكريين. لا باس من إعادته. قال على عثمان "بعد تلك المحاولة أخذنا نطرق ابواب المخابرات الأجنبية نمدهم بالمعلومات ونسلمهم المستأمنين ونحن نعرف مصيرهم القتل أو المعتقل". على كل أود أن اقرر هنا "كمسلم" أحمد الله على نعمة "الوعى" والقدر الضئيل من المعرفة، التى انعمنى بها الله ، فأصبحت أميز الغث من الثمين والنور من الظلام والحق من الباطل. واقول بأن شعرة خفيفة للغاية تفصل بين بين أن يكون الشخص "مسلم" عادى كباقى خلق الله أو أن يكون "إسلاموى" إرهابيا ومتطرفا. ولذلك كثير من المسلمين من مصلحتهم أن يتعرفوا على "الإسلام" فى بساطة، وأن يؤدوا واجباتهم وفرائضهم، دون "تعمق" أو إطلاع للعديد من كتب "التراث" الإسلامى خاصة "الصفراء" حتى يبقوا فى مكانهم "مسلمين" آمنين والدنيا منهم فى امان، لا أن يتحولوا بعد قراءتهم تلك الى "إسلامويين" يمكن أن ينتحروا ويسفكوا الدماء ويظنوا انهم "مجاهدين". يعنى المشكلة الأساسية تنبع من الإطلاع على افكار ونصوص وفتاوى، هى ذات المصادر التى أخذت منها "داعش" وأخذ منها "سيد قطب" واضاف اليها واخذ منها "محمد بن عبد الوهاب" وأخذ منها "حسن الترابى" وباقى تلاميذه "الأذكياء" منهم والأغبياء. لا أود هنا أن اقلل من جهد "غازى صلاح الدين" أو "المحبوب عبد السلام" المبذول لتجميل وجه "المشروع الإسلاموى" وإعادة صياغته وتقديمه بصورة أفضل .. وهيهات!!. طالما هما "يلفان" ويدوران فى ذات "الرحى" ولم تصل بهم درجة الصدق أو الوضوح لإعتراف "إسلاموى" عذب العديد من الشرفاء ايام "الفورة" والهيجان، وهو "مبارك الكودة" الذى قالها صريحة "بأن الأسلام لن يصلح الآ أذا كان الخطاب عاما وبيا ايها الناس"، يعنى ليس "بيا ايها المؤمنون"، يعنى أنه يرفض "الشريعة" لكن على إستحياء. وطالما كان المجهود الذى يبذله "غازى" و"المحبوب" وآخرين، لا يزال فى إطار إمكانية ظهور دولة تحكم "بالشريعة" ودعنا نضيف "غير المدغمسة" التى فرضت على الناس لظروف مقدرة فى القرن السابع الميلادى أى قبل حوالى 1500 سنة. فلن يثمر المشروع الا وجوها شائهة ومتخلفة وعدوانية وكارهة وقاتلة وفاسدة مثل "عمر البشير". وان تلحق بنصيبها من الدنيا وبزيادة، طالما اتضح لها صعوبة أن تنال "النعيم" فى الآخرة. لأنهم سريعا وعاجلا يكتشفون صعوبة تطبيق تلك "الشريعة" فى الناس وفى أنفسهم لإختلاف "العصر" الذى أقسم به رب العزة. ويكتشفون انهم سوف يواجهون بمخالفات فى مجال "حقوق الإنسان" وإستحقاقات "الديمقراطية" و"دولة المواطنة"، تلك القيم التى لم يطالب بها المجتمع المسلم فى "القرن السابع"، الذى كان يسعى للخروج لتوه من ثقافة "من غلب سلب". والذى لم يعلن الغاء "الرق" و"العبودية" ضربة لازب، والى جانبهما "قتل الاسرى" و"السبى". وإن نظم ذلك "القبح" بشكل من الأشكال وجعله لا يقارن بما كان فى السابق وحتى وقت قريب. و لايستطيع أى إنسان صادق مع نفسه الا أن يعترف بوجود أحكام فى تلك "الشريعة" خدمت الكثير من الجوانب ونظمتها مثلا قضية "الزواج" والتعدد فيه. لكن مشكلة "الإسلامويون" تكمن فى انهم لا يفهمون أن "الشريعة" واحكامها "جهد بشرى" حتى لو كانت معانيها ماخوذة من "نصوص" قرآنية. والجهد البشرى قابل للخطأ والصواب ويخضع لعامل "الزمن" وإختلافه ويحتاج للتطور. والنصوص ذاتها قابله لمعان وتفسيرات لا حصر لها حتى لو كانت أقلامها الشجر ومدادها الأبحر والمحيطات. دعك من "التأويل" الذى هو أمر آخر غير "التفسير" تماما وهو الذى يناسب ثقافة "العصر". وهو الذى دعا "النبى" ربه أن يعلمه لإبن عمه إبن "العباس". ولكى نبين أهيمة إعتبار تغير العصر والزمان ، فمن المؤكد أن مفاهيم "غازى" و"المحبوب" حينما كانا فى ريعان الشباب، تختلف عن الوقت الحاضر بعد الدخول فى مرحلة الكبر "والشيخوخة"، وإن كان العديد من رفاقهم اكبر سنا أو اصغر لا يزال فى مراهقته "الفكرية". (فغازى) الذى حمل الكلاشنكوف ذات يوم داخل دار الهاتف، بدلا من أن يحمل "سماعة" وهو الطبيب وكان يظن أنه لو قتل سوف يكون "شهيدا" لا "فطيسا"، وحينما كان "المحبوب" من "حواريى" الشيخ بل من أكثر الشباب قربا منه وتاثرا به، ما كان من الممكن أن يستمعا لخطاب مثل الذى يتحدثان به الآن. إذا فإن الشباب المنتمى اليوم لما يسمى "للحركة الإسلامية" لن يستمعوا الى خطابيهما وسوف يحتاجون الى 30 سنة أخرى لكى يفهموا ويتحدثوا باللسان الذى يتحدثان به الآن. فهل يعقل أن تبقى دولة رهينة "للأفكار" الإسلاموية المراهقة، الى الابد؟ ومن المؤكد أن العديد من الشباب "أتباع" النظام الآن، حتى لو كانوا صادقين لا "أرزقية" و"منتفعين" فإن وعيهم الثقافى وتعليمهم وقدراتهم الفكرية، ليست فى نفس المستوى الذى كان لدي غازى أو المحبوب. على سبيل المثال خذ ذلك الشاب الذى شوهد يحمل "كلاشنكوف" والذى قيل أنه "سجد" أمام "الطاغية" أبو جهل "عمر البشير". الشاهد فى الأمر لاحل ولا أمل فى مستقبل ونحن نخشى على وطننا من مخاطر عديدة قريبة الحدوث أو بعيدة وفى مقدمة تلك المخاطر، أن تتفشى ظاهرة الإغتيالات والتصفيات الشخصية. بسبب الظلم المجتمعى وصعوبة المعيشة والفساد و"الغبن" والتحدى السافر والإستفزازات، التى يطلقها قادة النظام من وقت لآخر وكلما شعروا بالخطر وحتمية "التغيير" حتى لو كان بالوسائل "السلمية" مثل "العصيان" الأخير والذى كان من قبله. تلك الإغتيالات التى ظلت بعيدة عن أرض السودان وإن حدثت على قلتها فإن من قام بها هو "النظام" وقادته وكوادره و"مليشياته" ضد الطلاب ونشطاء الشباب وخصومه السياسيين. وهى متوقعة بصورة أكبر إذا سقط "النظام"، والدليل على ذلك ما يحدث فى مصر منذ 30 يونيو 2013. أنظر الى هذا الخطاب والى النماذج الإستفزازية. صرح رئيس "النظام" قرب إنتهاء فترة تمديد وقف إطلاق النار وبعد إعترافه فى كسلا بقتل المتظاهرين فى سبتمبر 2013 قائلا : " من لايأت للسلام الا يلوم نفسه، بنجيكم فى أماكنكم، الفى الكور بنطلعوا وفى الجبل بنزلوا". وصرح مساعده حسبو قبل ذلك قائلا :" أى زول رأسو بيزيد بنساوى ليه". يعنى بعد الفساد واللصوصية وتعيين "لص" منازل – حرامى البيوت تلب - فى وظيفة دستورية، ظهر جزار "كيرى" بين قادة النظام. وجزار "الكيرى" لمن لا يعرفون، لم يكن جزارا محترما، كباقى الجزارين. بل يقوم بذلك العمل المخالف للقانون داخل منزله، ودون أن يعرض الحيوانات التى يذبحها على إشراف بيطرى للتأكد من خلوئها من الأمراض، فى زمن منظم لا يعرفه من هو مثل حسبو. وحينما يتم القبض علي مثل ذلك الجزار، أحيانا يقوم بذبح الشرطى أو ضابط الصحة الذى أمسك به. أما نائب رئيس المؤتمر الوطنى لولاية الخرطوم "المتهم بالسرقة" محمد حاتم سليمان فقد صرح مهددا:"بقطع يد كل من يسعى لإشاعة الفوضى". قارئة محترمة دافعت فى ردا على مقال السابق عن "محمد حاتم سليمان"ووصفته بوصف جعل منه صحابى. لعلها لم تقرأ حيثيات الإتهام الموجهة له. يكفى أن اسرد منها الذى قاله عبد القادر الفادنى مدير ديون الزكاة. قال فى يناير 2007 "أديناه 50 الف دولار من بند "فى سبيل الله" بغرض إنشاء قناة الضحى الفضائية". فهل سمع أحدكم عن هذه القناة وهل بدأت البث؟ الحل الذى لا بديل له إن كنتما جادين "غازى والمحبوب" فى مساعيكما. الإعتراف صراحة بأن "الشريعة" الإسلامية كأى فعل "بشرى" على خلاف ما يظن كثير من "المسلمين" لا "الإسلاميين" وحدهم، هى أحكام مستنبطة من فهم "الفقهاء" للقرآن وللأحاديث النبوية خلال فترة معينة من الزمن، لذلك كانت أكمل ما يكون الكمال، خلال تلك الفترة ولسنوات بعدها. وانقضى دور العديد من أحكامها واصبح غير ملائما وأحتاج بعضها لتطوير. خذ هذا المثال وتأمله جيدا. اوردت جريدة "اليوم السابع" المصرية، خبرا يقول " شهدت قؤية النجارين بمحافظة دمياط، حالة من الغليان، بعد ظهور نتيجة تحليل ال DNA التى تم سحبها من تجار مواشى وإبنته وطفلتها الرضيعة، التى أكدت أن الأب هو والد الطفلة". مثل هذه الحادثة وحتى وقت قريب لم يعترف بها علماء الأزهر، لأنهم يعتمدون على نص فى "الشريعة" يقول "الإبن للفراش" لا على نتيجة فحص "الدى. إن . أيه". وكان من المكن تطبيق حد الزنا فى البنت المسكينة التى هتك عرضها ابوها والعياذ بالله. نخلص من هذا أن "الشريعة" تتناقض مع روح العصر .. ولا تدعو "للحريات" التى لابد أن تبسط فهى ترفض الخروج على الحاكم – المسلم - وإن فسد وظلم .. وهى ضد مفهوم دولة "المواطنة" الحديثه، التى تجد لها تاييدا ودعما وقبولا فى "أصول" القرآن لا فى "فروعه" أى فى الشريعة التى نسخت ذلك الأصل الشامل. فالشريعة ترفض أن يحكم بلدا مسيحيا حتى لو كان الأفضل أو أن تتولى رئاسة الدولة إمراة. كثير من بسطاء الإسلام المعذوروين الذين لا يعرفون عن الإسلام أكثر من قشرته، يرددون عبارات محفوظة مثل "الإسلام دين عدل وتسامح وسلام". وفى بالهم قرآن الأصول الذى نزل فى مكه و"نسخ" بالقرآن الذى نزل فى المدينة ونموذج قرآن مكة: "قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". ونموذجه "أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن". ونموذجه " فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر". البسطاء لا يعرفون أن ذلك الخطاب تبدل بعد 13 سنة فى المدينة وبعد نزول الايات التى من خلال "فهمها" فرضت أحكام "الشريعة". ونموذج النص القرآنى الجديد هو "فإذا انسلخ الاشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم". ونموذجه القتل يطال حتى أهل الكتاب، الا أن يدفعوا الجزية، تقول الاية:"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين – أوتوا الكتاب –حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون". ونموذجه :" لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم أو ابناءهم أو إخوانهم". ونموذجه "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أياديهم وأرجلهم من خلال"؟ هذا النص يقرأ على من يخرجون فى "المظاهرات" السلمية، كمظاهرات سبتمبر 2013. وللأسف البعض يدافع عن النظام دون أن يدرى، حينما يقول بأن النظام لا يطبق الإسلام. وتلك حقيقة هم بلا دين أو أخلاق لكنهم "يستخدمون النصوص" ويستفيدون من "المنهج". لذلك يجب توضيح عدم صلاحية "المنهج" لهذا العصر حتى يفقدوا اى مبرر لبقائهم فى السلطة. وهذه النصوص كلها تستخدمها داعش بكل وضوح. ويؤمن بها نظام "الإنقاذ" وعمر البشير ويعمل ببعضها ويرجئ الآخر ليوم ينتظرونه، ينتصرون فيه على امريكا والصين والسلاح النووى. ولا تعمل فيه منظمات حقوق الإنسان "الكافرة" وتلغى "المحكمة الجنائية". ويكون من حقهم القتل وإراقة الدماء وترديد الألفاظ التى سمعناها خلال الأيام الماضية، بل من قبل 27 سنة، دون أن يساءلوا أو يحالوا الى "المحكمة الجنائية الدولية". يلاحظ أن إستخدام تلك النصوص والألفاظ العنيفة تطفو على السطح وتظهر بصورة أكبر حينما يشتد الضغط على النظام ولو بمجرد "عصيان" يصفونه بأنه قد فشل! لا أظن المحبوب وغازى مثل البسطاء لا يعلمان ما ذكرته اعلاه وأن "الشريعة" لا توفر العدل والمساواة بين الناس كآفة الا إذا كان المجتمع بكامله "إسلاموى" لا حتى "مسلم" فقط فيه شيوعيين وليبراليين وعلمانيين وخلاف ذلك. غنى عن القول بأن من يدعى أن "الشريعة" تحقق "عدلا" لغير المسلم، مسيحيا كان أو يهوديا أو "كجوريا"، فهو كاذب ومنافق. ودعاة تطبيق "الشريعة" فى العصر الحديث دون أن يدرون وجهلا منهم يتهمون "الخالق" تنزه وعلا والقرآن "بالتناقض". فالقرآن فيه آية تقول كما ذكرت تقول: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". وفيه آية أخرى تقول :"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين – أوتوا الكتاب –حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون". هذا يؤكد أن الخالق فى حقيقة الأمر لا يتناقض، بل يشرع للناس على قدر طاقاتهم ووسعهم، وبالضرورة وسع "القوم" الذى كان فى "المدينة" ليس فى وسع هذا "العالم" الضخم ومليارات البشر المنتشرين فى كآفة انحاء المعمورة، تختلف ثقافاتهم، عن بعضهم البعض، بل حتى بين "المسلم" الماليزى والتركى والسودانى والمصرى والألمانى. مرة أخرى اقول كمسلمين أنعم الله علينا بنعمة "الوعى" لا بد من أن نعترف صراحة وأن نوعى "الجهلاء" فى الغرب، المستشارة الألمانية "ميركل" أو غيرها وحتى لا يطال "التضييق" أبرياء لا ذنب لهم. أن الفرق بين "المسلم" العادى و"الإسلاموى" الذى يظهر كإرهابى ومتطرف ولذلك تصعب مكافحته، شعرة!!! فالمسلم العادى الذى كان بالأمس بريئا ولطيفا وودودا يؤدى واجباته الدينية وفروضه ويرعى شئون أهله واسرته ويتعامل بكل طيبة وود مع جاره "المسيحى" واللا دينى، يمكن أن يتحول خلال "ثانية" الى "إرهابى" بعد دراسته العميقة "للشريعة" الإسلامية وبعد أن يفهمها جيدا. وتصبح المصيبة أكبر لو وجد من "أفتى" له "بالجهاد" وبأنه "قاعد" ومحاسب يوم القيامة، إذا لم يمارسه وأن يحارب أعداء الله – وفق النص - وقتلهم فى اى مكان دون تمييز، بقنبلة أو بتفجير سيارة أو بدهس للمارة فى الطريق. ومصيرهم سوف يكون النار ، أما هو فسوف يزف "لبنت حور" فى الجنة. ذلك هو الذى آمن به "الدواعش" وتسندهم نصوص وفتاوى. وذلك هو الفهم الذى إقتنع به طبيب الأسنان الرائد فى الجيش الأمريكى من اصل "فلسطينى" الذى قتل رفاقه فى أمريكا. بعد أن حقق كلما تمناه فى الدنيا ولم يتبق له، غير أن أن يدخل "الجنة" بأداء فريضة "الجهاد" وقتل رفاقه الكفرة والكتابيين مستعينا بالنص. وكما فعل الشرطى التركى فى قوات مكافحة الإرهاب الذى قتل السفير الروسى قبل ثلاثة ايام. وهو ذات الفهم الذى يؤمن به "عمر البشير" و"محمد حاتم سليمان" و"حسبو" و"الحاج ساطور". الفرق الوحيد بينهم وبين اؤلئك أن هؤلاء يجاهدون شعب السودان. لكنهم يخشون أمريكا والمحكمة الجنائية الدولية. أخيرا .. هل المطلوب من العالم الغربى التضييق على كآفة المسلمين وطردهم من بلادهم؟ الإجابة لا. لكن على المسلمين الذين يعيشون فى تلك البلاد آمنين مطمئنين إذا كان لديهم ذوق أو حس أو دين، وطالما هو يؤمنون بتلك "الشريعة" أن يعودوا من أنفسهم ويعيشوا فى بلدانهم المسلمة. وأن يفرضوا على "حكامهم" تلك الشريعة بالقوة، فإن ماتوا فهم شهداء تنتظرهم بنات الحور فى الجنه. لا أدرى ماذا ينتظر النساء! اما على الذين أظهروا إعتدالا ووسطية، فعليهم أن يظهروا المزيد من الأمانة والصدق وأن يكونوا واضحين. وأن يشهدوا بأنفسهم، هل تصلح "الشريعة" لإنسانية العصر؟ وهل يمكن أن تتحقق من خلالها دولة المواطنة الديمقراطية الحديثة؟ وهل تساوى حقيقة بين المسلم وغير المسلم. وبين الرجل والمرأة. وللحديث بقية. تاج السر حسين - [email protected]