القول الفصل.. من خلال تجربتي مع (بتوع) الايجارات ومُلّاك العقارات - سواء كانت سكنية، أو تجارية- لحظت أنه في حال ترك الإتفاق شفاهة مع صاحب العقار فإنك كمؤجر ستكون حكمت على نفسك بالمعاناة وكُثرة الحجة مع مالك العقّار، وتكرار الزيارات غير المرغوب فيها التي يقوم بها صاحب العقار. فكثيرون منهم يستغلون حكاية أن لا إتفاق مُلزم بين الطرفين وبالتالي تكون هناك ثغرة قائمة بإستمرار يستطيع مالك العقار النفاذ منها إلى جيبك والضغط عليك بشتى السبل لضمان زيادة قيمة الإيجار ولو أمكن كل شهر. احياناً يقول احتجت للبيت أو الدكان أو الحوش أو أي كان نوع هذا العقار. واحياناً يستغل مسألة زيادة أسعار المحروقات والدولار فيطالب بالزيادة لعلمه أن هناك ثغرة معلومة يجيد استغلالها كل حين علماً بأن لحظة الاتفاق الأولى شهدت فصولاً من الشهامة الزائفة من شاكلة أنا كلمتي واحدة. أنا زول دوغري، كلامي معاك براهو عقد!!. يا زول لا إله إلا الله محمد رسول الله، نحن أولاد بلد كلمتنا ما بكسرها زول وهكذا. كل ذلك سُرعان ما يُنسى!. أما إذا نجحت في توقيع العقد بينك و(المستثمر) هذا فأعلم أنك لن تراه إلا يوم تسليم قيمة الايجار وهو في أول الشهر، وقد لا تراه إطلاقاً إن كان له وكيل، أو وصي على العقار. كل هذه الكسرة قصدت منها الإشارة إلى العقد الحائر بين المريخ والمدرب غارزيتو، ومع عليك عزيزي القارئ إلا أن تعكس كل ما ذُكر آنفاً من حكاية المستثمرين الجشعين والتي وردت في السطور أعلاه فيما يتعلق ب (غُرزة). تجربة المريخ السابقة مع غارزيتو تقول أنه عندما توقّع معه عقداً، ويضمن وظيفته المرعية من قبل الإتحاد الدولي – فيفا- فإنه يطغى ويتجبّر ويعود لممارسة الكثير من هواياته التي لا تعجبنا ولا تخدم مصالح الفريق، ولا حتى مصالح المدرب نفسه. لعلكم لحظتم البداية الأنيقة للمدرب غارزيتو مع فريق كرة اقدم بنادي المريخ. كما أنكم بلا شكٍ تابعتم تصريحاته المؤدبة في وسائل الإعلام بجانب إنصرافه الكامل نحو عمله بكل جدٍ وتفانٍ رغم أنه لم يوقّع حتى اللحظة عقداً مع نادي المريخ. بل أن لمسته الفنية بدأت تظهر في الفريق بشكل مميزٍ مما تشجعنا على دعمه والوقوف بجانبه بالرغم من أننا كنا نرفض مسألة التعاقد معه مجدداً واستعادة شريط تجربته السابقة. وفوق ذلك كله فقد تخلى عن إحدى خصاله غير المرغوب فيها وهي مسألة محاربة بعض اللاعبين وإقصائهم - على الأقل حتى الآن. كل ذلك يعود في تقديري لأن لجنة التسيير المريخية لم توقّع معه عقداً حتى اللحظة. لذلك نطالب بأن يكون العقد مع هذا المدرب شفاهة وليس كتابة على أن يكون مرعياً من جانب الادارة وفقاً للوازع الاخلاقي. يعني ببساطة أن يكون الالتزام بين الطرفين أخلاقياً ونثق في أن لجنة التسيير قادرة على الالتزام الاخلاقي والوفاء بكل المتطلبات المادية من مرتب وحوافز كما هي مقترحة في العقد قبل التوقيع. نقول ذلك مع علمنا بإمكانية رفض الاتحاد الرياضي لهذا النوع من الاتفاقات. ولكن لا بأس من أن تضع لجنة التسيير ملاحظتي هذه في الاعتبار، بل من الممكن إثارتها مع المدرب بطريقة لا تخلو من دبلوماسية. نتوقع أن تنشط أعداد من جماهير المريخ في الضغط على لجنة التسيير لإكمال اتفاقها مع المدرب عطفاً عل النتيجة الرائعة التي حققها المريخ عشية الأحد في الدور التمهيدي لدور أبطال أفريقيا أمام سوني الغيني بالفوز عليه بهدف. إذا حدث ذلك من جماهير المريخ فإنها بلاشك ستفوّت فرصة تأريخية على لجنة التسيير لترويض هذا المدرب صعب المراس. أتمنى أن تنصرف الجماهير لما يليها من تشجيع ولتترك ما للإدارة للإدارة. ***** آخر القول نكرر مناشدتنا لجماهير المريخ بالانصراف الكُلي للتشجيع وحشد الصفوف من أجل ملحمة العودة أمام الفريق الغيني وترك لجنة التسيير تعمل من غير ضغوط خاصة فيما يتعلّق بأمر التعاقد الرسمي مع المدرب غارزيتو. غارزيتو في قبضة المريخ تماماً، وهو يعلم أن هذه الفرصة ربما تكون الأخيرة في عالم التدريب في ظل امتناع الكثير من الاندية في خطب وده. التأني في تقنين الاتفاق مع غرزة يعتبر رسالة بليغة من الادارة ستبعده عن الغرور. وظيفة المُنسّق الاعلامي في نادي المريخ تحولت من وظيفة عادية إلى مثيرة للجدل! المنسق الاعلامي واحدة من مهامه تسهيل الحصول على المعلومة من قطاعات النادي المختلفة وليس توزيعها على الصحافة حسب تصنيفه للأخبار. ياسر بشير (أبوورقة) [email protected] التيار.. قوون