ماذا يفهم من هذه المعادلة العلنية التي نراها صورا وفديوهات في الاسافير؟!! ربما هذا القران الميمون من ضمن مخرجات الحوار ويفضي لنا عن تكوين الحكومة القادمة ورئيس وزرائها الذي فصلت له حكومة الإنقاذ، جبة المنصب منذ فشل مشروعهم الحضاري ولهثهم المتواصل في التخلص من نعش البلاد التي سلبوا لحمها حتى العظم ودمروها ومكنوا أسرهم من مفاصلها لتسليمها لمن توالا معهم فعلا وفكرا وبضمانة عدم المسائلة وعدم تسليم السفاح البشير للمحكمة الجنائية اذا تقاعد بعد انهاء فترة حكمة الثانية عام 2020. بعد مرور سبعة وعشرون سنه من حكم الإنقاذ، الحركة الاسلاموية لم تعد نخبا دعوية كما كانت قبل انقلاب 1989 اذ تخلقت خلال حكمها من تسلطها كمافية لفئات طبقية تتمترس في مجاهل مرجعيات الاسلام وتتوهم رغم تداعيات العزلة الإقليمية والدولية بانها الفرقة الناجية. اجتاحت هذه المافية جهاز الدولة وأحكمت قبضتها على مفاصل القوات النظامية والأمنية وتسنمت قمة السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية. وسيطرت بثقلها الولائي على مؤسسات التعليم والخدمات والنظام المصرفي والسوق وبيوت العبادة واحتضنت ازلام الهوس الديني. تاريخيا أفلح كل من ال المهدي وال الميرغني في تدجين فئات مكنتهم من القداسة والإمامة وراثيا والتحكم في حراك الاتباع بمخدر الدين في الوقت الذي استمرأوا الانغماس في نعيم الدنيا والتكالب على موائد الأنظمة الفاشلة بأوهام "استرداد المظالم والتعويضات". ما نراه ليس جديد. بدأ منذ مولد الإنقاذ وبدأ المشروع بصفقة مالية مغرية في شكل تعويضات لإل المهدي وآل الميرغني بالإضافة إلي تعيين ورثتهما كنواب لرئيس الحكومة التي بدأ الانحدار المحتوم والسريع لنهايتها. فهرول أل المهدي بدفع ولي العهد المهدوي عبدالرحمن الصادق، ومن الجانب الآخر فعل أل الميرغني كورثة لحكم السودان. وجلس وليا العهد كصورة مبروزه في القصر بدون أعباء وبمخصصات مالية وخدمية مغرية. وبعد انفراد البشير بالسلطة المطلقة وأبعاد صقور الإنقاذ التكتيكي من الواجهة لإرضاء قوى إقليمية وفتح باب الهجرة لهم ومعهم أموالهم ونسائهم وأولادهم، لم يجد البشير القائد المحنك في التآمر والدسائس وشراء الزمم، طريقا احسن من استدراج المتعطش بطبعه للسلطة الصادق المهدي وابنه عبدالرحمن. حزب الامة رغم تاريخه المهدوي القديم ودوره الوطني تحت قيادة السيد عبدالرحمن المهدي، لا يمكنه التنصل مما تراه جماهير الانصار الفقيرة من هذا العرس الأسطوري البذخي المخطط بيد الامام الصاق والبشير بحضور من سرقوا خيرات الوطن. فلماذا هاجر الحبيب الامام الصادق المهدي ولماذا رجع بطائرة الرئاسة على حساب دافع الضرائب؟!! السؤال موجه لرئيس الجمهورية. م. عبدالله الاسد [email protected]