احتضنت مكتبة المركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم فعالية حملت عنوان (التجريب في اعمال الهادي علي راضي) تحدثت فيها الناقدة نعمات كرم الله عن اعمال الهادي وعن تقنيات الشكل والمضمون في قضايا التجريب وركزت على التقنيات وتنوعها في اطار التجريب وحملت ورقتها عنوان ( افق التجريب عند الهادي راضي عَسف العَسَسَ نموذجا). الاستاذ الناقد احمد ابوحازم اختصر ورقة بعنوان (خصوبة الرمز وبلاغة الخطاب - قراءة جمالية في مجموعة عسف العسس) واشار إلى تحول التراكم الكمي إلى ابداعي على مستوى المكتبة السردية واضاف ان القاص شق طريق متميز (انت تعرف النص للهادي بمجرد ان تقرأه وهو كاتب مهموم بالتقنية ) وتحدث عن تلازمية السرد في اعمال الهادي وعن المرموزات ودلالة الخطاب . العسف تعني الظلم والجور والقهر والجبروت الذي مارسه العسس او العسكر او السلطة. وهنالك دلات واضحة واخرى مستترة .هناك قهر ومقهور والنصوص مفتوحة للتأويل وليس نصوص للمتعة فقط فيها الحكي العادي وفيها الفانتازي.جاءت نتيجة وعي جمالي وفكري فيها ادانة صريحة لمظاهر القمع وإستغلال السلطة والهادي مغرم بالحرية كمفهوم ادبي وجمالي وكقيمة انسانية .وقال ان النص يعتبر يعتبر مرجعية وتمهيد لنصوص قادمة. الكاتب دوما يبحث عن نص مفقود وهو النص الهارب الذي لا يكتب ابدا. وهو نص يقرأه الكاتب وحده آخر لحظة في حياته. واشارابوحازم إلى ان المناسبة احتفاء بصدور العمل ولا تعطي الوقت الكافي للحديث بصورة مكثفة ومتعمقة عن النصوص.وتمنى ان تتكرر مثل هذه الفعاليات عن السرد لنحتفي بالنص في السودان. الاستاذ الإذاعي القذافي عثمان قال ان المنصة مارست عليه عسف العسس فقد كان يريد قراءة نص إلا ان المنصة فرضت عليه قراءة نص آخر.اضاف بعد سكنت القاعة من الضحكات بأنه يفضل ان يطلق على الفعالية توقيع وليس تدشين. كما تحدث الأستاذ الناقد عزالدين ميرغني عن ضرورة وجود الفكرة في النص بمعنى ان يحمل النص شيئا في داخله وليس مجرد الحكي فقط. تخللت الأمسية الدافئة قراءات نصوص من اعمال القاص الهادي بصوت نهلة محكر وتقوى خليل . التهنئة انسابت من الاصدقاء القاصة سارة الجاك والاستاذ الناقد نادر السماني والأخ الكاتب آدم موسى من تشاد الجارة الشقيقة وقدم مداخلة ضافية كما كانت هنالك مداخلات من وقاص الصادق والكاتب السوداني المغربي محسن مصطفي المقيم في السويد. في الختام حيا القاص الهادي علي راضي الحضور وشكرهم على إهتمامهم وتشجيعهم وابدى تقديرهم للذين ادلو بأرائهم وقرأ نص من المجموعة.ادار المنصة الإستاذ خليل جمعة جابر متيحا للحضور إبداء ارائهم في أعمال الهادي. المكتبة الرحيبة زينت جدرانها صور كتاب خلدوا انفسهم باعمال عظيمة .على جدارانها صور لدريدا وكويلو وجيمس جويس وهيمنقواي وفوكنر وفرجينيا وولف وارويل وديستوفسكي وماركيز والطيب صالح ونجيب محفوظ وشنوا اجيبي وصلاح احمد ابراهيم والبيركامو ومحمد المهدي المجذوب وكافكا وآخرين. على الأرفف اصطفت عشرات الكتب من الأدب العالمي المترجم والعربي والسوداني وكتب في الفلسفة والتاريخ والجغرافيا والعلوم الإنسانية بالعربية والفرنسية والكثير من العناوين في فروع المعرفة المتنوعة. التنظيم الجيد جعل الحضور مرتبا على الكراسي رغم تفاعله مع النصوص والكتب ظلت مرتبة بتنسيق جيد على الأرفف متشوقة لتستقبل زائر جديد. صدرت عن دار كلمات للنشر .عناوين القصص :ادخنة متصاعدة.عسف العسس.مونولوج انثى خائبة.مناضد ملونة. تَحوّر.زوار الليل/ تقرير حالة اختفاء. لحن نشيد الثورة. الطائر المعدني . القاص الهادي راضي فازت مجموعته الأولى( فانتازيا انثى الشط) بالمركز الأول لجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي2016.عسف العسس هي المجموعة الثانية وله عدد من المقالات في الشان الثقافي في الصحف السودانية. البرنامج الثقافي للمركز الفرنسي متواصل و متنوع ويحتوي على محاضرات وافلام ومعارض فنون وفعاليات ادبية .حركة متواصلة بين جدران المركز تتجاور فيه العربية والفرنسية وتتحاوران وهما تحملان الكثير من الود والمعرفة الإنسانية. تشاطرهما احيانا لغات اخرى يحملها زوار المركز الفرنسي النشط حسب نوع الفعالية.مكتبة المركز الثقافي الفرنسي احتضنت فعاليات عديدة لكتاب سودانيين .قبل اسابيع كانت احتفى المركز بالقاصة السودانية صباح السنهوري وبمجموعتها القصصية مرايا. ضمن برنامج شهر فبراير 2017تحتضن قاعة الفنون معرض لأعمال الآثاري السويسري شارل بونيه واعمال الفنان التشكيلي حاتم كوكو(كنوز السودان) .بونيه قضى خمسين عام في السودان جاء معرضه هذه المرة بعنوان كنوز مخفية ومكتشفة.يستمر حتى الخامس من مارس. [email protected]