أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    لجنة تسييرية وكارثة جداوية؟!!    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    المريخ يتدرب بالصالة    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"العرب من وجهة نظر يابانية" 3 / 3
نشر في الراكوبة يوم 28 - 02 - 2017


بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرنا في الجزئين الأول والثاني أن بروفيسور "نوبواكي نوتوهارا" - كاتب و مترجم و أستاذ جامعي ياباني، درس الأدب العربي في جامعة طوكيو، ثم مدرسا فيها الآدب العربي المعاصر. عايش العرب حوالي 40 عاما. وفي عام 2003، كتب كتابا كاملا إسمه "العرب من وجهة نظر يابانية" يتحدث فيه عن انطباعاته عن العرب و التي تلخص كثيرا من الواقع العربي، ذكرناها بالجزء الأول وناقشنا في الجزء الثاني ثلاثة منها، والآن نناقش ما تبقى.
رابعا: (الدين) أهم ما يتم تعليمه، لكنه (لم يمنع) الفساد وتدني قيمة الاحترام.
كل مناهج الدول العربية والاسلامية بما في ذلك الناطقة بلغات أخرى، نجد أن تدريس الدين الاسلامي بكل الفروع والمسميات من فقه وسيرة وحفظ ..الخ تحتل موقعا أساسيا، بل مادة رسوب. أين المشكلة اذن؟ هل هي في طريقة التدريس؟ أم في توقيت المادة ومدى مناسبتها للطالب حتى تتناسب وعقليته واستيعابه و قناعاته؟ أم أننا ننفخ في قربة مخرومة؟ لماذا لم نحصل على النتيجة المطلوبة من التعليم الديني؟ لماذا استمر الفساد ، بل استفحل؟ لماذا تدنت قيمة الاحترام؟ وهذا موضوع هام جدا وجوهري. لقد أصبح (الاحترام قيمة مفقودة) في مجتمعاتنا داخل وخارج المنزل. حتى بين الزوج وزجته. بين الأبناء والبنات والأبوين. قارنوا ما يجري بمنازلكم الآن بما كان يجري عندما كنتم أنتم ابناء وبناتا!!! اما بالمدارس والجامعات والشارع فحدث ولا حرج. اسلوب المخاطبة والمفردات المستخدمة لا تدل على الاحترام. وفي كثير من الأحيان يقلل من قدر المخاطب. مصطلحات غريبة من الصغار للكبار، والفاظ خادشه لكل أخلاقيات المجتمع. السبب نحن. لم نربي اطفالنا كما تربينا ،وكأن من قاموا بتربيتنا كانوا على خطأ!!
خامسا: مشكلة العرب أنهم يعتقدون أن (الدين أعطاهم كل العلم) ! عرفت شخصا لمدة عشرين عاما، ولم يكن يقرأ الا القرآن. (بقي هو) ذاته، ولم يتغير
أختلف مع الكاتب في هذه النقطة. نعم فالدين أعطانا، واسس لنا وطالبنا بأن نتعلم ونبحث عن العلم ولو في الصين!! وفتح لنا الطريق لبقية العلوم الدنيوية. بل علمنا الدين أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا ، ولأخرتنا كأننا نموت غد. نقرأ القرآن يوميا، ونستمع اليه بالمذياع والأشرطة يوميا أيضا، لكن لا نتجاهل اعمالنا وتخصصاتنا وتطويرها وتحديثها. نعم هنالك من يقول أنه قد اشترى الأخرة وركز وكرس كل حياته للقرآن وحفظه والتلذذ بقراءته، وهذا هو خياره. فهو يؤمن بأن الحياة الدنيا ما هي الا (معبر) فقط للأخرة، عليه فهو غير مستعد لأن يضيع أخرته من أجل الدنيا الفانية. مثل هذا الشخص لن يرى ياباني أو اوروبي هل هو تغير أم لم يتغير بمعاييره الدنيوية أو ثقافته. فأهدافهما تختلف اختلافا جوهريا.
سادسا: المجتمع العربي مشغول بفكرة (النمط الواحد)، على غرار الحاكم الواحد، لذلك يحاول الناس أن (يوحدوا) أفكارهم وملابسهم.
يا ترى ماذا يعني الكاتب بالنمط الواحد؟ هل يعني القدوة؟ فقدوتنا الحبيب صلى الله عليه وسلم. لكن هل وصل أي منا اليها؟ هنالك تفاوت كبير بين الأفراد والمجتمعات في الالتزام بما جاء به خاتم الرسل والأنبياء الذي كان خلقه القرآن، خاصة (الحكام) واصحاب السلطة بصفة عامة. فالحبيب صلى الله عليه وسلم لم يوصي بوراثة الحكم، أو الملكية ، ولم يوصي بالانقلابات العسكرية، ولم يوصي بتولي السلطة بقوة السلاح، ولم يوصي بتزوير نتائج الانتخابات. بل يرفض الاسلام أن يؤم الناس في الصلاة الا من يختارونه وحدد لهم المعايير لذلك، اعضاء المنصب لمن يطلبه!!. توحيد الأفكار أمر صعب جدا حتى في الدين الاسلامي حيث أننا قاربنا أن نصبح 73 فرقة كما تنبأ بذلك الحبيب، بل أنهم يتقاتلون الآن ما بين شيعة وسنه و قاعدة وداعش وبوكو حرام ..الخ. أما من ناحية الفكرة العامة كمسلمين، فهنالك عرب غير مسلمين منهم أقباط ويهود. هل يتسمون بذات السمات؟ نمط اللبس حددته الظروف المناخية كمثال في السودان فهذ اللبس (الجلباب والعمة) يعود الى ما قبل التاريخ، وقبل أن تنشا دولة تسمى باليابان. واللبس في السودان لا يشبه اللبس في شمال مصر أو الشام أو العراق. أما عن الحاكم الواحد، فهذه بالفعل مشكلة مستعصية. عادة لا يتنازل الحاكم بسهولة عن منصبه. والمثل بالسودان يقول (جنا تعرفه خير من جن لا تعرفه)،وهذه مصيبة!! بل الأسوأ من ذلك أن الشخص منا دائما ما يبحث له عن (كبير) يأتمر بأمره، ويرمي عليه (تكاله) وهمومه. رئيس الجمهورية، شيخه، شيخ القبيلة، الوالد أو عميد العائلة أو الأسرة!!!!.
سابعا: لكي نفهم (سلوك) الانسان العربي العادي، علينا أن ننتبه دوما لمفهومي (الحلال والحرام.(
نعم، الحلال والحرام هما الخطوط التي تربينا عليها. لكن هل هذا عيب؟ هذ الأمور من حلال وحرام (مرتبطة بالشرف والعيب والثقة والمصداقية والاعتمادية) نجد أنها أيضا بنفس المسميات في الأديان الأخرى. فالخمر والزنا والميسر والسرقة وعقوق الوالدين أيضا من المحرمات في المسيحية واليهودية. بل أن البوذية والهندوسية وغيرها من ما نطلق عليه كريم المعتقدات لا يقبل بها. الضمير الحي لدى كل شخص سوي لا يقبل بها. عليه نقول أن الانسان العادي المسلم هو انسان طبيعي شريف وصادق، ومن يقبل بالحرام هو الشاذ ويخالف الخلق الانساني القويم الفطري. كما أن هنالك ما يعرف (بالعيب)، وهو كل ما يخرج عن الأدب. هل هنالك ما يقابله في اليابان؟
ثامنا: من المهم ان نقبل قيم المجتمعات الاخرى كما هي دون ان نشوهها او نخفض من قيمتها (على ضوء قيمنا نحن) .. وعلينا اذا ان نرى المجتمعات الاخرى كما هي .. وان (نقبلها) كما هي .
نحن كمسلمين ، عربا كنا أم مستعربين أم أعاجم، عادة ما نقبل أن يلتزم كل شخص من أي مجتمع كان بمعتقداته وتقاليده، مالم تتنافي مع ديننا ويحاول فرضها علينا. فان كان هنالك مجتمع تشيع به الفاحشة ومقبولة لديهم، ليس من المطلوب مني أن أتقبل ذلك وبنفس راضية وأظهر تقبلي له . طالبني ربي بأن أدعوهم الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والارتقاء بقيمهم وأخلاقهم ان كنت بالفعل أود أن اتعامل معهم بصدق أو أن أكون صديقا حقيقيا لهم. لك أن تشرب الخمر حسب قيمك، لكن لا تستطيع أن تجبرني أن أتقبل أن أكون متواجدا معك أو أن اشارك فيه، ليس فقط لحرمته، لكن أيضا تجنبا لتبعات السكر وذهاب العقل. لن نشوه قيمكم، فكل شاة معلقة من عرقوبها. نعم نراكم كما أنتم كما نرى الأميريكان كما هم والانجليز والفرنسيين والهنود وغيرهم. لكن عند قدومكم الى أوطاننا ومنازلنا فيجب أن تحترموا قيمنا ولا تشوهوا صورتنا أو تخفضوا من قيمتها. اقبلونا كما نحن. لعلم سيادتكم أن العرب والمسلمين لديهم احترام خاص لليابان وشعبها مقارنة بالشعوب الأخرى!!!
تاسعا: عقولنا في اليابان عاجزة عن فهم أن (يمدح الكاتب السلطة). نحن نستغرب ظاهرة مديح الحاكم، كما نستغرب رفع (صوره) في أوضاع مختلفة كأنه نجم سينمائي.
هل الكوريون عرب؟ هل الصينيون عرب؟ هل الكوبيون عرب؟ أم أن الكينين والأوغنديين وبقية الأحباب الأفارقة والعرب؟ لك أن تستغرب كما تشاء. لماذا تناقض نفسك ولا تقبل قيم غيرك؟ نقول من يمدح السلطة يطمع في عطائها. فهو انتهازي ومنافق ومتملق . ومن يضع الصورة بمكتبه فقد يكون له ذات الخصال السابقة، أو فرضت عليه أو خائف. أما الرئيس أو الملك الذي يقبل أو يطالب بوضع صوره بالمكاتب والميادين والعملة بالتأكيد هو شخص يحتاج الى مراجعة دينه وأخلاقياته، و أن يقوم بدراسة التاريخ جيدا.
تاسعا: في الدول العربية (التوتر) يغطي الشارع .. هذا التوتر يجعل الناس يتبادلون (نظرات عدوانية) ويزيد توتر المدينة نفسها اكثر فاكثر
قمت بزيارة العديد من الدول العربية والاسلامية والافريقية والأوروبية والأسيوية ، بما في ذلك دولتكم مرتين، ولم الاحظ ما تشير اليه!!! قد يكون العرب والمسلمين يتميزون بما نتعارف عليه بالكرامة ورفض الحقارة ، فتكون ردود افعالهم لا تتسم (بالبرود) كما في ثقافتكم أو الثقافة الأوروبية.
عاشرا: اول ما اكتشفت في المجتمع العربي هو (غياب العدالة الاجتماعية) وهذا يعني غياب (المبدأ الاساسي) الذي يعتمد عليه الناس .. مما يؤدي الى (الفوضى) .
العدالة من أهم تعاليم الاسلام. لكن كما ذكرنا فان السلطة مفسدة. أما العدالة الاجتماعية فقد فرض علينا ديننا (الزكاة) كأحد الأركان الخمسة. هدفها الأساسي هو العدالة. كما حثنا ديننا على (الصدقات)، وأنه لا ينقص مال من صدقة. مجتمعاتنا تتسم (بالتكافل). غالبا ما نجد أن شخص واحد من الأسرة يعمل لتوفير احتياجات الأسرة، قد يكون الأب أو الأخ الأكبر دون من أو أذى. كما أننا تربينا على اننا سنحاسب حسابا عسير أن علمنا بأن جارنا قد بات جوعانا ونحن ننام ملء أجفاننا، ونقوم بتطبيقها حرفيا وبطيب خاطر. هل هنالك عدالة اجتماعية في كل الدول التي تحكم حكما شموليا اشتراكية كانت أم رأسمالية؟ العدالة الاجتماعية هدف كل البشرية، وتعمل الأحزاب السياسية على ابرازها في برامجها، لكنها صعبة المنال والدليل على ذلك من يأكلون من مكبات النفايات في اليابان والولايات المتحدة وانجلترا وغيرها من دول العالم المتقدم (ماديا). يا ترى كم هي نسبة العطالة باليابان؟؟؟
حادي عشر: الرجل العربي له (قيمتان) واحدة في (البيت) واخرى في (الحياة العامة) .. الرجل العربي في البيت يلح على (تعظيم نفسه) ورفع قيمتها إلى السيطرة والزعامة٬ اما في الحياة العامة فهو يتصرف (وفق قدراته وميزاته ونوع عمله) وهذان الوجهان المتناقضان غالباً ينتج عنهما اشكال لا حصر لها من (الرياء والخداع و القمع( .
لا يوجد مجتمع يخلو من الرياء والخداع والقمع بوسيلة أو طريقة أو أخرى بما في ذلك اليابان. هل لديكم سجون واصلاحيات ومصحات نفسية؟ يا ترى ما هو سبب وجودها. أما في المنزل، فمعروف عبر التاريخ ومن الثقافة اليابانية أن الزوجة مطلوب منها (الانجاب فقط). أم المتعة الجنسية فهي (ليست من حقوقها) ومن العيب أن تتحدث في ذلك أو تطالب به والا اعتبرت أنها غير شريفة وغير مؤدبة وقليلة التربية!!!. أما الرجل فله أن يجد متعته الجنسية لدى فتيات الجيشا، وهنا لا يتهمه المجتمع بأنه قد ارتكب حراما أو عيبا أو أنه فاسدا وعديم الشرف وقد حرم زوجته من حقوقها المشروعة، وهو ظلم بائن وحرام أيضا. كل رجال العالم لهم (سلوكيات بالمنزل) تختلف عن سلوكياتهم بالعمل أو الشارع. فالمنزل هو مكان الراحة الذهنية والجسدية، وهو مملكة الرجل، كما هو مملكة المرأة. بمنزلك تكون على حريتك وطبيعتك وفيه تستعيد نشاطك الذهني والجسدي. في الأماكن الأخرى تضطر للتعامل مع شخصيات ونفسيات متنوعة، فتصرفاتك تتوقف على مع من تتعامل وهنا القدرات والمميزات مطلوبة وضرورية، والعمل نوع من أنواع (الشقاء) ويتطلب الراحة في ما بعد ولن نجدها الا بالمنزل، والمنزل لابد له من ضابط.
ثاني عشر: على العرب أن يفهموا التجربة اليابانية، (فسيطرة العسكر على الشعب) هي سبب دخول البلاد في (حروب مجنونة.(
ما هي التجربة اليابانية؟ هل التجربة تنفصل عن التاريخ؟ تاريخكم مبني على الساموراي، وهم أقرب للجيش حيث أنهم طبقة المحاربون، وهم أعلى طبقات مجتمعكم عبر التاريخ ولا يفوقهم الا الإمبراطورة (سليل الآلهة)!!! العسكر عادة لا يتنازلون عن السلطة بسهولة. وان تركوها سيعودون اليها مرة أخرى. لا ينطبق هذا على العرب والمسلمون فقط، لكنه في كل دوا افريقيا والشرق الأوسط والشرق الأدنى.
ثالث عشر: المجتمع العربي (عامة) ليس عنده استعداد (ليربي المواهب ويقويها( .
نقول أن الاستعداد موجود، لكن السياسات والساسة لا يرتقون لطموحات الشعوب. والدليل على ذلك المواهب المنتشرة بكثير من الدول (في المهجر)، منهم علماء ومخترعون على أعلى مستوى. بيئة تنمية المواهب والارتقاء بها تحتاج لإمكانيات لا توفرها الحكومات الحالية، لكن عليكم أن لا تفاجأوا في يوم ينتفض فيه المارد العلمي العربي والاسلامي.
رابع عشر: (السجناء السياسيون) في البلاد العربية ضحوا من أجل الشعب، ولكن الشعب نفسه يضحي بأولئك الشجعان. (انعدام حس المسؤولية) طاغ في مجتمعاتهم.
هذا هو دور السجناء السياسيين. لكن الجزء الثاني جانبه التوفيق في فهمه. الشعوب التي تحكم حكما شموليا وبواسطة الأجهزة الأمنية قد لا تظهر تعاطفها مع سجنائها السياسيين في الأماكن العامة، خاصة التي يتواجد بها أجنبي دون سبب يتطلب مناقشة مثل هذه الأمور. مهما كانت درجة احتكاك الأجنبي بالجماهير أو بالنخبة، خاصة الأكاديميين مثل هذا البروفيسر الياباني، فلن يستدرجهم أو يتفهم وجهات نظرهم. والتضحيات بالنفس شيء عادي في العالمين العربي والاسلامي. أما الهيراكيري (الانتحار) فهو محرم في الاسلام، وبطولة في اليابان!!!
خامس عشر: حين يدمر العرب (الممتلكات العامة)، فهم يعتقدون أنهم يدمرون ممتلكات (الحكومة)، لا ممتلكاته !
نتفق معك في هذا الأمر، لكن لابد من ايجاد العذر لهم. هذه ثقافة قابلة للتغيير بإذنه تعالى.
سادس عشر: و لازال العرب يستخدمون القمع والتهديد والضرب (خلال التعليم)، ويسألون متى بدأ القمع؟
بدأ القمع في ذات الوقت الذي بدأ فيه في كل دول العالم. حاليا، ومنذ عقود مضت، الضرب في المدارس ممنوع بالقانون، رغما عن مطالبة البعض من التربويين والسياسيين بعودته. السؤال هو: كيف يسمح رجل تربوي لنفسه أن يقوم بضرب طفل صغير مهما كان السبب، ولا يؤنبه ضميره، وينام ملء جفونه، وأين الأحاسيس والعواطف الأبوية والتربويةّ؟
سابع عشر: أستغرب لماذا تستعمل كلمة (ديمقراطية) كثيرا في العالم العربي!
تستعمل في العالم العربي كما تستعمل في الصين وكوريا الشمالية والكنغو الديموقراطية، وفي أغلبية دول العالم الثالث. كما تستعمل أيضا كلمة (الشعبية) في دول أخرى رغما عن أنها حكومات دكتاتورية أصيلة. لكل نظام مآربه. وكل حكومات العالم ، غالبا ما تخادع شعوبها، وكثير من الأحزاب في الدول المتقدمة تدعي أنها ديموقراطية، واللفظ مرتبط باسم الحزب، لكن عندما تتمكن من الحكم تكون الديموقراطية في واد و ممارساتهم في واد آخر. فهذا الأمر ليس محتكرا لدى الدول العربية أو الاسلامية فقط. فهل الحزب الديموقراطي الأميريكي ديموقراطي بالفعل، لأم أن ممارساته تجاه الدول ذات معيارين أو أكثر. هل الديموقراطية مقصود بها الشعب الذي تحكمه فقط ؟ أم التعامل بصفة عامة مع كل الدول وكل انسان يسير على وجه البسيطة!!! هل يتعامل الأميريكي أو الياباني الديموقراطي مع الاسرائيلي كما يتعامل مع الفلسطيني!!!! اذن لكل وجهة نظره في مصطلح الديموقراطية.
ثامن عشر: مفهوم (الشرف والعار) يسيطر على مفهوم (الثقة) في مجالات واسعة من الحياة العربية.
مفهوم الشرف في الأخلاقيات مفهوم لا يمكن التنازل عنه، خاصة في الأمور الاجتماعية والاقتصادية، وفي كثير من الأحيان له عرقة وثيقة بالسياسي والسياسة. من لا شرف له لا يمكن الثقة فيه. بل لا تقبل شهادة السفيه في المحاكم. هل يمكنك القة في شخص لا يعرف موصوم بالعار؟ من لا يحافظ على شرفه وشرف اسرته وشرف عائلته، وشرف المهنة، وشرف حزبه، وشرف امته لا يحق له أن يجد أي درجة من درجات الاحترام، وبالتالي فهو فاقد للثقة. الشرف والعار من الأساليب المتأصلة في اليابان وبدرجة مخيفة. فمن يفشل أو يخيب رجاء الدولة أو يسرق أو يتم كشف فضيحته في الاعلام يرتكب الهيراكيري، فلماذا تستغرب الأمر بالنسبة للعرب والمسلمين الذين بعث اليهم خاتم الأنبياء والمرسلين ليتمم مكارم الأخلاق؟
تاسع عشر: العرب (مورست عليهم) العنصرية، ومع هذا فقد شعرت عميقا أنهم (يمارسونها) ضد بعضهم البعض
غريب أن تستغرب هذا الأمر وانت ياباني!! العنصرية لديكم حتى ما قبل الحرب العامية الثانية متفشية ولديكم طبقات كل منها لا تقبل بالأخرى، بل أن الطبقة الدنيا تعترف بأنها أدني وأقل مكانة وشرفا دون اعتراض. طبقة التجار وطبقة المزارعين وطبقة صائدي الأسماك كل منها تعرف مكانتها بالمجتمع ولا تتعداها وتحتقر الطبقة التي تأتي بعدها في الترتيب. بل أن العنصرية واضحة ما بين الياباني والصيني والكوري والفيتنامي والتايلاندي، فكلهم لا يطيقون بعضهم البعض، ولا يقبل بأن تخطيء في جنسيته ويشعرك بالامتعاض ان أحطأت في ياباني واعتقدت بأنه صيني والعكس صحيح. العنصرية شيء قبيح، لكنه يزول بمرور الزمن و ارتفاع نسبة التعليم و الهجرات والنزوحات السكانية.
أخيرا أقول للكاتب الياباني نعم بعض النقاط قد تكون حقيقية لاختلاف الثقافات ولاختلاف وجهات النظر والخلفيات الاجتماعية والدينية وطريقة التربية. لكن السلبيات ستزول بمرور الزمن والارتقاء بالمستوى التعليمي والتفاعل بين القبائل والأفراد والجيران. لكن الغريب في الأمر أنك متخصص في اللغة العربية ولم تقرا القران، وان قرأته فلم تفهمه وتستوعبه حيث أنه المسؤول الأول عن تشكيل حياة العرب والمسلمين، وهذه هي مشكلتك الرئيسية في بعض النقاط التي لم تستطيع أن تستسيغها أو تتقبلها واستغربتها. بالمناسبة فقد أضعت فرصتك في النجاة من النار لأنك لم تتقهم القران وتهتدي للاسلام. بهذه المناسبة كتابك موجه للعرب وأنا نوبي (كنزي) بن كوش ابن حام بن نوح!!! هل يعني لك هذا شيء؟ اللهم نسألك اللطف (أمين)
جامعة الجزيرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.